إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسطر يسيرة في أخينا الحبيب أبي عبدالرحمن عماد بن نبيل بن سالم مسيعد رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسطر يسيرة في أخينا الحبيب أبي عبدالرحمن عماد بن نبيل بن سالم مسيعد رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وصلی الله علی نبينا محمد وعلی آله وصحبه أجمعين وبعد :
    فهذه أسطر يسيرة في أخينا الحبيب وصهرنا الشهيد (نحسبه والله حسيبه) أبي عبدالرحمن عماد بن نبيل بن سالم مسيعد الحضرمي التريمي الذي استشهد رحمه الله يوم السبت الرابع من شهر صفر 1435هـ بجبهة كتاف .

    أخونا عماد من طلاب العلم بدار الحديث بدماج (حرسها الله) ويكفيه بذلك شرفا ورفعة (نحسبه والله حسيبه)، فإنه بطلبه للعلم سلك طريقا إلی الجنة وتعلم العقيدة الصحيحة والتوحيد الصافي والمنهج القويم، وكان من دفع به إلی دماج أبوه (أبوعماد) وأعانه علی ذلك، وكذلك أعمامه جميعا وأمه وجدته أعز الله قدرهم جميعا ورفع شأنهم في الدنيا والآخرة، وكان قد تربی وترعرع في أحضان هذه الأسرة السلفية المحبوبة التي لا تعرف تلفازا ولا دشا ولا غناء.... حفظهم الله جميعا وثبتهم علی السنة.
    وكان أخونا عماد رحمه الله قد ذهب إلی دماج واختار هذه الطريق في وقت تساقط فيه بعض رفقائه في الشهوات والملهيات وآمال الدنيا الفانية.
    ولما كان بدماج كان أكثر جلوسه في الدروس مقابلا للشيخ يحي بن علي الحجوري (حفظه الله)، وقد حفظ من القرآن قسطا كبيرا نسأل الله أن يجعل له في ذلك منزلة عظيمة عند الله عز وجل، وبدأ بالحفظ في رياض الصالحين مؤخرا.
    أخونا عماد كان ممن حضر الحصار الأول بدماج فكان من المشاركين والمعاونين لإخوانه في حفر الخنادق والقبور ودفن الشهداء، وكذلك في شأن الحراسة فكان يحرس مع إخوانه في المواقع والأماكن الغير ملزم بها آنذاك، تطوعا منه وإقداما كالبراقة والقصبة والمسادير كان يحرس فيها أيضا بعد فك الحصار مع إخوانه فرحمك الله رحمة واسعة وأسكنك الفردوس الأعلی مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
    ومما يذكر أنه كان محبوبا جدا لدی إخوانه فقد كان مداعبا لهم وممازحا ومع ذلك فقد كان محبا للسنة وأهلها ودعاتها ومبغضا لأهل البدع والأهواء، وكان إذا أحس بخطأ سارع إلی المسامحة والإعتذار.
    وحينما انتهی الحصار الأول علی دماج وقد قرب موعد زواجه انطلق إلی كتاف وكانت الحرب هناك علی وشك الانتهاء، فلما وصل إلی هناك وشارك إخوانه في الحراسة من أول ليلة وصل فيها كما أخبرني بذلك، ثم حصل الصلح في تلك الأيام.
    ولما حصل الحصار الثاني علی دماج المدعوم بالضرب الشديد الذي لم يكن الحوثي الحقير يستخدمه في حروبه الأولی المزيفه ضد الدولة، انطلق البطل المقدام الشجاع إلی جبهة كتاف وما زال بها حتی كتب الله له الشهادة (نحسبه والله حسيبه)، قال الله تعالی (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير ممايجمعون).
    ولما كنت معه في كتاف في المسجد جلست بجانبه وقلت له : كان بعضهم يقول في الحرب الأولی أنه يريد الشهادة والبعض الأخر يقول إنما نريد النصر، فقلت له : وماذا تريد أنت؟ فالتفت إلي مبتسما كعادته وقال :(الإثنتين) رحمة الله عليه.
    تزوج أخونا عماد قبل ما يقارب سنة وثلاثة أشهر ورزقه الله بنتا سماها (أروی) نسأل الله أن يحفظها ويبارك فيها ويجعلها ذخرا لوالدها البطل.
    ونسأل الله أن يعظم الأجر لأهل بيته وأن يصبر أباه وأمه وجدته وزوجته وإخوانه وسائر أعمامه وأقربائه ونذكرهم (لاسيما أمه) بقول الله تعالی (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) فالشهيد (ونحسبه كذلك) بعد مقتله في رزق عظيم من الله وفي فرح عميم وفي سرور لا يستطاع وصفه، بل ويتمنی الرجوع إلی الدنيا ليس لأجل رؤية الزوجة أو الولد أو الأم ولكن لأجل العودة إلی أرض الجهاد ليقتل مرارا بسبب مايجده من عظم الكرامة.
    وأذكر أباه (أباعماد) وأمه اللذان قد فقدا ثلاثة من أبنائهم ماتوا صغارا، وهاهم اليوم يفقدون إبنهم الأكبر، أذكرهم بقول النبي صلی الله عليه وسلم :(إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) وبقول النبي صلی الله عليه وسلم لتلك المرأة التي جاءت بابن لها يشتكي وهي تقول لقد دفنت ثلاثة، فقال لها : (لقد احتظرت بحظار شديد من النار) أي امتنعت بمانع وثيق.
    فنسأل الله أن يصبرنا جميعا علی البلواء وأن يتقبل قتلانا جميعا شهداء. والحمد لله رب العالمين.


    كتبه: أبو عبدالرحمن نبيه بن أحمد علوان العدني الحضرمي.
    يوم الثلاثاء السابع من شهر صفر 1435هـ
    التعديل الأخير تم بواسطة خالد سالم مسيعد; الساعة 10-12-2013, 04:13 PM.

  • #2
    رحم الله أخانا عمادا، وغفر له ، وتقبله في الشهداء !
    وجزى الله خيراً أخانا الفاضل نبيه بن علوان على كتابته لهذه الأسطر المضيئة المفعمة بأريج السيرة العطرة
    لهذا البطل الهمام !!

    تعليق

    يعمل...
    X