قال الشيخ محمد الصالح العثيمين عليه رحمة الله عند شرح قول الرسول صلى الله عليه وسلم :( ...... وفتنة المسيح الدجال )
تنبـيــــــه :-
قال بعض أهل العلم : إن الرسل الذين أنذروا قومهم به لم ينذروهم به بعينه , وإنما أنذروهم بجنس فتنته , يعني : أنذروهم من الدجاجلة , ولكن هذا القول ضعيف , بل هو نوع من التحريف لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بإنه مامن نبي إلا أنذر به قومه , وهذا صريح بإن الأنبياء أنذروا قومهم بعين الدجل هذا , وقد سبق لنا بيان الحكمة من إنذار الرسل به , ولكن يجب علينا أن نعلم أن جنس هذه الفتنة موجود حتى في غير هذا الرجل , فيوجد من بني آدم الآن من يضل الناس بحاله وقاله , وبكل مايستطيع , وتجد أن الله سبحانه وتعالى بحكمته أعطاه بياناً ً وفصاحة :( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ) ] الأنفال : 42 [
فالدجال المعين لاشك أن فتنته أعظم شيء , لكن هناك دجاجلة يدجلون على الناس ويموهون عليهم , فيجب الحذر منهم ومعرفة إراداتهم ونواياهم , ولهذا قال الله تعالى في المنافقين :( هم العدو فاحذرهم ) مع أنه قال :( وإن يقولوا تسمع لقولهم ) أي : لبيانه وفصاحته وعظمه يجرك جرا إلى أن تسمع لكن (( كأنهم خشب مسندة )) ] المنافقون :4[ حتى الخشب ليست قائمة بنفسها (( مسندة )) أي : تقوم على الجدار , فلا خير فيها , فهؤلاء الذين يتزينون للناس بأساليب القول سواء في العقيدة , أو في السلوك والمنهج يجب الحذر منهم وأن تعرض أقوالهم وأفعالهم على كتاب الله وستة رسوله صلى الله عليه وسلم , فما خالفهما فهو باطل مهما كان , فلايغتر بما فيها من زخارف القول فإن هذه الزخارف كما قيل :
حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقاً وكل كاسر مكسور
ولا تقولوا:إن هؤلاء القوم أعطوا فصاحة وبياناً لينصروا الحق , فإن الله قد يبتلي فيعطي الإنسان فصاحة وبياناً , وإن كان على باطل , كما ابتلى الله الناس بالدجال وهو على باطل بلا شك .اهـ.
*المرجع شرح الممتع على زاد المستقنع
المجلد الثالث كتاب الصلاة باب صفة الصلاة صفحة 197-198
لفضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين عليه رحمة الله
تنبـيــــــه :-
قال بعض أهل العلم : إن الرسل الذين أنذروا قومهم به لم ينذروهم به بعينه , وإنما أنذروهم بجنس فتنته , يعني : أنذروهم من الدجاجلة , ولكن هذا القول ضعيف , بل هو نوع من التحريف لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بإنه مامن نبي إلا أنذر به قومه , وهذا صريح بإن الأنبياء أنذروا قومهم بعين الدجل هذا , وقد سبق لنا بيان الحكمة من إنذار الرسل به , ولكن يجب علينا أن نعلم أن جنس هذه الفتنة موجود حتى في غير هذا الرجل , فيوجد من بني آدم الآن من يضل الناس بحاله وقاله , وبكل مايستطيع , وتجد أن الله سبحانه وتعالى بحكمته أعطاه بياناً ً وفصاحة :( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ) ] الأنفال : 42 [
فالدجال المعين لاشك أن فتنته أعظم شيء , لكن هناك دجاجلة يدجلون على الناس ويموهون عليهم , فيجب الحذر منهم ومعرفة إراداتهم ونواياهم , ولهذا قال الله تعالى في المنافقين :( هم العدو فاحذرهم ) مع أنه قال :( وإن يقولوا تسمع لقولهم ) أي : لبيانه وفصاحته وعظمه يجرك جرا إلى أن تسمع لكن (( كأنهم خشب مسندة )) ] المنافقون :4[ حتى الخشب ليست قائمة بنفسها (( مسندة )) أي : تقوم على الجدار , فلا خير فيها , فهؤلاء الذين يتزينون للناس بأساليب القول سواء في العقيدة , أو في السلوك والمنهج يجب الحذر منهم وأن تعرض أقوالهم وأفعالهم على كتاب الله وستة رسوله صلى الله عليه وسلم , فما خالفهما فهو باطل مهما كان , فلايغتر بما فيها من زخارف القول فإن هذه الزخارف كما قيل :
حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقاً وكل كاسر مكسور
ولا تقولوا:إن هؤلاء القوم أعطوا فصاحة وبياناً لينصروا الحق , فإن الله قد يبتلي فيعطي الإنسان فصاحة وبياناً , وإن كان على باطل , كما ابتلى الله الناس بالدجال وهو على باطل بلا شك .اهـ.
*المرجع شرح الممتع على زاد المستقنع
المجلد الثالث كتاب الصلاة باب صفة الصلاة صفحة 197-198
لفضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين عليه رحمة الله
تعليق