كلام بليغ للعلامة الحافظ ابن رجب _ رحمه الله _ عند شرحه لحديث أبي هريرة قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ لاَ تَزَالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ وَلاَ يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلاَءُ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْزِ لاَ تَهْتَزُّ حَتَّى تَسْتَحْصِدَ ». متفق عليه
قال _ رحمه الله _ : ولما كانت الدُّنْيَا سجن المؤمن وجنة الكافر، فصاحب السجن لا يزال في بلاء حتى يخرج منه، فَإِذَا خرج من السجن أفضى إِلَى الرخاء والنعيم الدائم، وصاحب الجنة إذا خرج منها وقع في السجن الدائم.
إذا صُبغ أنعم الناس -كان في الدُّنْيَا- صبغة في العذاب، فقِيلَ لَهُ: هل مر بك نعيم قط؟ قال: لا يا رب. وإذا صُبغ أبأس الناس -في النعيم صبغة، ثم قِيلَ لَهُ: هل مر بك بؤس قط؟ قال: لا يا رب.
ما كان تعب من استراح **** ولا استراح من تعب
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي **** ويذهب هذا كله ويزول
لا يجد أهل الجنة من ألم نصب الدُّنْيَا شيئًا، بل ينقلب راحة أبدًا.
جميع آلام لسع النحل يُذْهِبُهَا *** ما يَجْتَني المجتَني من لذة العسل
من طمع في الوصول إِلَى المعالي؛ صبر عَلَى مواصلة نَصَبِ النهار بسهر الليالي.
من أراد غدًا قربنا؛ فليصبر اليوم عَلَى ألم ضربنا، فما يحس بألم من صدق في حبنا.
لابد من البلوى والاختبار ليتبين الصادق اليوم من الكاذب {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}
الراحة لا تنال بالراحة
لو لا المشقة ساد الناس كلهم *** الجود يفقر والإقدام قتال
مراتب الدنيا لا تنال إلا بالصبر على البلاء في طلبها والمجاهدة فكيف من أراد مقعد صدق عند مليك مقتدر
كم صبروا حتى قدرو *** كم غضبوا حتى نظروا
ما وصلوا إلى المنزل إلا بعد طول السجن ما نالوا لذة الراحة إلا بعد أن صبروا على المشقة
لو قرب الدر على طلابه **** ما لج الغائص في طلابه
ولو أقام لازماً أصدافه **** لم تكن التيجان في حسابه
ما لؤلؤ البحر ولا مرجانه **** إلا وراء الهول من عبابه
اهـ نقل المقصود وهو آخر ما وجد من شرحه الماتع على حديث أبي هريرة الذي سماه "غاية النفع في شرح حديث تمثيل المؤمن بخامة الزرع " (مجموع رسائله 2/429_430) وأنصح إخواني بمطالعة شرحه على هذا الحديث لنفاسته وسائر كتب العلامة الحافظ ابن رجب رحمه الله مع الحذر من بعض الآثار التي لا يتحرى فيها الصحة
قال _ رحمه الله _ : ولما كانت الدُّنْيَا سجن المؤمن وجنة الكافر، فصاحب السجن لا يزال في بلاء حتى يخرج منه، فَإِذَا خرج من السجن أفضى إِلَى الرخاء والنعيم الدائم، وصاحب الجنة إذا خرج منها وقع في السجن الدائم.
إذا صُبغ أنعم الناس -كان في الدُّنْيَا- صبغة في العذاب، فقِيلَ لَهُ: هل مر بك نعيم قط؟ قال: لا يا رب. وإذا صُبغ أبأس الناس -في النعيم صبغة، ثم قِيلَ لَهُ: هل مر بك بؤس قط؟ قال: لا يا رب.
ما كان تعب من استراح **** ولا استراح من تعب
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي **** ويذهب هذا كله ويزول
لا يجد أهل الجنة من ألم نصب الدُّنْيَا شيئًا، بل ينقلب راحة أبدًا.
جميع آلام لسع النحل يُذْهِبُهَا *** ما يَجْتَني المجتَني من لذة العسل
من طمع في الوصول إِلَى المعالي؛ صبر عَلَى مواصلة نَصَبِ النهار بسهر الليالي.
من أراد غدًا قربنا؛ فليصبر اليوم عَلَى ألم ضربنا، فما يحس بألم من صدق في حبنا.
لابد من البلوى والاختبار ليتبين الصادق اليوم من الكاذب {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}
الراحة لا تنال بالراحة
لو لا المشقة ساد الناس كلهم *** الجود يفقر والإقدام قتال
مراتب الدنيا لا تنال إلا بالصبر على البلاء في طلبها والمجاهدة فكيف من أراد مقعد صدق عند مليك مقتدر
كم صبروا حتى قدرو *** كم غضبوا حتى نظروا
ما وصلوا إلى المنزل إلا بعد طول السجن ما نالوا لذة الراحة إلا بعد أن صبروا على المشقة
لو قرب الدر على طلابه **** ما لج الغائص في طلابه
ولو أقام لازماً أصدافه **** لم تكن التيجان في حسابه
ما لؤلؤ البحر ولا مرجانه **** إلا وراء الهول من عبابه
اهـ نقل المقصود وهو آخر ما وجد من شرحه الماتع على حديث أبي هريرة الذي سماه "غاية النفع في شرح حديث تمثيل المؤمن بخامة الزرع " (مجموع رسائله 2/429_430) وأنصح إخواني بمطالعة شرحه على هذا الحديث لنفاسته وسائر كتب العلامة الحافظ ابن رجب رحمه الله مع الحذر من بعض الآثار التي لا يتحرى فيها الصحة