الدرس 11
قال : "فَائِدَة أُخْرَى
لَا شَيْء من الْعلم من حَيْثُ هُوَ علم بضار وَلَا شَيْء من الْجَهْل من حَيْثُ هُوَ جهل بِنَافِع لِأَن فِي كل علم مَنْفَعَة إِمَّا فِي أَمر الْمعَاد أَو المعاش أَو الْكَمَال الإنساني وَإِنَّمَا يُتَوَهَّم فِي بعض الْعُلُوم أَنه ضار أَو غير نَافِع لعدم اعْتِبَار الشُّرُوط الَّتِي تجب مراعاتها فِي الْعلم وَالْعُلَمَاء فَإِن لكل علم حدًا لَا يتجاوزه " ــــــ "وَإِنما يُتَوَهَّم" بعضها ليس بتوهم ،بعض العلوم الضرر فيها متحقق وعدم النفع فيها أيضا كعلم الكلام يمدحه بعض الذين قد وقعوا فيه وبعض الذين رأوا يعني بعض الناس الشوكاني أثنى عليه وقبله أيضا، لكن هذا ليس بصحيح هذا تنبيه على كلمة " وَإِنمَا يُتَوَهَّم في بعض الْعُلُوم أَنه ضار أَو غير نَافِع " ــــــ " فَمن الْوُجُوه المُغْلَطَة أَن يظنّ بِالْعلمِ فَوق غَايَته كَمَا يظنّ بالطب أَنه يُبريء من جَمِيع الْأَمْرَاض وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِن مِنْهَا ما لَا يبرأ بالمعالجة "ـــ والقصد بالعلم يعني بذلك النوع من العلم، وأما العلم علم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكل ما ظُنَّ به من الخير فهو فوق ذلك ـــ
" وَمِنْهَا: أَن يُظنّ بِالْعلمِ فَوق مرتبَة فِي الشّرف" ــ كذا في الأصل ولعل صواب العبارة (أَن يُظنّ بِالْعلمِ فَوق مرتبَته) ــ "كَمَا يُظنّ بالفقه أَنه أشرف الْعُلُوم على الْإِطْلَاق وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِن علم التَّوْحِيد وَالْكتاب وَالسّنة أشرف مِنْهُ قطعا".
وَمِنْهَا أَن يُقْصد بِالْعلمِ غير غَايَته كمن يتَعَلَّم علما لِلْمَالِ أَو الجاه فالعلوم لَيْسَ الْغَرَض مِنْهَا الِاكْتِسَاب بل الِاطِّلَاع على الْحَقَائِق وتهذيب الْأَخْلَاق "ــ وتَعبد الله ـ عز وجل ـ بما يُعبد الله ـ عز وجل ـ به أو بها ـــ "على أَنه من تعلم علمًا للاحتراف لم يَأْتِ عَالما إِنَّمَا جَاءَ شَبِيها بالعلماء" ــ ومِثل هذا ربما انتفع من العلم، قال الله: { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخرة هُمْ غَافِلُونَ }[ الروم :7]. فهذا قد يحصل في الكافر، والله يقول: { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ }[ الأنعام:37]. نفى العلم عن من لا عناية له بدين الله ـــ قال: " إِنَّمَا جَاءَ شَبِيهًا بالعلماء وَلَقَد كُوشِف عُلَمَاء مِن وَرَاء النَّهر ــ وراء النهر يراد به ماوراء نهر جَيْحون خرسان على آخر ما ذُكر ـــ " بِهَذَا ونطقوا بِهِ لما بَلغهُمْ بِنَاء الْمدَارِس بِبَغْدَاد أَقَامُوا مأتم الْعلم وَقَالُوا كَانَ يشْتَغل بِهِ أَرْبَاب الهمم الْعليّة والأنفس الزكيّة الَّذين يقصدون الْعلم لشرفه والكمال بِهِ فَيَأْتُونَ عُلَمَاء ينْتَفع بهم وبعلمهم وَإِذا صَار عَلَيْهِ أجرة تَدانى إِلَيْهِ الأخساء وأرباب الكسل فَيكون سَببا لارتفاعه" ــ انظر الآن حول العلماء لمّا بلغهم أن العلم صار عبارة عن أجرة وفي المدارس أقاموا المأتم عليه وبكوا حزنا على ما حصل للمسلمين ـــ
" وَمِنْهَا أَن يُمتهن الْعلم بابتذاله إِلَى غير أَهله كَمَا اتّفق فِي علم الطِّبّ فَإِنَّهُ كَانَ فِي الزَّمن الْقَدِيم حِكْمَة موروثة عَن النُّبُوَّة فصار مُهانا لما تعاطاه الْيَهُود بل زَالَ الْعلم بهم" ــ هو صار اتخذوه للدنيا ـــ " وَمَا أحسن قَول أفلاطون" ــ أحد الأساطين الخمسة قال هو في أبجد العلوم أحد الأساطين الخمسة للحكمة من اليونان أخذ عن فيثاغورس وشارك مع سقراط عن الأخذ عنه إلى أن قال: ومن جملة أساتذة الحكمة أرسطاطاليس تلميذ أفلاطون لازم خدمته مدة عشرين سنة قلت: هو وأمثاله من كفرة الفلاسفة ـــ" إن الْفَضِيلَة تستحيل فِي النَّفس الرَّديئَة رذيلة كَمَا يَسْتَحِيل الْغذَاء الصَّالح فِي بدن السقيم إِلَى الْفساد" ــ يعني أن الفضيلة وهذا قول أفلاطون ،أفلاطون ما يعتبر ، لكن معناه أن الإنسان الذي لا يُعظم الفضيلة ربما أهانها، والحكمة قد تخرج من لسان من ليس بصالح عبارة عن حكمة ـــ
" وَمِنْهَا :أَن يكون الْعلم عَزِيز المنافع رفيع الرقي قَلّما يتَحَصَّل غَايَته ويتعاطاه من لَيْسَ من أَهله لينال من تمويهه غَرضا كَمَا اتّفق فِي عُلُوم الكيميا والسيمياـ ـــــ ذَكر في أبجد العلوم أن هذا الاسم يُطلق على ما هو غير حقيقي من السحر إلى أخره ، أبجد العلوم يعني يَذكر هذه المسائل يعني الكيمي والسيمي ونحوه ــــــ " وَالسحر والطلسمات وَالْعجب مِمَّن يقبل دَعْوَى من يَدعِي علما من هَذِه الْعُلُوم فَإِن الْفطْرَة قاضية بِأَن من يطلع على ذُبَابَة من أسرار هَذِه الْعُلُوم يكتمها عَن وَالِده وَولده" ـــ يعني كثير من الناس يَكْتُم هذا العلم حتى لا يُنافس في علوم الدنيا، أمّا علم الدين فَيُبذَل عند الصالحين ، يَبْذلونه ـــ
" وَمِنْهَا: ذمّ جَاهِل متعالم لجهله إِيَّاه فَإِن من جهل شَيْئا أنكرهُ وعاداه كَمَا قيل الْمَرْء عَدو لما جَهله وَقَالَ تَعَالَى { بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ }[ يونس :39] أَو ذمّ جَاهِل متعالم لتعصبه على أَهله بِسَبَب من الْأَسْبَاب وَلَعَلَّ المُرَاد من منع الْأَئِمَّة عَن تَعْلِيم بعض الْعُلُوم وتَعلُّمِه تَخْلِيص أَصْحَاب الْعُقُول القاصرة من تَضْييع الْعُمر وتوزيبه بِلَا فَائِدَة فَإِن فِي تَعْلِيم أَمْثَاله لَيْسَ لَهُ عَائِدَة وَإِلَّا فالعلم إِن كَانَ مذموما فِي نَفسه لَا يَخْلُو تَحْصِيله عَن فَائِدَة أقلهَا رد الْقَائِلين بهَا كالمنطق وَغَيره" ـــ وهذا ما يُسلَّم له ، المنطق مذموم عند علماء الإسلام، قال شيخ الإسلام كما في كتاب المنطق من مجموع وقال في مجموع الفتاوى : ولهذا مازال علماء المسلمين يذمونه ويذمون أهله ، قال السيوطي في رسالة القول المشرق في تحريم الاشتغال بالمنطق ضمن الحاوي فن المنطق فن خبيث مذموم يحرم الاشتغال به مبني بعض ما فيه القول بالهيولي الذي هو كفر يجرُّ إلى الفلسفة والزندقة وليس له ثمرة دينية أصلا بل ولا دنيوية نصّ على مجموع ما ذكرتُ أئمة الدين وعلماء الشريعة إلى هنا بارك الله فيكم .اهـ
*****************************
ملاحظة : النقط(....) عبارة عن كلام غير مسموع أو غير مفهوم لدي المرجو من الإخوة المراجعة مع سماع الصوتي
.
فرغه راجي رحمة الغفور
أبو عبد الرحمن إبراهيم أوموسي
غفر الله له ولوالديه
ليلة الثلاثاء فاتح ربيع الأول 1433هـ
أبو عبد الرحمن إبراهيم أوموسي
غفر الله له ولوالديه
ليلة الثلاثاء فاتح ربيع الأول 1433هـ