تويت
موقف القبوريين من المنكرين لزيارة القبر المزعوم في القرنين التاسع والعاشر
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف القبوريين من المنكرين لزيارة القبر المزعوم في القرنين التاسع والعاشر
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
أما بعد: فإنه قد خفيت على كثير من الباحثين حقيقة هامة فيما يتعلق بزيارة الضريح المزعوم لنبي الله هود ـ عليه السلام ـ في أسفل وادي حضرموت، وذلك بسبب كثرة التلبيسات والتمويهات التي أثارها القبوريون في حضرموت ضدّ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ تنفيرا عنها وتحذيراً منها.
ولذلك يحلو للقبوريين أن يصفوا المانعين من هذه الزيارة البدعية الشركيّة والمحذرين منهاـ بأنهم (وهابية) وأنهم (قرن الشيطان) وما إلى ذلك من الألقاب المنفرة.
وفي الحقيقة أن المنع من تلك الزيارة والتحذير منها لم يكن وليد اليوم أو الأمس داخل حضرموت نفسِها، بل كان ذلك منذ قرون بعيدة قد خلت، بل كان ذلك موجودًا في أيام أقطاب الصوفية وسادتهم المتقدمين؟!.
ومما يدل على صحة ما نقول ما جاء جليًا في بعض أشعارهم التي قالها كبراؤهم وما جاء في منثور كلامهم، وسنسوق منها الأبيات التي أشاروا فيها إلى أن هناك ممن كان في زمانهم كان يحذِّر من تلك الزيارة ويخذِّل عنها حتى اضطر القبوريون إلى الرد عليهم بتلك الأشعار ووصفهم إياهم بأنهم أشقياء نحساء مخذُولون محرومون! كما سترى أخي القارئ فيما سيأتي إن شاء الله تعالى في موضعه.
ولكن السؤال الذي يضع نفسه أمام الباحثين هو: أين كتب ورسائل هؤلاء المعارضين الذين تصدَّوا لإنكار تلك الزيارة والتحذير منها في تلك القرون الغابرة حتى اضطرت القبورية للرد عليهم والتحذير منهم شعرًا ونثرًا؟!
والجواب الذي لا محيد عنه هو: أنها قد طُمِستْ بفعل الصوفية نفسها التي حرَّفت تاريخ حضرموت وقضت على كل ما يخالف نحلتهم الشيعية العلويّة!!.
أولاً: ما جاء عن عبد الرحمن بن محمد المشهور (بالسقّاف) (739ـ 819) فقد نقل عنه صاحب كتاب (المنهل العجيب في فضيلة وكيفية حضرته) قوله: (ما يرغِّب في زيارة هود إلا وليٌّ ولا يثبِّط عنها إلا شقيٌّ) ص13.
فهذه المقولة الباطلة تنبئ اللبيب عن وجود المحذرين من تلك الزيارة البدعية والشركية في أخريات القرن الثامن وبدايات القرن التاسع، تلك الفترة التي وُصفت بأنها فترة انتعاش للصوفية في حضرموت ومع ذلك فقد وجد من يحذر من شرورها فصدق من قال: لا يخلو زمان من قائم لله بحجة.ثانيا: ما جاء في قصيدة لعلي بن أبي بكر السكران (ت895) وهو حامل راية الشعر الصوفي في القرن التاسع في حضرموت كما وصفه صالح الحامد في تاريخ حضرموت (2/ 647): ومطلع قصيدته:
(سقى اللهُ عهدًا بالحَيا الطيِّب الولي) وقد صرّح فيها أن ذلك الحِمَى قد حلّ فيه هودٌ النبي ـ عليه الصلاة و السلام ـ وأن ذلك ورد محققًا بنص القرآن ثم حذر من الإصغاء إلى كلام العُذّال المحذرين والمنفرين عن تلك الزيارة؟! حيث يقول:
حماءٌ به هودُ النبيْ حل ظاهرًا...
وقد جاءَ في نصِّ القرانِ مُحققا ... فأكرم بهودٍ من نبيٍ ومرسلِ
فإياك أن تُصغِي إلى قولِ عُذّل؟
وهي قصيدة مليئة بالشر كيات الواقعة في تلك الزيارة، والذي يهمنا هنا هو أن نثبت من كلامه وجود المعارضين والمحذّرين في القرن التاسع الهجري ليعلم الناس أن الإنكار على القبوريين كان موجودًا في حضرموت قبل إحياء الدعوة السلفية وانتشارها في الجزيرة العربية على يد الإمام المصلح محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى!
ثالثا: ما جاء في قصيدة لعبد الرحمن بن علي بن أبي بكر (850 ـ 923) ومطلع قصيدته:
ياذا البريقِ الشرقي ... ياللِّي تُنَمنِمْ من قَدَا قبرْ هودْ
وقد دعا فيها إلى زيارة القبر المزعوم،وطلب الحاجات منه بقلب منكسر طريح ـ أعاذنا الله وإياكم من الشرك ـ وقد أشار متوجِّعًا من المُخذِّلين عن الزيارة والمحذرين منها مع العلم أنه من أعيان القرن العاشر الهجري فاسمع لما يقول:
مذكور قبره وشهير أشهره كم من تفسير وكم تواريخ لكثير
ظهرت بكل الأفق على هوان المنكرين الحُسود
أهل الشقاء والعق وكل حاسد ما علينا يسود
قبره محقق يا صاح بالموضع المعروف في حضرموت
هذه حقيقة فاحذر شقي منحوس أشقر مخذول محروم أنكر
فانظر أيها اللبيب كيف يتحدث عن أولئك المعاصرين له الناهين عن الزيارة بلهجة شديدة فمرة يصفهم بأنهم (منكرون حسده)، ومرة أخرى أنهم (أشقياء أهل عقوق)، ومرة بأنهم (أهل نحس وخذلان وحرمان ونكران)؟! ولم يكتفِ بذلك بل وصف المخالف والمحذّر من زيارة الضريح المختلق المزعوم بأنه شيطان مضلل حيث يقول:
فلا تك كسلانا عن الخير يا فتى ... ولا تحتفل من نزغ (شيطان مضلل)
قلت: فثبت بما ذكرناه عن هؤلاء الثلاثة الذين يرجعون 'إلى أسرة واحدة ــ أن القبوريين قد تعرضوا للنقد من قبل بعض فقهاء تريم وعلمائها الذين عاشوا فيما بين القرنين التاسع والعاشر وخصوصًا فيما يتعلق بزيارة ذلك الضريح المزعوم وما يحصل فيها من بدع و شركيات حتى اضطر أولئك الثلاثة إلى التحذير منهم نثرًا كما في مقولة السقاف السائرة على ألسنة الصوفية، وشعرًا كما في قصيدتي حفيديه السابقتين.
تنبيه: وأما القصيدة المنسوبة لعلوي بن عبد الرحمن المشهور فهي خارج بحثنا لأنه توفي سنة 1341 هـ ولكن ذكرناها من باب الاستطراد ومطلعها:
للسلف في شِعبِ هودٍ أعلام
راسخةْ دعْ عاذلاً قدْ لام ... عن حقيقِ الكشفْ به أقدامْ
فاتَّبعهم واتركِ القالْ
وقد جرى فيها على عادة أسلافه حيث أوصى من يخاطبه بأنْ يلزمَ طريقة آبائه وما كانوا عليه من الجهل كما قال تعالى عن الأولين: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ) (الزخرف: 22) ويوصيه بأن لا يلتفت إلى اللائمين والعاذلين المثبطين عن زيارة الضريح المزعوم المكتشف بطريق الكشف الصوفي الباطل لا من طريق الكتاب والسنة والله المستعان!
موقف القبوريين من المنكرين لزيارة القبر المزعوم في القرنين التاسع والعاشر
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
أما بعد: فإنه قد خفيت على كثير من الباحثين حقيقة هامة فيما يتعلق بزيارة الضريح المزعوم لنبي الله هود ـ عليه السلام ـ في أسفل وادي حضرموت، وذلك بسبب كثرة التلبيسات والتمويهات التي أثارها القبوريون في حضرموت ضدّ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ تنفيرا عنها وتحذيراً منها.
ولذلك يحلو للقبوريين أن يصفوا المانعين من هذه الزيارة البدعية الشركيّة والمحذرين منهاـ بأنهم (وهابية) وأنهم (قرن الشيطان) وما إلى ذلك من الألقاب المنفرة.
وفي الحقيقة أن المنع من تلك الزيارة والتحذير منها لم يكن وليد اليوم أو الأمس داخل حضرموت نفسِها، بل كان ذلك منذ قرون بعيدة قد خلت، بل كان ذلك موجودًا في أيام أقطاب الصوفية وسادتهم المتقدمين؟!.
ومما يدل على صحة ما نقول ما جاء جليًا في بعض أشعارهم التي قالها كبراؤهم وما جاء في منثور كلامهم، وسنسوق منها الأبيات التي أشاروا فيها إلى أن هناك ممن كان في زمانهم كان يحذِّر من تلك الزيارة ويخذِّل عنها حتى اضطر القبوريون إلى الرد عليهم بتلك الأشعار ووصفهم إياهم بأنهم أشقياء نحساء مخذُولون محرومون! كما سترى أخي القارئ فيما سيأتي إن شاء الله تعالى في موضعه.
ولكن السؤال الذي يضع نفسه أمام الباحثين هو: أين كتب ورسائل هؤلاء المعارضين الذين تصدَّوا لإنكار تلك الزيارة والتحذير منها في تلك القرون الغابرة حتى اضطرت القبورية للرد عليهم والتحذير منهم شعرًا ونثرًا؟!
والجواب الذي لا محيد عنه هو: أنها قد طُمِستْ بفعل الصوفية نفسها التي حرَّفت تاريخ حضرموت وقضت على كل ما يخالف نحلتهم الشيعية العلويّة!!.
أولاً: ما جاء عن عبد الرحمن بن محمد المشهور (بالسقّاف) (739ـ 819) فقد نقل عنه صاحب كتاب (المنهل العجيب في فضيلة وكيفية حضرته) قوله: (ما يرغِّب في زيارة هود إلا وليٌّ ولا يثبِّط عنها إلا شقيٌّ) ص13.
فهذه المقولة الباطلة تنبئ اللبيب عن وجود المحذرين من تلك الزيارة البدعية والشركية في أخريات القرن الثامن وبدايات القرن التاسع، تلك الفترة التي وُصفت بأنها فترة انتعاش للصوفية في حضرموت ومع ذلك فقد وجد من يحذر من شرورها فصدق من قال: لا يخلو زمان من قائم لله بحجة.ثانيا: ما جاء في قصيدة لعلي بن أبي بكر السكران (ت895) وهو حامل راية الشعر الصوفي في القرن التاسع في حضرموت كما وصفه صالح الحامد في تاريخ حضرموت (2/ 647): ومطلع قصيدته:
(سقى اللهُ عهدًا بالحَيا الطيِّب الولي) وقد صرّح فيها أن ذلك الحِمَى قد حلّ فيه هودٌ النبي ـ عليه الصلاة و السلام ـ وأن ذلك ورد محققًا بنص القرآن ثم حذر من الإصغاء إلى كلام العُذّال المحذرين والمنفرين عن تلك الزيارة؟! حيث يقول:
حماءٌ به هودُ النبيْ حل ظاهرًا...
وقد جاءَ في نصِّ القرانِ مُحققا ... فأكرم بهودٍ من نبيٍ ومرسلِ
فإياك أن تُصغِي إلى قولِ عُذّل؟
وهي قصيدة مليئة بالشر كيات الواقعة في تلك الزيارة، والذي يهمنا هنا هو أن نثبت من كلامه وجود المعارضين والمحذّرين في القرن التاسع الهجري ليعلم الناس أن الإنكار على القبوريين كان موجودًا في حضرموت قبل إحياء الدعوة السلفية وانتشارها في الجزيرة العربية على يد الإمام المصلح محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى!
ثالثا: ما جاء في قصيدة لعبد الرحمن بن علي بن أبي بكر (850 ـ 923) ومطلع قصيدته:
ياذا البريقِ الشرقي ... ياللِّي تُنَمنِمْ من قَدَا قبرْ هودْ
وقد دعا فيها إلى زيارة القبر المزعوم،وطلب الحاجات منه بقلب منكسر طريح ـ أعاذنا الله وإياكم من الشرك ـ وقد أشار متوجِّعًا من المُخذِّلين عن الزيارة والمحذرين منها مع العلم أنه من أعيان القرن العاشر الهجري فاسمع لما يقول:
مذكور قبره وشهير أشهره كم من تفسير وكم تواريخ لكثير
ظهرت بكل الأفق على هوان المنكرين الحُسود
أهل الشقاء والعق وكل حاسد ما علينا يسود
قبره محقق يا صاح بالموضع المعروف في حضرموت
هذه حقيقة فاحذر شقي منحوس أشقر مخذول محروم أنكر
فانظر أيها اللبيب كيف يتحدث عن أولئك المعاصرين له الناهين عن الزيارة بلهجة شديدة فمرة يصفهم بأنهم (منكرون حسده)، ومرة أخرى أنهم (أشقياء أهل عقوق)، ومرة بأنهم (أهل نحس وخذلان وحرمان ونكران)؟! ولم يكتفِ بذلك بل وصف المخالف والمحذّر من زيارة الضريح المختلق المزعوم بأنه شيطان مضلل حيث يقول:
فلا تك كسلانا عن الخير يا فتى ... ولا تحتفل من نزغ (شيطان مضلل)
قلت: فثبت بما ذكرناه عن هؤلاء الثلاثة الذين يرجعون 'إلى أسرة واحدة ــ أن القبوريين قد تعرضوا للنقد من قبل بعض فقهاء تريم وعلمائها الذين عاشوا فيما بين القرنين التاسع والعاشر وخصوصًا فيما يتعلق بزيارة ذلك الضريح المزعوم وما يحصل فيها من بدع و شركيات حتى اضطر أولئك الثلاثة إلى التحذير منهم نثرًا كما في مقولة السقاف السائرة على ألسنة الصوفية، وشعرًا كما في قصيدتي حفيديه السابقتين.
تنبيه: وأما القصيدة المنسوبة لعلوي بن عبد الرحمن المشهور فهي خارج بحثنا لأنه توفي سنة 1341 هـ ولكن ذكرناها من باب الاستطراد ومطلعها:
للسلف في شِعبِ هودٍ أعلام
راسخةْ دعْ عاذلاً قدْ لام ... عن حقيقِ الكشفْ به أقدامْ
فاتَّبعهم واتركِ القالْ
وقد جرى فيها على عادة أسلافه حيث أوصى من يخاطبه بأنْ يلزمَ طريقة آبائه وما كانوا عليه من الجهل كما قال تعالى عن الأولين: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ) (الزخرف: 22) ويوصيه بأن لا يلتفت إلى اللائمين والعاذلين المثبطين عن زيارة الضريح المزعوم المكتشف بطريق الكشف الصوفي الباطل لا من طريق الكتاب والسنة والله المستعان!
كتبه: أبو عبد الرحمن عمر بن أحمد صبيح