• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصوفية وشعب هود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصوفية وشعب هود

    اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنع هؤلاء
    (الصوفية وشعب هود)
    مقدمة فضيلة الشيخ المحدث والناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا ضد ولا شبيه ولا مثال, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً خير صحب وآل.
    أما بعد:
    فقد أرسل إلي أخونا الفاضل الداعي إلى توحيد الله والغيور على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ـ أبو إسحاق أيوب بن محفوظ الشبامي حفظه الله ـ أرسل إلي رسالته هذه التي بعنوان : (اللهم إنَّا نبرأُ إليك مما يصنع هؤلاء - الصوفية وشعب هود) فهالني ما رأيته فيها من النقول الموثقة من مصادر ضلال الصوفية من شد الرحال إلى شعب هود بصفة شركيّة عظمى تشبه عبادة الحجاج في سيرهم ومناسكهم لحج بيت الله الحرام بما يحتم على من له قدرة على استتابة هؤلاء المشركين وزجرهم عن هذه الشركيات الجاهلية بدأً معهم بالنصح والبيان فإن أصروا على شركهم الجاهلي وجب على أولياء الأمور وغيرهم وفقهم الله جهادهم والأخذ على أيديهم كل في حدود طوقه واستطاعته وبالله التوفيق.

    وكتبه: أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري 21 رجب 1430هـ
    مقدمة الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله:
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:
    فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - وإنَّ شرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
    إلى كل من يهتم بالدفاع عن الأمة الإسلامية، وحمايتها من مخططات أعداء الإسلام التي تهدف إلى هدم دينهم ودنياهم.
    وإلى كل من يسعى لحمل الأمة للوصول بها إلى تحقيق الغاية السامية، التي من أجلها أرسلت الرسل، وأُنزلت الكتب، وسُلَّت سيوف الجهاد.
    إليكم جميعًا أقدم هذا الكتاب؛ لأعرض فيه ما رأت عينايَ وسمعت أُذناي ووعى قلبي، من عجائب الصوفية في حضرموت، لاسيما ما يعملونه في شهر شعبان من كل عام عند ما يسمونه (شعب هود) يعملون أعمالاً مريبة تدل على غرقهم في الفتنة، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
    ففي عام 1427هـ بعد انقضاء مناسك - أعني مناسك زيارة (الشعب) الذي سمَّوه (شعب هود)- الزيارة الرجالية والنسائية، ذهبت هنالك - أي: إلى ذلك الشعب – ورافقني جماعةٌ ممن كان يذهب معهم، فدلوني على غرائبَ من أفعالهم، وأموراً مضحكة محزنة، مضحكة من حيث العجائب التي ستقرؤها إن شاء الله في التمهيد، ومُحزِنة من حيث أن عقولهم قد تبلَّدت وضلَّت حتى صارت في الحضيض، يهدمون بأيديهم ما يبنون، ويُدعون إلى الرشد فلا يرعوون ورين على قلوبهم فهم لا يفقهون، وضرب على آذانهم فهم لا يسمعون، وغطيَ على أعينهم فهم لا يبصرون، حتى ضلَّ سعيهم في ذلك، وهم لخفة عقولهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وهم في الحقيقة يسيئون إلى أنفسهم ويسخرون بها، كما سيتضح لك ذلك تماماً إن شاء الله عند قراءة (الفصل الثالث).
    فهالني ما رأيت من مشاهد، وحزنت على من عطَّل عقله فاتبعهم على الخلط والخبط، وخفت أن يتبعهم على ذلك من خفيت عليه الحقائق، فكتبت هذا الجزء نصيحة للمسلمين، وتذكيراً للمخدوعين، بدافع الغيرة على الدين، ودافع المحبة لإخواني المسلمين، ومشاركةً لمن كتب في ذلك من الناصحين، مستفيداً من بعض ما سطروه في ذلك، فلست أول من يخوض هذا الميدان، ولا آخرهم إن شاء الله، لكثرة أنصار الدين علَّ اللهَ عز وجل أن ينفع بهذه الكتابات المسلمين، ويبصّر بها أعيناً عمياً ويُسمع بها آذاناً صُمًّا ويُنطق بها ألسناً بكماً، ويفتح بها قلوباً غُلفاً، إنه سبحانه مالك الهداية والتوفيق.
    أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا هذا العمل وأن ينفع به المسلمين وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، إنه سميع مجيب.

    كتبه:
    أبو إسحاق الشبامي أيوب بن محفوظ الدقيل
    ليلة الأربعاء: 29 رجب 1430 هـ بمسجد السنة بتريم
    اليمن - حضرموت


    يمكنكم تحميل الكتاب على هيئة بي دي أف
    من الخزانة العلمية


    من هنا
    التعديل الأخير تم بواسطة خالد بن محمد الغرباني; الساعة 18-09-2010, 10:39 PM.

  • #2
    حفظ الله تعالى فضيلة الشيخ يحيى الحجوري ورعاه واعانه على نصره للسنة المطهرة

    جزاك الله خيرا أخانا الكريم أبا اسحاق وبارك في علمكم وعملكم

    ارجوا رفع الكتاب الرابط لا يعمل


    وفق الله الجميع





    .

    تعليق


    • #3
      مختصر الصوفية وشعب هود

      طلب مني بعض الإخولن اختصار الكتاب لسهولة نشره فأجبتهم لذلك مستعينا بالله على ذلك فيسر الله لي ما يلي:
      مختصر
      اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنع هؤلاء
      {الصوفية وشعب هود}

      راجعها فضيلة الشيخ العلامة
      يحيى بن علي الحجوري
      وكتب في مقدمتها:

      هذه رسالة مختصرة في شركيات الصوفية الواقعة في ذلك المسمى (شعب هود) وفي غيره فنشرها من النصح للدين ومحبة الخير لمن اراد الله هدايته من المخدوعين وبالله التوفيق.

      بسم الله الرحمن الرحيم

      الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، أما بعد:
      فإن من أسوأ البدع التي زينها إبليس اللعين للصوفية في حضرموت الزيارة إلى ذلك الشعب الذي زعموا أنه شعب نبي الله هود عليه الصلاة والسلام، وهي زيارة بدعية شركية خرافية، مليئة بالكذب على الله وعلى أنبياء الله جل وعلا، مليئة بالطعن في دين الله جل وعلا، وفيها محآدة لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، زيارة يُضاهون بها حج بيت الله الحرام ، زيارة تُعَبِّر عن الانتكاسة العظيمة التي وصل إليها هؤلاء، انتكاسة في الفطرة وانتكاسة في العقل وانتكاسة في دين الله سبحانه وتعالى، حتى فُتنوا بهذه الزيارة فتنة عظيمة فضلوا وأضلوا ﴿وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
      فإذا كان من أعظم الظلم وأكبر الحرام أن ينسب إلى دين الله عز وجل ما ليس منه وإن لم تكن فيه مخالفة لدين الله، فكيف الحال بهؤلاء الذين ينسبون هذه الزيارة البدعية الشركية الخرافية إلى دين الله سبحانه وتعالى ﴿وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ حتى قال بعضهم: (وهذه الزيارة مشروعة مستحبة للأدلة المتكاثرة في ذلك) بل أعظموا على الله الفرية حتى صارت هذه الزيارة عندهم من أجل العبادات ومن أعظم القربات، فقال أحد مشايخهم: (إن زيارة الأنبياء والمرسلين في مقابرهم ومشاهدهم من أجل القربات وأجزل الطاعات وإن من أجل ذلك وأفضلها زيارة قبر النبي هود بحضرموت) اهـ. ﴿مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾ بل قال هذا الضال: (إنك تذهب في هذه الزيارة إلى شيءٍ أعظم من نعيم الجنان)اهـ. فإنا لله وإنا إليه راجعون ﴿سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾ من الذي شرع هذه الزيارة، ومن الذي استحسنها، ومن الذي دعا إليها، هل هو الله هل هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! هل فعلها الصحابة رضوان الله عليهم، هل فعله التابعون لهم بإحسان، هل فعلها الأئمة الأعلام من سلفنا الصالح؟! الجواب: لا إنما هي زيارة صنعها هؤلاء بأيديهم فنسبوها إلى دين الله ظلما وعدوانا تشريعا مع الله جل وعلا، ورب العزة والجلال يقول في كتابه الكريم: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ انظروا كيف أغوى الشيطان هؤلاء الغوغاء وأضلهم وزين لهم هذا الباطل وهذا المنكر العظيم، حتى عظموا هذه الزيارة تعظيما شديداً، حتى قال قائلهم وهو يصف أيامهم المزرية في ذلك المكان فقال: (دنت الأرض من السماء والتقى الصفا بالصفا وخشعت القلوب وعنت الوجوه للحي القيوم) اهـ. هكذا يقول، ويقول آخر أيضا: (في ذلك المكان الدعاء يجاب والغمى تنجاب والرحمة لا تنتقر وثَّمَ تذرف العيون وتقشعر الأبدان وترجف القلوب ويحصل المطلوب) اهـ. فانظروا إلى هذا الهذيان والعدوان والظلم والكذب على الله سبحانه وتعالى، يتلاعبون بعقول الجهال والضعفاء من عوام الناس ويقول شاعرهم:
      والثم ثرا تلـــك البقــاع ممـرغــاً
      بخديك تعظيماً وللتـراب قبــلِّ

      غاية في الجهل والحماقة والانتكاسة وصدق الإمام الشافعي عليه رحمة الله حين قال: (ما تصوف رجل في أول النهار وأتى عليه الضحى إلا وهو أحمق).
      فتَعْجَبُ لحال هؤلاء حين يشدون الرحال إلى هذه الشركيات والبدع، فيأتون إليها من أماكن شتى من اليمن، بل لربما بعضهم يسافر إليها جهلا من خارج اليمن، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول كما في الصحيحين عن أبي سعيد رضي الله عنه «لَا تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِي هَذَا وَالمَسْجِدِ الحَرَامِ وَالمَسْجِدِ الأَقْصَى».
      وضعوا لهذه الزيارة أحاديث مكذوبة موضوعة على الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فمن ذلك أنهم يروون للناس أن ذلك الماء الذي يوجد هناك (أنه نهر الجنة) ويروون من الكذب: (من اغتسل في هذا النهر خرجت منه خطاياه) ويروون: (من شرب من هذا النهر شرب من حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة) فأين نجد هذه الروايات يا علماء السوء وأين نجد هذه الفضائل في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى عليه وآله وسلم ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ فليس لما ذكروا مصدرا إلا وحي الشيطان لهم لأن من مصادر التلقي عندهم (الإلهام والهواتف السماوية لهم زعموا) وما هي إلا هواتف إبليس اللعين كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾ أحاديث لم نسمع بها ولم نرها إلا في أوعية الصوفية، ومن رواياتهم المكذوبة كذلك في هذه الزيارة رواية عن بئر شكَّلوها هناك وسموها (بئر التسلوم) يقفون عند هذه البئر وقفة طويلة ويزعمون (أن في هذه البئر تجتمع أرواح الأنبياء وأرواح الأولياء) هكذا نزَّلوا أرواحهم في بئرهم، وقد جعلهم الله جل وعلا في أعلى عليين ولكنهم يتفاوتون في درجاتهم على حسب فضلهم عند الله تبارك وتعالى، ومن كذبهم على الله (من ذهب إلى هود فغبار الطريق إلى هود كغبار الجهاد في سبيل الله) وهكذا يروون (الضحكة في هود كتسبيح الله) ويروون: (النائم في الزيارة كالقائم والمفطر فيها كالصائم) ويروون (من زار هود ولو للفضول غفرت ذنوبه) ويروون من الأحاديث الموضوعة (أن نبي الله هود يتحمل ذنوب الزوار، تخرج ذنوب الزوار منهم وترجع على هود عليه السلام) هكذا يقولون، حتى قال أحد كباراتهم: (أنه رأى هودا عليه السلام وفي يده لوح وقد رأى وجهه مسوداً، فقال له: ما هذا يا هود؟ قال: (هذه ذنوب الزوار أتحملها) الويل لهؤلاء، الويل لمن يكذب على الله الويل لمن يكذب على أنبياء الله، قال ربنا جل وعلا في كتابه الكريم: ﴿ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾.
      ما احتوت عليه هذه الزيارة من المنكرات الشنيعة

      في هذه الزيارات الآثمة شركيات وبدع كثيرة، ومنكرات عظيمة ومخالفات شنيعة للإسلام، ومن أعظم ما يقع فيه هؤلاء من الظلم والعدوان الشرك بالله جل وعلا، فإنهم في هذه الزيارة وفي غيرها من الزيارات، يستمدون من أصحاب القبور ويستغيثون بهم، يطلبون منهم المدد ويطلبون الغوث، ويتوكلون عليهم ويرجونهم ويستشفعون بهم ويدعونهم، وكل ذلك شرك بالله عز وجل، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ وقال سبحانه ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ فمن دعا غير الله فقد ارتد عن الإسلام، وصار حلال الدم والمال، والله تعالى ما أرسل رسله وما أنزل كتبه وما شرع الجهاد، إلا من أجل محاربة المشركين الأوائل الذين يتوجهون إلى الأصنام والأوثان بالدعاء ويطلبون منها ما يطلبه اليوم عباد القبور من أوليائهم ويجعلونهم وسائط بينهم وبين الله كما قال تعالى عنهم: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ وقال تعالى عنهم أيضا ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ وهكذا يقول اليوم إخوانهم من عبَّاد القبور: نحن إنما نتخذهم واسطة بيننا وبين الله ﴿كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ وأحد كبار الصوفية الضلال يزعم (أن الدعاء هناك يجاب وأن المطلوب هناك يحصل) ورب العزة والجلال ينادي عباده أن يدعوه وحده، وأنه قريب من كل أحد لا يحتاج إلى واسطة ولا يحتاج إلى أن يشد رحله إلى مكان بعيد من أجل الدعاء، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ وقد صرح بعض هؤلاء ممن ألف في هذه الزيارة فقال ولم يستح: (والمقصود من هذه الزيارة الاستمداد من أرواح الأنبياء والأئمة والمقصود من هذا الإمداد الشفاعة) فما الفرق إذا بين قول هذا وبين قول المشركين الأوائل الذين يطلبون الشفاعة والقربى من معبوديهم، ثم يقولون هؤلاء شفعاؤنا، وقال بعض شعرائهم داعيا إلى دعاء غير الله:
      سرْ زُرْهُ وَاحْذَرْ تِكْسَلْ
      تُعْـطَى وَتُحْظَى فَاسْأَل
      وَاطْلُبْ مُرَادَكَ مِنْهُ حَوْلَ الضَّرِيْح
      بِقَلْــــــبٍٍ مُنْكَسِرٍٍ فَقِيرٍ طَرِيْـح


      مضاهاة الصوفية لحج بيت الله

      فهذه الزيارة الصوفية لها مناسك وأعمال يضاهون بها حج بيت الله تشابه أعمال الحج والعمرة كما يفعل الرافضة عند قبر الحسين في كربلاء: فمن ذلك (رميٌ) كرمي الجمرات، فإنهم في طريقهم يرمون في مكان يسمونه (المَحْذَفَة) ويحكون فيه قصة مضحكة باطلة راجعها في الأصل، ومن ذلك (ركعتان) يؤدونها كركعتي الطواف خلف مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام فإنهم بعد أن يغتسلوا ـ ومن أوائل أعمال المناسك (الغسل) ـ ثم يصلون ركعتين في مقام (عمر المحضار)، ومن ذلك (الوقفة) كالوقوف بعرفات حتى قال شاعرهم:
      وقفـة تُشبـه بالحــــج!!
      يدعـون في ذلك الفـج!!
      الأرض منــها تـــرتـج!!
      بصـوتٍ واحـدٍ يا هـود!!

      بل يقول أحد مؤلفيهم: (والوقفة في هذه الزيارة في صباح الحادي عشر من شعبان وسميت وقفة كالوقوف بعرفات من فاته الوقوف بها فاته الحج وهكذا الزيارة من فاته الوقوف فيها فاتته المناسك) اهـ. ومن ذلك (يوم كيوم التروية) تبدأ فيه أعمال الزيارة في اليوم الثامن من شعبان، ويُعد اليوم الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر من أهم المناسك الزمانية في شهر شعبان، ومن ذلك (يوم كيوم النحر) ففي العاشر من شعبان يذبحون فيه الذبائح ويأكلون فيه ألذ المأكولات، ومن ذلك (حلق أو تقصير) وذلك في اليوم الثالث عشر من شعبان، ومن ذلك (ماء كماء زمزم) يعتقدون فيه البركة والفضل، ويأخذون منه الهدايا إلى أهاليهم، ولهم (ميقات) يبدؤون فيه بالتهاويد، وهو ترديدهم (ياهود ياهود...)، وهكذا عندهم (طواف) بعد رجوعهم من الزيارة يطوفون حول المقبرة في تريم سبعة أشواط، وهكذا إلى غيرها من المناسك ولم يبق إلا لباس الإحرام.
      وقد أُلفت في الرد عليهم الكتب والرسائل، وفيها زيادة بيان لما سبق ذكره وقد يسر الله لي بكتابة مؤلفٍ في ذلك، نقلنا عنهم كثيرا من هذه الأقاويل والأباطيل، أسميته (اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنع ـ الصوفية وشعب هود ـ) وقد لخصنا منه ما سبق ذكره من مصادرهم.

      فائدة

      القبر المزعوم الذي زعموا أنه موجود في ذلك الشعب ليس عندهم دليل في ذلك، بل قد حصل خلاف بينهم وبين أهل التأريخ في ذلك فأهل مكة يقولون أنه عندهم وأهل دمشق يقولون أنه عندهم وأهل فلسطين يقولون أنه عندهم وقد جعلوا على قبره قبة وجعلوا له مزارا يزورونه كل سنة كما تزوره الصوفية في حضرموت في شعبان.
      خاتمة

      فإذا علمت أخي المسلم، مما سبق البوائق العظيمة التي يرتكبها ويقولها هؤلاء هداهم الله، فالواجب علينا البعد من هذه الأماكن الخُرافية التي يُعتدى فيها على دين الله، فلا يجوز تكثير سوادهم والتعاون معهم، ولا يجوز الحضور في هذه الأماكن ولو كان لقصد التجارة أو البيع والشراء، ولا يجوز نقلهم إلى هذه الأماكن أو إعارتهم شيئاً يستعينون به في زيارتهم أو التأجير عليهم لأجل ذلك، لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان، فمن فعل ذلك كان مشاركا لهم في الإثم وإن لم يفعل ما يفعلونه، لقوله الله تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ﴾ وقال تعالى في صفة أهل الجنة: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ وقال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ وقد جاء في سنن ابن ماجه عن علي - رَضْيَ اللهُ عَنْهُ - قال: «صَنَعْتُ طَعَامًا فَدَعَوْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهِ وَسَلَّمَ -، فَجَاءَ فَرَأَى في الْبَيْتِ تَصَاوِيرَ فَرَجَعَ» رجع من أجل وجود صور في البيت، فكيف إذا كان شركا أو بدعة ولا شك أن ذلك أخطر وأسوأ، عافانا الله وإياك من ذلك.
      وبحمد الله قد تركهم الكثير من الناس لما يسر الله بدعوة أهل السنة والجماعة ودعوة التوحيد، في هذا البلد المبارك، بينما كان في زمن تتبعهم إلى هذه المهزلة حشود كثيرة، فمنَّ الله عليهم بالتوبة إليه سبحانه، فنسأل الله سبحانه أن يوفق من كان مغترا بهم إلى التوبة من ذلك، إنه مالك الهداية والتوفيق.

      كتبه
      أبو إسحاق الشبامي
      أيو ب بن محفوظ بن عبود الدقيل
      5 شعبان 1431هـ

      التعديل الأخير تم بواسطة خالد بن محمد الغرباني; الساعة 18-09-2010, 10:41 PM.

      تعليق


      • #4
        جزى الله أخانا أبا إسحاق خيرا على ما بيّن ونصح


        التعديل الأخير تم بواسطة خالد بن محمد الغرباني; الساعة 18-09-2010, 10:42 PM.

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا أبا إسحاق الشبامي على هذا التوضيح والبيان
          ويرفع للتذكير بهذه الزيارة البدعية الشركية التي تستعد لها صوفية حضرموت هذه الايام

          تعليق


          • #6
            ــ يرفع رفع ــ الله تعالى ــ شيخنا المجاهد:أبا إسحاق الشبامي في عليين !! ــ يستعد القبوريون في هذه الأيام للحج ولكن إلى القبر المزعوم للنبي هود عليه السلام في أسفل وادي حضرموت مضاهاة لحج بيت الله الحرام حتى قال قائلهم: (من زار هود ولو للفضول غفرت دنوبه) !!!

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عمر بن أحمد صبيح مشاهدة المشاركة
              المشاركة الأصلية بواسطة عمر بن أحمد صبيح مشاهدة المشاركة
              ــ يرفع رفع ــ الله تعالى ــ شيخنا المجاهد:أبا إسحاق الشبامي في عليين !!
              ــ يستعد القبوريون في هذه الأيام للحج ولكن إلى القبر المزعوم للنبي هود عليه السلام في أسفل وادي حضرموت مضاهاة لحج بيت الله الحرام حتى قال قائلهم:
              (من زار هود ولو للفضول غفرت دنوبه) !!!

              يرفع رفع الله قدركم

              تعليق


              • #8
                رحم الله شيخنا أبا إسحاق

                ترفع رفع الله قدر من نشرها

                تعليق

                يعمل...
                X