بسم الله الرحمن الرحيم
توديع الأعزّاء بدموع الوفاء
قال صلى الله عليه وسلم :
توديع الأعزّاء بدموع الوفاء
قال صلى الله عليه وسلم :
( والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا , ثم أقتل ثم أحيا , ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل )
البخاري : 2798
البخاري : 2798
آه على وجوه أضحت ببرقع التراب مستورة, وعلى أجسام التقى صارت إلى الأجداث مقبورة !
فأيّ عيش نرجوه بعدكم ونسعد به ؟!
رحلتم يا جند الحديث بلا وداع, وخرجتم من دنيا الفتن ولم تتركوا ثمين المتاع
هلاّ أعلمونا فنفديكم, وآذنونا فنحميكم ؟!!
أسأل ربّي الكبر المتعال, أن يكتب لكم شهادة تسعدكم في قبوركم, وأن تكونوا من الأحياء في نعيم الباري جلّ في علاه { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }
نعم ! هو حزن لم يألفه قلبي , ودموع لم تعرفها عيني
ضرب المعتدون فؤادي , وقطع الغادرون منّي الأيادي
أشباب يقتلون من غير ما جريرة ؟! أأزهار الصدق تقطف في سويعات يسيرة ؟!
على قتلى ( دمّاج ) فاستهلّي .....بدمع العين سحّا غير نزر
على أتباع الرسول, غداة لاقوا .... مناياهم ولا قتهم بقدر
أصابهم الفناء, بحبل قوم ...... تُخُوّن عقد حبلهم بغدر
فيا لهفي ( لمخبر ) إذ تولى ...... وأعنق في منيته بصبر
يا أمّة شرّفت بدين ربّها , هل من بليغ يواسيني , وهل من ناصح يعزّيني
جُرح مني الكبد , وذهب الرجال - بإّذن الله - إلى نعيم الله الصمد
ذهبوا عنّا ورسالة تركوها, تحكي حالهم وكأن الواحد منهم يقول :
تركناهم وما ظفروا بشيء ..... دماؤهم عليهم كالعبير
فهم صرعى تحوم الطير فيهم .... كذاك يدان ذو الفند الفخور
شجاعة رفعتم بها رؤوسنا , وأظهرتم أن أهل السنة هم أهل الجهاد
ما أصابكم الخور عندما استُنفرتم, ونبيكم صلى الله عليه وسلم يقول :( وإذا استنفرتم فنفروا ) البخاري : 2783
أيّ بطولة هذه أصلتموها ؟! وأين هم الواصفون لحقيقتها !
هي دموع الأحزان نذرفها, وسنة ماضية نحييها
فقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال:( أخذ الراية زيد فأصيب, ثم أخذها جعفر فأصيب, ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب, ثم أخذها خالد خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له, وقال: ما يسرّهم أنهم عندنا, قال أيوب :وعيناه تذرفان ) البخاري : 2798
نعم ! ما يسرهم أنهم عندنا من عظيم ما شاهدوا , ومن عجيب ما غنموا , لا يرجون أن يعودوا إلينا
أيدري العاقل أن الحوثي الخبيث كانت له من المكانة المرموقة عند ضعاف الناس, ما جعل الواصفون الكاذبون يظهرونهم وكأنهم أباطل الدهر
فلم يسمع الناس بالحوثيين إلا وهم يقارعون دولا وحكومات بأموالها وعتادها وأسلحتها
ولكن حمدا لربي أن تلاشت الأوصاف الزائفة , عند قدوم أسود الحق و ليوث الصدق
فأصبح الوصف الحقيق للحوثي , يجري على ألسنة العقلاء , وهذا كله في موازين حسنات من فقدناهم ,وأضحى القريب و البعيد يصف الحوثة بلسان حاله :
كأن ريحهم في الناس إذ برزوا .......... ريح الكلاب إذا ما بلّها المطر
أولاد ( حوثي) فلن تلقى لهم شبها ..... إلا التيوس على أكتافها الشّعر
إن سابقوا سبقوا , أو نافروا نفروا ...... أو كاثروا أحدا من غيرهم كثروا
شبه الإماء , فلا دين و لا حسبُ ..... لو قامروا الزّنج عن أحسابهم قُمروا
تلقى ( الحوثيّ ) لا يمنعك حرمته ...... شبه النّبيط إذا استعبدتهم صبروا
أخي المعزّي : لا تقل إن المصاب سهل الوقع , فإنّا والله أُصبنا في الصميم , وضربنا في أعزّ حميم
رجاء الباكي من العزيز الباري أن يكتب إخواننا سيوف دماج, في عداد المكرمين, والمنعمين, فهو والله أعظم عزاء نحصّله, ومن ذا الذي لا يحب لهم ذلك ؟! { أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45) بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46) لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ }
إلهي, قد طمست علينا أنوار السعادة ! وتناثرت علينا الهموم بفقدان أهل السيادة, فاجعلهم ربّي من المتقين , الذين وعدتهم بحسن المآب
{ هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ }
بخ بخ ! هي الجنان يا أهل الإيمان
حسن ظننا بالله عظيم أن تُرقم أسماء أسود دماج في صحائف الشهداء
تلكم المنزلة الرفيعة , التي لا يأنف عن رجائها إلا منافق عن الدين مارق
آه على شهادة ينالها السعيد, وعلى يد أكبر أعداء الله
عزاؤنا أن يكون إخواننا الآن في دار الشهداء وما أدراك ما دار الشهداء
قال سمرة : قال صلى الله عليه وسلم : ( رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة و أدخلاني دارا هي أحسن وأفضل, لم أر قط أحسن منها ,قال : أما هذه الدار فدار الشهداء ) البخاري 2791
وعزاؤنا أيضا : أن يكون من فقدناهم قد نالوا ما هو خير من الدنيا والآخرة
قال صلى الله عليه وسلم البخاري : 2792 : ( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها )
غدوة أو روحة في سبيل الله هذا ثوابها ! فما بالك أخي من ذهب بنفسه ولم يرجع!
وعزاؤنا أيضا : أن يسعد إخواننا بحور وأيّ حور يا إخوان !
قال صلى الله عليه وسلم البخاري : 2796 : (ولو أن امرأة من أهل الجنة اطّلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينها ولملأته ريحا, ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها)
أتدري يا أخي لم سميت بالحور ؟! لأن الطرف يحار منها ! الله أكبر
وعزاؤنا أيضا : أن يكون أسود دماج ممن نالوا إحدى الحسنيين
قال الله تعالى : { قل هل تربصون بنا إلاّ إحدى الحسنيين }
حسنى النصر أو حسنى الشهادة
وعزاؤنا أيضا : أن يكون إخواننا ممن اشترى الله منهم أنفسهم
{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
وعزاؤنا أيضا : أن يكون إخواننا قد ظفروا بثمن تلكم التجارة العزيزة
{ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
يا أمة السنة والحديث : إنها الجنان في الجنة , ونرجوا أن يكون الإخوة قد نالوا أعلاها
قال صلى الله عليه وسلم لأم حارثة وقد استشهد ولدها يوم بدر (البخاري 2809 ) :
( يا أم حارثة إنها جنان في الجنة , و إن ابنك أصاب الفردوس الأعلى )
و آخرة القول :
إنّ رأس الجهاد قد رفع في زمن تمنّاه التقي له صاحبا
فقد أبنتم عن وجه الرجولة وكشفتم عن ساق الشهامة, وأحرقتم الحوثة بجمر الندامة
ولولا أن الوفاء فريضة , لما وضعت حرفا في حقكم وأنا صاحب الجهالة العريضة
لكن قد جهلت حقكم أمة كبيرة , وأهانت ذكركم كل صحيفة وقناة خسيرة
لكن لا يضركم -والله- إن جهلتكم الأمة وقد عرفكم الله,كما قال الخليفة عمر رضي الله عنه-لما أخبر ببعض الشهداء ولم يعرفهم فقال: ( لا يضرهم إذا لم يعرفهم عمر والله يعرفهم )
ولا ندري والله يا أحبابنا هل نلاقيكم غدا أم لا ؟!
فرحمكم الله وكتب لكم عظيم الشهادة
وأسأل الله أن يغفر لنا تقصيرنا وخذلاننا
المحب لقتلى دماج الأشاوس و الوفي لهم
أبو معاذ محمد مرابط
10 / محرم / 1433
:: منقول ::
أبو معاذ محمد مرابط
10 / محرم / 1433
:: منقول ::
تعليق