إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفريغ :الدرس (15-16)من كتاب (الحطة في ذكر الصحاح الستة) للعلامة المجاهد يحي الحجوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغ :الدرس (15-16)من كتاب (الحطة في ذكر الصحاح الستة) للعلامة المجاهد يحي الحجوري



    الدرس15:





    قال أبو الطيب ـ رحمه الله ـ:
    " فَائِدَة أُخْرَى

    الرحلة فِي طلب الْعلم مفيدة وَسبب ذَلِك أَن الْبشر يَأْخُذُونَ معارِفهم وأخلاقهم وَمَا ينتحلونه من الْمذَاهب تَارَة علما وتعليما وإلقاء وَتارَة محاكاة وتلقينا بِالْمُبَاشرَةِ إِلَّا أَن حُصُول الملكات عَن الْمُبَاشرَة والتلقين أَشد استحكاما وَأقوى رسوخا فعلى قدر كَثْرَة الشُّيُوخ يكون حُصُول الملكة ورسوخها والاصطلاحات أَيْضا فِي تَعْلِيم الْعُلُوم" ــــــ هذا ما دَاموا أهل حديث وأهل هدى، ولا يعني أنك تذهب تُلفلف عند أهل البدع ــــــ" والاصطلاحات أَيْضا فِي تَعْلِيم الْعُلُوم مُغَلِّطة على المتعلم حَتَّى لقد يظنّ كثير مِنْهُم أَنَّهَا جُزْء من الْعلم وَلَا يدْفع عَنهُ ذَلِك إِلَّا مُبَاشَرَته لاخْتِلَاف الطرق فِيهَا"ـــــ هو ببقائه في مكانه ربما يكون في مُجتمعه قد تأثر ببعض المعتقدات أو تأثر ببعض الأقوال فإذا خالط أهل الحديث والسنة زال عنه ذلك الدخن هذا هو، ورُبَّ إنسان يوفِّقه الله للتَّخلُّص من الباطل والبدع والضلالات بما آتاه الله ـ عز وجل ـ من إخلاص وقوة علمية وإنابة إلى الله ــــــ قال :" حَتَّى لقد يظنّ كثير مِنْهُم أَنَّهَا جُزْء من الْعلم وَلَا يدْفع عَنهُ ذَلِك إِلَّا مُبَاشَرَته لاخْتِلَاف الطّرق فِيهَا من المعلمين فلقاء أهل الْعُلُوم وتعدد الْمَشَايِخ يفِيدهُ تَمْيِيز الاصطلاحات بِمَا يرَاهُ من اخْتِلَاف طُرقهم فِيهَا فيُجرِّد الْعلم عَنْهَا وَيعلم أَنَّهَا إنهاء تَعْلِيم وتَنهض قواه إِلَى الرسوخ وَالْأَحْكَام فِي الملكات فالرحلة لَا بُد مِنْهَا فِي طلب الْعلم لِاكْتِسَابِ الْفَوَائِد والكمال بلقاء الْمَشَايِخ ومباشرة الرِّجَال وَمن تَشوَّق بفطرته إِلَى الْعلم مِمَّن نَشأ فِي الْقرى لَا يجد فِيهَا التَّعْلِيم لَا بُد لَهُ من الرحلة فِي طلبه إِلَى الْأَمْصَار"ــــــ يعني قد يريد العلم وفي قُراه وفي بلده لا يجد ما يبتغيه هو فليس له مصير إن كان يريد العلم حقا وعنده هِمَّة طيِّبة إلا أن يرحل إلى أصله وأساسه وإلى موقعه وموطنه لينهل منه، وعلى ذلك سار أهل الحديث كما في كتاب "رحلة أهل الحديث " للخطيب وغير ذلك من الكتب إلى هنا بارك الله فيكم. اهـ


    الدرس 16:




    قال أبو الطيب ـ رحمه الله تعالى ـ:
    " فَائِدَة أُخْرَى" ـــ في أسباب حصول العلم ـــ "الْحِفْظ غير الملكة العلمية وَمن كَانَ عنايته بِالْحِفْظِ أَكثر من عنايته إِلَى تَحْصِيل الملكة لَا يحصل إِلَى طائل" ــــــ أكثر من عنايته بمسائل الفقه والاجتهاد فيما يتعلق بفهمه لَا يحصل إِلَى طائل من ملكة التصرف في العلم ، نعم يكون على خير وتَقدَّم فضله وأنّه مرجع للأمة كما في حديث أبي موسى تذكرنا من هذا، إلا أنه إن ازداد خيره إضافة الفقه إلى ما عنده من الحفظ هذا أتم ـــ " وَلذَلِك ترى من حصَّل الْحِفْظ لَا يُحسن شَيْئا من الْفَنّ وتجد ملكته قَاصِرَة فِي علمه إِن فاوض أَو نَاظر " ـــ أي رُبَّما لعدم إطلاعه لعدم فهمه في بعض المسائل الفقهية، على هذا فاعتني بالحفظ وهو مادة الإمامة في الدين، واعتني بفهم ذلك المحفوظ من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن القيم يسوق في كتابه إعلام الموقعين: "فضيلة من حفظ وعلم وفقه " ، ولاشك في هذا [ إِنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا كَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَأَصَابَ أُخْرَى أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ وَسَقَوْا وَزرَعَوْا وَأَصَابَ أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ ]. الرتبة الأولى أفضل بلا شك فإنها تَمسك الماء وتُنبته وتثمره ويستفيد منها العباد و البلاد، وهذا في حق من حفظ وفهم ، وأقرب مثال يصدق عليه هذا الإمام البخاري فانظر تبويباته أنه مُحدِّث ومع ذلك انظر تبويباته الفقهية التي حيَّرت كثيرا من الشُرَّاح ـــ " وَمن ظن أَنه الْمَقْصُود من الملكة العلمية فقد أَخطَأ " ـــ يعني هو وسيلة ، الحفظ وسيلة لغاية ؛ وسيلة لفهم الدين وتطبيق العلم ـــ" وَإِنَّمَا الْمَقْصُود هُوَ ملكة الاستخراج والاستنباط وَسُرْعَة الِانْتِقَال من الدوال إِلَى المدلولات وَمن اللَّازِم إِلَى الْمَلْزُوم وَبِالْعَكْسِ فَإِن ضُمَّ إِلَيْهَا ملكة الاستحضار فَنعم الْمَطْلُوب وَهَذَا لَا يتم بِمُجَرَّد الْحِفْظ من أَسبَاب الاحتضار" ــ يعني استحضار ملكة أخرى ،الحفظ، الفقه، الاستحضار، يعني ليس معناه أن كل حافظ يستحضر، الاستحضار ما هو من السهل هو موهبة من الله وبعضهم عنده استحضار على البديهة ــ " وَهُوَ رَاجع إِلَى جودة الْقُوَّة الحافظة وضعفها وَذَلِكَ من أَحْوَال الأمزجة الخَلقية وَإِن كَانَ مِمَّا يقبل العلاج نقل الرَّازِيّ عَن الْحُكَمَاء أَن الْفَهم وَالْحِفْظ لَا يَجْتَمِعَانِ على سَبِيل الْكَمَال لِأَن الْفَهم يَسْتَدْعِي مزِيد رُطُوبَة فِي الدِّمَاغ وَالْحِفْظ يَسْتَدْعِي مزِيد يبوسة فِيهِ وَالْجمع بَينهمَا على سَبِيل التَّسَاوِي مُمْتَنع عَادَة


    (آه على فهم وَحفظ وَأَن **** استحضر الْأَشْيَاء فِي وَقتهَا) "

    ـــــ لَكن مع ذلك فضله يؤتيه من يشاء {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا }[الإسراء :20] . يعني قد يجتمع الحفظ والفهم ، وقد اجتمعا لعديد من الأئمة الحفظ والفقه إلى هنا بارك الله فيكم .اهـ
    التعديل الأخير تم بواسطة حسن بن بوشعيب زوبيري; الساعة 01-02-2012, 05:13 PM.

  • #2
    جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم وعلى جهودكم الطيب ونفع بك.

    تعليق


    • #3
      وفيك بارك
      مرحبا بك أبا سليم في هذه الشبكة السلفية المباركة بين إخوانك مفيدا ومستفيدا

      تعليق

      يعمل...
      X