إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفريغ :الدرس 14 من كتاب (الحطة في ذكر الصحاح الستة) للعلامة المجاهد يحي الحجوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغ :الدرس 14 من كتاب (الحطة في ذكر الصحاح الستة) للعلامة المجاهد يحي الحجوري


    الدرس: 14




    قال العلامة أبو الطيب صديق حسان خان ـ رحمه الله ـ :" فَائِدَة أُخْرَى" ـ قبل هذا مما ذكره من الفوائد؛ فوائد العلم حتى لا أنسى صفحة 24 قال :" وَمِنْهَا الْإِخْلَاص فِي مقاسات هَذَا المسلك وَقطع الطمع عَن قبُول أحد وتقليل الْعَوَائِق حَتَّى الْأَهْل وَالْأَوْلَاد والوطن " ــ طيّب هذا ما هو على إطلاقه أن الأهل والأولاد من أسباب ضعف تلقي العلم وتحصيله، والبركة من الله نعم قد يُشغل الإنسان ،لكن قد يبارك الله ـ عز وجل ـ على قدر الحال، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى بقوله " فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة "وأخبر عليه الصلاة والسلام قال " خيركم أكثركم نساء " خير هذه الأمة أكثره نساء هكذا يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا الجانب قد يحصل من أهل العلم من تفرَّغ ، وقد َََذكر بعض الكتّاب في رسالة موجودة العلماء الذين لم يتزوّجوا العلماء العزّاب نحو ثلاثين عالما من العزّاب، علماء بارزين جدا منهم شيخ الإسلام والنووي والحافظ المزي والشيرازي، الظاهر أو جلّ جملة من هؤلاء ، والله ـ عز وجل ـ يقول :{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً }[الرعد :38].
    طيّب هناك أئمة أيضا تزوّجوا ولهم أولاد كثير وفتح الله عليهم، الشاهد من هذا أن هذا ما هو على إطلاقه إنما قرأنه نحن باعتبار أن هذه أشياء أغلبية منهم من يفتح الله عليهم مع أشغاله ومع كذلك ، ومنهم من يتفرغ لهذا الشأن والبركة من الله . ـــ
    قال :" فَائِدَة أُخْرَى
    يُقدم فِي تَعْلِيم الْعُلُوم الأهم فالأهم فِيهِ ــ الأهم فالأهم ــ والوسيلة مُقَدّمَة على الْمَقْصد " ـــ وهذا خير يا إخوان، هذا الموضع الذي أفادنا الإمام العلامة صديق حسن خان بهذه الفوائد من أن يأتي مثلا من يجمعها ويُحشيها ولم يعزوها حتى إلى قائلها هذا أخذها مسراقة صحيح ما ينبغي، إذا استفاد علما عزاه إلى صاحبه، والله يُصلِح ذاك الذي يُلقِّط مثل هذه وعلى أنها علم من عنده وعلى أنه استفادها وما إلى ذلك وهي هذه حصيلتها ها هنا ــ " يُقدم فِي تَعْلِيم الْعُلُوم الأهم فالأهم فِيهِ والوسيلة مُقَدّمَة على الْمَقْصد كَمَا أَن المباحث اللفظية مُقَدّمَة على المباحث المعنوية لِأَن الْأَلْفَاظ وَسِيلَة إِلَى الْمعَانِي وَالتَّحْقِيق أَن تُقدم الْعلم على الْعلم لثَلَاثَة أُمُور"ـــ يعني أهم فأهم ــ :

    1- " إِمَّا لكَونه أهم مِنْهُ كتقديم فرض الْعين على فرض الْكِفَايَة وَهُوَ على الْمَنْدُوب إِلَيْهِ وَهُوَ على الْمُبَاح وكتقديم الْكتاب وَالسّنة على الْإِجْمَاع وَالْقِيَاس وكتقديم السّنَن على الْبدع" ـــ أمّا البدع تُرفض ــ " وَإِمَّا لكَونه وَسِيلَة إِلَيْهِ
    وَإِمَّا لكَون مَوْضُوعه جُزْء من مَوْضُوع الْعلم الآخر والجزء مقدم على الْكل فَيقدم الصّرْف على النَّحْو "ـــ لا فيه نظر هذا ــ"وَرُبمَا يُقدم علم على علم لَا لشَيْء بل الْغَرَض مِنْهَا التمرين على إِدْرَاك المعقولات كَمَا أَن طَائِفَة من القدماء قدمُوا تَعْلِيم الْحساب وَكَثِيرًا مَا يُقدمون الأهون فالأهون" ـــ وأحسن ما يُقال في ذلك {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ }[آل عمران:79] في تفسير الآية، علموا الناس صغار العلم قبل كبارها على قدر ما يفهمه الناس مع التأنق في العبارة ــ " وَلذَا قدم المصنفون فِي كتبهمْ النَّحْو على الصّرْف ولعلهم راعوا فِي ذَلِك أَن الْحَاجة إِلَى النَّحْو أمس ثمَّ إِنَّه يخْتَلف فروض الْكِفَايَة فِي التَّأْكِيد وَعَدَمه بِحَسب خلو الْأَعْصَار والأمصار فَرب مصر لَا يُوجد فِيهِ من يُقيم الْفَرِيضَة إِلَّا وَاحِد أَو إثنان وَيُوجد فِيهِ عشرُون فَقِيها فَيكون تعلم الْحساب فِيهِ أكد من أصُول الْفِقْه وَالْوَاجِب علمه هُوَ فرض عين وَهُوَ كل مَا أوجبه الشَّرْع على الشَّخْص فِي خَاصَّة نَفسه وَمَا أوجبه على الْمَجْمُوع ليعملوا بِهِ لَو قَامَ وَاحِد لسقط عَن البَاقِينَ يُسمى فرض كِفَايَة " ـــ واستفدنا من جامع ابن عبد البر فائدة في هذا الموضع تستفاد، يعاد إليها أيضا أتقن من هذا ــ " والعلوم الَّتِي هِيَ فروض كِفَايَة على الْمَشْهُور كعلم لَا يسْتَغْنى عَنهُ فِي قِوام أَمر الدُّنْيَا وقانون الشَّرْع كفهم الْكتاب وَالسّنة وحفظهما من التحريفات وَمَعْرِفَة الِاعْتِقَاد بِإِقَامَة الْبُرْهَان عَلَيْهِ مِنْهُمَا وَإِزَالَة الشُّبه وَمَعْرِفَة الْأَوْقَات والفرائض وَالْأَحْكَام الفرعية وَحفظ الْأَبدَان والأخلاق والسياسة وكل مَا يُتَوَصَّل بِهِ إِلَى شَيْء من هَذِه كعلم اللُّغَة والتصريف والنحو والمعاني وَالْبَيَان وَمَعْرِفَة الْأَنْسَاب والحساب إِلَى غير ذَلِك" ــــ أقول هذه تنقطع دونها عناق المطي، العلوم هذه ربما يموت الإنسان قد لا يصل إليها ولكن من وفّقه الله للإلمام بعلوم ليست مُحرّمة هنيئا له، أمّا إذا كان ولابد من إدراك علم أو كذلك فَخُذ علم الكتاب والسنة واجتهد فيهما وهذا خير كثير مع معرفة اللغة العربية ، علم الحديث وما كان من هذا الذي هو أصول العلوم، فمن العلوم ما هو وسيلة ومن العلوم ما هو غاية ، فلا يقال في النحو مثلا هو غاية لا إلى أن يموت وهو ما يَزال قام زيد، ضرب زيد عمرا وما إلى ذلك لا، ولكن يُقال في علم الحديث، وعلوم القرآن، علم الكتاب والسنة هذه مع أنها وسائل أيضا هي غايات يموت الإنسان وهو ما يزال فيها ، والعلوم الأخرى لفهمها وللتعبد لله ـ عز وجل ـ بها ـــ " إِلَى غير ذَلِك من الْعُلُوم الَّتِي هِيَ وَسَائِل إِلَى هَذِه الْمَقَاصِد وتفاوت درجاتها فِي التَّأْكِيد بِحَسب الْحَاجة إِلَيْهَا" ــ إلى هنا وفقكم الله .اهـ




    فرغه راجي رحمة الغفور

    أبو عبد الرحمن إبراهيم أوموسي
    غفر الله له ولوالديه
    5 ريع الأول 1433هـ
    أكادير المغرب الأقصى
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم المصطفى موقدار; الساعة 28-01-2012, 06:52 PM.
يعمل...
X