من بدائع بدائه الإجازة في الشعر
الإجازة هي: أن ينظم الشاعر على شعر غيره في معناه ما يكون به تمامه وكماله.كأن يأتي الشاعر بشطر بيت ويجيز غيره لإكماله وقد تكون الإحازة ببيت كامل .
وإيضاحا لذلك اللون الأدبي ،ودعوة لإحيائه في مجلس المحاولات الشعرية بشبكة العلوم السلفية فقد نقلت لكم من كتاب (بدائع البدائه) أمثلة جميلة مما جادت به بدائه الشعراء وقرائحهم وهاهي دونكم :
1ــ قال علي بن ظافر:اجتمعت أنا والقاضي الأعز أبو الحسن علي ابن المؤيد العساني - رحمه الله - يوماً بالرصد، فرأينا شعاع الأصيل فوق بياض الماء، فقلت له: أجز:أذكت الشمس على الماء لهب
فقال: فكست فضته منها ذهب
وقلت له يوما أجز:
طار نسيم الروض من وكر الزهر
فقال: وجاء مبلول الجناح بالمطر
2ــ قال القاضي الفقيه جمال الدين: سمع الناس يذكرون حكايةً لا أتقلد صحتها، وهي أن أبا تمام لقي ديك الجن وهو طفل يلعب، ويدعي قول الشعر، فقال: إن كنت شاعراً كما تقول، فأجز:
فرقوا بين من أحب وبيني
فقال: أبعّد أم أقرّب؟ فقال أبو تمام بعّد، فقال:
مثل بعد السماك والفرقدين
فقال له: قرّب، فقال:
مثل مابين حاجبي وعيني
3ــ كما روى الزبير بن بكار قال: استنشد عبد الله بن عباس - رضوان الله عليه - عمر بن أبي ربيعة فأنشده:
تشط غداً دار جيراننا
فبدره ابن عباسٍ، فقال:
ولَلدارُ بعدَ غدٍ أبعدُ
فقال له عمر: كذلك قلتُ، أصلحك الله! أفسمعتَه؟ قال: لا، ولكن كذلك ينبغي أن يكون.
4 ــ قال العميد أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي الطيب الباخرزي في كتابه المعروف بدمية القصر وعصرة أهل العصر
جرى بين القاضي أبي سعيد علي بن عبد الله الناصحي وبين الحاكم أبي سعد دوست مبادهة، قال له القاضي:
وما وصلَ الكتابُ إليَّ حتى ... أجبتُ إلى الذي استدعاهُ مني
فقال أبو سعد:
جزاك الله عن مولاكَ خيراً ... وخففَ ثقل هذا الشكرِ عني
فال القاضي:
وأولى الشيخَ عزاً مستفاداً ... وحققَ فيه مأمولي وظني
فقال أبو سعد:
وكم لك نعمةٌ من غير ذكرٍ ... وكم لك منةٌ من غير مَنِّ
5 ـــ قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لابن عبد الأعلى: أتمم هذا البيت وأنت أشعر العرب:
نروحُ ونغدو كلَّ يومٍ وليلةٍ
فقال مجيباً:
وعما قليلٍ لا نروحُ ولا نغدو
6ـــ ومن ذلك ما روي أن بعض الشعراء قال لأبي العتاهية أجز:
بردَ الماءُ وطابَا
فقال أبو العتاهية: حبذا الماءُ شرابا
6ــ ومن ذلك ما روي أن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك بن مروان وهو المنعوت بين ملوك الأندلس بالأمير
صنع في بعض غزواته قسيماً، وهو:
نرى الشيء مما يُتقَّى فنهابُهُ
ثم أرتجّ عليه - وكان عبد الله بن الشمر نديمه وشاعره غائباً - فأحضر بعض قواده محمد بن سعيد الزجالي، وكان يكتب له، فأنشده القسيم، فقال:
ومالا نرى مما يقي اللهُ أكثرُ
فاستحسنه وأجازهُ وحمله استحسانهُ على أن استوزرهُ !
7ــ وأخبرني الأجل شهاب الدين يعقوب ابن أخت الوزير الصدر الكبير نجم الدين أبي الفتح يوسف بن المجاور أدام الله عزه
قال أخبرني البهاء الحسن بن علي بن محمد الخراساني المعروف بابن الساعاتي قال: سايرت الفقيه مرتضى الدين نصر الشيرازي - رحمه الله تعالى - فجرى في الحديث ما أوجب أن قال:
إنَّ هذي النفوسَ للموتِ تسعى
واستجازني، فقلت:
فإذا قيل ماتَ لم يكُ بِدْعَا
8ـــ وفي صبح الأعشى (2/ 297)
قال أبو هلال العسكري أخبرني أبو أحمد قال كنت أنا وجماعة من أحداث بغداد ممن يتعاطى الأدب نختلف إلى مدرك نتعلم منه الشعر فقال لنا يوما إذا وضعتم الكلمة مع لفقها كنتم شعراء ثم قال أجيزوا هذا البيت :
( ألا إنما الدنيا متاعُ غرورِ ... )
فأجازه كل واحد منا بشيء فلم يرضه
فقلت أنا: ( وإن عظمتْ في أنفسٍ وصدورِ)
فقال: هذا هو الجيد المختار
9ـــ وفي (أخبار الرياض) قال ابن العربي رحمه الله :دخل علي ابن صارة وبين يدي نار قد علاها رماد فقلت: لتقل في هذا فقال:
شابتْ نواصيْ النارِ بعدَ سوادِها ... و تستّرتْ عنّا بثوبِ رمادِ
ثم قال لي ابن صارة : أجز فقلت:
شابتْ كما شِبنا وزالَ شبابُنا ... فكأنما كنا على ميعادِ
"أهــ المراد
تنبيه مهم:
فتحفيزا لإخواننا محبي الشعر وتدريبا لهم على النظم من خلال ما يسمى ((بالإجازة)) المتعارف عليها عند الشعراء قديما وحديثا فسنضع بين أيديهم شطر بيت ؛ ليتمموه بشطره الثاني بشرط الموافقة له في الوزن والمعنى والله الموفق !
فأقول: مجيزاً لإخواني :
1ــ [صارَ(الحجوريْ) كمثلِ الكوكبِ الساري ***
2ـــ [العلمُ يا ناسُ مثلُ الغيثِ للأرضِ ***
3ــ [الصدعُ بالحقِ معَ الدليلِِ ***
نرجو المشاركة من الأخوة الكرام أعضاء الشبكة الموقرة كل بما يستطيع
والله الموفق!
الإجازة هي: أن ينظم الشاعر على شعر غيره في معناه ما يكون به تمامه وكماله.كأن يأتي الشاعر بشطر بيت ويجيز غيره لإكماله وقد تكون الإحازة ببيت كامل .
وإيضاحا لذلك اللون الأدبي ،ودعوة لإحيائه في مجلس المحاولات الشعرية بشبكة العلوم السلفية فقد نقلت لكم من كتاب (بدائع البدائه) أمثلة جميلة مما جادت به بدائه الشعراء وقرائحهم وهاهي دونكم :
1ــ قال علي بن ظافر:اجتمعت أنا والقاضي الأعز أبو الحسن علي ابن المؤيد العساني - رحمه الله - يوماً بالرصد، فرأينا شعاع الأصيل فوق بياض الماء، فقلت له: أجز:أذكت الشمس على الماء لهب
فقال: فكست فضته منها ذهب
وقلت له يوما أجز:
طار نسيم الروض من وكر الزهر
فقال: وجاء مبلول الجناح بالمطر
2ــ قال القاضي الفقيه جمال الدين: سمع الناس يذكرون حكايةً لا أتقلد صحتها، وهي أن أبا تمام لقي ديك الجن وهو طفل يلعب، ويدعي قول الشعر، فقال: إن كنت شاعراً كما تقول، فأجز:
فرقوا بين من أحب وبيني
فقال: أبعّد أم أقرّب؟ فقال أبو تمام بعّد، فقال:
مثل بعد السماك والفرقدين
فقال له: قرّب، فقال:
مثل مابين حاجبي وعيني
3ــ كما روى الزبير بن بكار قال: استنشد عبد الله بن عباس - رضوان الله عليه - عمر بن أبي ربيعة فأنشده:
تشط غداً دار جيراننا
فبدره ابن عباسٍ، فقال:
ولَلدارُ بعدَ غدٍ أبعدُ
فقال له عمر: كذلك قلتُ، أصلحك الله! أفسمعتَه؟ قال: لا، ولكن كذلك ينبغي أن يكون.
4 ــ قال العميد أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي الطيب الباخرزي في كتابه المعروف بدمية القصر وعصرة أهل العصر
جرى بين القاضي أبي سعيد علي بن عبد الله الناصحي وبين الحاكم أبي سعد دوست مبادهة، قال له القاضي:
وما وصلَ الكتابُ إليَّ حتى ... أجبتُ إلى الذي استدعاهُ مني
فقال أبو سعد:
جزاك الله عن مولاكَ خيراً ... وخففَ ثقل هذا الشكرِ عني
فال القاضي:
وأولى الشيخَ عزاً مستفاداً ... وحققَ فيه مأمولي وظني
فقال أبو سعد:
وكم لك نعمةٌ من غير ذكرٍ ... وكم لك منةٌ من غير مَنِّ
5 ـــ قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لابن عبد الأعلى: أتمم هذا البيت وأنت أشعر العرب:
نروحُ ونغدو كلَّ يومٍ وليلةٍ
فقال مجيباً:
وعما قليلٍ لا نروحُ ولا نغدو
6ـــ ومن ذلك ما روي أن بعض الشعراء قال لأبي العتاهية أجز:
بردَ الماءُ وطابَا
فقال أبو العتاهية: حبذا الماءُ شرابا
6ــ ومن ذلك ما روي أن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك بن مروان وهو المنعوت بين ملوك الأندلس بالأمير
صنع في بعض غزواته قسيماً، وهو:
نرى الشيء مما يُتقَّى فنهابُهُ
ثم أرتجّ عليه - وكان عبد الله بن الشمر نديمه وشاعره غائباً - فأحضر بعض قواده محمد بن سعيد الزجالي، وكان يكتب له، فأنشده القسيم، فقال:
ومالا نرى مما يقي اللهُ أكثرُ
فاستحسنه وأجازهُ وحمله استحسانهُ على أن استوزرهُ !
7ــ وأخبرني الأجل شهاب الدين يعقوب ابن أخت الوزير الصدر الكبير نجم الدين أبي الفتح يوسف بن المجاور أدام الله عزه
قال أخبرني البهاء الحسن بن علي بن محمد الخراساني المعروف بابن الساعاتي قال: سايرت الفقيه مرتضى الدين نصر الشيرازي - رحمه الله تعالى - فجرى في الحديث ما أوجب أن قال:
إنَّ هذي النفوسَ للموتِ تسعى
واستجازني، فقلت:
فإذا قيل ماتَ لم يكُ بِدْعَا
8ـــ وفي صبح الأعشى (2/ 297)
قال أبو هلال العسكري أخبرني أبو أحمد قال كنت أنا وجماعة من أحداث بغداد ممن يتعاطى الأدب نختلف إلى مدرك نتعلم منه الشعر فقال لنا يوما إذا وضعتم الكلمة مع لفقها كنتم شعراء ثم قال أجيزوا هذا البيت :
( ألا إنما الدنيا متاعُ غرورِ ... )
فأجازه كل واحد منا بشيء فلم يرضه
فقلت أنا: ( وإن عظمتْ في أنفسٍ وصدورِ)
فقال: هذا هو الجيد المختار
9ـــ وفي (أخبار الرياض) قال ابن العربي رحمه الله :دخل علي ابن صارة وبين يدي نار قد علاها رماد فقلت: لتقل في هذا فقال:
شابتْ نواصيْ النارِ بعدَ سوادِها ... و تستّرتْ عنّا بثوبِ رمادِ
ثم قال لي ابن صارة : أجز فقلت:
شابتْ كما شِبنا وزالَ شبابُنا ... فكأنما كنا على ميعادِ
"أهــ المراد
تنبيه مهم:
فتحفيزا لإخواننا محبي الشعر وتدريبا لهم على النظم من خلال ما يسمى ((بالإجازة)) المتعارف عليها عند الشعراء قديما وحديثا فسنضع بين أيديهم شطر بيت ؛ ليتمموه بشطره الثاني بشرط الموافقة له في الوزن والمعنى والله الموفق !
فأقول: مجيزاً لإخواني :
1ــ [صارَ(الحجوريْ) كمثلِ الكوكبِ الساري ***
2ـــ [العلمُ يا ناسُ مثلُ الغيثِ للأرضِ ***
3ــ [الصدعُ بالحقِ معَ الدليلِِ ***
نرجو المشاركة من الأخوة الكرام أعضاء الشبكة الموقرة كل بما يستطيع
والله الموفق!
تعليق