بسم لله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وبعد :ـ
فهذا جمعٌ يسير ذكرت فيه بعض ثورات الصوفية على الحكام المسلمين وأطماعهم السياسية في إقامة دولة عَلَوية، خلافاً لما يظنه كثير من الناس فيهم ، وهذا أمرٌ يكاد يشترك فيه أهل البدع وقد قال بعض السلف:( ما ابتدع أحدٌ بدعة إلا استحل السيف ). وأنبه هنا إلى أن بعض الكتاب من الصوفية لما أن يذكر هذه الثورات يذكر أن سبب ذلك هو انتشار الظلم والجور وعدم العدل ...إلخ تلك الطنطنة التي هي دائماً شعار الخوارج سواء كانت صادقة أم كاذبة, فقد قال ذلك رأس الخوارج لسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام : (( اعدل يا محمد فهذه قسمة ما أريد بها وجه الله )) والمسلم مأمور بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمر بالصبر على جور الولاة وأن لا ينازع الأَمر أهله حتى يروا كفراً بواحاً والأحاديث في ذلك كثيرة معروفة مشهورة . ثم إنني لم أذكر هنا المراجع لأن أكثر هذه الوقائع مشهورة في كتب تاريخ حضرموت من صوفية وغيرهم إلا اليسير وإليك هذه الثورات :ـ
1ـ أنه لما قـــدم أحمد بن عيســــى المهاجر (1) ( جد أكثر صوفية حضرموت ) كان الإباضية هــم المسيطرون على شئـون حضرمـــــوت فحصلت عــــدة معارك بين المهاجر والإباضية فكان الإباضية يتلقون الإمدادات من إباضية عمان وغيرهم وكان المهاجر يتلقى العتاد والنقود وتأتيه الإمدادات تحملها القوافل براً والسفن
بحراً من البصرة يرسلها إليه ابنه محمد الذي تركه هناك وكيلاً على أملاكه ونخيله وتجارته الواسعة . ذكر هذا عبدالله بن محمد السقاف في التعليق على رحلة باكثير . هذا مع أنّ الإباضية وإن كانوا فرقة مبتدعة إلا أنهم مسلمون لا يجوز الخروج عليهم .
2ـ ومن ذلك أنه في عام 1217 هـ رشح الصوفية محمد بن عقيل بن يحيى لإمارة حضرموت ولكن المنية وافته قبل إعداد الترتيبات اللازمة لإقامة الدولة العلوية كما يزعمون ويتمنون . ذكره في العقود العسجدية
3ـ وهذه من أشهر الوقائع في عام 1225هـ أو نحو ذلك بايع لفيف من هؤلاء الصوفية في مسيلة آل شيخ بحضرموت بايعوا طاهر بن حسين بن طاهر إماماً لدولةٍ علوية ولقبوه : (ناصر الدين) وأمده أثرياء العلويين في تريم بأموال طائلة خاصة الثري أحمد بن علي الجنيد فحمل السلاح ودعا إلى التسلح والزحف إلى تريم لتكون عاصمة لإمامةٍ علوية، فحاصر مدينة تريم مدة طويلة دون التمكن من اقتحامها ثم فشلت محاولته وأخبار هذه الثورة كثيرة مشهورة في كتب التاريخ .
مع أن الحكام في ذلك الوقت مسلمون ومنهم عبدالله بن عوض بن غرامة الذي كان متأثراً بالدعوة السلفية دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ومن الطرائف ماذكره ابن عبيدالله السقاف في (إدام القوت ص 541 ط الإرشاد) أن الأمير ابن غرامة أرسل ثلة من جنده للتحرش بأهل المسيلة فلم يجسروا على
مقابلتهم وعند انصرافهم التقوا بجماعة من السادة !! عسكر الحبيب !! طاهر ابن حسين ...فانهزم السادة !! بمجرد ما سمعوا إطلاق البنادق انهزاماً فاحشاً ...ولم يقفوا عند حدٍ من الانهزام حتى لقد سقط إزار أحدهم فتركه وهب يجري عرياناً...إلخ.
4 ـ ومن ذلك أيضاً في سنة 1242هـ نصّب هؤلاء الصوفية المقدم عمر بن عبدالله بن مقيص الأحمدي اليافعي أميراً لدولةٍ في بيت جبير المقر التاريخي لهم وقد جعلوا له وزيراً منهم وهو عبدالله بن أبي بكر عيديد وجمعوا له الأموال واشتروا له مدفعاً, واشتروا له حصن مطهر إلا أن هذه الدولة لم تستمر أكثر من عامين لذلك يقولون في المثل( كما دولة ابن مقيص ) للشيء الذي انتهى بسرعة بينما يرجى دوامه وخبر هذه الدولة مشهور في كتب التاريخ.
5 ـ وفي نحو سنه 1253 هـ اقترح بعضهم أن ينهض بالإمارة العلوية الثري أحمد بن علي الجنيد لمكانته الدينية والاجتماعية والمالية فكتب حسن بن صالح البحر رسالة في ذلك إلى عمر بن زين الحبشي بتاريخ 6 رجب 1253هـ ومما جاء فيها: (...فيحق للجميع من أهل البيت وغيرهم أن يعقدوا البيعة للأخ أحمد بن علي الجنيد لأنه ... ومن أراد أن يكون من حزب الله ساعده على ذلك, ثم المساعدة في صاحب القوى بقوته,والثروة بمعونته ...) لكن هذا الاقتراح بقي حبراً على ورق ولم يحصل شيء من ذلك ذكره في العقود العسجدية
6 ـ ومن ذلك أنه في عام 1265 هـ قاد إسحاق بن عقيل بن يحيى حملة عسكرية بحرية مكونة من جنود أتراك وجنود من قوات الشريف حسين بن علي بن حيدر,بإشارة من الباب العالي باستنبول نتيجة مساعي أشراف مكة المقربين من الباب العالي, وتحركت الحملة العسكرية من ميناء الحديدة إلى ساحل حضرموت وانضمت إليها قبائل حضرمية من وادي حضرموت والتحمت الحملة العسكرية مع جيش آل بريك حكام الشحر آنذاك وانتهت المعركة بهزيمة التحالف العلوي التركي. وخبر هذه الحادثة مشهور في كتب التاريخ.
كتبه أبو موسى عبدالله بن رمضان حبليل
مسجد الإمام الوادعي بالحوطة
* ولهم غير هذا من الحركات الدائبة من مكاتبات واتصالات مع غير واحد من الحكام خارج حضرموت كالدولة العثمانية وإمام اليمن الأعلى حتى الإنجليز في عدن وغيرهم يطول الكلام باستقصائها وفي كتاب أدوار التاريخ الحضرمي وكتاب تاريخ الدولة الكثيرية فصلاً ذكر فيه شيئاً من ذلك ولهم حسرات على فواتهم ذلك حتى لجأ بعضهم إلى الوزارة لما فاتته الولاية, ومما يذكر هنا تصريحهم بجواز الخروج على الحاكم المسلم العاصي ( وقد قرر ذلك بإشارات كثيرة محمود سعيد ممدوح في كتابه غاية التبجيل (2) وقدّم له :( الهاشمي الإماراتي, والمشهور العدني, والشاطري, وابن حفيظ )ولم ينكروا عليه ذلك بل قد قال حسن السقاف الأردني الأصل(3) "ففكرة عدم الخروج على أئمة الجور ليست صحيحة" وله تصريحات كثيرة في هذا وهذا باب طويل يعسر استيعابه فلعل الله ييسر فيه كتابة أطول من هذا .
والحمد لله رب العالمين .
من هنا مطوية للنشر
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وبعد :ـ
فهذا جمعٌ يسير ذكرت فيه بعض ثورات الصوفية على الحكام المسلمين وأطماعهم السياسية في إقامة دولة عَلَوية، خلافاً لما يظنه كثير من الناس فيهم ، وهذا أمرٌ يكاد يشترك فيه أهل البدع وقد قال بعض السلف:( ما ابتدع أحدٌ بدعة إلا استحل السيف ). وأنبه هنا إلى أن بعض الكتاب من الصوفية لما أن يذكر هذه الثورات يذكر أن سبب ذلك هو انتشار الظلم والجور وعدم العدل ...إلخ تلك الطنطنة التي هي دائماً شعار الخوارج سواء كانت صادقة أم كاذبة, فقد قال ذلك رأس الخوارج لسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام : (( اعدل يا محمد فهذه قسمة ما أريد بها وجه الله )) والمسلم مأمور بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمر بالصبر على جور الولاة وأن لا ينازع الأَمر أهله حتى يروا كفراً بواحاً والأحاديث في ذلك كثيرة معروفة مشهورة . ثم إنني لم أذكر هنا المراجع لأن أكثر هذه الوقائع مشهورة في كتب تاريخ حضرموت من صوفية وغيرهم إلا اليسير وإليك هذه الثورات :ـ
1ـ أنه لما قـــدم أحمد بن عيســــى المهاجر (1) ( جد أكثر صوفية حضرموت ) كان الإباضية هــم المسيطرون على شئـون حضرمـــــوت فحصلت عــــدة معارك بين المهاجر والإباضية فكان الإباضية يتلقون الإمدادات من إباضية عمان وغيرهم وكان المهاجر يتلقى العتاد والنقود وتأتيه الإمدادات تحملها القوافل براً والسفن
بحراً من البصرة يرسلها إليه ابنه محمد الذي تركه هناك وكيلاً على أملاكه ونخيله وتجارته الواسعة . ذكر هذا عبدالله بن محمد السقاف في التعليق على رحلة باكثير . هذا مع أنّ الإباضية وإن كانوا فرقة مبتدعة إلا أنهم مسلمون لا يجوز الخروج عليهم .
2ـ ومن ذلك أنه في عام 1217 هـ رشح الصوفية محمد بن عقيل بن يحيى لإمارة حضرموت ولكن المنية وافته قبل إعداد الترتيبات اللازمة لإقامة الدولة العلوية كما يزعمون ويتمنون . ذكره في العقود العسجدية
3ـ وهذه من أشهر الوقائع في عام 1225هـ أو نحو ذلك بايع لفيف من هؤلاء الصوفية في مسيلة آل شيخ بحضرموت بايعوا طاهر بن حسين بن طاهر إماماً لدولةٍ علوية ولقبوه : (ناصر الدين) وأمده أثرياء العلويين في تريم بأموال طائلة خاصة الثري أحمد بن علي الجنيد فحمل السلاح ودعا إلى التسلح والزحف إلى تريم لتكون عاصمة لإمامةٍ علوية، فحاصر مدينة تريم مدة طويلة دون التمكن من اقتحامها ثم فشلت محاولته وأخبار هذه الثورة كثيرة مشهورة في كتب التاريخ .
مع أن الحكام في ذلك الوقت مسلمون ومنهم عبدالله بن عوض بن غرامة الذي كان متأثراً بالدعوة السلفية دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ومن الطرائف ماذكره ابن عبيدالله السقاف في (إدام القوت ص 541 ط الإرشاد) أن الأمير ابن غرامة أرسل ثلة من جنده للتحرش بأهل المسيلة فلم يجسروا على
مقابلتهم وعند انصرافهم التقوا بجماعة من السادة !! عسكر الحبيب !! طاهر ابن حسين ...فانهزم السادة !! بمجرد ما سمعوا إطلاق البنادق انهزاماً فاحشاً ...ولم يقفوا عند حدٍ من الانهزام حتى لقد سقط إزار أحدهم فتركه وهب يجري عرياناً...إلخ.
4 ـ ومن ذلك أيضاً في سنة 1242هـ نصّب هؤلاء الصوفية المقدم عمر بن عبدالله بن مقيص الأحمدي اليافعي أميراً لدولةٍ في بيت جبير المقر التاريخي لهم وقد جعلوا له وزيراً منهم وهو عبدالله بن أبي بكر عيديد وجمعوا له الأموال واشتروا له مدفعاً, واشتروا له حصن مطهر إلا أن هذه الدولة لم تستمر أكثر من عامين لذلك يقولون في المثل( كما دولة ابن مقيص ) للشيء الذي انتهى بسرعة بينما يرجى دوامه وخبر هذه الدولة مشهور في كتب التاريخ.
5 ـ وفي نحو سنه 1253 هـ اقترح بعضهم أن ينهض بالإمارة العلوية الثري أحمد بن علي الجنيد لمكانته الدينية والاجتماعية والمالية فكتب حسن بن صالح البحر رسالة في ذلك إلى عمر بن زين الحبشي بتاريخ 6 رجب 1253هـ ومما جاء فيها: (...فيحق للجميع من أهل البيت وغيرهم أن يعقدوا البيعة للأخ أحمد بن علي الجنيد لأنه ... ومن أراد أن يكون من حزب الله ساعده على ذلك, ثم المساعدة في صاحب القوى بقوته,والثروة بمعونته ...) لكن هذا الاقتراح بقي حبراً على ورق ولم يحصل شيء من ذلك ذكره في العقود العسجدية
6 ـ ومن ذلك أنه في عام 1265 هـ قاد إسحاق بن عقيل بن يحيى حملة عسكرية بحرية مكونة من جنود أتراك وجنود من قوات الشريف حسين بن علي بن حيدر,بإشارة من الباب العالي باستنبول نتيجة مساعي أشراف مكة المقربين من الباب العالي, وتحركت الحملة العسكرية من ميناء الحديدة إلى ساحل حضرموت وانضمت إليها قبائل حضرمية من وادي حضرموت والتحمت الحملة العسكرية مع جيش آل بريك حكام الشحر آنذاك وانتهت المعركة بهزيمة التحالف العلوي التركي. وخبر هذه الحادثة مشهور في كتب التاريخ.
كتبه أبو موسى عبدالله بن رمضان حبليل
مسجد الإمام الوادعي بالحوطة
* ولهم غير هذا من الحركات الدائبة من مكاتبات واتصالات مع غير واحد من الحكام خارج حضرموت كالدولة العثمانية وإمام اليمن الأعلى حتى الإنجليز في عدن وغيرهم يطول الكلام باستقصائها وفي كتاب أدوار التاريخ الحضرمي وكتاب تاريخ الدولة الكثيرية فصلاً ذكر فيه شيئاً من ذلك ولهم حسرات على فواتهم ذلك حتى لجأ بعضهم إلى الوزارة لما فاتته الولاية, ومما يذكر هنا تصريحهم بجواز الخروج على الحاكم المسلم العاصي ( وقد قرر ذلك بإشارات كثيرة محمود سعيد ممدوح في كتابه غاية التبجيل (2) وقدّم له :( الهاشمي الإماراتي, والمشهور العدني, والشاطري, وابن حفيظ )ولم ينكروا عليه ذلك بل قد قال حسن السقاف الأردني الأصل(3) "ففكرة عدم الخروج على أئمة الجور ليست صحيحة" وله تصريحات كثيرة في هذا وهذا باب طويل يعسر استيعابه فلعل الله ييسر فيه كتابة أطول من هذا .
والحمد لله رب العالمين .
من هنا مطوية للنشر
1) وهذا الرجل رافضي وسأذكر ذلك إن شاء الله في مطوية علاقة صوفية حضرموت بالرافضة.
2) هذا الكتاب يقرر فيه مؤلفه ومن قدم له عقيدة الشيعة ، أن علي بن أبي طالب أفضل الصحابة ، وهذا خلاف عقيدة أهل السنة ، وإجماع السلف من الصحابة والتابعين حتى علي نفسه.
3) وهو حضرمي
تعليق