الحمد لله حمداًكثيراً طيباً مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد : فهذه رسالة لأخينا أبي قعس كتبها في التحذير من جماعة التبليغ وهي رسالة صغيرة لكنها بليغة وعلى أسلوب طيب فاحببت نشرها هنا فلعل الله ينفع بها
قال _ حفظه الله ووفقه وأعانه _ :
التعريف بهم :
: جماعة التبليغ جماعة بدعة وضلالة، وليسوا على الأمر الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان، وإنما هم على بعض طرق الصوفية ومناهجهم المبتدعة. (بتصرف من القول البليغ ص5 )
مؤسسهم
وقد أسس بدعتهم ووضع أصولها الستة محمد إلياس الديوبندي الجشتي وهوالأمير لجماعة التبليغ. ثم خلفه في الإمارة عليهم ابنُه يوسف.
وأما أميرهم في زماننا؛ فهوالمسمى : إنعام الحسن اهـ قاله العلامة التو يجري
طريقة تأسيسها
قال مؤسس هذه الفرقة : (( انكشفت علي هذه الطريقة للتبليغ وألقي في روعي في المنام تفسير آية ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران/110] .إنك أخرجت للناس مثل الأنبياء ﴾﴾
وفي تعبير هذا المعنى ب(( أخرجت )) إشارة إلى أن العمل لا يكون في مكان واحد بل يحتاج فيه إلى رحلات إلى البلاد ، وعملك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وأشير بقوله ((تؤمنون)) : أن نفس إيمانك يرقى ويزدهر وإلا فحصول نفس الإيمان معلوم من ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ﴾ الأعاجم سوى عرب لأنه قيل فيهم ﴿ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ﴾[الغاشية/22] و ﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ﴾ [الأنعام/107] والمراد من كنتم خير أمة العرب والمراد من الناس غيرهم من الأعاجم ، والقرينة على هذا قوله ﴿ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [آل عمران/110] فقال هناك خيراً لهم بدل خير لكم لأن تكميل الإيمان المبلغ والداعي يحصل بالتبليغ سواء قبل المخاطب دعوته أم لم يبلغه ، وإن تأمر المخاطب بالتبليغ فاشتغل بأمر الدعوة والتبليغ استفاد شخصياً فلا تتوقف فائدة المبلغ على قبول الدعوة وعدم قبوله اهـ (انظر ملفوظات إلياس ص 57) [ نقلاً عن جماعة التبليغ عقيدتها وأفكارها ومشايخها ص14]
الرد على هذه القصة
تبين مما تقدم في كيفية تأسيسهم أنه أسسهم على طريقة صوفيه لم يتبع فيها منهاج النبوة ولا على سير سلف الأمة ـ وهذه وحدها كافية في سقوط هذه الفرقة في وحل البدعة الإحداث في دين الله قال الله تعالى ﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[التوبة/109]
والرد على هذه الأباطيل كما يلي :ـ
1ـ : إن هذه المزاعم التي ادعاها من سبل المتصوفة التي يصطادون بها عوام الناس وهي عند التحقيق والتدقيق ليس لها أي أصل ولا تقوم على أساس .
2ـ تفسيره لقوله تعالى ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ الآية فيها طامتان :
أـ تفسيره للقرآن بالرأي والهوى وما تتطلع إليه نفسه من نشر التبليغ وقد ورد الوعيد الشديد عند السلف الصالح لمن فسر القرآن برأيه وأنه مخالف لسبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وأنه مفتر على الله بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير
ب ـ تفسيرٌ باطنيٌ لا يقره عرف إسلامي ولا لغة وتأمل التفسير الحق الذي ذكره العلامة ابن كثير ـ رحمه الله ـ قال : يخبر تعالى عن هذه الأمة المحمدية بأنهم خير الأمم فقال: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ .
و روى البخاري: ، عن أبي هريرة: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ قال: خَيْرَ الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام .
وهكذا قال ابن عباس، ومُجاهد، وعِكْرِمة، وعَطاء، والربيع بن أنس، وعطية العَوْفيّ: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ يعني: خَيْرَ الناس للناس.
والمعنى: أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس؛ ولهذا قال: ﴿ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ اهـ
والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم الذين يلونهم ثم الذين لونهم كما قال في آية أخرى ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ ـ أي خياراً ـ ﴿ لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة/143] [ انظر الجماعات الإسلامية ص ]
ضلالات زعماء هذه الفرقة
ضلالات مؤسسهم الأول محمد إلياس :
1ـ حومه حول ادعاء النبوة
قال ـ أي محمد إلياس ـ : إني إذا كنت أذكر كنت أحس ثقلاً فلما قلت للشيخ الكنكهوي ـ مرشدة رشيد أحمد ـ فترعد وقال : شكا الشكوى الشيخ محمد قاسم إلى حاجي إمداد الله [ جماعة التبليغ عقيدتها وأفكارها ومشايخها ص15]
أما شكوى الشيخ محمد قاسم نانوتي إلى مرشدة فهي ( كلما وضعت السبحة في يدي أبتليت بمصيبة وبلغ الثقل بحيث لو وضع أحد علي صخرات كأن كل صخرة منها مائة طن ووقف اللسان والقلب فقال الشيخ إمداد الله لمريده (محمد قاسم نانوتي ) : إن هذا فيضان النبوة على قلبك وهذا هو الثقل الذي كان يحسه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقت الوحي فيستخدمك الله بعمل كان يفعله الأنبياء اهـ [سوانح قاسمي 1/258ـ259) الله [ جماعة التبليغ عقيدتها وأفكارها ومشايخها ص15]
2ـ طعنه في الأنبياء
قال في خطاب عام أرسله إلى أعضاء جماعته : إذا لم يكن يرد الله أن يقوم أحد يعمل فلا يمكن حتى الأنبياء أن يبذلوا جهودهم فيقوم بشيء وإذا أراد الله شيئاً أمثالكم الضعفاء بالعمل الذي لم يستطع الأنبياء اهـ [ مكاتب إلياس ص 107ـ108] (نقلاً عن المرجع السابق .
قال أبو قعس ـ وفقه الله ـ : ما أشبه هذه الدعوى بقول ﴿ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾ [الأنعام/148]
قال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ : هذا إخبار من الله أن المشركين سيحتجون على شركهم وتحريمهم ما أحل الله، بالقضاء والقدر، ويجعلون مشيئة الله الشاملة لكل شيء من الخير والشر حجة لهم في دفع اللوم عنهم.اهـ عند تفسيره للآية ]
فنقول : إن محمد إلياس شابه المشركين في احتجاجهم بالقدر فالمشركون احتجوا بالقدر في رفع اللوم عنهم ومحمد إلياس احتج به في القول بأن ما قام به فهو إلهام من الله ومما يدل تصريحاً قوله : إني أمرت أثناء إقامتي في المدينة بالتبليغ وقيل : نستخدمك اهـ قال العلامة سليم الهلالي : فهذا صريح أنه أوحي إليه بالتبليغ وهذا وحي من الشيطان وزخرفة من إبليس لأن الوحي الإلهي إلى الأنبياء انقطع بموت محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ اهـ
فهاهنا طامتان أحلاهما مر :
1ـ مشابهته للمشركين في الاحتجاج بالقدر بأن ما قام به هو الحق الذي عجز عنه الأنبياء .
2ـ حومه حول ادعاء النبوة بل كاد أن يصرح فقال : إنكشفت علي هذه الطريقة للتبليغ وألقي في روعي في المنام "
3ـ ومن ضلالاته رباطه في القبور كغيره من غلاة الصوفية
كان يجلس في الخلوة عند قبر الشيخ نور محمد البدايوني اهـ [جماعة التبليغ عقيدتها وأفكارها ومشايخها ص13]
وللمراقبة الجشتية عند قبر عبد القدوس الكنكهوي الذي تسيطر عليه فكرة وحدة الوجود اهـ [الإمام السرهندي حيات وأعماله لأبي الحسن الندوي ص118]
3ـ قوله بوحدة الوجود :
قال العلامة أحمد النجمي ـ رحمه الله ـ : أن قول مؤسس هذه الجماعة: ((فمقصد لا إله إلا الله إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله)) مفهومه الإيمان بوحدة الوجود وهو أن اليقين الفاسد عندهم ما يعتقده كل مسلم أن كل ما نراه ونسمعه ونلمسه ونحسه فهو مخلوق إلا كلام الله فهو صفة من صفاته غير مخلوق والله خالق هذا الكون والمالك له والمتصرف فيه وهو مستوٍ بذاته على عرشه بائن من خلقه وعلمه بكل مكان فهذه العقيدة باطلة عند أصحاب وحدة الوجود واعتقادها اعتقاد باطل وفاسد عندهم واليقين الصحيح على ذات الله: أنه ليس على العرش وأن الرب كل ما نراه من المخلوقات كما سبق أن بينته ودللت عليه من كلامهم وتصريحاتهم وأورادهم.
وعلى هذا فمعنى لا إله إلا الله: ((أنه لا موجود إلا الله)) وذلك نفي لوجود كل موجود إلا الله تعالى، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.اهـ
وقال ـ رحمه الله ـ : كان محمد إلياس يجلس في المراقبة الجشتية عند قبر عبدالقدوس الكنكوهي الذي طغت عليه فكرة أصحاب وحدة الوجود ولو كان منكراً لهذه الفكرة
ماجلس عند قبر من قالها وأقرها وتفوه بها.
ضلالات محمد زكريا
1ـ قوله بوحدة الوجود
قال محمد زكريا الكاندهلوي في كتابه ((فضائل الصدقات)) ( ص556) : أريد أن أسجل هنا قصتين لأكابرنا كنموذج :
إحداها : رسالة سامية لشيخ المشايخ قطب الإرشاد حضرة الكنكوهي قدس سره،
التي كتبها إلى شيخه شيخ العرب والعجم، الحاج إمداد الله أعلى الله مرتبته . . .يقول : ((إن إطالة الكلام إساءة أدب، اللهم اغفر، فإنما كتب بأمر الشيخ ، أنا كذاب ، أنا لا شئ، لا ظل إلا ظلك ، ولا وجود إلا وجودك، من أنا؟، لا شئ، وما أنا هو أنت، وتفريق أنا وأنت هو شرح محض، أستغفر الله، أستغفر الله،استغفر الله،ولا حول ولا قوة إلا بالله)).
ويقول أيضاً في كتابه ((تبليغي نصاب)) فضائل القرآن (ص 300) : ((إن الحق سبحانه منبع في الواقع لكل حسن وجمال، والحق أنه لا يوجد في الكون جمال سواه)).
قال العلامة أحمد النجمي ـ رحمه الله ـ : فانظر إلى هذا الضلال والانحراف في عقيدة وحدة الوجود الكفرية عند شيخ الجماعة محمد زكريا الكاندهلوي .اهـ [ المورد العذب الزلال ص246]
2ـ كتابه تبليغي نصاب يشتمل على بوائق كثيرة كالشرك والبدع .
قال الشيخ سعد الحصين : وأخطر من هذا كله إن كتاب تبليغي نصاب الذي سبقت الإشارة إليه ويعتبر جزئاً أساسياً من منهج الجماعة لغير العرب يتضمن سيلاً من البدع والخرافات والشركيات .. والله المستعان هذا هو علم جماعة التبليغ .اهـ
أما الشرك وتزيينه فكقوله : يا رسول أسألك الشفاعة وأتوسل بك إلى الله في أن أموت مسلماً على ملتك وسنتك اهـ [جماعة التبليغ عقيدتها وأفكارها ومشايخها ص146]
و[ رأي آخر جماعة التبليغ ص18]
وأما البدع فكحثه على شد الرحال لزيارة قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للحاج والاستدلال بما روي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من حج ولم يزرني فقد جفاني " كما في فضائل الحج ص 124 من كتابه تبليغي نصاب .
قال أبو قعس ـ وفقه الله : والحديث : موضوع قال العلامة الألباني ـ رحمه الله كما في السلسلة الأحاديث الضعيفة ـ
(ج 1 / ص 119 : قاله الحافظ الذهبي في " الميزان " ( 3 / 237 ) ، وأورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 6 ) وكذا الزركشي والشوكاني في " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة " ( ص 42 ) . قلت : وآفته محمد بن محمد بن النعمان بن شبل أو جده
وأما تصديق الخرافات فكحكايته " خروج يد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قبره تلبية لطلب أحمد الرفاعي لتقبيلها " [ المرجع السابق 167]
[ انظر القول البليغ ص ]
ضلالات محمد يوسف
1ـ كتابه "حياة الصحابة " قال العلامة التويجري ـ رحمه الله ـ : وللتبليغيين كتاب
آخر يعتمدون عليه ويجعلونه من مراجع أتباعهم من الأعاجم من الهنود وغيرهم، وهوالمسمى ((حياة الصحابة)) لمحمد يوسف الكاندهلوي، وهو مملوء بالخرافات والقصص المكذوبة والأحاديث الموضوعة والضعيفة، وهو من كتب الشر والضلال والفتنة.اهـ [القول البليغ ص ]
2ـ رباطه عند القبور للمراقبة كغيره من أئمة الصوفية
يقول الشيخ سرداب محمد باكستاني ـ باب المجيد ـ المدينة المنورة ـ قد ظللت في جماعة التبليغ عشر سنوات تقريباً وكثيراً ما ذهبت مع الشيخ محمد يوسف الدهلوي أمير جماعة التبليغ (ذاك الوقت) قريباً من نصف الليل إلى قبر محمد إلياس ـ رحمه الله ـ في محله نظام الدين (مقر الجماعات) دهلي فكنا نجلس حول قبره وقتاً طويلاً في حالة المراقبة ساتري الرؤوس اهـ
وكان يقول : إن صاحب هذا القبر شيخنا محمد إلياس يوزع النور (الذي ينزل من السماء في قبره ) بين مريديه حسب قوة الارتباط والتعلق به وكذلك كنا نجلس أيضاً على قبر الشيخ عبد الرحيم رأي فوري في هيئة المراقبة
الشيخ محمد يوسف مراقباً عند قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عدة ساعات هذه الطريق معروفة بين مشايخ جماعة التبليغ وهم يعملون عليها بكثرة .[ انظر كتاب جماعة التبليغ عقيدتها و أفكار مشايخها ص 27]
4ـ و من ضلالات حسين أحمد :
القول بأن الأنبياء أحياء حياة حقيقية غير برزخية
قال الشيخ التويجري في كتابه القول البليغ ص80 ـ 82 :
ومن العقائد الفاسدة التي ذكرها محمد أسلم عن الشيخ حسين أحمد قوله : إن الأنبياء أحياء عندنا حياة حقيقية غير برزخية قال : الوهابية الخبيثة مخالفون لنا في ذلك .
يقول : إن محمد عبد الوهاب النجدي وأتباعه يعتقدون إلى الآن أن حياة الأنبياء كانت في المدة التي قضوها في الدنيا وبعد ذ لك هم وأتباعهم سواء في الموت " اهـ [ انظر كتاب الشيخ حسين أحمد المسمى بالشهاب الثاقب ص45]
قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ (ص26ـ27 من كتابه السراج المنير ) :
قوله (إن الأنبياء عنده أحياء حياة حقيقية غير برزخية ) كذب وبهتان لم يقله أحد قبله . اهـ
قال الشيخ التويجري :
يلزم على قول حسين أحمد لوازم باطلة وذكرها وأبطلها :
أن هذا القول يلزم منه تكذيب النصوص الدالة على موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وموت سائر البشر كقوله تعالى ﴿إنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر/30] وقال تعالى ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ [آل عمران/144] وقوله سبحانه وتعالى ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ [الأنبياء/34]
فإذا كان حسين أحمد وغيره من مشايخ جماعة التبيلغ المخرفين يرون أن الأنبياء أحياء حياة حقيقة وأن لجماعتهم وأكابرهم حظ وصول في مجالس النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقظة لا مناماً ؛ فماذا يجوبون به عن هذه النصوص الدالة على أن الموت عام للأنبياء وغيرهم من سائر البشر ؟! وماذا يجيبون به عن هذه الأحاديث الكثيرة التي جاءت في موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودفنه ؟ وما ثبت عنه أنه قال (أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ) ؟!
وإذا لم يكن لهم جواب صحيح عن الآيات التي تقدم ذكرها وعن الأحاديث الدالة على موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومكثه في قبره إلى يوم القيامة فالواجب عليهم الرجوع إلى الحق الذي يدل عليه الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وهو اعتقاد موت الأنبياء الأولياء وغيرهم من سائر البشر واعتقاد أن الأنبياء وغيرهم من الأموات لا يزالون في قبورهم إلى يوم القيامة وأن أول من ينشق عنه القبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ فهذا هو الاعتقاد الصحيح وما خالفه فهو من العقائد الفاسدة التي زينها الشيطان لأوليائه من الصوفية ، والتبليغيين .اهـ
قال أبو قعس ـ وفقه الله ـ : وما تقدم من ذكر بعض ضلالات زعماء هذه الفرقة من البدع والخرافات والشركيات يدل على أن هذه الدعوة مبتدعة على غير مثال سابق ومخالفة لما دعا إليه النبي ـ صلى الله عله وسلم ـ وأتباعه من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان من البعد عن الشركيات والبدع والخرافات وإخلاص الدين لله ؛ فيجب على كل مسلم ومسلمة البعد عنهم والتحذير منهم نسأل الله أن يبصرنا والمسلمين وأن يرزقنا الفقه في الدين والحمد لله رب العالمين
أما بعد : فهذه رسالة لأخينا أبي قعس كتبها في التحذير من جماعة التبليغ وهي رسالة صغيرة لكنها بليغة وعلى أسلوب طيب فاحببت نشرها هنا فلعل الله ينفع بها
قال _ حفظه الله ووفقه وأعانه _ :
التعريف بهم :
: جماعة التبليغ جماعة بدعة وضلالة، وليسوا على الأمر الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان، وإنما هم على بعض طرق الصوفية ومناهجهم المبتدعة. (بتصرف من القول البليغ ص5 )
مؤسسهم
وقد أسس بدعتهم ووضع أصولها الستة محمد إلياس الديوبندي الجشتي وهوالأمير لجماعة التبليغ. ثم خلفه في الإمارة عليهم ابنُه يوسف.
وأما أميرهم في زماننا؛ فهوالمسمى : إنعام الحسن اهـ قاله العلامة التو يجري
طريقة تأسيسها
قال مؤسس هذه الفرقة : (( انكشفت علي هذه الطريقة للتبليغ وألقي في روعي في المنام تفسير آية ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران/110] .إنك أخرجت للناس مثل الأنبياء ﴾﴾
وفي تعبير هذا المعنى ب(( أخرجت )) إشارة إلى أن العمل لا يكون في مكان واحد بل يحتاج فيه إلى رحلات إلى البلاد ، وعملك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وأشير بقوله ((تؤمنون)) : أن نفس إيمانك يرقى ويزدهر وإلا فحصول نفس الإيمان معلوم من ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ﴾ الأعاجم سوى عرب لأنه قيل فيهم ﴿ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ﴾[الغاشية/22] و ﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ﴾ [الأنعام/107] والمراد من كنتم خير أمة العرب والمراد من الناس غيرهم من الأعاجم ، والقرينة على هذا قوله ﴿ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [آل عمران/110] فقال هناك خيراً لهم بدل خير لكم لأن تكميل الإيمان المبلغ والداعي يحصل بالتبليغ سواء قبل المخاطب دعوته أم لم يبلغه ، وإن تأمر المخاطب بالتبليغ فاشتغل بأمر الدعوة والتبليغ استفاد شخصياً فلا تتوقف فائدة المبلغ على قبول الدعوة وعدم قبوله اهـ (انظر ملفوظات إلياس ص 57) [ نقلاً عن جماعة التبليغ عقيدتها وأفكارها ومشايخها ص14]
الرد على هذه القصة
تبين مما تقدم في كيفية تأسيسهم أنه أسسهم على طريقة صوفيه لم يتبع فيها منهاج النبوة ولا على سير سلف الأمة ـ وهذه وحدها كافية في سقوط هذه الفرقة في وحل البدعة الإحداث في دين الله قال الله تعالى ﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[التوبة/109]
والرد على هذه الأباطيل كما يلي :ـ
1ـ : إن هذه المزاعم التي ادعاها من سبل المتصوفة التي يصطادون بها عوام الناس وهي عند التحقيق والتدقيق ليس لها أي أصل ولا تقوم على أساس .
2ـ تفسيره لقوله تعالى ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ الآية فيها طامتان :
أـ تفسيره للقرآن بالرأي والهوى وما تتطلع إليه نفسه من نشر التبليغ وقد ورد الوعيد الشديد عند السلف الصالح لمن فسر القرآن برأيه وأنه مخالف لسبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وأنه مفتر على الله بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير
ب ـ تفسيرٌ باطنيٌ لا يقره عرف إسلامي ولا لغة وتأمل التفسير الحق الذي ذكره العلامة ابن كثير ـ رحمه الله ـ قال : يخبر تعالى عن هذه الأمة المحمدية بأنهم خير الأمم فقال: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ .
و روى البخاري: ، عن أبي هريرة: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ قال: خَيْرَ الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام .
وهكذا قال ابن عباس، ومُجاهد، وعِكْرِمة، وعَطاء، والربيع بن أنس، وعطية العَوْفيّ: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ يعني: خَيْرَ الناس للناس.
والمعنى: أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس؛ ولهذا قال: ﴿ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ اهـ
والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم الذين يلونهم ثم الذين لونهم كما قال في آية أخرى ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ ـ أي خياراً ـ ﴿ لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة/143] [ انظر الجماعات الإسلامية ص ]
ضلالات زعماء هذه الفرقة
ضلالات مؤسسهم الأول محمد إلياس :
1ـ حومه حول ادعاء النبوة
قال ـ أي محمد إلياس ـ : إني إذا كنت أذكر كنت أحس ثقلاً فلما قلت للشيخ الكنكهوي ـ مرشدة رشيد أحمد ـ فترعد وقال : شكا الشكوى الشيخ محمد قاسم إلى حاجي إمداد الله [ جماعة التبليغ عقيدتها وأفكارها ومشايخها ص15]
أما شكوى الشيخ محمد قاسم نانوتي إلى مرشدة فهي ( كلما وضعت السبحة في يدي أبتليت بمصيبة وبلغ الثقل بحيث لو وضع أحد علي صخرات كأن كل صخرة منها مائة طن ووقف اللسان والقلب فقال الشيخ إمداد الله لمريده (محمد قاسم نانوتي ) : إن هذا فيضان النبوة على قلبك وهذا هو الثقل الذي كان يحسه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقت الوحي فيستخدمك الله بعمل كان يفعله الأنبياء اهـ [سوانح قاسمي 1/258ـ259) الله [ جماعة التبليغ عقيدتها وأفكارها ومشايخها ص15]
2ـ طعنه في الأنبياء
قال في خطاب عام أرسله إلى أعضاء جماعته : إذا لم يكن يرد الله أن يقوم أحد يعمل فلا يمكن حتى الأنبياء أن يبذلوا جهودهم فيقوم بشيء وإذا أراد الله شيئاً أمثالكم الضعفاء بالعمل الذي لم يستطع الأنبياء اهـ [ مكاتب إلياس ص 107ـ108] (نقلاً عن المرجع السابق .
قال أبو قعس ـ وفقه الله ـ : ما أشبه هذه الدعوى بقول ﴿ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾ [الأنعام/148]
قال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ : هذا إخبار من الله أن المشركين سيحتجون على شركهم وتحريمهم ما أحل الله، بالقضاء والقدر، ويجعلون مشيئة الله الشاملة لكل شيء من الخير والشر حجة لهم في دفع اللوم عنهم.اهـ عند تفسيره للآية ]
فنقول : إن محمد إلياس شابه المشركين في احتجاجهم بالقدر فالمشركون احتجوا بالقدر في رفع اللوم عنهم ومحمد إلياس احتج به في القول بأن ما قام به فهو إلهام من الله ومما يدل تصريحاً قوله : إني أمرت أثناء إقامتي في المدينة بالتبليغ وقيل : نستخدمك اهـ قال العلامة سليم الهلالي : فهذا صريح أنه أوحي إليه بالتبليغ وهذا وحي من الشيطان وزخرفة من إبليس لأن الوحي الإلهي إلى الأنبياء انقطع بموت محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ اهـ
فهاهنا طامتان أحلاهما مر :
1ـ مشابهته للمشركين في الاحتجاج بالقدر بأن ما قام به هو الحق الذي عجز عنه الأنبياء .
2ـ حومه حول ادعاء النبوة بل كاد أن يصرح فقال : إنكشفت علي هذه الطريقة للتبليغ وألقي في روعي في المنام "
3ـ ومن ضلالاته رباطه في القبور كغيره من غلاة الصوفية
كان يجلس في الخلوة عند قبر الشيخ نور محمد البدايوني اهـ [جماعة التبليغ عقيدتها وأفكارها ومشايخها ص13]
وللمراقبة الجشتية عند قبر عبد القدوس الكنكهوي الذي تسيطر عليه فكرة وحدة الوجود اهـ [الإمام السرهندي حيات وأعماله لأبي الحسن الندوي ص118]
3ـ قوله بوحدة الوجود :
قال العلامة أحمد النجمي ـ رحمه الله ـ : أن قول مؤسس هذه الجماعة: ((فمقصد لا إله إلا الله إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله)) مفهومه الإيمان بوحدة الوجود وهو أن اليقين الفاسد عندهم ما يعتقده كل مسلم أن كل ما نراه ونسمعه ونلمسه ونحسه فهو مخلوق إلا كلام الله فهو صفة من صفاته غير مخلوق والله خالق هذا الكون والمالك له والمتصرف فيه وهو مستوٍ بذاته على عرشه بائن من خلقه وعلمه بكل مكان فهذه العقيدة باطلة عند أصحاب وحدة الوجود واعتقادها اعتقاد باطل وفاسد عندهم واليقين الصحيح على ذات الله: أنه ليس على العرش وأن الرب كل ما نراه من المخلوقات كما سبق أن بينته ودللت عليه من كلامهم وتصريحاتهم وأورادهم.
وعلى هذا فمعنى لا إله إلا الله: ((أنه لا موجود إلا الله)) وذلك نفي لوجود كل موجود إلا الله تعالى، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.اهـ
وقال ـ رحمه الله ـ : كان محمد إلياس يجلس في المراقبة الجشتية عند قبر عبدالقدوس الكنكوهي الذي طغت عليه فكرة أصحاب وحدة الوجود ولو كان منكراً لهذه الفكرة
ماجلس عند قبر من قالها وأقرها وتفوه بها.
ضلالات محمد زكريا
1ـ قوله بوحدة الوجود
قال محمد زكريا الكاندهلوي في كتابه ((فضائل الصدقات)) ( ص556) : أريد أن أسجل هنا قصتين لأكابرنا كنموذج :
إحداها : رسالة سامية لشيخ المشايخ قطب الإرشاد حضرة الكنكوهي قدس سره،
التي كتبها إلى شيخه شيخ العرب والعجم، الحاج إمداد الله أعلى الله مرتبته . . .يقول : ((إن إطالة الكلام إساءة أدب، اللهم اغفر، فإنما كتب بأمر الشيخ ، أنا كذاب ، أنا لا شئ، لا ظل إلا ظلك ، ولا وجود إلا وجودك، من أنا؟، لا شئ، وما أنا هو أنت، وتفريق أنا وأنت هو شرح محض، أستغفر الله، أستغفر الله،استغفر الله،ولا حول ولا قوة إلا بالله)).
ويقول أيضاً في كتابه ((تبليغي نصاب)) فضائل القرآن (ص 300) : ((إن الحق سبحانه منبع في الواقع لكل حسن وجمال، والحق أنه لا يوجد في الكون جمال سواه)).
قال العلامة أحمد النجمي ـ رحمه الله ـ : فانظر إلى هذا الضلال والانحراف في عقيدة وحدة الوجود الكفرية عند شيخ الجماعة محمد زكريا الكاندهلوي .اهـ [ المورد العذب الزلال ص246]
2ـ كتابه تبليغي نصاب يشتمل على بوائق كثيرة كالشرك والبدع .
قال الشيخ سعد الحصين : وأخطر من هذا كله إن كتاب تبليغي نصاب الذي سبقت الإشارة إليه ويعتبر جزئاً أساسياً من منهج الجماعة لغير العرب يتضمن سيلاً من البدع والخرافات والشركيات .. والله المستعان هذا هو علم جماعة التبليغ .اهـ
أما الشرك وتزيينه فكقوله : يا رسول أسألك الشفاعة وأتوسل بك إلى الله في أن أموت مسلماً على ملتك وسنتك اهـ [جماعة التبليغ عقيدتها وأفكارها ومشايخها ص146]
و[ رأي آخر جماعة التبليغ ص18]
وأما البدع فكحثه على شد الرحال لزيارة قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للحاج والاستدلال بما روي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من حج ولم يزرني فقد جفاني " كما في فضائل الحج ص 124 من كتابه تبليغي نصاب .
قال أبو قعس ـ وفقه الله : والحديث : موضوع قال العلامة الألباني ـ رحمه الله كما في السلسلة الأحاديث الضعيفة ـ
(ج 1 / ص 119 : قاله الحافظ الذهبي في " الميزان " ( 3 / 237 ) ، وأورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 6 ) وكذا الزركشي والشوكاني في " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة " ( ص 42 ) . قلت : وآفته محمد بن محمد بن النعمان بن شبل أو جده
وأما تصديق الخرافات فكحكايته " خروج يد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قبره تلبية لطلب أحمد الرفاعي لتقبيلها " [ المرجع السابق 167]
[ انظر القول البليغ ص ]
ضلالات محمد يوسف
1ـ كتابه "حياة الصحابة " قال العلامة التويجري ـ رحمه الله ـ : وللتبليغيين كتاب
آخر يعتمدون عليه ويجعلونه من مراجع أتباعهم من الأعاجم من الهنود وغيرهم، وهوالمسمى ((حياة الصحابة)) لمحمد يوسف الكاندهلوي، وهو مملوء بالخرافات والقصص المكذوبة والأحاديث الموضوعة والضعيفة، وهو من كتب الشر والضلال والفتنة.اهـ [القول البليغ ص ]
2ـ رباطه عند القبور للمراقبة كغيره من أئمة الصوفية
يقول الشيخ سرداب محمد باكستاني ـ باب المجيد ـ المدينة المنورة ـ قد ظللت في جماعة التبليغ عشر سنوات تقريباً وكثيراً ما ذهبت مع الشيخ محمد يوسف الدهلوي أمير جماعة التبليغ (ذاك الوقت) قريباً من نصف الليل إلى قبر محمد إلياس ـ رحمه الله ـ في محله نظام الدين (مقر الجماعات) دهلي فكنا نجلس حول قبره وقتاً طويلاً في حالة المراقبة ساتري الرؤوس اهـ
وكان يقول : إن صاحب هذا القبر شيخنا محمد إلياس يوزع النور (الذي ينزل من السماء في قبره ) بين مريديه حسب قوة الارتباط والتعلق به وكذلك كنا نجلس أيضاً على قبر الشيخ عبد الرحيم رأي فوري في هيئة المراقبة
الشيخ محمد يوسف مراقباً عند قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عدة ساعات هذه الطريق معروفة بين مشايخ جماعة التبليغ وهم يعملون عليها بكثرة .[ انظر كتاب جماعة التبليغ عقيدتها و أفكار مشايخها ص 27]
4ـ و من ضلالات حسين أحمد :
القول بأن الأنبياء أحياء حياة حقيقية غير برزخية
قال الشيخ التويجري في كتابه القول البليغ ص80 ـ 82 :
ومن العقائد الفاسدة التي ذكرها محمد أسلم عن الشيخ حسين أحمد قوله : إن الأنبياء أحياء عندنا حياة حقيقية غير برزخية قال : الوهابية الخبيثة مخالفون لنا في ذلك .
يقول : إن محمد عبد الوهاب النجدي وأتباعه يعتقدون إلى الآن أن حياة الأنبياء كانت في المدة التي قضوها في الدنيا وبعد ذ لك هم وأتباعهم سواء في الموت " اهـ [ انظر كتاب الشيخ حسين أحمد المسمى بالشهاب الثاقب ص45]
قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ (ص26ـ27 من كتابه السراج المنير ) :
قوله (إن الأنبياء عنده أحياء حياة حقيقية غير برزخية ) كذب وبهتان لم يقله أحد قبله . اهـ
قال الشيخ التويجري :
يلزم على قول حسين أحمد لوازم باطلة وذكرها وأبطلها :
أن هذا القول يلزم منه تكذيب النصوص الدالة على موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وموت سائر البشر كقوله تعالى ﴿إنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر/30] وقال تعالى ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ [آل عمران/144] وقوله سبحانه وتعالى ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ [الأنبياء/34]
فإذا كان حسين أحمد وغيره من مشايخ جماعة التبيلغ المخرفين يرون أن الأنبياء أحياء حياة حقيقة وأن لجماعتهم وأكابرهم حظ وصول في مجالس النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقظة لا مناماً ؛ فماذا يجوبون به عن هذه النصوص الدالة على أن الموت عام للأنبياء وغيرهم من سائر البشر ؟! وماذا يجيبون به عن هذه الأحاديث الكثيرة التي جاءت في موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودفنه ؟ وما ثبت عنه أنه قال (أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ) ؟!
وإذا لم يكن لهم جواب صحيح عن الآيات التي تقدم ذكرها وعن الأحاديث الدالة على موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومكثه في قبره إلى يوم القيامة فالواجب عليهم الرجوع إلى الحق الذي يدل عليه الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وهو اعتقاد موت الأنبياء الأولياء وغيرهم من سائر البشر واعتقاد أن الأنبياء وغيرهم من الأموات لا يزالون في قبورهم إلى يوم القيامة وأن أول من ينشق عنه القبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ فهذا هو الاعتقاد الصحيح وما خالفه فهو من العقائد الفاسدة التي زينها الشيطان لأوليائه من الصوفية ، والتبليغيين .اهـ
قال أبو قعس ـ وفقه الله ـ : وما تقدم من ذكر بعض ضلالات زعماء هذه الفرقة من البدع والخرافات والشركيات يدل على أن هذه الدعوة مبتدعة على غير مثال سابق ومخالفة لما دعا إليه النبي ـ صلى الله عله وسلم ـ وأتباعه من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان من البعد عن الشركيات والبدع والخرافات وإخلاص الدين لله ؛ فيجب على كل مسلم ومسلمة البعد عنهم والتحذير منهم نسأل الله أن يبصرنا والمسلمين وأن يرزقنا الفقه في الدين والحمد لله رب العالمين
تعليق