المقصود بالنفاق والمنافقين
سئل العلامة ابن باز رحمه الله: لقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}[النساء:145] ما المقصود بالمنافقين والنفاق في هذه الآية الكريمة؟ وأرجو أن تتفضلوا بإيضاح المعنى.
المراد بالمنافقين هم الذين يتظاهرون بالإسلام وهم على غير الإسلام، يدعون أنهم مسلمون، وهم في الباطن يكفرون بالله ويكذبوا بالرسول -صلى الله عليه وسلم-، هؤلاء هم المنافقون، سموا منافقين، لأنهم أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، وهم المذكورون في قوله -عز وجل-: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}[البقرة: 8-10] الآيات من سورة البقرة في أولها، هم هؤلاء، وهم المذكورين في قوله -جل وعلا-: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ} – يعني ما عندهم إيمان- {وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً}[النساء: 142-143] المعنى أنهم مترددون بين الكفار والمسلمين، تارة مع الكفار إذ ظهر الكفار وانتصروا، وتارةً مع المؤمنين إن ظهروا وانتصروا، فليس عندهم ثبات ولا دين مستقيم ولا إيمان ثابت، بل هم مذبذبون بين الكفر والإيمان، وبين الكفار والمسلمين، وهم مذكورون في قوله -جل وعلا-: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ * فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 54-55]، هؤلاء هم المنافقون، نسأل الله العافية والسلامة. سماحة الشيخ تقول: إن لديها أسئلة كثيرة خاصة بها، وترجوا أن تتصل بكم تلفونياً لكنها لا تعرف رقم الهاتف، هل ممكن أن تذكروها لها. نعم، الهاتف في المنزل: 4354444، هذا هاتف المنزل بين المغرب والعشاء، أو الساعة الثانية والنصف بعد الظهر إلى الساعة الثالثة، أو في الصباح يوم الخميس من الساعة العاشرة إلى الظهر، أو بعد صلاة الجمعة بنصف ساعة أو ثلث ساعة إلى الساعة الثالثة. كل هذه أوقات مناسبة.
من هـنا صوت الشيخ رحمه الله
تعليق