بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أما بعد:يقول ربنا جل وعلا:{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}.
أقدم بين يدي القراء وصية الأخ الشهيد البطل عبد الصمد المغربي-رحمه الله-، والذي قتل على جبل البراقة في أول يوم للهجوم الرافضي الحوثي الغاشم على إخواننا في قلعة العلم والسنة دماج.
وإليكم ما جاء في وصيته رحمه الله تعالى:
بــســم الــلــه الــرحــمــن الــرحــيــم
من أبي معاذ عبد الصمد بن محمد بن العربي العزيزي الزروالي المغربي
إلى من تبلغه وصيتي هذه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا رسول الله.
أما بعد:
فإني أوصي والدي الكريمين وكذا إخواني وعائلتي وإخواني من أهل السنة-حفظ الله ووفق الجميع لما يحب ويرضى- بالصبر والإحتساب وليعلموا جميعا أن ما أصابهم لم يكن ليخطأهم وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، وأوصيهم بالحفاظ على طاعة الله جل وعلا وعلى رأسها تةحيجه عز وجل والبعد والحذر من المعاصي وعلى رأسها الشرك بالله عز وجل فإنه الذنب الذي لا يغفره الله تعالى وهو الظلم العظيم والجرم الجسيم الذي يورث صاحبه نار الجحيم ويحرم عليه جنة رب العالمين، وكذلك أوصيهم بالبعد والحذر من الإبتداع والبدع في الدين وهذا أمر ضل فيه الناس إلا من رحم الله وهو مزلق خطير وجرم كبير أعاذنا الله وإياكم منه أجمعين، وأوصي بالبعد والحذر من جميع المعاصي صغيرها وكبيرها دقها وجلها خوفا من الله ورجاء لمرضاته، وأوصيهم بالحرص والعناية بالعلم النافع علم الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح -رضوان الله عليهم- بالتلقي على مشايخ السنة الأثبات المعروفين بالإستقامة.
وأوصي من أراد التزود من العلم النافع الصافي بالرحيل إلى معاقله وأعظمها في هذا الزمان الدار الشامخة بالعلم والسنة دار الحديث السلفية بدماج-رحم الله مؤسسها وأسكنه فسيح جناته وحفظ ورعا خليفته الناصح الأمين أبا عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري- الذي سار بها مسارا سلفيا وقام بها أحسن قيام ولم يغير ولم يبدل ولم يحد يمينا ولا شمالا بل اقتفى آثار من سبقه فجزاه الله خيرا.
والذين يتكلمون فيه هم: إما صاحب هوى أو معاند أو جاهل، ولم يتكلم أحد منهم ببرهان.
وأوصي أهل السنة بالتآلف على الحق وأحذرهم مما ينافي ذلك وهو التحزب ومخالفة السنة واتباع الأهواء والبدع والتعصب الذميم والتقليد الأعمى.
ومن الأول-أي من التحزب- الجمعيات فإنها حزبية مصغرة كما حُدثت ذلك عن شيخنا حفظه الله تعالى.
نعم الجمعيات مجربة وان مآلها إلى الحزبية، وانظروا كيف فعلت بأهل السنة في اليمن وفي غيره، ومن هنا أحذر أهل المغرب-حفظهم الله- من الجمعيات وألا يفتحوا على أنفسهم هذا الباب الخطير الذي هو باب الفُرقة والإختلاف والتحزب، ولا تتبعوا يا أهل السنة آثار الإخوان المسلمين الضلال، فأهل السنة مستهدفون من الجمعيات كما قال الناصح الأمين-حفظه الله-.
وأخيرا أوصي إخواني بالعناية بوالدي والحفاظ عليهما وبرهما.
وأوصي أهل السنة بدار الحديث بدماج خيرا فإنها معقل للسنة والله، وأوصيهم بالشيخ يحيى خيرا فإنه ظُلم كثيرا وكثيرا صبرنا الله وإياه.
والحمد لله رب العالمين وجزاكم الله خيرا.
وأزيد فأقول: أني أعتذر وأطلب المسامحة من كل من حصل مني له أذى أو سوء خلق أو غيره مما لا يرتضى من قرب أو من بعد، وجزى الله الجميع خيرا.
ثم كل ما تركت من أشياء فهو للدعوة وقف لله تعالى؛ الكتب للمكتبة العامة، والغرفة تباع ويشترى بثمنها كتب للمكتبة العامة والأدوات، واما الملابس فإنها توزع.
وأوصي أهل السنة جميعا بالحفاظ على دار الحديث السلفية بدماج والدفاع عنها بكل ما يملكون، وبالإجتاد في طلب العلم والدعوة إلى الله عز وجل كل على قدر استطاعته وليبذلوا كل جهدهم في بيان ما عليه الرافضة من الكفر الصراح والمنهج الخبيث.
وأسأل الله ان يبقي دار الحديث بدماج شامخة إلى الأبد، وأن يوفق أهل اليمن في إقامة دولة سلفية بعيدة عن الديمقراطية المساخة، دولة على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنه ربي سميع الدعاء.
والحمد لله رب العالمين.
تعليق