الدرس19:
قال أبو الطيب رحمه الله ـ :" فَائِدَة أُخْرَى
إِنَّمَا الْمَقْصُود من الْعلم والتعليم والتعلُّم معرفَة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى " ــــ وعبادة الله ـ عز وجل ـ ــــــ " وَهِي غَايَة الغايات وَرَأس أَنْوَاع السعادات " ــــ يعني ما هو مجرد المعرفة لكن معرفة الله بأسمائه وصفاته وألوهيته وربوبيته وعبادة الله، المقصود من العلم عبادة الله " من يريد الله به خيرا يفقهه في الدين " " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " هذه الأدلة وغيرها كثير تبين أن المقصود بالتعلم هو لعبادة الله ـ عز وجل ـ " طلب العلم فريضة على كل مسلم " أي ما يَفهم به دين الله ويعبد الله به، أما قوله معرفة الله بهذا الاختصارعليه التنبيه المذكور ــــــ " وَهِي غَايَة الغايات وَرَأس أَنْوَاع السعادات ويُعبَّر عَنْهَا بِعلم الْيَقِين وَهُوَ الْكَمَال الْمَطْلُوب من الْعلم الثَّابِت من الْأَدِلَّة فإيَّاك أَن يكون شغلك من الْعلم أَن تَجْعَلهُ صفة غلبت على قَلْبك حَتَّى قضيت نحبك بتكراره عِنْد النزع كَمَا يُحْكِي أَن أَبَا طَاهِر الزيَادي"ـــــ ترجم في سير الذهبي قال :الفقيه العلامة القدوة الشيخ خرسان أبو طاهر محمد بن محمد بن محمد الزيادي الشافعي النيسابوري الأديب كان إمام أصحاب الحديث ومسندهم ومفتيهم وله ترجمة أيضا بقية الكلام فيما يأتي ــــــ " كَانَ يُكَرر مَسْأَلَة ضَمَان الدَّرك حَالَة نَزعه بل يَنْبَغِي لَك أَن تتخذه سَبِيلا إِلَى النجَاة "ـــــ يعني ساقوا القصة عنه أنه كان عند الأستاذ أبي الطاهر الزيادي أي بعض الذين ساقوا السند حين..... فسئل عن ضمان الدرك وكان في النجد وقال :إن قََبض الثمن فيصيح وإلا فلا يصيح لأنه بعد قبض الثمن يكون ضامنا ما وجب، قال السبكي قلته وهذا هو الصحيح في المذهب، ويقال عنه ضمان العهدة، وضمان الثمن وضمان الدرك؛ وهو أن يضمن الضامن للمشتري رد الثمن عند استحقاق المبيع بأن يقول تكلفت بما يدركك في هذا البيع ، وحاصله أن يقول الضامن تكلفت أو تعاهدت لك برد هذه السلعة لصاحبها ورد ثمنها منه لك عند حصول ما يقتضي رد السلعة من عيب ونحوه، هذا مضمون معناه كما في الإنصاف للمردوي والروضة للنووي والشرح المهذب إلى آخر ما ذكرنا كما في الحاشية ــــــ " وَلِهَذَا قيل من أَرَادَ أَن" ـــــ يعني هو الآن يأتي بمثال بمن شُغل بالعلم عن بعض الأمور المهمة يقول ليس هذا هو المقصود بالعلم المقصود بالعلم أن في مثل ذلك الحال يعتني بالخوف وبالرجاء وما إلى ذلك ـــ " وَلِهَذَا قيل من أَرَادَ أَن يُرغم عدوه فليحصل الْعلم وَأَن لَا يترفه فِي الْمطعم والملبس " ـــ وهذه فائدة يا إخوان ليس الكرامة بمجرد أن تكون مُرفَّها، الكرامة بطاعة الله ، مطعم أو ملبس ــــ " وَأَن لَا يتجمل فِي الأثاث والمسكن" ـــ ما كان من الأشياء الطيبة يعني يُباح للعبد استعمالها {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}[ الأعراف :32]ـــــ " بل يُؤثر الِاقْتِصَار فِي جَمِيع الْأُمُور ويتشبه بالسلف الصَّالح وَكلما ازْدَادَ إِلَى جَانب الْقلَّة ميله ازْدَادَ قربه من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" ـــــ هو يتكلم الآن عن الزهد ـــــ " لِأَن التزين بالمباح وَإِن لم يكن حَرَامًا لَكِن الْخَوْض فِيهِ يُوجب الْأنْسَ بِهِ حَتَّى يشق تَركه فالحزم اجْتِنَاب ذَلِك لِأَن من خَاضَ فِي الدُّنْيَا لَا يسلم مِنْهَا الْبَتَّةَ مَعَ أَنَّهَا مزرعة الْآخِرَة فَفِيهَا الْخَيْر النافع والسُّم الناقع
"ـــــــ وقد يستعين بما كان مباحا إذا وفقه الله على طاعة الله ــــــ " قَالَ السُّبْكِيّ فِي معيد النعم " ــــــ قال حاجي خليفة في كشف الظنون < معيد النعم > هو مبيد النقم للشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السُّبُكِي مترجم في الدرر الكامنة لابن حجر، وحسن المحاضرة للسيوطي، هو مختصر مرتب على 112 مثال، ألفه حين سُئل هل من طريق لمن سلبت نعمه إذا سلكها عادت إليه ؟ فأجاب بأن يعرف من أين أتي فيتوب منه إلى آخره والرسالة مطبوعة "رسالة معيد النعم"، قال السبكي في رسالته أو في الرسالة المقال لها < معيد النعم ومبيد النقم > ــــــــ " الْعلمَاء فرق كَثِيرَة مِنْهُم الْمُفَسّر والمحدث والفقيه والأصولي والمتكلم "ـــــ أما المتكلم فعدّه في هذا الموضع فيه نظرــــ " وَغَيرهم ويَنشعب كل فرقة هَؤُلَاءِ فرقا كَثِيرَة وَيجمع "ـــ أصحاب أهل الكلام لا يعدون من أهل العلم كما ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم في غير هذا الموضع في غير هذا الوضع كثير ولعله يمر بنا في جامع ابن عبد البر ــــ " ويَنشعب كل فرقة هَؤُلَاءِ فرقا كَثِيرَة وَيجمع الْكل أَنه حق عَلَيْهِم إرشاد وإفتاء المستفتين ونصح الطالبين وَإِظْهَار الْعلم للسائلين فمن كتم علما ألْجمهُ الله بلجام من نَار" ـــ هذا حديث صحيح تقدم الكلام عنه ـــ " وَأَن لَا يقصدوا بِالْعلمِ الرِّيَاء والمباهاة والسمعة وَلَا يَجْعَلُوهُ سَبِيلا إِلَى الدُّنْيَا فَإِن الدُّنْيَا أقل من ذَلِك" ــــ هذه فائدة الدنيا أقل من أن تسخر العلم لها "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم" ـــ" وَأَقل دَرَجَات الْعَالم أَن يدْرك حقارة الدُّنْيَا وخستها وكدورتها وانصرامها وَعظم الآخرة ودوامها وصفاءها " ـــ يعني مع تجنب ما يضره في دينه وأخذ ما ينفعه في دينه والله هذافصل جيّد لكن الوقت إلى هنا وفقكم الله .اهـ
فرغه أبو عبد الرحمن إبراهيم أوموسي
غفر الله له ولوالديه
غفر الله له ولوالديه