إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا قتلوك يا صاحبي ؟ ----- الجزء الثاني -------

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا قتلوك يا صاحبي ؟ ----- الجزء الثاني -------

    لماذا قتلوك يا صاحبي ؟



    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله- صلي الله عليه وسلم- وبعد:-

    ففي صبيحة هذا اليوم الأربعاء 3 محرم 1435 وصلتني رسالة عبر الهاتف من أخ كريم يقول لي فيها ( احسن الله عزاءك في عبد الرحيم الليبي ) فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون ثم سألته كيف مات فأخبرني بأنه قد اصيب بشظية هاون في صدره منذ أسبوع ومات اليوم اثر حالة اختناق بسبب الشظية فاصابتني حالة من الدهشة جعلتني لا استطيع ان ابكي من شدة الحزن الذي اصابني فالأخ عبد الرحيم نعمة كبيرة من الصعب تحمل فراقها فهو أخ جميل وقور محترم استطاع أهله أن يحسنوا تربيته -جزاهم الله خيرا- مجتهد مقبل علي شئنه لا ينشغل بمشاكل وكلام الناس لم أره يخطئ في حق أحد ولا يتكلم في غيبة أحد كل الإخوة يحبونه ذو ابتسامة جميلة ودعابة اجمل وصوت هادئ حافظ لأكثر كتاب الله وكثيرا من رياض الصالحين ، وصلت دماج وعندما دخلت المسجد وجدته يستقبلني ويرحب بي هو والأخ عبد الكريم التونسي مع أن علاقتنا كانت شكلية فكنت أراه عند الشيخ محمد بن ابراهيم المصري ولكن صفاته الكريمة كانت تحمله علي مساعدة الناس فدائما ما أراه مهتم بإخوانه سواء بالنصيحة أو بالمساعدة أو بمؤانسة اخوانه فقد كان لطيفا رقيقا في معاملته للناس لا يحب أن يحزن أو يتعدي علي أحد ولم أر أحد يشتكي منه وقد واجه ظروف صعبة من أجل أن يطلب العلم فقد كان يدرس القانون في احدي الجامعات الليبية يبلغ من العمر 22 عاما وابوه رجل محترم اجتماعيا وميسور الحال ماديا وله من الأولاد عبد الرحيم وبنت فلذلك كان عبد الرحيم يعيش في رفاهية وراحة ولكنه كان محبا لطلب العلم محبا للاستقامة فسمع بالشيخ محمد بن ابراهيم فرحل اليه وبقي هناك قرابة السنة والنصف واستفاد من الشيخ محمد كثيرا-كما اخبرني- وهناك سمع أكثر بدماج فعزم علي الذهاب اليها وبالفعل يسر الله له الذهاب بعد تضحيات كثيرة سواء مادية أو غير ذلك ، وجدته مقبلا علي طلب العلم له مصحفه الخاص به ( مصحف الجماهيرية الليبية) أكثر أوقاته في المسجد وأكثر أوقاته في حفظ ومراجعة القران وغالبا ما يبقي في المسجد إلي الساعة 12 ليلا وهذا وقت متأخر بالنسبة لدماج وأغلب الناس يكونون في نوم عميق وبخاصة الذين ينامون في المسجد أما هو فيظل مستيقظا يراجع القران وما يسر الله من الدروس ثم بعد ذلك يصعد غرفتة وغالبا ما ألاحظ عليه أنه لا ينام إلا متوضئا حيث أني كنت أنام في غرفته قرابة الشهرين حتي في أيام الشتاء كان يقوم بتسخين الماء خصيصا لكي يتوضأ قبل أن ينام وكان يحافظ علي الوتر ثم يستيقظ الفجر وبعد الضحي ينام قليلا ثم يستيقظ في السابعة والنصف ليحضر درس الشيخ أبو بلال الحضرمي في الاجرومية ثم درس الشيخ فتح القدسي في العقيدة وفي هذه المدة التي جلسها في دماج استفاد كثيرا فقد من الله عليه بالجلوس في دماج سنة ونصف درس فيها الكتب الاتية فعند الشيخ عبد الحميد الحجوري ( الأصول الثلاثة - القواعد الأربع - الأصول الستة- تفسير كلمة التوحيد - الجامع لعبادة الله وحده- كتاب التوحيد - فتح المجيد ) وكذلك منَّ الله عليه بدراسة الكتب الاتية عند الشيخ فتح القدسي( القواعد المثلي للشيخ العثيمين- تقريب التدمرية للشيخ العثيمين - العقيدة الواسطية بشرح الهراس ) ودرس كتاب الجنائز من فتح العلام شرح بلوغ المرام للشيخ محمد بن حزام ثم توقف وبدأ مع الشيخ زايد الوصابي في شرحه لعمدة الأحكام من بداية الكتاب وكذلك درس تحفة الأطفال والجزرية عند الأخ الفاضل عبد الكريم الجزائري وكذلك الاجرومية ومتممة الاجرميه عند أبي أنس مالك المهذري ثم درس الاجرومية مرة أخري ولكن بشرح الكفراوي وبشكل أوسع مع أبي بلال الحضرمي وقد من الله عليه بحفظ كثير من المتون مع حفظه لأكثر القران بروايتي حفص وقالون وقرابة النصف من رياض الصالحين وله رسالة طيبة في الرد علي محمد الأمام تسمي ( تنبيه الأنام علي تلبيسات محمد الريمي المدعو بالإمام ). أفمثل هذا يقتل ويجوع ؟؟؟ أم يكرم ويوضع فوق الرؤوس ؟؟ أفمثل هذا وإخوانه يحاصرون ويمنعون مما رزقه الله من الطعام والشراب والأمن ؟؟؟
    بكي وحزن لفراقك يا عبد الرحيم الكثير سواء في دماج أو عند الشيخ محمد وكذلك حزن الشيخ ماجد المدرس لما وصله الخبر فالأخ عبد الرحيم فيه رحمة غريبة بإخوانه دائما ما يسأل عنهم وعن أحوالهم وإن وجد أحدهم في ضائقة مالية استلف له المال - حيث انه نفسه كان في ضائقة مالية-وكان هناك أخ يمني ليس عنده غسالة ليغسل ملابسة فحدد له عبد الرحيم يوم الخميس من كل أسبوع لكي يغسل عنده وذات مرة قام أحد الإخوة الليبيين بعملية جراحية فبقي معه الأخ عبد الرحيم أكثر من شهر يجلس معه ويطبخ له ويساعده في كل شئ وغير ذلك من الأشياء التي لا تعد فجزاه الله خيرا كم كان رحيما بإخوانه وكم سنفتقد أمثاله وأذكر أن بعض الأخوه كان يقول عنه أن قلبه مثل قلب الأم .والله يا اخوان لا أصف لكم كم الحزن علي فراق هذا الأخ أسأل الله أن نكون أوفينا بشئ من حقه .
    فلماذا قتلوك يا صاحبي ؟؟؟ اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها أسأل الله أن يقر أعيننا بأخذ حقك وحق بقية إخوانك أسأل الله أن يكتبك عنده من الشهداء الأبرار وأن يلحقنا بك في جنات النعيم أسأل الله أن يعين والديك ويرزقهما الصبر أسأل الله أن يمكن لنا من رقاب سباسة الصحابة وأن يمكن لأهل السنة في كل مكان والحمد لله رب العالمين .

    وكتبه
    محمد بن علاء الدين الإدريسي المصري
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن علاء الدين الادريسي; الساعة 07-11-2013, 08:50 PM.

  • #2
    رحمك الله يا عبد الرحمن وأسكنك الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء وسائر إخواننا القتلى ، ونسأل الله أن ينتقم من هؤلاء الكفرة الفجرة .

    نسأل الله أن يثبتك يا أخانا الحبيب محمد وإخوانك جميعا ، فكم رأينا منك الخير والسعي للاحاق بإخوانك في دماج ، وها أنت قد فعلتها يا أيها البطل .
    جزاك الله خيرا

    تعليق


    • #3


      جزاك الله خيرا يا أخانا محمد علاء علي هذه الكلمات ، وما ذكرته عن الأخ عبد الرحيم الليبي -رحمه الله وتقبله عنده في الشهداء- فهو قليل من كثير وغيض من فيض ، والأمر كما ذكرت وفوق ما نشرت.
      وأنا لا أعلم أحدا عرف الأخ عبد الرحيم وعاشره وما أحبه ، لكريم خصاله وجميل أفعاله .
      وأذكر أنه كان معتكفا معنا في المسجد في رمضان قبل الماضي وعندما كنت أحدثه عن الحرب في دماج وبعض ما حصل فيها ، فكان يحترق جدا ويقول يا ليتني أكون معهم وأقاتل حتي أفوز بالشهادة ، فسبحان الله نحسبه أنه صدق الله فصدقه الله .
      وكان في الفترة التي بقيها عند الشيخ محمد بن إبراهيم منشغلا بنفسه لا يدخل في المشاكل ولا يشتكي منه أحدا ، وكان مقبلا علي طلب العلم يجلس في المسجد جل أوقاته يراجع القرآن ويحفظ المتون ، وكان يحب خدمة إخوانه ، ويتفقد أحوالهم .
      وقد قرأ علي الشيخ محمد بن إبراهيم في الفترة التي بقيها هناك سلم الوصول ، والعقيدة الواسطية ،-والدروس مسجله بقراءته مع تعليق الشيخ عليها- ، مع الدروس الكثيرة التي حضرها مع الشيخ محمد حفظه الله ، وكان الشيخ محمد يحبه لحسن خلقه وبشاشة وجهه واجتهاده في طلب العلم .
      وعندما جاءت سيارات الصليب الأحمر إلي دماج لأخذ الجرحي رفض الأخ عبد الرحيم رحمه الله الخروج معها -مع أن إصابته كانت شديدة وكان لا يتنفس إلا بصعوبة - استسلاما لأمر الله وحتي لا تناله يد الغدر الرافضي في الطريق ، وطمعاً في الشهادة في دماج الأبية ، فنال هذه الكرامة ، فالله دره من بطل همام ، وما أعظمها من خاتمة كلنا نرجوها لانفسنا .

      فالله ما أخذ وله ما أعطي وكل شيء عنده بأجل مسمي ، والله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا علي فراقك يا عبد الرحيم -أنت وإخوانك الذين قتلوا معك- لمحزنون لمحزنون ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

      تعليق


      • #4
        أسأل الله تعالى باسمه الأعظم أن يرحم أحانا عبد الرحيم رحمة يسكن بها أعلى علييين ويشفع بها في السبعين كما أسأله أن يخم أهل السنة عامة وأهل ليبيا ودماج الحبيبة خيرا

        تعليق


        • #5
          وأبشركم أني كنت اليوم عند أهله ووالده وإخوانه والحمد لله قد الهمهم الله ورزقهم الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء فأعظم الله لكم الأجر يا إخوان...
          وسبحانه الله أخي محمد بن علاء فالأمر كما قلت

          الآن أسمع من بعض الناس عندما تخبره بأن فلان هناك يقول وما الذي ذهب به إلى هناك وما علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم(( من سلك طريق يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا للجنة)) أو أن فلان استشهدا بإذن الله (نحسبه كذالك) هناك؟ما علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم ((قال إذا أراد الله لعبد المنية بأرض جعل له فيها حاجة )) وما أعظمها من حاجة حتى أنه أخبرني الأخ أبو شيبة الليبي بأن أشهيداء نحسبه كذالك الأخ (عبد الرحيم ابن علي الليبي ) عندما جاءت سيارات الصليب الأحمر لإخراج الجرحى وقد كان جريحا بشدة لدرجة أنه لا يكاد يقوى على الكلام جراء شظية في حنجرته عليه رحمة الله لم يخرج وأبى الخروج في البداية استسلاما لقضاء الله وقدره وحكمة منه سبحانه فأثرا البقاء والموت في دار الحديث بدماج على الخروج مع هؤلاء النصارى .....وهذا رحمة من الله بالأخ عبد الرحيم وحكمة منه سبحانه..فقد أخبر الأخ مراد الزاوي بأن هذا الأخ ((عبد الرحيم)) كان يرجوا الشهادة من الله لكنه كان يقول ويتمنى بأن لا يصاب إصابة تعجزه ويبقى عاجزا بإعاقة أو شيء من هذا القبيل فلما أصيب وصار جريحا حزن الأخ مراد عندا سماعه بحالته وذكر لي ما كان يتمناه فدار في خلدي أن الله سيبتليه بالعجز ولكنه قضاء الله وقدره أسأل الله أن يكتبه من الشهداء....
          التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم البوسيفي; الساعة 08-11-2013, 01:17 AM.

          تعليق


          • #6
            إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبروا ولتحتسبوا
            نسأل الله أن يكتبه في الشهداء
            ونسأل الله أن يبارك في المشايخ الفضلاء فقد خرجوا رجالاً- نحسبهم والله حسيبهم -
            وهذه ثمرة من ثمراتهم

            تعليق

            يعمل...
            X