التبيين لبعض الخير
في
جهاد الكافرين والزنادقة المعتدين
للشيخ العلامة الناصح الأمين
أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري
حفظه الله تعالى
خطبة جمعة
بتاريخ الثامن من شهر الله المحرم 1431هـ
بتاريخ الثامن من شهر الله المحرم 1431هـ
الخطبة الأولى
الحمد لله، نحمده و نستعينه، ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }[آل عمران:(102)]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا *}[الأحزاب:80-81].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس استأثر الله عز وجل بعلم الغيب فقال سبحانه:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ * بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66)} [النمل :65-66].
وقال سبحانه: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا *}[ الجن :26-27].
وقال الله عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاء} [ آل عمران :179].
وقال {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } [ البقرة :255]وقال {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}[ البقرة :255].
فعلم الغيب من خصائص رب العالمين ـ سبحانه وتعالى ـ يقول الله عز وجل :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:33-34].
عُلم من هذه الأدلة أن الله عز وجل استأثر بعلم الغيب، وأن الإنسان لا يدري من الخير والشر إلا ما أدراه الله عز وجل به وأطلعه عليه أو ما أبانه في سننه وفي شرعه الحكيم؛أعني أن أمورا أوضحها الله ـ عز وجل ـ وبينها في كتابه،ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [ البقرة :216].
هذه أية عظيمة ، فكم تكره النفوس القتال وتحب الدعة والهدوء،أبيان الله عز وجل ذلك في كتابه{وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ }أي شديد عليكم ،قال الله {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا }أي من الدعة والهدوء وعدم قتال الكافرين والمشركين والزنادقة المعتدين{وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ }وإننا إذ نستعرض بعض الخير فيما ذكر في هذه الآية تحت قول الله عز وجل:
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون }[ البقرة :216] .
فمِن الخير الذي تكرهه النفوس، ويعلمه الله عز وجل للعباد فيه خير، ويهيئه لهم، وربما كانوا كارهين له، ويظنون أن ذلك يحصل منه الضرر عليهم من حيث لا يشعرون، من ذلك الخير، أن قتال الكافرين ، والمشركين ، والزنادقة المعتدين، يُمكِّن الله عز وجل به لهذا الدين ، وهذا والله خير عظيم، قال الله عز وجل في كتابه الكريم:
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}[الأنفال:39].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }[آل عمران:(102)]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا *}[الأحزاب:80-81].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس استأثر الله عز وجل بعلم الغيب فقال سبحانه:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ * بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66)} [النمل :65-66].
وقال سبحانه: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا *}[ الجن :26-27].
وقال الله عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاء} [ آل عمران :179].
وقال {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } [ البقرة :255]وقال {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}[ البقرة :255].
فعلم الغيب من خصائص رب العالمين ـ سبحانه وتعالى ـ يقول الله عز وجل :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:33-34].
عُلم من هذه الأدلة أن الله عز وجل استأثر بعلم الغيب، وأن الإنسان لا يدري من الخير والشر إلا ما أدراه الله عز وجل به وأطلعه عليه أو ما أبانه في سننه وفي شرعه الحكيم؛أعني أن أمورا أوضحها الله ـ عز وجل ـ وبينها في كتابه،ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [ البقرة :216].
هذه أية عظيمة ، فكم تكره النفوس القتال وتحب الدعة والهدوء،أبيان الله عز وجل ذلك في كتابه{وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ }أي شديد عليكم ،قال الله {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا }أي من الدعة والهدوء وعدم قتال الكافرين والمشركين والزنادقة المعتدين{وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ }وإننا إذ نستعرض بعض الخير فيما ذكر في هذه الآية تحت قول الله عز وجل:
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون }[ البقرة :216] .
فمِن الخير الذي تكرهه النفوس، ويعلمه الله عز وجل للعباد فيه خير، ويهيئه لهم، وربما كانوا كارهين له، ويظنون أن ذلك يحصل منه الضرر عليهم من حيث لا يشعرون، من ذلك الخير، أن قتال الكافرين ، والمشركين ، والزنادقة المعتدين، يُمكِّن الله عز وجل به لهذا الدين ، وهذا والله خير عظيم، قال الله عز وجل في كتابه الكريم:
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}[الأنفال:39].
فما شُرع قتالهم إلا من أجل إقامة دين الله الحق في أرضه وبلاده، وفي شرعه ودينه، وفي عباده وفي الكون كله، نعم ما شُرع قتالهم إلا لدفع شرهم قال الله عز وجل لنبيه:{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا}[النساء:84].
فمن أعظم أهداف قتال الكافرين، والزنادقة المعتدين هو كف شرهم ،وكف صولتهم على المسلمين ، وكف بغيهم واعتدائهم، وتقطيعهم للطرقات،وترويعهم للآمنين، وزعزعتهم للدين، وغير ذلك من المقاصد الشرعية الحميدة ، ثبت عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ في سبيل الله " .
نعم هذا أمر غُفل عنه كثيرا إن من الخير المذكور في هذه الآية {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون }[ البقرة :216].
من الخير أن الله ـ عز وجل ـ يحب من يقاتل لإعلاء كلمته، ولنصرة دينه،وللدفع عن عرضه وماله وأهله ،وقد استثار الله المسلمين فقال:
{أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13)قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ }[ التوبة: 13-14}.
والله مواعد عظيمة، إلى قوله{وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ}[التوبة:15].
فنعم يا أخي ما من مُغرض للإسلام إلا وقد امتلاء قلبه غيظا عليك، وعلى أهلك، ولكن و بعض الناس شرير و لكن إذا عرف العقوبة قلّ شره، وللإجرام تحسِبه شديدا ضعيف الرأي يجهل ما يضره نعم،
{وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ}[التوبة:15].
وتزول تلك الشراسة على المسلمين، ويمكِّن الله عز وجل للمسلمين ، كفى بذلك شرفا أن الله عز وجل يحبه ويحب من قام به ،قال عز من قائل :{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ }[ الصف :4].
كفى والله شرفا أن الله يحبه، نعم ويقول سبحانه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }[المائدة :54].
يا سبحان الله! شيء تكرهه النفوس وهو فضل من الله سبحانه على العباد {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }، إن قتال الكافرين، والبغاة المعتدين يقمع الله عز وجل به بغيهم، ويكسر به شوكتهم، ويمكن لدينه في أرضه، ويجلب الفلاح للأمة، قال الله عز وجل :
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[المائدة :35].
فلا فلاح للأمة إلا بالقيام بدين الله، نعم والله، جاهد نفسك أيها المسلم، وجاهد الشيطان، وجاهد الكفار، وجاهد المنافقين وجاهد البغاة الزنادقة المعتدين، أمر الله نبيه بذلك:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }[ التوبة:73-التحريم:9].
الغلظة عليهم مطلوبة، والضعف أمامهم ليس بمحمود لا عند الله ولا عند صالح عباده،
نعم قال الله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ }[ التوبة :38]، وقال {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }. فعُلم بهاتين الآيتين أن الخير كله في قتال الكافرين،
ألا تدل على قتال الطلب ما بالك بقتال الدفع عن النفس و العرض والمال والدين من باب أولـى، امرأة لو بغي عليها شُرع لها أن تقاتل؛
لو بغي على المرأة وهي ليس عليها قتال شُرع لها أن تدافع عن نفسها، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم بيد أم مسلم خنجرا قال ما هذا يا أم مسلم قالت :لأبقر به بطن من دنى مني فأقرها رسول الله صلى عليه وسلم على ذلك ، نعم هذا قتال الدفع عن النفس
" مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ َمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ مَنْ قُتِلَ دُونَ عرضه فَهُوَ شَهِيدٌ ".
كفى بذلك شرفا أنه حي وليس بميت إلا أنه حياة برزخية لقول الله ناهيا أن يقال إنه ميت،
{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ }[ البقرة :154].
ولقول الله:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ}[آ ل عمران].
أي ما عندهم حزن ، ما هو حزين أبدا على ما ترك ، ولا كذلك حزين على دنيا،
{ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)} [آ ل عمران] .
{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [ آل عمران :185].
سقط فجرة زنادقة روافض سبابة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قطاع صلاه، سكارى ، كل شر فيهم ،
تخافهم؟!
{فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [ آل عمران :185].
مع الأخذ بالأسباب، وأخذ الحذر كما قال الله ـ عز وجل ـ
{ خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا }[ النساء:71]،
{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا }[ التوبة:41].
مهما كان هذا في النفر والطلب، فما بالك بالدفع من باب أولى ،أمر لا شك فيه كالشمس في رابعة النهار،
أن ما تصنعه الرافضة الآن من البغـي والعدوان، أن التصدي لهم يعتبر قتالا في سبيل الله، وجهادا شرعيا من قام به
كان أفضل المجاهدين في سبيل الله عز وجل، نعم يكفي من ذلك أن ذلك هداية، تريد هداية الله لك فإن هذا بابه
قال الله عز وجل :{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت :69].
فسماهم الله محسنين ،كل خير في ذلك، كل خير في ذلك،
وجب تحقير أهل الباطل، وجب تعظيم ما عظم الله ، وتحقير ما حقر الله ،وجب ذلك ،نعم هذا أمر مهم عباد الله ،
إن هذا الأمر الذي يروج ويموج في أوساط المسلمين الآن، من ما يحصل من هؤلاء الزنـادقة الـرافضة البغـاة الظلــمة الغشمةأمـر لا يجوز السكوت عنه لا يجوز السكوت عنه يعتبر نفاقا ، التعاون معهم نفاق ، التعاون معهم ضلال ، التعاون معهم غـش للإسلام والمسلمين
قال الله سبحانه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا }[النساء :77].
{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } [ النحل :66]
{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ }[النساء: 78-79]،
أي بسب ذنوبك، الآية، كفى بذلك والله أنه أعظم تجارة دلنا عليها رب العالمين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)}. [ الصف]
هذه تجارة رابحة لن تبور لا سيما مع إضافة البغي والاعتداء والتوثب على دماء الناس وعلى أعراض الناس ونساء الناس وأموال الناس ، وعلى دعوة، دعوة الله عز وجل ،
لقد بقينا مدة والله ونحن نضن أن الدعوة ربما تتضرر ، ويحصل لها بعض المساس من الوقوف أمام هؤلاء البغاة، ولكن لما حصل منهم ذلك البغي والعدوان علمنا والله أن دعوة الحق لن يضرها طاعة الله ، لن يضرها طاعة الله ، فهي دين الله ودين الله لا تضره طاعة الله أبدا ، أناس سقط لا وزن لهم ولا قيمة
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال"يؤتى بالرجل السمين البطين لا يزين عند الله جناح بعوضة
ـ أي ـ من الكفرين والزنادقة أمثال هؤلاء ، ما يزن جناح بعوضة {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}[ الحج:18].
فهذا أمر مهم عباد الله، وهو الشعور بما منّ الله سبحانه وتعالى به على عباده ، من أن الله أرد لنا أن يجمع لنا بين طلب العلم ، وبين الدفع عن الأنفس ، والأعراض والأموال والدين ،وهذا والله من أعظم الجهاد ، هذا إضافة إلى ما وراء ذلك من الأمور العظام ، والخيرات الجسام ، حتى مجرد ما يمس الإنسان تراب في قدميه وإذا به بذلك يكون قد تسبب في نجاة نفسه من النار، ثبت من حديث عبد الرحمن بن جَبر عند الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ ".
خطوات تمشيها في مثل هذا الأمر تغبر قدماك وإذا به قد كانت له وقاية من عذاب الله ـ عز وجل ـ هذا خير عظيم، هذا كله مما يدخل تحت قول الله ـ عز وجل ـ :{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ} [البقرة :216].
الله أرده خيرا لا نعلمه، ببغي الرافضة علينا أراد الله ـ عز وجل ـ خيرا لا نعلمه، من الأجور، فمن قُتل قُتل شهيدا، ومن بقي بقي عزيزا، ولله الحمد والمنة شعرنا بالعزة، شعرنا بالنصر من الله ـ سبحانه وتعالى ـ، قال الله: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ }[ الحج :60].
كم قد ردوا على أهل السنة،كم قد تكلموا فيهم،هتكوا أعراضهم من لدن زوجة رسول الله وعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم،إلى يومنا هذا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الصالحين وعباده المؤمنين،
وأهل السنة يردون عليهم ويجاهدونهم تارة بالسيوف وتارة بالأقلام والألسن، من أزمنة قديمة، قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ في كتابه الكريم :
{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ }[ آل عمران:140].
هذا أمر ليس بجديد، لو قرأت البداية والنهاية عرفت تأريخ أهل السنة مع الرافضة من ذلك الزمن ،أنهم يدالون عليهم ويدالون على أهل السنة تارة بتارة وربما كانت الغلبة على الرافضة أكثر وأكثر وأكثر، ولكن لا يمنع أن يحصل الابتلاء،
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }[محمد:31].
تأريخ أهل السنة أبيض أمام كل زائغ ومعتد وباغ، ولله الحمد والمنة، مقبلون على العلم، مقبلون على السنة، مقبلون على كل خير، حريصون على الأمن، حريصون على طاعة أولياء الأمور المسلمين في حدود طاعة الله ـ سبحانه وتعالى ـ ، حريصون كل الحرص على ما ينفع الإسلام والمسلمون، حريصون كل الحرص على دفع ما يضر الإسلام والمسلمون،ومع هذا كله لا ندري إلا بالتوثب و البغي والعدوان، إن لم يكن اليوم فغدا ،على الرجال والنساء والأطفال،ومع هذا كله ولله الحمد كبث الله شوكتهم، وقذف الرعب في قلوبهم،وأهانهم الله ـ سبحانه وتعالى ـ وله الحمد والمنة ، ولن يكن في قلوب أهل السنة أي زعزعة ، أو أي ضعف ولله الحمد من هؤلاء الفجرة الضائعين، إذ أن الضعف لا ينبغي ذلك، قال الله ـ عز وجل ـ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ }[ آل عمران :142].
نعم ربما يحصل قتل جراح سخون غير ذلك، لكن هذا شأن الأنبياء
{فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا } .ونهى الله عن الوهن والضعف أمام الأعداء.
{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [آل عمران :139] .ما ينبغي الوهن ولا ينبغي الضعف ولا الزعزعة ولا التأرجح ، بل لا ينبغي أيضا التفلت والشرود هذا لا ينبغي
{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (}[ التوبة:43].
كانوا يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم،
{إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارً }[ الأحزاب:13] .
والله عاتب نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام قال:
{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ }.
الشاهد من هذا على أنه أمر مهم، أمر مهم بيان مثل ذلك أن يعلم كل إنسان ما يصير عليه، ويكون على بصيرة مما يمضي عليه حيا أو ميتا
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }[ يوسف :108].
{أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13)قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ }[ التوبة: 13-14}.
والله مواعد عظيمة، إلى قوله{وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ}[التوبة:15].
فنعم يا أخي ما من مُغرض للإسلام إلا وقد امتلاء قلبه غيظا عليك، وعلى أهلك، ولكن و بعض الناس شرير و لكن إذا عرف العقوبة قلّ شره، وللإجرام تحسِبه شديدا ضعيف الرأي يجهل ما يضره نعم،
{وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ}[التوبة:15].
وتزول تلك الشراسة على المسلمين، ويمكِّن الله عز وجل للمسلمين ، كفى بذلك شرفا أن الله عز وجل يحبه ويحب من قام به ،قال عز من قائل :{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ }[ الصف :4].
كفى والله شرفا أن الله يحبه، نعم ويقول سبحانه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }[المائدة :54].
يا سبحان الله! شيء تكرهه النفوس وهو فضل من الله سبحانه على العباد {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }، إن قتال الكافرين، والبغاة المعتدين يقمع الله عز وجل به بغيهم، ويكسر به شوكتهم، ويمكن لدينه في أرضه، ويجلب الفلاح للأمة، قال الله عز وجل :
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[المائدة :35].
فلا فلاح للأمة إلا بالقيام بدين الله، نعم والله، جاهد نفسك أيها المسلم، وجاهد الشيطان، وجاهد الكفار، وجاهد المنافقين وجاهد البغاة الزنادقة المعتدين، أمر الله نبيه بذلك:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }[ التوبة:73-التحريم:9].
الغلظة عليهم مطلوبة، والضعف أمامهم ليس بمحمود لا عند الله ولا عند صالح عباده،
نعم قال الله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ }[ التوبة :38]، وقال {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }. فعُلم بهاتين الآيتين أن الخير كله في قتال الكافرين،
ألا تدل على قتال الطلب ما بالك بقتال الدفع عن النفس و العرض والمال والدين من باب أولـى، امرأة لو بغي عليها شُرع لها أن تقاتل؛
لو بغي على المرأة وهي ليس عليها قتال شُرع لها أن تدافع عن نفسها، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم بيد أم مسلم خنجرا قال ما هذا يا أم مسلم قالت :لأبقر به بطن من دنى مني فأقرها رسول الله صلى عليه وسلم على ذلك ، نعم هذا قتال الدفع عن النفس
" مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ َمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ مَنْ قُتِلَ دُونَ عرضه فَهُوَ شَهِيدٌ ".
كفى بذلك شرفا أنه حي وليس بميت إلا أنه حياة برزخية لقول الله ناهيا أن يقال إنه ميت،
{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ }[ البقرة :154].
ولقول الله:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ}[آ ل عمران].
أي ما عندهم حزن ، ما هو حزين أبدا على ما ترك ، ولا كذلك حزين على دنيا،
{ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)} [آ ل عمران] .
{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [ آل عمران :185].
سقط فجرة زنادقة روافض سبابة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قطاع صلاه، سكارى ، كل شر فيهم ،
تخافهم؟!
{فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [ آل عمران :185].
مع الأخذ بالأسباب، وأخذ الحذر كما قال الله ـ عز وجل ـ
{ خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا }[ النساء:71]،
{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا }[ التوبة:41].
مهما كان هذا في النفر والطلب، فما بالك بالدفع من باب أولى ،أمر لا شك فيه كالشمس في رابعة النهار،
أن ما تصنعه الرافضة الآن من البغـي والعدوان، أن التصدي لهم يعتبر قتالا في سبيل الله، وجهادا شرعيا من قام به
كان أفضل المجاهدين في سبيل الله عز وجل، نعم يكفي من ذلك أن ذلك هداية، تريد هداية الله لك فإن هذا بابه
قال الله عز وجل :{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت :69].
فسماهم الله محسنين ،كل خير في ذلك، كل خير في ذلك،
وجب تحقير أهل الباطل، وجب تعظيم ما عظم الله ، وتحقير ما حقر الله ،وجب ذلك ،نعم هذا أمر مهم عباد الله ،
إن هذا الأمر الذي يروج ويموج في أوساط المسلمين الآن، من ما يحصل من هؤلاء الزنـادقة الـرافضة البغـاة الظلــمة الغشمةأمـر لا يجوز السكوت عنه لا يجوز السكوت عنه يعتبر نفاقا ، التعاون معهم نفاق ، التعاون معهم ضلال ، التعاون معهم غـش للإسلام والمسلمين
قال الله سبحانه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا }[النساء :77].
{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } [ النحل :66]
{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ }[النساء: 78-79]،
أي بسب ذنوبك، الآية، كفى بذلك والله أنه أعظم تجارة دلنا عليها رب العالمين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)}. [ الصف]
هذه تجارة رابحة لن تبور لا سيما مع إضافة البغي والاعتداء والتوثب على دماء الناس وعلى أعراض الناس ونساء الناس وأموال الناس ، وعلى دعوة، دعوة الله عز وجل ،
لقد بقينا مدة والله ونحن نضن أن الدعوة ربما تتضرر ، ويحصل لها بعض المساس من الوقوف أمام هؤلاء البغاة، ولكن لما حصل منهم ذلك البغي والعدوان علمنا والله أن دعوة الحق لن يضرها طاعة الله ، لن يضرها طاعة الله ، فهي دين الله ودين الله لا تضره طاعة الله أبدا ، أناس سقط لا وزن لهم ولا قيمة
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال"يؤتى بالرجل السمين البطين لا يزين عند الله جناح بعوضة
ـ أي ـ من الكفرين والزنادقة أمثال هؤلاء ، ما يزن جناح بعوضة {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}[ الحج:18].
فهذا أمر مهم عباد الله، وهو الشعور بما منّ الله سبحانه وتعالى به على عباده ، من أن الله أرد لنا أن يجمع لنا بين طلب العلم ، وبين الدفع عن الأنفس ، والأعراض والأموال والدين ،وهذا والله من أعظم الجهاد ، هذا إضافة إلى ما وراء ذلك من الأمور العظام ، والخيرات الجسام ، حتى مجرد ما يمس الإنسان تراب في قدميه وإذا به بذلك يكون قد تسبب في نجاة نفسه من النار، ثبت من حديث عبد الرحمن بن جَبر عند الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ ".
خطوات تمشيها في مثل هذا الأمر تغبر قدماك وإذا به قد كانت له وقاية من عذاب الله ـ عز وجل ـ هذا خير عظيم، هذا كله مما يدخل تحت قول الله ـ عز وجل ـ :{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ} [البقرة :216].
الله أرده خيرا لا نعلمه، ببغي الرافضة علينا أراد الله ـ عز وجل ـ خيرا لا نعلمه، من الأجور، فمن قُتل قُتل شهيدا، ومن بقي بقي عزيزا، ولله الحمد والمنة شعرنا بالعزة، شعرنا بالنصر من الله ـ سبحانه وتعالى ـ، قال الله: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ }[ الحج :60].
كم قد ردوا على أهل السنة،كم قد تكلموا فيهم،هتكوا أعراضهم من لدن زوجة رسول الله وعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم،إلى يومنا هذا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الصالحين وعباده المؤمنين،
وأهل السنة يردون عليهم ويجاهدونهم تارة بالسيوف وتارة بالأقلام والألسن، من أزمنة قديمة، قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ في كتابه الكريم :
{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ }[ آل عمران:140].
هذا أمر ليس بجديد، لو قرأت البداية والنهاية عرفت تأريخ أهل السنة مع الرافضة من ذلك الزمن ،أنهم يدالون عليهم ويدالون على أهل السنة تارة بتارة وربما كانت الغلبة على الرافضة أكثر وأكثر وأكثر، ولكن لا يمنع أن يحصل الابتلاء،
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }[محمد:31].
تأريخ أهل السنة أبيض أمام كل زائغ ومعتد وباغ، ولله الحمد والمنة، مقبلون على العلم، مقبلون على السنة، مقبلون على كل خير، حريصون على الأمن، حريصون على طاعة أولياء الأمور المسلمين في حدود طاعة الله ـ سبحانه وتعالى ـ ، حريصون كل الحرص على ما ينفع الإسلام والمسلمون، حريصون كل الحرص على دفع ما يضر الإسلام والمسلمون،ومع هذا كله لا ندري إلا بالتوثب و البغي والعدوان، إن لم يكن اليوم فغدا ،على الرجال والنساء والأطفال،ومع هذا كله ولله الحمد كبث الله شوكتهم، وقذف الرعب في قلوبهم،وأهانهم الله ـ سبحانه وتعالى ـ وله الحمد والمنة ، ولن يكن في قلوب أهل السنة أي زعزعة ، أو أي ضعف ولله الحمد من هؤلاء الفجرة الضائعين، إذ أن الضعف لا ينبغي ذلك، قال الله ـ عز وجل ـ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ }[ آل عمران :142].
نعم ربما يحصل قتل جراح سخون غير ذلك، لكن هذا شأن الأنبياء
{فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا } .ونهى الله عن الوهن والضعف أمام الأعداء.
{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [آل عمران :139] .ما ينبغي الوهن ولا ينبغي الضعف ولا الزعزعة ولا التأرجح ، بل لا ينبغي أيضا التفلت والشرود هذا لا ينبغي
{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (}[ التوبة:43].
كانوا يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم،
{إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارً }[ الأحزاب:13] .
والله عاتب نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام قال:
{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ }.
الشاهد من هذا على أنه أمر مهم، أمر مهم بيان مثل ذلك أن يعلم كل إنسان ما يصير عليه، ويكون على بصيرة مما يمضي عليه حيا أو ميتا
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }[ يوسف :108].
الخطبة الثانية
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، وأشهد أن لا إله الله وجده لا شريك له،وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا
أما بعد :
ثبت من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه في الصحيحين
"أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَالرَّوْحَةُ أَوْ الْغَدْوَةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا "
يوم واحد في سبيل الله خير من هذه الدنيا، إذ الرباط هو الوقوف في الثغر الذي يقدم منه المعتدي، الذي يقدم منه العدو على المسلمين ويتضرر المسلمون من قبله، ينتظر ذلك المرابط قدوم العدو فيتصدى له، فإن لم يقدم العدو بقي في أجر عظيم ولو كان في موقعه لم يقدم عليه العدو، إن قدم العدو قاتله وإن لم يقدم بقي في سبيل الله حارسا، كما ثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".
ومن أعظم الحراسة في سبيل الله الرباط، الذي أمر الله عز وجل به {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[آل عمران:200].
أنبه بذلك على أن الوقوف في ذلك المخرج ، أوفي ذلك الموضع وأنت سهران والبرد يضربك ،نعم والنوم يرهقوك تجاهد نفسك إلى صبيحة النهار إلى أن تصبح أو إلى الوقت المعلوم المطلوب منك، أن هذا من أعظم القربات
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[ العنكبوت :69].
"قال رجل يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله قال لا تستطيعونه"،
هل تستطيع أن تقوم الليل فلا تفتر، وأن تصوم فلا تفطر ، معنى ذلك أن هذا ليس يعدله صيام ولا صلاة، بل ولا عمارة مسجد الحرام الله يقول {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة :19].
{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ } [النساء:95].إلا من كان عاجزا، كالأعمى ونحوه من المرضى.
{وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا } [النساء:95].
حتى وإن كان أعمى معذورا، لكن الذي هو واقف بذلك الشأن العظيم أعظم أجرا، هكذا ثبت من حديث فضالة بن عبيد ما يدل على أن ذلك يُنمى له عمله"إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ أو عِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ أو وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ" أخرجه مسلم عن أبي هريرة.
أمر آخر مستثنى في حق المرابط ويؤمّن الفتَّان أيضا، ثبت عن فضالة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عنه قال
" كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ ، إِلاَّ الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ الذي كان يعمل ويجرى عليه رزقهِ وَيُؤَمَّنُ الفَتَّان ".
و بنحوه في صحيح مسلم، "بزيادة رزقه"نعم {عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }[ آل عمران:169]
ما يسأل من ربك وما دينك ومن نبيك، .. إذا مات مرابطا، ما يسأل، يؤمّن الفتَّان، السؤال ليس على المرابـط، وليس على الشهـيد، ولا على النبي ولا على الصديق ،الأنبياء يسأل عنهم يوم القيامة، والشهداء كفى ببراقة السيوف على رؤوسهم فتنة، والمرابط في سبيل الله والصديقون من باب أولى ، والمرابط في سبيل الله، لحديث فضالة ما يسأل في قبره هذه الأسئلة ، وإنما يسأل غير هؤلاء المذكورين ويسمى فتنة القبر، هذا ما أردنا بيانه مما دل عليه قول الله ـ سبحانه وتعالى ـ
{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }[البقرة :216].
لقد دار في خَلدي كثيرا أنه ربما حصل لهذه الدعوة الزكية النقية شيء من مساس الضرر، ولكن الله يعلم ونحن لا نعلم ، فلله الحمد لله لم يحصل بها سوء ، وعسى الله ـ عز وجل ـ أن يحصل لها الخير الكثير، فإننا إنما ندفع شر هؤلاء كما قال الله:
{ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا } [ النساء :84].
ولله الحمد والمنة { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ }[ النحل :53]. والحمد لله.
{وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا } [النساء:95].
حتى وإن كان أعمى معذورا، لكن الذي هو واقف بذلك الشأن العظيم أعظم أجرا، هكذا ثبت من حديث فضالة بن عبيد ما يدل على أن ذلك يُنمى له عمله"إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ أو عِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ أو وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ" أخرجه مسلم عن أبي هريرة.
أمر آخر مستثنى في حق المرابط ويؤمّن الفتَّان أيضا، ثبت عن فضالة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عنه قال
" كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ ، إِلاَّ الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ الذي كان يعمل ويجرى عليه رزقهِ وَيُؤَمَّنُ الفَتَّان ".
و بنحوه في صحيح مسلم، "بزيادة رزقه"نعم {عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }[ آل عمران:169]
ما يسأل من ربك وما دينك ومن نبيك، .. إذا مات مرابطا، ما يسأل، يؤمّن الفتَّان، السؤال ليس على المرابـط، وليس على الشهـيد، ولا على النبي ولا على الصديق ،الأنبياء يسأل عنهم يوم القيامة، والشهداء كفى ببراقة السيوف على رؤوسهم فتنة، والمرابط في سبيل الله والصديقون من باب أولى ، والمرابط في سبيل الله، لحديث فضالة ما يسأل في قبره هذه الأسئلة ، وإنما يسأل غير هؤلاء المذكورين ويسمى فتنة القبر، هذا ما أردنا بيانه مما دل عليه قول الله ـ سبحانه وتعالى ـ
{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }[البقرة :216].
لقد دار في خَلدي كثيرا أنه ربما حصل لهذه الدعوة الزكية النقية شيء من مساس الضرر، ولكن الله يعلم ونحن لا نعلم ، فلله الحمد لله لم يحصل بها سوء ، وعسى الله ـ عز وجل ـ أن يحصل لها الخير الكثير، فإننا إنما ندفع شر هؤلاء كما قال الله:
{ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا } [ النساء :84].
ولله الحمد والمنة { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ }[ النحل :53]. والحمد لله.
قام بتفريغ المادة الصوتية :
أبو عبد الرحمن إبراهيم بن أحمد غفر الله له ولوالديه.
فاتح ذي الحجة 1432هـ
أكادير تكوين
المغرب الأقصى