بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة أخي الكريم وصاحبي المجاهد محمد باريد القاضي في سطور
ترجمة أخي الكريم وصاحبي المجاهد محمد باريد القاضي في سطور
هو أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أحمد أبوريد الملقب بالقاضي, وأبوريد لقب لعائلته المباركة، والقاضي لقب خاص به، لُقِّب به وهو صغير رحمه الله. والعجيب أنه لا يكاد يعرف إلا به.
- وكان رجلا صالحا، صواما، يقوم الليل، ولا يترك صلاة الشروق ما دام في المسجد.
- وكان سني المعتقد، سلفي المنهج، ثابتا بعيدا عن التعصب والتقليد، لا أعلم في الصومعة أثبت منه في الفتنة، وله مواقف عجيبة مشهودة، لا يسع المقام لذكرها.
- وكان مع صغر سِنِّه (38سنة) عظيم الفضل، كبير القدر، له أياد بيضاء على إخوانه وأصحابه، وكان خدوما مباركا عظيم النفع للآخرين.
- وكان لأهل الصومعة كالأب، ودرعا لإخوانه، محبوبا لدى الكبير والصغير، والرجال والنساء.
- وكان خطيبا مفوَّها، وواعظا مؤثرا، جهوري الصوت، حسن التلاوة.
- وكان ركنا من أركان الدعوة في محافظة البيضاء، وركنا لدعوتنا في الصومعة فترة بقائنا، ومنسقا لخروجنا الدعوي في محافظة البيضاء وغيرها.
- وكان قلبه معلقا بالمسجد، مهتما به، حريصا غاية الحرص على نقائه وصفائه، قائما بكل شئونه، يقضي جل وقته في مصالحه.
- وقد قرَّت عينه رحمه الله بما حصل من خير مشهود فترة بقائنا، وتحوِّل المسجد إلى مركز علمي يأوي الطلاب القادمين، واتساع نطاق الدعوة إلى أماكن عديدة من القرى المجاورة، والمحافظات الأخرى: لودر، وعدن، وصنعاء، وإب، وغيرها حتى بلغت أقصى حضرموت جنوبا، وإلى المهرة أيضا، وكنَّا عازمين على الذهاب إلى سقطرة بحرا أو جوا.
- وبعد خروجنا كان يتمنى رحمه الله أن يستقيم أمر المسجد بطالب علم مرضي من دار الحديث بدماج، ولكنه انشغل بالجبهة وقتل رحمه الله وهو يهم أمر المسجد، يعرف هذا كلُّ من جالسه من أهل البيضاء وغيرهم. فأسأل الله أن يوفق إخوانه وأصحابه لتحقيق هذه الأمنية؛ فإن ذلك والله من البر به، ومن أسباب إعادة الخير لهم ولغيرهم.
- قتل في يوم الإثنين صباحاً في ميدان الشرف والبطولة، صائما صابرا مجاهدا في سبيل السنة، في أرض وائلة في 19 ربيع الثاني 1433 هـ
- وكان دفنه يوم الثلاثاء الساعة الواحدة ظهراً في بلده (الصومعة)، وشهد جنازة جمع غفير، وعدد كبير جدا، والكل يثني عليه خيرا. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جنته، وتقبله شهيدا في سبيله، وغفر له جميع ذنبه. ورزق أهله وذويه الصبر والسلون.
- وكان آخر لقائي به رحمه الله وغفر له في مأرب، ثم في وايلة، وفي غاية الصفاء والمحبة ولله الحمد، وكلٌّ منَّا يهدي للآخر ما بيده. وآخر رسالة أرسلتها إليه قبل هذا في الهاتف: [جزاكم الله خيرا يا أهل الصومعة على مناصرتكم، وأسأل الله أن يتقبل منكم وأن يحفظكم ويرفع قدركم؛ فهذا أوان الصدق في المناصرة]. اهـ
- وقد عزَّيت والده الكريم الصابر المحتسب في يوم مقتله هاتفيا، ونقلت له تعزية شيخنا يحيى حفظه الله، ثم زرتهم في بيته يوم الدفن، فكان لهذه الزيارة أثرها البالغ في قلبه، ووقعها الكبير في نفوس الآخرين، ولله الحمد. وكثيراً ما نقول لهم: نحن نعتبر أهل الصومعة كأهلي .
- وتلبية لطلبهم، وإلحاح أهل البلد الخيرين المعروفين بالجود والكرم، والمشهورين بحب العلم والدعوة؛ أقمنا ثلاثة أيام في حسن ضيافةٍ، وسعة منزلٍ، وحفاوةٍ عظيمة كالمعتاد. فأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء، وأن يكرمنا وإياهم بالفردوس الأعلى.
- وأتاحت الزيارة بذلك مجالا دعويا لإلقاء الكلمات والمحاضرات بعد الصلوات في بعض مناطق مديرية الصومعة، وختامها: خطبة جمعة في مسجد العقلة، والمحاضرة الأسبوعية في مركز علي بن أبي طالب في مدينة البيضاء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
- وقد كتبت هذه الترجمة المختصرة، والأسطر اليسيرة؛ برَّا به، ووفاءً بحقه، وإيضاحا لمنهجه، وبراءة لساحته؛ وما بقاؤنا في الصومعة تلك الفترة إلا حسنة من حسناته، فنعم الصاحب كان. جمعنا الله وإياه في فسيح جنته، كما جمعنا في الدنيا على المناصرة والدعوة لسنة نبيه. والحمد لله رب العالمين.
وكتبه: أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد الإرياني
بداية خطه يوم مقتله، ونهاية كتابته ومراجعته ضحى يوم الأربعاء
28 ربيع الثاني 1433 هـ
بداية خطه يوم مقتله، ونهاية كتابته ومراجعته ضحى يوم الأربعاء
28 ربيع الثاني 1433 هـ
تعليق