عزاء في قتلى المجاهدين
بسم الله الرحمن الرحيم
من أبي بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري.
إلى أولياء قتلى المجاهدين، بدار الحديث السلفية بدماج، الذين قتلهم الرافضة ظلمًا وعدوانًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد.
فإن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبروا ولتحتسبوا.
وأُذكركم بقوله -تعالى-: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}.
وبقوله -تعالى-:{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}.
وأذكركم بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له فيها حاجة» الحديث صححه الشيخ الألباني -رحمه الله- في صحيح الجامع برقم: (311) طبعة المكتب الإسلامي، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وهو عند أحمد وغيره، وهو في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين، لشيخنا مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- الطبعة الثانية لسنة 1425هـ، جـ2، صـ 244، الناشر: مكتبة صنعاء الأثرية، من رواية الإمام الترمذي، من حديث أبي عزة -رضي الله عنه- بلفظ: «إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض، جعل له إليها حاجة» ثم نقل الشيخ مقبل قول الترمذي: هذا حديث صحيح، وأبو عزة له صحبة، اسمه يسار بن عبد.
ثم قال الشيخ -رحمه الله-:
هو على شرط الشيخين، وهو من الأحاديث التي ألزم الدارقطني البخاري ومسلمًا أن يخرجاها. انتهى.
وأُبشر المصابين الصابرين على هذه المصائب بقوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
وأبشرهم بقوله -تعالى-: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.
وإخواننا هؤلاء الذين قُتلوا نحسبهم شهداء في سبيل الله -عز وجل- والله حسيبهم، ولا نزكي على الله أحدًا.
ثم إن مَن كان من هؤلاء الطلبة الذين قُتلوا، من كان منهم مهاجرًا من ديار الكفر إلى بلاد الإسلام، أو كان مهاجرًا من أرض المعصية إلى أرض الطاعة، فإن له ولأوليائه عظيم البشارة، قال -عز وجل-:
{وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
ففي البشارة لمن أدركه الموت وهو على هذا الحال بشارة لأوليائه الراضين بصنيعه وفعله وحاله، وإخواننا الذين قتلوا قد أدركهم الموت وهم في طلبهم للعلم، وفي رباطهم وجهادهم للرافضة، أعداء الله، وأعداء رسوله، وأعداء عباده المؤمنين، فأجرهم واقع على الله -إن شاء الله- وما أعظم أجر من وقع أجره على الله!!
ونذكركم بقول عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- أحد شعراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
يا نفس إن لم تُقتَلي تموتي ***هذي حياض الموت قد صليتِ
وبقول القائل:
من لم يمت بالسيف مات بغيره ***تعددت الأسباب والموت واحد
وبقول ابن القيم:
واصبر بغير تسخط وشكاية ***واصفح بغير عتاب من هو جانِ
وخير للعبد أن يموت وهو يطلب العلم، ويجاهد أمثال هؤلاء الرافضة الزنادقة البغاة، وخير له أن يموت وهو يجاهد في سبيل الله، وفي سبيل إعزاز وإعلاء دين الله، وكلمة الله، خير له أن يموت هكذا من أن يموت على فراشه كما يموت البعير.
وهؤلاء الإخوة الذين قُتلوا هم مرفوعوا الذكر في الدنيا والآخرة -إن شاء الله تعالى-.
ولا يفوتني أن أعزي كل أهل السنة الذين أُصيبوا في هؤلاء الإخوة، فإن أهل السنة جميعًا مشتركون في تلك المصيبة.
غفر الله ذنوبكم، وجبر كسركم، وعظَّم أجوركم، ورفع درجات قتلانا، ورزقنا وإياكم الشهادة في سبيله، فإخواننا بالشهادة -إن شاء الله- سابقون، ونحن بهم إن شاء الله لاحقون.
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليمًا.
وكتب
أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري أبو عبد الله
أما بعد.
فإن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبروا ولتحتسبوا.
وأُذكركم بقوله -تعالى-: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}.
وبقوله -تعالى-:{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}.
وأذكركم بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له فيها حاجة» الحديث صححه الشيخ الألباني -رحمه الله- في صحيح الجامع برقم: (311) طبعة المكتب الإسلامي، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وهو عند أحمد وغيره، وهو في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين، لشيخنا مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- الطبعة الثانية لسنة 1425هـ، جـ2، صـ 244، الناشر: مكتبة صنعاء الأثرية، من رواية الإمام الترمذي، من حديث أبي عزة -رضي الله عنه- بلفظ: «إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض، جعل له إليها حاجة» ثم نقل الشيخ مقبل قول الترمذي: هذا حديث صحيح، وأبو عزة له صحبة، اسمه يسار بن عبد.
ثم قال الشيخ -رحمه الله-:
هو على شرط الشيخين، وهو من الأحاديث التي ألزم الدارقطني البخاري ومسلمًا أن يخرجاها. انتهى.
وأُبشر المصابين الصابرين على هذه المصائب بقوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
وأبشرهم بقوله -تعالى-: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.
وإخواننا هؤلاء الذين قُتلوا نحسبهم شهداء في سبيل الله -عز وجل- والله حسيبهم، ولا نزكي على الله أحدًا.
ثم إن مَن كان من هؤلاء الطلبة الذين قُتلوا، من كان منهم مهاجرًا من ديار الكفر إلى بلاد الإسلام، أو كان مهاجرًا من أرض المعصية إلى أرض الطاعة، فإن له ولأوليائه عظيم البشارة، قال -عز وجل-:
{وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
ففي البشارة لمن أدركه الموت وهو على هذا الحال بشارة لأوليائه الراضين بصنيعه وفعله وحاله، وإخواننا الذين قتلوا قد أدركهم الموت وهم في طلبهم للعلم، وفي رباطهم وجهادهم للرافضة، أعداء الله، وأعداء رسوله، وأعداء عباده المؤمنين، فأجرهم واقع على الله -إن شاء الله- وما أعظم أجر من وقع أجره على الله!!
ونذكركم بقول عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- أحد شعراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
يا نفس إن لم تُقتَلي تموتي ***هذي حياض الموت قد صليتِ
وبقول القائل:
من لم يمت بالسيف مات بغيره ***تعددت الأسباب والموت واحد
وبقول ابن القيم:
واصبر بغير تسخط وشكاية ***واصفح بغير عتاب من هو جانِ
وخير للعبد أن يموت وهو يطلب العلم، ويجاهد أمثال هؤلاء الرافضة الزنادقة البغاة، وخير له أن يموت وهو يجاهد في سبيل الله، وفي سبيل إعزاز وإعلاء دين الله، وكلمة الله، خير له أن يموت هكذا من أن يموت على فراشه كما يموت البعير.
وهؤلاء الإخوة الذين قُتلوا هم مرفوعوا الذكر في الدنيا والآخرة -إن شاء الله تعالى-.
ولا يفوتني أن أعزي كل أهل السنة الذين أُصيبوا في هؤلاء الإخوة، فإن أهل السنة جميعًا مشتركون في تلك المصيبة.
غفر الله ذنوبكم، وجبر كسركم، وعظَّم أجوركم، ورفع درجات قتلانا، ورزقنا وإياكم الشهادة في سبيله، فإخواننا بالشهادة -إن شاء الله- سابقون، ونحن بهم إن شاء الله لاحقون.
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليمًا.
وكتب
أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري أبو عبد الله
تعليق