بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
وزيارة هود
الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
وزيارة هود
قال السائل: في حضرموت يذهب الناس في وقت محدود من كل سنة إلى زيارة أحد القبور ، يقولون : إنّه قبر النبي هود ، الكائن في شِعب هود ، وهناك تتم الصلاة ، وتتم الزيارة والقراءة ، والبيع والشراء فما حقيقة ذلك ، وهل قبر النبي هود هناك أم لا ؟
قال الشيخ بن باز حفظه الله :
لايوجد دليل على أن قبر هود عليه الصلاة والسلام بالأحقاف
لا شك أن هودًا عليه الصلاة والسلام كان في الأحقاف ، كان منزلهم هناك ،بعثه الله إلى قومه هناك ، ولكن لا يُعلم قبره ولا يُدرى عنه ، وليس هناك ما يدل على وجوده فالذين يقصدون قبرًا هناك ، ليس معهم حجة على أنه قبر هود .
و قال : [ نبي الله هود عليه الصلاة والسلام ، لا يُعرف قبره وما يزعمون أن قبر هود في الأحقاف هناك ، ليس له أصل ولا يُعرف من القبور التي تُنسب للأنبياء ، سِوى قبر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، وقبر الخليل في المغارة المعروفة في الخليل في الشام، فلسطين .
وأمّا قبر هود وصالح ونوح وغيرهم من الأنبياء ، فلا تُعرف قبورهم ، وما يُدّعى أن قبر هود موجود هناك في الأحقاف ، كل هذا لا أصل له وليس بصحيح ] .
لا يعلم قبر نبي إلا قبر نبينا وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام
لا يحفظ قبر معلوم للأنبياء سِوى قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو المحفوظ في المدينة ، وهكذا قبر إبراهيم في المغارة التي في الشام في محله المعروف هناك ، من دون أن يُعلم عينه ، لكنه موجود في المغارة المعروفة هناك في الخليل ، وأما بقية الأنبياء فلا تُعلم قبورهم ، لا هود ولا صالح ولا نوح ولا غيرهم كلهم لا تُعلم قبورهم ، فمن زعم أن قبر هود في بقعة معينة هناك ، وأشار إليه بأنه في المحل المعين ، فليس حجة ، وليس معه دليل ، فقبور الأنبياء لا تُعرف ، ما عدا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم وقبر إبراهيم عليه الصلاة والسلام .
تحريم شد الرحال إلى قبر النبي هود وغيره من القبور
ثم لو فرضنا أنه صحيح ، وأنه قبر هود فإنه لا يجوز شد الرحال إليه ، للسلام عليه أو الصلاة عنده أو غير ذلك ، لكن لو مرَّ إنسان به وهو يعلم أنه قبره ، وسلم عليه فلا بأس كما يُسلم على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أمّا أن يُزار بشد الرحال فلا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" [ رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما ] فلا يشد الرحال لقبر أي أحد ، لا قبر هود ولا غيره .
تحريم الصلاة عند قبر نبي الله هود عليه الصلاة والسلام وغيره من القبور
ثم لو فرض أنه مرَّ عليه وزاره ، فليس له أن يصلي عند قبره ؛ لأن الصلاة لا تجوز عند القبور، فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، قال : " ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ،ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " [ رواه مسلم عن جندب رضي الله عنه ] فالصلاة عند القبر اتخاذ له مسجد فلا يجوز الصلاة عند القبور ، ولا اتخاذها مساجد ، لو فرضنا أنه علم قبر هود أو غيره ، فلا يجوز للمسلمين أن يشدوا الرحال من أجل زيارة القبور ، لا قبر هود ولا غيره ، وليس للمسلمين أيضًا أن يصلوا عند القبور ، ولا أن يتخذوا عليها مساجد ؛ لأن الرسول زجر عن ذلك عليه الصلاة والسلام فقال : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، قالت عائشة رضي الله عنها : يحذر ما صنعوا" [ رواه البخاري ومسلم عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما ]، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام :" ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ،ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك "[ رواه مسلم عن جندب رضي الله عنه ] فصرح صلى الله عليه وسلم أنه ينهى عن اتخاذ القبور مساجد ، والصلاة عندها اتخاذٌ لها مساجد ، فلا يجوز لأي مسلم أن يفعل ذلك ، فلا يشد الرحل إلى قبر أيًا كان ولا يُصلى عنده .
صفة الزيارة المشروعة للقبور والحكمة من زيارتها
أمَّا إذا مرَّ عليه أو صار في البلد وزاره للسلام على القبور هذا سُنة ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : " زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة " [ رواه ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه وصححه العلامة الألباني ] ، لكن من دون شد رحل ، ومن دون أن تُتخذ مساجد ويُصلى عندها ، أو تتخذ محل القراءة والدعاء لا ، بل يزورها ويُسلِم على المقبورين ، ويدعو لهم وينصرف وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلِّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية " [ رواه مسلم عن بريده رضي الله عنه ]، وفي لفظ " يرحم الله المستقدمين منّا و المستأخرين" [ روه مسلم عن عائشة رضي الله عنها ] ، هذه هي السُنة أن تُزار القبور، من دون شد رحل ويُدعى لهم ، ويُسلم عليهم يُدعى لهم بالرحمة والمغفرة ، و لك معهم وفي زيارة القبور ذِكرى وعِظة، فإن الزائر يتذكر الموت ، وما بعد الموت ويعتبر ويدعوه هذا إلى إعداد العدة والتأهب إلى الآخرة ، أما اتخاذها مساجد أو اتخاذها محلاً للدعاء والقراءة ، فهذا لا يجوز ، وليست محلاً للدعاء ولا القراءة ، ولا الصلاة ، ولكن يسلم عليهم ويدعو لهم في عَرض السلام ، ويكفي ذلك ، كما علّمنا الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبين لنا وحذرنا من خلاف ذلك ، فشد الرحال إلى القبور منكر ، ولا يجوز وهكذا الصلاة عندها واتخاذها مساجد ،والبناء عليها واتخاذ القباب عليها كل هذا منكر .
فعل الآباء والأجداد لهذه الزيارة ليس دليلا على صحتها ومشروعيتها
ولا ينبغي لك أيها السائل ، ولا لغيرك أن يغتر بالناس ، فإن أكثر الناس اليوم ليس عندهم بصيرة ، وإنما تحكمهم العادات وما ورثوه عن الآباء والأجداد ، فاتخاذ المساجد على القبور اليوم في بعض الدول الإسلامية ، واتخاذ القباب عليها كله منكر ، هو من وسائل الشرك ، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا قال : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " [ رواه البخاري ومسلم عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما ]، يحذر من أعمالهم .
تحريم تجصيص القبور وبناء المساجد و القباب عليها
وكذلك نهى عن تجصيص القبور والقعود عليها ، والبناء عليها فلا يجوز أن تُجصَص ولا أن يبنى عليها ، لا قبة ولا غيرها ولا يُتخذ عليها مسجد؛ لأن هذا كله مصادم لما جاء عنه عليه الصلاة والسلام ، ولأنه أيضًا وسيلة من وسائل الشرك ، والغلو في القبور .
نصيحة لرؤساء الدول الإسلامية
فالواجب على رؤساء الدول الإسلامية أن يُزيلوا ما على القبور من أبنية من قباب ومساجد ، وأن تكون القبور بارزة ليس عليها قبة ، وليس عليها مسجد ، هذا هو الواجب في جميع الدول الإسلامية ، الواجب عليهم جميعًا أن يُبرِزوا القبور ، وأن يُزيلوا ما عليها من مساجد وقباب وأبنية ، طاعة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم ، وامتثالاً لأمره ، وعملاً بشرعه عليه الصلاة والسلام ، وأيضًا في ذلك سد ذرائع الشرك وحسم موادها .
تشييد القبور والبناء عليها من أسباب وقوع الأمة في الشرك
فإن الناس إذا رأوا قبرًا مشيَّدًا معظمًا بالقباب والبناء والفرش غلت فيه العامة ، وظنت أنه ينفع ويضر ، وأنه يستجيب الداعي ، وأنه يشفي المريض ، وأنه يتوسط بينه وبين الله ، فيقع الشرك بالله نعوذ بالله كما قد وقع لعباد القبور في الزمن الأول ، فإنهم عظموا القبور ، وزعموا أنها لهم شفعاء عند الله ، ودعوهم واستغاثوا بهم ، وهذا هو الشرك الأكبر ، نسأل الله العافية . وهذا واقع اليوم في كثير من البلاد الإسلامية ، واقع فيها هذا الغلو في القبور ، كما يقع في مصر عند قبر البدوي والحسين وغيرهما ، وكما يقع في الشام عند قبر ابن عربي وغيره ، وكما يقع في العراق عند قبر موسى الكاظم ، وأبي حنيفة وغيرهما ، وكما قد يقع من بعض الجهال عند قبر النبي في المدينة عليه الصلاة والسلام .
من الشرك طلب المدد أو الشفاء أو النصر من الأموات
بعض الجهال من الحجاج والزوار ، قد يقع منهم الشرك عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يارسول الله اشف مريضي ، انصرني المدد المدد ، اشفع لي ، وهذا لا يجوز لا مع النبي ولا مع غيره من الأموات ، عليه الصلاة والسلام ،وإنما هذا في حياته ، في حياته يقال : اشفع يارسول الله ، يعني ادع لنا وهكذا يوم القيامة إذا قام الناس من قبورهم يأتيه المؤمنون ويسألونه أن يشفع لهم إلى الله حتى يحكم بينهم وحتى يدخلوا الجنة . أما بعد الموت وقبل البعث في حال البرزخ فلا يطلب منه شفاعة ، ولا يجوز أن يطلب منه المدد ، ولا غوث ولا نصر على الأعداء ؛ لأن هذا بيد الله سبحانه وتعالى، ليس بيد الأنبياء ولا غيرهم ، بل النصر والشفاء للمرضى والغوث ، والمدد كله بيد الله سبحانه وتعالى ، وهكذا قد يقع من بعض الجهلة عند قبر خديجة في المعلاه في مكة المكرمة إلا إذا لُوحِظُوا ووجهوا وبُيّن لهم ما يجب عليهم .
التحذير من جعل قبر هود أو غيره من القبور معابد أو مساجد
فأنت أيها السائل ينبغي لك أن تحذر هذه المسائل ، وأن تكون على بينة وأن تعلم أن القبور ، لا قبر هود ولا غيره لا يجوز أن تتخذ معابد ولا مصلى ولا مساجد ، ولا أن تدعى مع الله ، ولا يستغاث بأهلها ولا يُطاف بقبورهم ، ولا أن يبنى عليها قبة ، ولا أن تفرش ولا أن تُطيَّب كل هذا لا يجوز ؛ لأنه من وسائل الشرك ، ودعاء الميت وطلب الغوث منه ، والمدد وشفاء المريض وهذا كله شرك بالله عز وجل . اهـ
وقال رحمه الله أيضًا عن زيارة هود :
من الشرك الأكبر طلب الأزواج أو الذرية من نبي الله هود عليه الصلاة والسلام
إن دعاء نبي الله هود والتبرك بالحصى ، الذي يُنسب إلى أنه قبره ، وأنه من جسده كل هذا شرك أكبر ، فالتماس البركة من ذلك ، أو الأزواج أو الذرية كل هذا منكر ، وكله من المحرمات الشركية ، فطلب الأولاد يكون من الله هو الذي يُعطي الأولاد سبحانه وتعالى ، وهكذا يُطلب من الله تيسير الأزواج لا من أحجار تنسب إلى هود أو قبر ينسب إلى هود ، بل لا يطلب من هود نفسه عليه الصلاة والسلام ، لا يقال لهود : أعطنا أولادًا أو بارك لنا في الأولاد . هذا إلى الله سبحانه وتعالى ، وما يفعله الجهلة من هذه الأمور كله منكر ، يجب إنكاره .
واجب العقلاء و أهل العلم تجاه زيارة هود
ويجب على العقلاء نهيهم عن ذلك، وعلى أهل العلم أن يحذروهم من ذلك، وأن لا يغتروا بفعل الجهلة، وما يقوله بعض الصوفية أو بعض عبّاد الأوثان في هذه المسائل ، كل هذا غلط .
لا تُطلب البركة من الأحجار ولا من الأشجار ولا من نبي الله هود عليه الصلاة والسلام بل تُطلب من الله وحده
فالعبادة حق لله : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ، وهو سبحانه المبارك والذي تُطلب منه البركة جل وعلا ، ولا تطلب البركة من أحجار ولا من قبور ولا من أشجار ، و لا من نبي الله هود ولا من غير ذلك . وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم ، سأله جماعة من الصحابة لما رأوا شجرة يتعلق بها المشركون ويُعلقون بها أسلحتهم ، يرجون بركتها ، قالوا يارسول الله : اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، قال عليه الصلاة والسلام : " الله أكبر إنها السنن ، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ، اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة " [ رواه الترمذي عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه وصححه العلامة الألباني ] ، شبّه قولهم اجعل لنا ذات أنواط ، بقول بني إسرائيل اجعل لنا إلهًا . ومعلوم أن اتخاذ الآلهة مع الله كفر أكبر . فلا يجوز أن يُتخذ مع الله إلهًا ،لا من الأصنام ولا من الأشجار ، ولا من الملائكة ولا من الرسل ، ولا من سائر الناس ولا من الجن .
حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا
بل حق الله أن يُعبد سبحانه وتعالى ، حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا، وهو القائل سبحانه : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء } ،وهو القائل عز وجل : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ }الإسراء23 ، وهو القائل سبحانه : {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }غافر14 ، وهو القائل عز وجل: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ }الزمر2 ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لما سأل معاذًا عن حق الله على العباد ، قال له معاذ : الله ورسوله أعلم ، فقال عليه الصلاة والسلام : "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا" [ رواه البخاري ومسلم عن معاذ رضي الله عنه ]،فحق الله على العباد أن يعبدوه وحده في دعائهم وسؤالهم وصلاتهم وصومهم وذبحهم ونذرهم وطلب البركة ، كل ذلك إلى الله وحده سبحانه وتعالى : {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }البقرة163 ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله " [ رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه وصححه الألباني ] .
حكم ما يفعله الجهلة عند قبر نبينا صلى الله عليه وسلم وعند قبر البدوي والحسين وابن عربي والجيلاني وغيرهم
وهكذا ما يفعله بعض الجهلة ، عند قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من دعائه أو الاستغاثة به أو طلبه النصر ، أو المدد كل ذلك من المحرمات الشركية ، وهكذا ما يفعله بعض الناس عند قبر البدوي ، أو الحسين بن علي رضي الله عنه أو عند قبر ابن عربي في الشام ، أو عند قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني في العراق ، فما يفعله الجهلاء من دعائهم والاستغاثة بهؤلاء وطلب المدد منهم ، كل هذا من الكفر بالله ، ومن الشرك بالله سبحانه وتعالى .
فالواجب : إخلاص العبادة لله وحده ،وأن لا يُدعى سِواه جل علا ، وأن لا يُطلب النصر من الأموات ولا من الأشجار والأحجار ، ولا المدد ولا الشفاء كل ذلك يُطلب من الله وحده سبحانه وتعالى .
متى يجوز الطلب من المخلوق ومتى يُحرَم
أما المخلوق فيطلب منه ما يقدر عليه ، إذا كان حيًا حاضرًا ما هو الميت ، الميت ما يُطلب منه شيء ، ولا الغائب ، إنما يُطلب من الحي الحاضر ، إذا كان يقدر يقال : يا أخي ساعدنا في كذا ،أعِنّا على كذا فيما يقدر عليه ، أقرضنا كذا، أو ساعدني على إصلاح البيت ، على إصلاح السيارة ، يقوله له مشافهة أو من طريق المكاتبة أو الهاتف ، لا بأس .
أما الأموات والأشجار والأحجار والأصنام والنجوم ، هذه كلها لا تُسأل ولا تطلب منها شيء ، بل ذلك من الشرك الأكبر نعوذ بالله ، بل ذلك من عبادتها من دون الله سبحانه وتعالى .
واجب المسلمين أن يسألوا العلماء المعروفين بالسنة والعقيدة الصحيحة عن دينهم وما أشكل عليهم
فيجب على أهل الإسلام أن يحذروا ما حرم الله عليهم ، وأن يتثقفوا في دينهم ، وأن يسألوا العلماء المعروفين بالسُنة ، والمعروفين بالعقيدة الصحيحة ، على العامة أن يسألوهم عن دين الله ، وعمّا أشكل عليهم ، وألا يعملوا بمجرد العادات ، والآراء التي يفعلها الجهلة ، يقول الله سبحانه : {لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }الأنعام163 ، ويقول عز وجل : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{2}الكوثر1-2، الصلاة لله والذبح لله ، وهكذا الدعاء، يقول سبحانه : {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }الجن18 ، فهو الذي يُدعى ويُرجى سبحانه وتعالى ، وهو الذي يُتقرب إليه بالنذور ، والذبائح والصلاة والصوم ونحو ذلك ، نسأل الله أن يوفق المسلمين للبصيرة في دينهم ، وأن يُصلح علماء المسلمين ، وأن يوفقهم لتبصير إخوانهم وتعليمهم ما أشكل عليهم .اهـ
فتاوى نور على الدرب (2/251-262) السؤال الثالث عشر من الشريط رقم [22] و السؤال التاسع عشر من الشريط رقم [147]
* العناوين ليس من كلام الشيخ رحمه الله .
منقول
تعليق