لماذا قتلوك يا صاحبي ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد :-
ففي صبيحة هذا اليوم الأحد 29 ذي الحجة 1434هـ اتصل علي أخ يسألني عن حال أحد الإخوة في دماج حيث أنه قد وصل إليه أن هذا الأخ قد حصل له شئ جراء ما يفعله الرافضة من حرب ضروس ومحاولة إبادة أهل السنة بدار الحديث بدماج فاتصلت علي أخ فاضل من اخواننا المصريين وقلت له كيف حال الأخ مصطفي المصري يا أخي فقال الحمد لله الأخ مصطفي قد قتله الحوثة يوم الجمعة الماضي أثناء محاولتهم اقتحام منطقة المسادير فوقع ذلك علي كالصاعقة وانهرت من البكاء ومر علي شريط طويل يا ليته ما مر فالأخ مصطفي في نفس سني ويسكن قريبا من منطقتي في مصر وتعرفت عليه عند الشيخ محمد بن ابراهيم المصري وذات مرة كنا نصلي الجمعة عند الشيخ محمد وسلمت علي بعض الاخوه ومنهم مصطفي وقلت لهم سأسافر دماج ان شاء الله يوم الأحد القادم- وكان هذا قبل رمضان 1433 يعني قبل أكثر من سنة - فانتفض مصطفي فرحا وقال لي خذني معك ... خذني معك وقد كان سمع بدماج قبل ذلك من قبل ابنه عمته الذي ساعده كثيرا في السفر الي دماج -جزاه الله خيرا- وتعجبت من همته العالية حيث أنه كان جديدا في الإستقامة وله فيها عدة أشهر وترك الجامعة وترك حياة الرفاهية التي كان يعيشها حيث أن أهله ميسوري الحال ولكنه أراد أن يسافرالي دماج من أجل أن يحافظ علي استقامته ويطلب العلم ثم سافرت أنا وبعد شهر ونصف تقريبا وصل مصطفي دماج - تقريبا في أواخر شوال 1433 - فأتذكر تماما وقت وصوله يوم الأربعاء بعد درس الظهر وكان الدرس في تفسير بن كثير وكم كان فرحا وبدأ يتأقلم علي دماج بسرعة وبعد ثلاثة أشهر تقريبا تزوج مصطفي وحضرنا وليمتة وكان يوما جميلا حضره كثير من الاخوه استمر لثلاثة ايام ولم يدري حينها مصطفي أنه بعد سنه تقريبا سيقتله اللئيم ويفرق بينه وبين زوجته التي كان دائما يثني عليها وعلي احترامها له وكان يقدرها كثيرا أسأل الله أن يعينها علي ما هي فيه الان.... فلماذا قتلوك يا صاحبي ؟ وأتذكر أيضا مجالسنا أنا وهو ونحن نتدارس الاجرومية ووايضا كنا نصعد المكتبة فدائما كان يحب أن يقرأ كتاب حادي الأرواح لابن القيم وأنا أتعجب من حبه لهذا الكتاب وأنا لا أعرف أنه سيكون من ساكني بلاد الأفراح -بإذن الله- وذات مرة كنت احتاج للمال فاشتري مني خاتما بخمسه ألف ريال يمني وهو لا يحتاجه من أجل أن يساعدني ولما تزوج عرض علي أن أأخذ غرفته وأن يترك لي ما فيها وكان كريما يحب اطعام الطعام كان دائما يجمعنا نحن المصريين ويعزمنا ويكون سببا في ادخال السرور علينا وكنا جميعا نحبه وفي مره سافرت أهله مع أحد محارمها لزيارة اسرتها وكان أحد الاخوه المصريين ليس عنده غرفة فطلب منه أن يأتي يسكن معه .... كلما اتذكر ضحكته وابتسامته الجميلة أبكي فقد كان مرحا يحب الفكاهة واتذكر عندما ذهب لكي يعقد فطلب منه أهل زوجته أن يلقي خطبه الحاجة في بدايه العقد -وكان هو في بداية طلبه للعلم - فارتبك ولم يدر ماذا يفعل ثم قلب الامر بفكاة وقال ( ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ... ثم قال :- الحديث ! يعني كأنه يقول أكملوا انتم باقي الحديث... )
فلماذا قتلوك يا صاحبي ليتهم أخذوني أنا وبقيت أنت ليت الرصاصة جرحتي أنا ولم تجرحك أنت لا اتصورك يا أخي وأنت نائم في دمك لا تتحرك والأشد من ذلك ان جسدك أنت وبقيه اخوانك الابطال ملقي في المسادير لا يستطيع الاخوه دفنك ولكن الذي يصبرني قول الله تعالي ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) فاللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها.. والله يا صاحبي لن يضيع حقك أبدا ماذا فعلت يا صاحبي لكي يقتلوك ؟ . أسأل الله أن تقر أعيينا يأخذ حقك أنت وبقيه اخوانك أسأل الله أن يكتبك من الشهداء ..
وكذلك ماذا فعل صديقي معتز الإمراتي أتذكرجلوسك دائما في الصفوف الأولي أمام الشيخ يحيي وأتذكر جلوسي بجوارك في درس بلوغ المرام للشيخ محمد بن حزام واتذكر ابتسامتك وبشاشتك التي لم أر لها نظير واتذكر ما كنت تحكيه لي عن حياتك في الإمارات وأتعجب من تركك للمكيفات والراحة والسيارات الفارهة تركت دبي وأبو ظبي بأبراجها الشاهقة لكي تجلس في بيت من طين !! رحمك الله يا صاحبي ... أتذكر شعرك الطويل ينزل من تحت العمامة وقميصك البني الذي كنت تلبسه دائما ...فلماذا قتلوك يا صاحبي! .. يا رب قتلوهم ولم أرهم فهل يا رب سيخرجون كما خرج أصحاب الحصار الأول ؟؟ يا رب أسألك ذلك يا رب يضربون احبابي بالدبابات والهاونات وكل ما يملكونه فيارب أخزهم واخزلهم ودمرهم ولا تبقي منهم احدا يا رب العالمين..
أسأل الله أن يكتبهم عنده في مراتب الشهداء وأن يلحقنا بهم وألا يحرمنا من رؤيتهم في الجنة وأن يقر أعيينا بأخذ حقهم وحق بقيه إخوانهم يا رب اننا مظلومون فانتصر يا رب اننا نقاتل من سبابة أصحاب حبيبك فيا رب مكنا من رقابهم وانصرنا عليهم ومكن لأهل السنه في كل مكان والحمد لله رب العالمين .
كتبه
محمد بن علاء الدين الادريسي المصري
تعليق