هكذا مات البطل
محمد بن صلاح المحويتي
بسم الله الرحمن الرحيم
فلطالما حدثنا الأخ أبو معاذ عبدالصمد المغربي -رحمه الله تعالى و تقبله من الشهداء - عن الأخ الشهيد –فيما نحسبه والله حسيبه- محمد صلاح المحويتي و عن آخر كلماته قبل فراقه للحياة فطلبت منه أن يكتبها لي كي أنشرها لإخواني ويعرفوا كيف مات هذا البطل من حماة عرين السنة بدماج فأجابني الى ذلك مشكورًا فقال:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
أما بعد:
فاني أشهد أنه لما أصيب أخونا الفاضل المجاهد الصابر ذو الخلق الكريم محمد صلاح المحويتي بقذيفة "الهاون" دخلت إليه وكنت قريبا منه فوضعت يدي على صدره وكتفه وقلت له كيف أنت ؟ فنظر إلي وهو مستلق على ظهره ويعلوه سرور وبهجة وفرح وارتياح وكأن ما به جرح وحرك رأسه يمينا وشمالاً كالمتعجب من سؤالي عن حاله فحينها دخلتني الحيرة لأني أرى يده ممزقة وركبته كذلك ودمه يسيل ومع ذلك هو في ذلك الحال
ثم نظرت عن يميني فرأيت الأخ عبد الله شريف قتيلا فقلت لا إله إلا الله مراراً فتلقفها أخونا محمد صلاح وأخذ يقول لا إله إلا الله ويزيد عليها كلمة أخرى أحسبها محمد رسول الله رددها حتى لم يجد لها نفسا رحمه الله
وسأله أحد إخواننا من أهل دماج عن حاله فأجابه أنه ما به بأس فقال له ولكن رجلك مكسورة فرفع رأسه ونظر إليها ورجع كأنه لم يصدق ذلك وذلك لما رأينا منه من أنه لا يرى عليه أثر الألم فبقي بعد ذلك عدة دقائق ثم مات مبتسما مسرورا
فلا إله إلا الله ما أعظم هذه الحالة وما أجلها و يا لها من كرامة فنسأل الله الكريم المنان أن يرحم إخواننا جميعا وأن يتقبلهم في الشهداء وأن يسكنهم فسيح جناته وأن ينصر دينه وعباده المؤمنين وأن يرد كيد وبغي الباغين المعتدين الظالمين والحمد لله رب العالمين
كتبه: أبو معاذ المغربي.
قلت: ولما أنزله الإخوة ذهبنا لرؤيته فكان أشبه بالنائم منه بالميت وكانت على وجهه ابتسامة خفيفة فنسأل الله ان يرحمه رحمة واسعة وان يتقبله في الشهداء
تعليق