ببروز قرن الرفض في رأس
صوفية حضرموت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا به وتوحيداً وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﷺ تسليمًا مزيدًا أما بعد: فيقول الله سبحانه: ﴿ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ﴾ ويقول: ﴿ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ﴾. في هاتين الآيتين يبين الله سبحانه الصراع المرير على مر الأزمان بين أهل الحق وأهل الباطل، ويبين فيهما سبحانه أن الغلبة والتمكين تكون لسلطان الحق، وأنه لا يبقى إلا نور الهدى المستمد من الوحيين، يقول الله:﴿ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ﴾ فأهل الحق هم الموعودون بنصر الله والغلبة على مخالفيهم كما في قوله: ﴿ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ﴾ مع هذا كله قد يحصل ظهور نسبي للباطل وأهله في بعض الأحيان وهذا لا يتنافى مع ما تقدم؛ لأن من سنن الله الكونية أن يبتلي عباده بأنواع من الابتلاء، ومن ذلك: أن يبتليهم بأهل الباطل كما قال: ﴿ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ﴾ ولله الحكمة البالغة، ومع هذا فالعاقبة للمتقين.
ألا وإن مما ابتلى الله به المسلمين عامة وبلاد اليمن خاصة، وبالأخص بلاد حضرموت: انتشار (دعوة التصوف) في أوساطهم حتى أدخلوا على الناس في دينهم ما ليس منه، إذ أن وسيلة المعرفة عند القوم هي: (الذوق) وليست أدلة الكتاب والسنة. فحصل بسبب ذلك الخبط والخلط في كثير من مسائل العبادات والمعاملات وغيرهما مما هو معلوم عند المنصفين، بل حصل ما هو أعظم وأخطر على العبد وهو: الشرك بالله الذي لا يغفره الله لمن مات عليه، وكما هو معلوم ومقرر عند أهل العلم: أن دعوة التصوف تعتبر بؤرة للشركيات، ومستنقعاً للبدع والخرافات، وهذا أمر أوضح من أن يبرهن على صحته. هذا ولست الآن بصدد بيان هذه الشركيات والبدع والخرافات فإنه قد كُتب في ذلك الكتابات المطولة والمتوسطة والمختصرة، ولكني أحببت في هذه العجالة أن أسلط الضوء على منعطف خطير في دعوة التصوف ألا وهو: ما يتعلق بوجود نفس صفوي فارسي رافضي في أوساط هؤلاء المتصوفة لنلفت بذلك أنظار المجتمع إلى خطر كامن خلف الكواليس بات يهدد أمنهم واستقرارهم في المستقبل –لا قدر الله- وسيكون هذا بعرض بعض الحقائق والمعلومات( ) من الماضي والحاضر والتي تؤكد صحة ما قلناه فيهم.
أولًا: وجودهم في الماضي:
وأعني بهذا أن هناك من المتصوفة في الزمن الماضي من كان معتنقًا لهذا الفكر الرافضي الخبيث، ويدل على هذا ما يلي:
1- المهاجر (أحمد بن عيسى) المقبور -حسب ما جاء في تواريخ القوم- في شعب الحسيسة جنوب بور نزح من العراق إلى اليمن سنة 318هـ كما في «المشرع الروي» ص(125). قال القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه «هجر العلم ومعاقله» (3/1689): ذكر المؤرخ صالح بن حامد العلوي الحضرمي في كتابه «تاريخ حضرموت» (1/323) أن أحمد بن عيسى المهاجر – الذي ينسب إليه العلويون الحضارمة – كان إماميَّ المذهب. اهـ
وقال عنه محمد بن أحمد الشاطري في كتابه «أدوار التاريخ الحضرمي» ص (160): وبلغني أن بعض مؤرخي هذا العصر يقول :«إنه إمامي المذهب».
وهكذا صاحب «الفكر والمجتمع في حضرموت» في أكثر من موضع يقول عن المهاجر شيعي إمامي.
وممن أكَّد هذا: ابن عبيدالله السقاف، فقد أفرد رسالة سماها: «نسيم حاجر في تأييد قولي من مذهب المهاجر».
2- قال صاحب كتاب «الفكر والمجتمع في حضرموت» ص(174): لم يبرز دورهم –يعني: العلويين- إلا بعد خروجهم من عزلتهم واندماجهم بعلماء السنة بتريم ... ثم قال: وفترة العزلة بالنسبة للعلويين في (بيت جبير) هي فترة التمسك بالفكر الإمامي.
3 - ذكر القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه «هجر العلم ومعاقله» (3/1698) عن المؤرخ صالح بن حامد العلوي الحضرمي في كتابه «تاريخ حضرموت» (1/343) أنه قال وهو يتكلم عن أحفاد المهاجر: (... إلّا أنه بقي فيهم من يعتنق المذهب الإماميّ إلى اليوم, ومن هؤلاء في عصرنا: الشاعر أبو بكر بن عبدالرحمن بن شهاب( ) المتوفى سنة 1341هـ).
4 - ما ذكره الأكوع في «هجر العلم ومعاقله» (3/1698) عن عبدالرحمن ابن عبيدالله السقاف صاحب كتاب «إدام القوت» وغيره من الكتب من أنه أرسل بقصيدة إلى الإمام يحيى حميد الدين يمدحه فيها ويلعن فيها الصحابة -رضي الله عنهم- ومن أبياتها:
وإذا ذكرنا ما مضى من حقكم *** كدنا من الحسرات أن نتعسرا
علنا نسب عداكم فعليهم *** لعنُ الإله على الدوام مكررا
وقد ذكر القاضي الأكوع في كتابه «الزيدية» ص(174) الأبيات التي رد بها الإمام يحيى حميد الدين على السقاف والتي بيّن فيها عقيدته في الصحابة وأنه لا يرضى بالقدح فيهم . اهـ
5- ذكر ابن عبيدالله السقاف في كتابه «إدام القوت» ص(488 ط الإرشاد) بعض الصوفية من آل بن شهاب وقال عنه: وكان يتشيع ولكن بدون غلو .
ثانيًا: وجودهم في عصرنا الحاضر:
ومما يدل على وجود التأثر بالفكر الرافضي الفارسي في أوساط المتصوفة في عصرنا الحاضر عدة أمور، وهي:
1- وجود وثائق تشير بالتواصل الحاصل بين صوفية حضرموت والحوثيين بصعدة كما في كتاب «الوجه الآخر للصوفية» ص(29) حاشية فقد ذكر أن بعض وسائل الإعلام وجدوا مذكرات لعلي الجفري عند الحوثي بعد مقتله.
2- تصريح بعض الصوفية بالطعن في الصحابة رضي الله عنهم فمثلاً في تريم صار بعضهم معروفًا عند الناس بالمجاهرة في الطعن في صحابة النبي ﷺ .
وهناك رجل من (آل العطاس) من صوفية المكلا سمعت له بعض المقاطع الصوتية التي سُجِّلَت في هذا الشهر (رجب) 1433هـ وفيه عدة أمور منها:
وأعني بهذا أن هناك من المتصوفة في الزمن الماضي من كان معتنقًا لهذا الفكر الرافضي الخبيث، ويدل على هذا ما يلي:
1- المهاجر (أحمد بن عيسى) المقبور -حسب ما جاء في تواريخ القوم- في شعب الحسيسة جنوب بور نزح من العراق إلى اليمن سنة 318هـ كما في «المشرع الروي» ص(125). قال القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه «هجر العلم ومعاقله» (3/1689): ذكر المؤرخ صالح بن حامد العلوي الحضرمي في كتابه «تاريخ حضرموت» (1/323) أن أحمد بن عيسى المهاجر – الذي ينسب إليه العلويون الحضارمة – كان إماميَّ المذهب. اهـ
وقال عنه محمد بن أحمد الشاطري في كتابه «أدوار التاريخ الحضرمي» ص (160): وبلغني أن بعض مؤرخي هذا العصر يقول :«إنه إمامي المذهب».
وهكذا صاحب «الفكر والمجتمع في حضرموت» في أكثر من موضع يقول عن المهاجر شيعي إمامي.
وممن أكَّد هذا: ابن عبيدالله السقاف، فقد أفرد رسالة سماها: «نسيم حاجر في تأييد قولي من مذهب المهاجر».
2- قال صاحب كتاب «الفكر والمجتمع في حضرموت» ص(174): لم يبرز دورهم –يعني: العلويين- إلا بعد خروجهم من عزلتهم واندماجهم بعلماء السنة بتريم ... ثم قال: وفترة العزلة بالنسبة للعلويين في (بيت جبير) هي فترة التمسك بالفكر الإمامي.
3 - ذكر القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه «هجر العلم ومعاقله» (3/1698) عن المؤرخ صالح بن حامد العلوي الحضرمي في كتابه «تاريخ حضرموت» (1/343) أنه قال وهو يتكلم عن أحفاد المهاجر: (... إلّا أنه بقي فيهم من يعتنق المذهب الإماميّ إلى اليوم, ومن هؤلاء في عصرنا: الشاعر أبو بكر بن عبدالرحمن بن شهاب( ) المتوفى سنة 1341هـ).
4 - ما ذكره الأكوع في «هجر العلم ومعاقله» (3/1698) عن عبدالرحمن ابن عبيدالله السقاف صاحب كتاب «إدام القوت» وغيره من الكتب من أنه أرسل بقصيدة إلى الإمام يحيى حميد الدين يمدحه فيها ويلعن فيها الصحابة -رضي الله عنهم- ومن أبياتها:
وإذا ذكرنا ما مضى من حقكم *** كدنا من الحسرات أن نتعسرا
علنا نسب عداكم فعليهم *** لعنُ الإله على الدوام مكررا
وقد ذكر القاضي الأكوع في كتابه «الزيدية» ص(174) الأبيات التي رد بها الإمام يحيى حميد الدين على السقاف والتي بيّن فيها عقيدته في الصحابة وأنه لا يرضى بالقدح فيهم . اهـ
5- ذكر ابن عبيدالله السقاف في كتابه «إدام القوت» ص(488 ط الإرشاد) بعض الصوفية من آل بن شهاب وقال عنه: وكان يتشيع ولكن بدون غلو .
ثانيًا: وجودهم في عصرنا الحاضر:
ومما يدل على وجود التأثر بالفكر الرافضي الفارسي في أوساط المتصوفة في عصرنا الحاضر عدة أمور، وهي:
1- وجود وثائق تشير بالتواصل الحاصل بين صوفية حضرموت والحوثيين بصعدة كما في كتاب «الوجه الآخر للصوفية» ص(29) حاشية فقد ذكر أن بعض وسائل الإعلام وجدوا مذكرات لعلي الجفري عند الحوثي بعد مقتله.
2- تصريح بعض الصوفية بالطعن في الصحابة رضي الله عنهم فمثلاً في تريم صار بعضهم معروفًا عند الناس بالمجاهرة في الطعن في صحابة النبي ﷺ .
وهناك رجل من (آل العطاس) من صوفية المكلا سمعت له بعض المقاطع الصوتية التي سُجِّلَت في هذا الشهر (رجب) 1433هـ وفيه عدة أمور منها:
أ) أنه سئل عن معاوية رضي الله عنه فقال: (كافر منافق) وهو الشاهد هنا.
ب) ذكر أنها تقام حسينيات في المكلا وحدد مكانها.
ج) أن هناك من الرجال والنساء وهكذا الدكاترة والأساتذة في الجامعات من هو على هذا الفكر المنحرف. د) أنه يثني على رموز التصوف في تريم.
3- دفاع بعض الصوفية عن الرافضة –خصوصًا- الحوثيين، الذين لا يخفى على بصير ما يحصل منهم اليوم من كفر وزندقة واعتداء وغير ذلك مما يطول المقام بذكره، ومع هذا نجد من هؤلاء المتصوفة من يتجلد ويستميت في الدفاع عنهم, فمن ذلك: قول أحد كبار الصوفية بتريم وهو يدافع عن الحوثيين ويقول: (كيف يُقاتلون وهم مسلمون) ثم جعل يسخر من الأسود الأبطال الذين هبَّوا للجهاد فمرغوا أنوف الأرفاض الأنجاس في تلك المواطن –أعني: كتاف أرض العزة والكرامة- ليكشف لنا هذا الرجل عن شدة تألمه لما يحصل لأبناء عمه الكفرة من الإهانة والتنكيل.
ومن دفاعهم أيضًا: أن أحد الخطباء بشبام تكلم عن بوار الحوثيين وبغيهم وفسادهم، فما أن أكمل خطبته إلا وقام بعض المتصوفة المعروفين بشبام معترضًا على هذه الخطبة متألمًا مما سمعه! فبماذا يُفسر هذا أيها العقلاء؟!
فإن قال قائل: نحن لم نسمع لم نر من المتصوفة شيئاً يدل على ما ذكرتم عنهم.
فنقول: جوابنا على هذا من وجهين:
الوجه الأول:
أنه عُلم وبيقين عن الروافض ما يسمى: (بالتقية) وأنها تسعة أعشار دينهم، بل لا دين عندهم لمن لا تقية له، فمن كان معهم لابد أن يكون صاحب تقية ونفاق. فليس ببعيد إذًا أن يكون هذا السكوت وعدم الإظهار لهذا المعتقد تقية منهم، ولا سيما وقد ذكر صاحب كتاب «غاية التبجيل وترك القطع في التفضيل» -والذي قدّم له سالم الشاطري وأبوبكر المشهور وعمر ابن حفيظ- وجود التقية في أوساط المتصوفة. فقال: وجماعة من أعيان السادة آل باعلوي الأشراف الحسينين يفضلون عليًّا على الصحابة جميعًا، ومنهم من يصرح، والأكثرون يسكتون. اهـ
الوجه الثاني:
نحن لم نقل إن جميعهم منخرط في العمل لصالح هذا المد الفارسي. وفي الوقت نفسه لا يجوز أن ينفي أحدٌ وجود هذا النفس الخطير في أوساطهم؛ لاسيما مع وجود هذه الحقائق الثابتة عنهم في الماضي و الحاضر.
فبذكر هذه الحقائق التي تبرهن على وجود مدٍّ رافضيٍّ في أوساطنا، فحينئذٍ يتضح لنا جليًّا حجم الخطر القادم علينا، وما خفي عنا أكثر؛ لأنه كما تقدم أن من كان على المذهب الرافضي فلا بد أن يكون على تقية ونفاق، وعلى هذا فلا نستبعد وجود أناس يشتغلون في الخفا لصالح هذا الفكر الخبيث, وما هذا النشاط الملحوظ في دعوة التصوف، وهكذا الضخ المادي الغير طبيعي، وهكذا تشييد المباني، وهكذا استقطاب عدد ليس باليسير من الأجانب من جنسيات مختلفة، إلا دليلًا على وجود نوايا سيئة لا تبشر بخير، تسعى لجرجرة هذا الشر -الذي تئن منه كثير من البلاد- إلى مجتمعاتنا الآمنة.
ومن هنا نقول: يجب علينا أن نكون على علم ودراية بالخطر المحدق بنا، والذي صار يهددنا في عقر دارنا، وربما داهمنا إلى بيوتنا، لاسيما إذا علمنا مدى السعي الحثيث الذي يبذله الصفويون الفارسيون للسيطرة على أكبر قدر ممكن من البلاد، والذي يصفه بعض قاداتهم بقوله المنشور إعلاميًّا، والمسجل صوتيًّا: (نحن أمة لا نعرف الملل...نحن أمة لا تقطعها حدود ... والله نسعى للسيطرة على كل الآفاق ... بعد ذهاب صدام صار لدينا العراق والخليج هو الثاني، واليمن إخواننا الحوثيون سيلقون الطوق الذي يسعى إلى امتدادنا على كل المنطقة...نحن نسعى إلى قيادة الأمة بأسرها، بقيادة المرجعية في النجف وقم، والذي يعجبه يعجبه، والذي ما يعجبه عليه أن يبلط البحر).
فهذا هو المشروع الفارسي والذي يبذلون في سبيل إنجازه الأموال الهائلة عن طريق هؤلاء السماسرة المتسترين بالتصوف، ليجندوا من إخواننا وأبنائنا من يدعو إلى هذا الفكر المنحرف، ويتجلد في الدفاع عنه، بل ربما قاتل من أجله، ويحصل بعد ذلك ما لا تحمد عقباه، وما صعدة عنا يا أهل حضرموت ببعيد، والنبي ﷺ يقول: «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين» متفق عليه.
وختامًا:
فإني أهيب بنفسي وإخواني أن يقفوا وقفة رجل واحد للتصدي لهذا الخطر المحدق بنا جميعًا، وأن نقوم بالواجب الملقى على عواتقنا.
ويتمثل هذا في أمور: أولها: أن نبين للعامة عقائد الرافضة الكفرية بألسنتنا وأقلامنا إن كنا دعاة، وبنشر ما كُتب بأموالنا إن كنا عاجزين عن الكلام.
ثانيها: أن نقوم بمناهضة هذا العدو الماكر في صعدة قبل أن يصول علينا بأذنابه في عقر دارنا –لا قدر الله ولا مكن له- ما دام باب جهادهم مفتوحًا، فإنه إذا قطع الرأس هنالك هدأت الأطراف هنا.
هذا الذي أردنا بيانه في هذه العجالة، وإن مد الله في العمر فنحن عازمون على كتابة أوسع من هذه، نبين فيها أن الرافضة والصوفية وجهان لعملة واحدة.
كتبه: أبو أسامة محمد بن عوض بازهير 21/رجب/1433هـ
ومن دفاعهم أيضًا: أن أحد الخطباء بشبام تكلم عن بوار الحوثيين وبغيهم وفسادهم، فما أن أكمل خطبته إلا وقام بعض المتصوفة المعروفين بشبام معترضًا على هذه الخطبة متألمًا مما سمعه! فبماذا يُفسر هذا أيها العقلاء؟!
فإن قال قائل: نحن لم نسمع لم نر من المتصوفة شيئاً يدل على ما ذكرتم عنهم.
فنقول: جوابنا على هذا من وجهين:
الوجه الأول:
أنه عُلم وبيقين عن الروافض ما يسمى: (بالتقية) وأنها تسعة أعشار دينهم، بل لا دين عندهم لمن لا تقية له، فمن كان معهم لابد أن يكون صاحب تقية ونفاق. فليس ببعيد إذًا أن يكون هذا السكوت وعدم الإظهار لهذا المعتقد تقية منهم، ولا سيما وقد ذكر صاحب كتاب «غاية التبجيل وترك القطع في التفضيل» -والذي قدّم له سالم الشاطري وأبوبكر المشهور وعمر ابن حفيظ- وجود التقية في أوساط المتصوفة. فقال: وجماعة من أعيان السادة آل باعلوي الأشراف الحسينين يفضلون عليًّا على الصحابة جميعًا، ومنهم من يصرح، والأكثرون يسكتون. اهـ
الوجه الثاني:
نحن لم نقل إن جميعهم منخرط في العمل لصالح هذا المد الفارسي. وفي الوقت نفسه لا يجوز أن ينفي أحدٌ وجود هذا النفس الخطير في أوساطهم؛ لاسيما مع وجود هذه الحقائق الثابتة عنهم في الماضي و الحاضر.
فبذكر هذه الحقائق التي تبرهن على وجود مدٍّ رافضيٍّ في أوساطنا، فحينئذٍ يتضح لنا جليًّا حجم الخطر القادم علينا، وما خفي عنا أكثر؛ لأنه كما تقدم أن من كان على المذهب الرافضي فلا بد أن يكون على تقية ونفاق، وعلى هذا فلا نستبعد وجود أناس يشتغلون في الخفا لصالح هذا الفكر الخبيث, وما هذا النشاط الملحوظ في دعوة التصوف، وهكذا الضخ المادي الغير طبيعي، وهكذا تشييد المباني، وهكذا استقطاب عدد ليس باليسير من الأجانب من جنسيات مختلفة، إلا دليلًا على وجود نوايا سيئة لا تبشر بخير، تسعى لجرجرة هذا الشر -الذي تئن منه كثير من البلاد- إلى مجتمعاتنا الآمنة.
ومن هنا نقول: يجب علينا أن نكون على علم ودراية بالخطر المحدق بنا، والذي صار يهددنا في عقر دارنا، وربما داهمنا إلى بيوتنا، لاسيما إذا علمنا مدى السعي الحثيث الذي يبذله الصفويون الفارسيون للسيطرة على أكبر قدر ممكن من البلاد، والذي يصفه بعض قاداتهم بقوله المنشور إعلاميًّا، والمسجل صوتيًّا: (نحن أمة لا نعرف الملل...نحن أمة لا تقطعها حدود ... والله نسعى للسيطرة على كل الآفاق ... بعد ذهاب صدام صار لدينا العراق والخليج هو الثاني، واليمن إخواننا الحوثيون سيلقون الطوق الذي يسعى إلى امتدادنا على كل المنطقة...نحن نسعى إلى قيادة الأمة بأسرها، بقيادة المرجعية في النجف وقم، والذي يعجبه يعجبه، والذي ما يعجبه عليه أن يبلط البحر).
فهذا هو المشروع الفارسي والذي يبذلون في سبيل إنجازه الأموال الهائلة عن طريق هؤلاء السماسرة المتسترين بالتصوف، ليجندوا من إخواننا وأبنائنا من يدعو إلى هذا الفكر المنحرف، ويتجلد في الدفاع عنه، بل ربما قاتل من أجله، ويحصل بعد ذلك ما لا تحمد عقباه، وما صعدة عنا يا أهل حضرموت ببعيد، والنبي ﷺ يقول: «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين» متفق عليه.
وختامًا:
فإني أهيب بنفسي وإخواني أن يقفوا وقفة رجل واحد للتصدي لهذا الخطر المحدق بنا جميعًا، وأن نقوم بالواجب الملقى على عواتقنا.
ويتمثل هذا في أمور: أولها: أن نبين للعامة عقائد الرافضة الكفرية بألسنتنا وأقلامنا إن كنا دعاة، وبنشر ما كُتب بأموالنا إن كنا عاجزين عن الكلام.
ثانيها: أن نقوم بمناهضة هذا العدو الماكر في صعدة قبل أن يصول علينا بأذنابه في عقر دارنا –لا قدر الله ولا مكن له- ما دام باب جهادهم مفتوحًا، فإنه إذا قطع الرأس هنالك هدأت الأطراف هنا.
هذا الذي أردنا بيانه في هذه العجالة، وإن مد الله في العمر فنحن عازمون على كتابة أوسع من هذه، نبين فيها أن الرافضة والصوفية وجهان لعملة واحدة.
كتبه: أبو أسامة محمد بن عوض بازهير 21/رجب/1433هـ
تعليق