تفريغ للدرسين (133-134) من كتاب :
( الحِطَّة في ذكر الصِّحاح الستَّة )
للشيخ العلامة المجاهد الناصح الأمين
يحيى بن علي الحجوري - حفظه الله ـ
الدرس 133:
قال أبو الطيب رحمه الله:" وليس كل كتاب ينقل المصنف عنه سالما من العيب محفوظا له عن ظهر الغيب حتى يلام في خطائه فينبغي أن يتأدب عن تصريح الطعن للسلف مطلقا ويُكنى بمثل قيل وظن ووهم واعترض وأجيب وبعض الشراح والمحَشى أو بعض الشروح والحواشي ونحو ذلك من غير تعيين كما هو دأب الفضلاء من المتأخرين فإنهم يأنفون في أسلوب التحرير وتأدبوا في الرد والاعتراض على المتقدمين بأمثال ما ذُكر" ـ الرد العلمي جيد حتى وإن سمي المخطئ أو الكتاب نعم ويكون ردا لقصد رد الخطأ لا الشماتة ــ وتأدبوا في الرد والاعتراض على المتقدمين بأمثال ما ذكر تنزيها لهم عما يفسد اعتقاد المبتدئين فيهم وتعظيما لحقهم وربما حملوا هفواتهم على الغلط من الناسخين لا من الراسخين وإن لم يكن ذلك قالوا لأنه لفرط اهتمامهم بالمباحثة والإفادة لم يُفرغوا لتكرير النظر والإعادة ـ يعني كما اعتذروا للحاكم في مستدركه ... وُجدت فيه مع أنه استدرك على الصحيحين في موضوعات، وضعاف كثير ويسلم منه ما يسلم ومع ذلك كون لعله قمشّ ولم يفتش، لعله جمع ولم يُصحح وما إلى ذلك ، وفّته المنية قبل أن يُنقح ، وُجد هذا من الأقوال ، وربما حملوه. ... من الغلط.
قال :" وإن لم يكن ذلك قالوا لأنه لفرط اهتمامهم بالمباحثة والإفادة لم يفرغوا لتكرير النظر والإعادة" ـ أي شغلوا بالعلم حتى انشغلوا عن المعاودة لكتبهم وتنقيحها وفي هذا نظر ينبغي العناية أيضا بالكتب ــ " وأجابوا عن لمز بعضهم بأن ألفاظ كذا وكذا ألفاظ فلان بعبارته بقولهم إنا لا نعرف كتابا ليس فيه ذلك فإن تصانيف المتأخرين بل المتقدمين لا تخلو عن مثل ذلك لا لعدم الاقتدار على التغيير بل حذرا عن تضييع الزمان فيه وعن مثالبهم بأنهم عزوا إلى أنفسهم ما ليس لهم بأنه إن اتفق فهو من توارد الخواطر كما في تعاقب الحوافر على الحوافر هكذا في كشف الظنون ــ هذا نقل من كشف الظنون ــ ولله در صاحب مشكاة المصابيح حيث قال فإذا وقفت عليه ــ أي الخطأ ـ فأنسب القصور إلي لقلة الدراية لا إلى جناب الشيخ رفع الله قدره في الدارين حاشا لله من ذلك".
*****************************
الدرس 134:
قال أبو الطيب رحمه الله:" الفصل الثالث عشر في علم الأدعية والأوراد ــ أي الأذكار الواردة الثابتة ــ وهو علم يبحث فيه عن الأدعية المأثورة ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ والأوراد المشهورة بتصحيحهما وضبطهما وتصحيح روايتهما وبيان خواصهما وعدد تكرارهما وأوقات قراءتهما وشرائطهما ومبادئه مبينة في العلوم الشرعية والغرض منه معرفة تلك الأدعية والأوراد على الوجه المذكور لينال باستعمالها الفوائد الدينية والدنيوية " ــ أي باستعمالها بذكرها الدنيوية والدينية
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)}[الأحزاب ].
قال :{ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [الأحزاب :35] .
الدينية والدنيوية ، فمن منافع الذكر الدينية ما لا يحصيه إلا الله ، ومن منافع الذكر الدنيوية : ثبات الدين، وزهوق الباطل، والنصرة على الأعداء ، وكبت الشيطان، والانتصار على النفس الأمارة بالسوء ، وجاب الخير والطمأنينة {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)
ولا يحصى في هذا الموضع منافع الذكر الدينية والدنيوية {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًاــ هذه منافع دينية ودنيوية ــ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًاــ هذه منافع دنيوية ـ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ــ منافع دنيوية ــ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } [نوح] ــ منافع دنيوية ــ ... { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ــ منافع دنيوية ــ وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ــ وهكذا منافع دنيوية، وقد يشمل القوة الإيمانية التي نفع دنيوي وأخروي ، هذا نموذج على قوله الفوائد الدينية والدنيوية ، فوائد في الأذكار دينية ودنيوية، ومن تخلى عن ذكر الله حُرِم الفوائد الدينية والدنيوية،حُرِم ، وتسلط عليه الشيطان وأعدائه ونفسه الأمارة بالسوء ــ
قال :"ذكره المولى أبو الخير من فروع علم الحديث ــ وفعلا هي من علم الحديث لأنها الأذكار ليست عبارة عن كلام مختارة ، ولكنها أذكار ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبار جاءت عنه، ومن تساهل في أمر الأدعية والأذكار والترغيب والترهيب بأنها ما ثبت منها وما لا يثبت ما هو صحيح، فلابد في حق الذكر الذي أنت تتحراه أن يكون ثابتا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تأتي بذكر مُحدَث، ولا بِورد مُحدَث، ولا تجعل ذلك الذكر في غير موضعه، لهذا هي داخلة في علم الحديث، وإن كانت هي أيضا داخلة في الرقاق والزهديات وتهذيب النفس وحسن سلوكها ــ "ومن الكتب المصنفة فيه كتاب الأذكار للنووي " ــ كتاب الأذكار للنووي كتاب جميل ودخله ما قد علمتم من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ومن تلك الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأيضا من اصطلاح النووي على ما جرى عليه أبو داود وسكت عنه فهو عنده حسن عند أبي داود، وأمثال ذلك دخلت بدع في كتاب الأذكار تُجتنب أحاديثه الضعيفة والموضوعة، وما ينبني على ذلك من الإستحسانات المخالفة، وإلا فو الله يعزو إليه النووي إليه كثيرا (إلى كتابه ) وقد ذكرنا في كتاب الأذكار ومن أقدم كتبه ، وهو كتاب جميل رتّبه على الأبواب الفقهية ترتيبه مع أنه أذكار مشى فيه من الطهارة إلى آخره إلى أبواب أخر في المسائل الفقهية، ترتيبا جيدا جميلا ، وتناول ما يتعلق بأذكار الصباح والمساء واليقظة والنوم سائر ما يتعلق بذلك.
"والحصن الحصين للجزري" ، الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين لشمس الدين أبي العلاء أتعبنا هذا، الحصن الحصين يعني هذا الكتاب في البحث عنه وعن مؤلفه ما رأينه في مكتبتنا طيب
من كلام سيد المرسلين لشمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف العمري الدمشقي صاحب كتاب غاية النهاية في طبقات القراء وكتابه مطبوع في المكتبة العصرية ، شرحه العلامة الشوكاني في تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين، والكتاب مطبوع ، يعني كان كتاب الشوكاني مشهور تحفة الذاكرين بناء على هذا الكتاب الحصن الحصين الجزري وزاد الشوكاني زيادات مهمة جيدة ــ " والورد الأفخم والحزب الأعظم للعلي القاري الهروي المكي رحمهم الله تعالى وغير ذلك ــ الحزب الأعظم والورد الأفخم مذكور في كتاب كشف الظنون ـ " وغير ذلك " ـ أي كثير من الكتب في هذا الجانب ومن أجودها الوابل الصيب للإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ ، وهكذا الكليم الطيب لشيخ الإسلام وغير ذلك كتب جميلة لا يستغني عنها أحد في بابها منها ما هو مسند ومنها ما هو غير مسند ، وغير المسند أكثر ، والقصد الآن أن هذه الكتب هي المصنفة بمفردها ، أما المضمنة أقصد في بطون الكتب فكثير ، كثير جدا قلّ أن تجد كتابا مصنفا على الأبواب ما يعطي هذا الجانب حقه.
إلى هنا بارك الله فيكم .اهـ
ملاحظة: ... عبارة عن كلمة أو كلام غير مفهوم
ملاحظة: ... عبارة عن كلمة أو كلام غير مفهوم
*******
فرغه راجي رحمة الغفور
أبو عبد الرحمن إبراهيم أوموسي
غفر الله له ولولديه
المغرب الأقصى
أبو عبد الرحمن إبراهيم أوموسي
غفر الله له ولولديه
المغرب الأقصى
تعليق