إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

باب ذمّ العيّ وحشو الكلام للإمام ابن عبد البر رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • باب ذمّ العيّ وحشو الكلام للإمام ابن عبد البر رحمه الله

    باب ذمّ العيّ وحشو الكلام


    قال أبو هريرة: لا خير في فضول الكلام.


    وقال عطاء: كانوا يكرهون فضول الكلام.

    وقال: بترك الفضول تكمل العقول.

    وقال: فضول الكلام ما ليس في دين ولا دنيا مباحاً.

    وقال: الصّمت صيانة اللّسان، وستر العيّ.

    وقالوا: العيّ الناطق أعيا من العي الساكت.

    وقالوا: أحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره، وما ظهر معناه في لفظه.

    وروى عبد الله بن عمر، أنّه قيل له: لو دعوت لنا بدعواتٍ. فقال: اللهم اهدنا وعافنا وارزقنا. فقال رجلٌ لو زدتنا يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: أعوذ بالله من الإسهاب.

    وقال شفيّ بن ماتع: من كثر كلامه كثرت خطاياه.

    وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من كثر كلامه كثر سقطه.

    قال يعقوب عليه السلام لبنيه: يا بنيَّ إذا دخلتم على السلطان فأقلّوا الكلام.

    قال ابن هبيرة: ما من شيء إلاّ وهو محتاجٌ إلى فضوله يوماً، إلاّ فضول الكلام.

    قال الحسن: رحم الله عبداً أوجز في كلامه، واقتصر على فصاحته، فإن الله يكره كثرة الكلام.

    وكان يقال: أفضل الكلام ما قلّت ألفاظه وكثرت معانيه، أخذ هذا المعنى أحمد بن إسماعيل الكاتب
    فقال:


    خير الكلام قليلٌ *** على كثيرٍ دليلٌ

    والعيّ معنىً قصير*** يحويه لفظٌ طويل


    وقال أبو العتاهية:


    الصّمت أليق بالفتى *** من منطقٍِ في غير حينه

    لا خير في حشو الكلام*** إذا اهتديت إلى عيونه


    وقال منصور الفقيه:


    تعمّد لحذف فضول الكلام *** إذا ما نأيت وعند التّداني

    ولا تكثرنّ فخير الكلام ال ***قليل الحروف الكثير المعاني


    قال بعض قضاة عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - وقد عزله: لم عزلتني: قال: بلغني أنّ كلامك مع الخصمين أكثر من كلام الخصمين.



    تكلّم ربيعة الرأي يوماً فأكثر الكلام، فأعجبته نفسه، وإلى جنبه أعرابيّ فقال له: يا أعرابي ما تعدّون البلاغة فقال: قلة الكلام. قال: ما تعدون العيّ فيكم؟ فقال: ما كنت فيه منذ اليوم.


    وأنشد الخشني - رحمه الله -:؟؟؟؟ وماالعيّ إلا منطقٌ متتابعٌ سواءٌ عليه حقّّ أمرٍ وباطله قالت العرب: لا يجترئ على الكلام إلا فائق أو مائق.


    قال الّنمر بن تولب:


    أعذني ربّ من حصرٍ وعيٍّ *** ومن نفسٍ أعالجها علاجا

    ومن حاجات نفسي فاعصمنيّ*** فإن لمضمرات النَّفس حاجا

    وقال آخر:

    عجبت لإدلال العيّ بنفسه *** وصمت الذي قد كان بالحقّ أعلما

    وفي الصّمت سترٌ للعيّ وإنّما ***صحيفة لبّ المرء أن يتكلّما

    قال بعض الحكماء: ليس شيء إلاّ إذا ثنيته قصر إلا الكلام، فإنك كلّما ثنيته طال.

    قالوا: أعيا العيّ بلاغة بعيّ، وأقبح اللّحن لحنٌ بإعراب.

    كان مالك بن أنس يعيب كثرة الكلام ويذمّه ويقول: كثرة الكلام لا توجد إلاّ في النّساء والضعفاء.

    ذمّ أعرابيّ رجلاً، فقال: هو من يتامى المجالس، أعيا ما يكون عند جلسائه، أبلغ ما يكون عند نفسه.





    منقول من كتاب: بهجة المجالس وأنس المجالس ابن عبد البر
يعمل...
X