السَّخَاءُ
رحم الله الإمام / محمد بن إدريس الشافعي المطلبي الهاشمي رحمه الله حيث قال :وإنْ كَثُرَتْ عُيُوبكَ في الْبَرَايَا ***** وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
تَسَـــتَّرْ بِالسَّخَــــاء فَكُلُّ عَيْب *****يُغطِّيهِ ـ كَمَا قِيلَ ـ السَّــخَاءُ
تعريف السخاء:تَسَـــتَّرْ بِالسَّخَــــاء فَكُلُّ عَيْب *****يُغطِّيهِ ـ كَمَا قِيلَ ـ السَّــخَاءُ
السَّخاوة والسَّخاءُ: الجُودُ.
والسَّخِيُّ: الجَوَادُ، والجمع أسْخِياء وسُخَواءُ؛ الأَخيرة عن اللحياني وابن الأَعرابي، وامرأَة سَخيَّة من نِسْوة سَخِيّاتٍ وسَخايا، وقد سَخا يَسْخى ويَسْخُو سخاءً.
وسَخِيَ يَسْخى سَخاً وسُخُوَّةً.
وسَخُوَ الرجلُ يَسْخُو سَخاءً وسُخُوّاً وسَخاوَةً أَي صار سَخِيّاً، وأَما اللحياني فقال: سَخا يَسْخُو سَخاءً، ممدود، وسُخُوّاً، وسَخِيَ سَخاءً، ممدو أَيضاً، وسُخُوَّةً.
وسَخَّى نفْسَه عنه وبنَفْسِه: تركه.
وسَخَّيْتُ نفسي عنه: تَركته ولم تنازعني نفسي إليه.
1.سخاء - سَخَاءٌ :
[ س خ و ]. ( مصدر سخَا ). " أظْهَرَ سَخَاءً كَبِيراً ": كَرَماً ، جُوداً . " يُعْطِي بِسَخاءٍ ".
المعجم: الغني .
2.سَخاء :
اسم علم مؤنث عربي ،
معناه : الكرم ، الجود ، وهو مصدر سخا يسخو .
المعجم: معاني الاسماء .
3.جود . سخاء ، كرم . و جودة .:
1 - مصدر جاد يجود .
2 - عطشة .
3 - صفة الجيد وطبيعته .
المعجم: الرائد .
4.سخاء .:
1 - مصدر سخا وسخو وسخي .
2 - جود ، كرم .
المعجم: الرائد .
5.سَخاء :
مصدر سخا / سخا بـ .
المعجم: اللغة العربية المعاصر .
6.سخا / سخا بـ يَسخُو ، اسْخُ ، سَخاءً ، فهو ساخٍ ، والمفعول مَسْخوٌّ به:
• سخا الشَّخصُ صار جوادًا كريمًا " هو حليف السَّخاء ".
• سخا بالشَّيءِ : جادَ به " سَخا بماله للمحتاجين والفقراء ، - من ليس يسخو بما تسخو الحياة بهِ ... فإنّه أحمق بالحرص ينتحِرُ ".
المعجم: اللغة العربية المعاصر .
السخاء : هو أن يلين الإنسان عند السؤال وسهل هره للطالب ، يقال : سخوت الأديم : لينته . وكذا يقال : أرض سخاوية : لينته . ولهذا لا يقال لله تعالى : سخي .
والجود : هو كثرة العطاء من غير سؤال ، مثلا يقال : جادت السماء إذا جادت مطرا غزيرا . وكذا : فرس جواد : الكثير الإعطاء للجري .
والله تعالى جواد لكثرة عطائه فيما تقتضيه الحكمة .
كلمات في السخاء
من صور السخاء :-الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وبعد:
فالسخاء ليس مقتصراً على بذل المال فحسب، بل مفهومه أوسع، وصوره أعم وأشمل، ومن صور السخاء العديدة ما يلي:
1 - أن يكون للإنسان دَينٌ على آخر فيطرحه عنه، ويخلي ذمته منه وهو يستطيع الوصول إليه دون عناء ولا تعب.
2 - أن يستحق الإنسان أجراً على عمل، فيترك الأجر من تلقاء نفسه.
3 - سعي الإنسان في قضاء حوائج الناس، وتنفيس كرباتهم.
4 - السخاوة بالجاه، بحيث يبذل في سبيل الخير والشفاعات الحسنة، من إحقاق الحق، ونصرة مظلوم، وإعانة ضعيف، ومشي مع الرجل إلى ذي سلطان، ونحو ذلك.
5 - السخاوة بالرياسة بحيث يحمل الإنسان سخاؤه على امتهان رياسته، والإيثار في سبيل قضاء حاجات الملتمس.
6 - سخاء الإنسان براحته وإجمام نفسه؛ فيجود بها تعباً وكدّاً في مصلحة غيره.
7 - سخاوة الإنسان بوقته في سبيل نفع الناس أيّاً كان ذلك النفع.
8 - السخاء بالنصح والإرشاد.
9 - السخاء بالعلم وهو أفضل من السخاء بالمال؛ لأن العلم أشرف من المال.
10 - السخاء بالعرض بحيث يسخو الإنسان بعرضه لمن نال منه، فيعفو ويصفح.
وفي هذا السخاء من سلامة الصدر، وراحة القلب، والتخلص من معاداة الخلق ما فيه.
11 - السخاء بالصبر، والاحتمال، والإغضاء، وهي مرتبة شريفة لا يقدر عليها إلا أصحاب النفوس الكبار.
12 - السخاء بالخلق، والبشر، والتبسم، والبشاشة، والبسطة، ومقابلة الناس بالطلاقة؛ فذلك فوق السخاء بالصبر والاحتمال والعفو، وهذا هو الذي بلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وهو أثقل ما يوضع في الميزان، وفيه من أنواع المنافع والمسار وأنواع المصالح ما فيه.
13 - ويدخل في السخاء حضّ الناس على الخير، وحثهم على الجود والإنفاق.
14 - دلالة الناس على وجوه الخير، وتذكيرهم بطرقه؛ فالدال على الخير كفاعله.
15 - شكر الأسخياء، والدعاء لهم، وتشجيعهم على مزيد من البذل.
16 - سخاوة النفس بترفعها عن الحسد، وحبّ الاستئثار بخصال الحمد، وهذه الصورة من صور السخاء الخفية الجميلة.
وذلك بأن يُحبّ المرء لإخوانه ما يحبه لنفسه، فيفتح لهم المجالات، ويعطيهم فرصة للإبداع، والحديث، والمشاركة، ونحو ذلك.
ومن ذلك: أن يفرح لنجاحهم، ويحزن لإخفاقهم، فهذه من الصور الخفية للسخاء، وقلّ من يتفطّن بها ويأخذ نفسه بها.
17 - سخاء المرء عما في أيدي الناس؛ فلا يلتفت إليه، ولا يستشرف له يقلبه، ولا يتعرض له بحاله، ولا لسانه.
18 - سخاء المرء بنفسه، فذلك أروع ما في السخاء، وأروع ما في ذلك أن يكون في سبيل الله عز وجل.
من فضائل السخاء :-
1 - رضا الرب، ودخول الجنان، والنجاة من النيران.
2 - للسخاء أثر في سيادة الأمة، وحفظ الدين، وتنمية العلوم.
3 - للسخاء أثر في صيانة الأعراض، ونباهة الذكر.
4 - للسخاء أثر في إئتلاف القلوب، وتأكيد رابطة الإخاء.
5 - للسخاء أثر في القضاء على كثير من الأخلاق المرذولة كالحسد من الفقراء للأغنياء، وكالكبر من الأغنياء على الفقراء.
تفاضل الناس بالسخاء :-
يتفاضل الناس بالسخاء على قدر هممهم وشرف نفوسهم، وإليك نماذج من ذلك:
1 - يتفاضلون من جهة الإنفاق؛ فالذي ينفق في السر أكمل من الذي لا ينفق إلا في العلانية.
2 - ويتفاضلون من جهة استصغار ما ينفق واستعظامه، فالذي ينفق في الخير، وينسى أو يتناسى أنه أنفق هو أسخى ممن ينفق ثم لا يزال يذكر ما أنفق، ولا سيما ذكره في معرض الإمتنان.
3 - ويتفاضلون من جهة السرعة إلى البذل، والتباطؤ عنه؛ فمن يبذل المال لذوي الحاجة لمجرد ما يشعر بحاجتهم - يَفْضُل من لا يبذل إلا بعد أن يسألوه.
4 - ومن يقصد بالبذل موضع الحاجة - عرفه أو لم يعرفه - يكون أسخى ممن يخصّ بالنوال من يعرفهم ويعرفونه.
5 - ومن يعطي عن ارتياح وتلذذ بالعطاء يعد أسخى ممن يحسن وفي نفسه حرج.
6 - ومن علامات رسوخ الرجل في السخاء ألا يجعل بينه وبين طالبي العطاء حجاباً غليظاً.
7 - ومن علامات رسوخ الرجل في السخاء أن يلاقي الرجل سائليه بأدب جميل، أو أن يستقبلهم بحفاوة وبشر وترحاب، حتى يحفظ عليهم عزتهم.
8 - وأبلغ ما يدل على أصالة الرجل، ورسوخ قدمه في فضيلة السخاء أن يرق عطفه حتى يبسط إحسانه إلى ذي الحاجة وإن كان من أعدائه؛ فذلك من كبر النفس ومن ضروب العزة، والترفع عن العداوات.
9 - ومن علامات الرسوخ في السخاء أن يتألم المرء ويتأسف أشد الأسف إذا سئل شيئاً وهو غير واجد له.
10 - ومن الأسخياء من تسمو به الحال، فيرى أن الفضل والمنة إنما هو لمن جاءه يستجديه، حيث أحسن الظن به، وتكرّم عليه، فهذا من غرائب السخاء.
11 - وأرفع درجات السخاء أن يكون الإنسان في حاجة ملحّة إلى ما عنده، فيدع حاجته ويصرف ما عنده في وجوه الخير، وذلك ما يسمى بالإيثار.
في خلق السخاء والكرم ومن مظاهر السخاء ما يلي :
1- أن يعطي الرجل العطاء في غير منٍ ولا أذى .
2- أن يفرح المعطي بالسائل الذي سأله ويسر لعطائه.
3- أن ينفق المنفق في غير اسراف ولا تقتير .
4- أن يعطي المكثر من كثره والمقل من قليله في رضا نفس وانبساط وجه وطيب قول .
ومن أمثلة السخاء العالية ما يلي :
1- روي أن عائشة رضي الله عنها بعث إليها معاوية رضي الله عنه بمال قدره مائة وثمانون ألف درهم فدعت بطبق فجعلت تقسمه بين الناس فلما أمست قالت لجاريتها : هلمي فطوري ‘ فجائتها بخبز وزيت وقالت لها : ما استطعت فيما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحما نفطر عليه ؟ فقالت لها: لو كنت ذكرتيني لفعلت .
2- روي أن عبد الله بن عامر اشترى من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في سوق مكة بسبعين ألف درهم فلما كان الليل سمع عبد الله بكاء أهل خالد فسأل عن ذلك فقيل له يبكون لدارهم فقال لغلامه : ائتهم وأعلمهم أن الدار والدراهم جميعا لهم .
3- روي أن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لما مرض مرضه الذي توفي فيه أوصى بأن يغسله فلان فلما توفي دعوا من أوصى بتغسيله فلما حضر قال : أعطوني تذكرته فلأعطوه إياها فإذا فيها على الشافعي دين قدره سبعون ألف درهم فكتبها الرجل ليقضيها لأصحابها وقال : هذا غسلي إياه وانصرف.
4- روي أنه لما تجهز الرسول صلى الله عليه وسلم لحرب الروم وكان المسلمون وقتئذ في ضيق كبير وعسر شديد حتى سمّي جيش الرسول فيها ( جيش العسرة ) خرج عثمان بن عفان رضي الله عنه بصدقة قدرها عشرة الآف دينار وثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها وخمسون فرسا فجهز بذلك نصف الجيش جميعه.
من أرو ع القصص في السخاء ..
تمارى ثلاثة في السخاء ، فقال رجل : أسخي الناس في عصرنا هذا عبدالله بن جعفر بن أبي طالب .
وقال آخر أسخي الناس عرابة الأوسـي .
وقال ثالث : بل قيس بن سعد بن عباده .
وأكثروا الجدال في ذلك ، وعلا ضجيجهم وهم بفناء الكعبة ، فقال لهم رجل : قد أكثرتم الجدال في ذلك ، فما عليكم أن يمضي كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله ، حتى ننظر ما يُعطيه ، ونحكم على العيان؟ فقام صاحب عبدالله إليه ، فصادفه قد وضع رجله في غرز ناقته يريد ضيعة له ، فقال : يابن عم رسول الله ! قال : قل ما تشاء ، قال أنا ابن سبيلٍ ومنقطع به ، فأخرج رجله من غَرز الناقه ، وقال له : ضع رجلك ، واستو على الراحله ، وخذ ما في الحقيبة ، واحتفظ بالسيف ، فإنه من سيوف علي بن أبي طالب ، فجاء بالناقة ، والحقيبة فيها مطارف خزَ ، وأربعة آلاف دينار ، وأعظمها وأجلها السيف .
ومضى صاحب قيس بن سعد بن عباده ، فصادفه نائماً ، فقالت الجارية : هو نائم ، فما حاجتك إليه ؟ قال : ابن سبيل ومنقطع به ، قالت :حاجتك أهون من إيقاظه ! هذا كيسُ فيه سبعمائة دينار ، والله يعلم أن ما في دار قيس غيره ، خُذه ، وامض إلى معاطن الإبل ، إلى اموالٍ لنا بعلامتنا فخذ راحلةً من رواحله ، وما يصلحها ، وعبداُ ، وامض لشأنك ولما انتبه قيس من رَقدَتِه اخبرتهُ بما صنعت فأعتقها .
ومضى صاحب عرابة الأوسي إليه ، فألفاه قد خرج من منزله يريد الصلاة وهو يمشي على عبدين ، وقد كُف بصره ، فقال يا عرابة ، ابنُ سبيل ومنقطع به ، فخَلى العبدين ، وصفَّق بيمناه على يُسراه ، وقال : أواه ! ما تركت الحقوق لعرابة مالاً ، ولكن خذهما _ يعني العبدين _ قال :ما كنتُ بالذي أقُصُّ جناحيك .
قال إن لم تأخذهما فهما حُران ، فإن شئت تأخذ ، وإن شئت تعتق ، وأقبل يلتمسُ الحائط ، راجعاً إلى منزله .
فأخذهما صاحُبه ، وجاء بهما إلى رفاقه ، فقالوا : إن هؤلاء الثلاثة أجود عصرهم ، إلأّ أن عرابة أكثرهم جوداً لأنه أعطى جهده .
السخاء وأثره في حياة الناس
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، ونصلي ونسلم على صاحب الأخلاق الكاملة محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه .. وبعد : السخاء خلق المسلم، والكرم شيمته، ولما كانت الأخلاق الفاضلة مكتسبة بنوع من التربية والمجاهدة ،فإن المسلم يعمل على تنمية الخلق الفاضل في نفسه وفي الآخرين.
وسنذكر بعض العناصر المجلية لهذا الموضوع :
(1) من مظاهر السخاء ما يلي :
1- أن يعطي الرجل العطاء من غير منٍ ولا أذى.
2- أن يفرح المعطي بالسائل الذي سأله، ويسر لعطائه.
5- أن ينفق المنفق في غير إسراف ولا تقتير .
6- أن يعطي المكثر من كثيره ، والمقل من قليله، في رضا نفس وانبساط وجه.
(2) أنواع السخاء ودرجاته :
قال ابن القيم- رحمه الله - :
والسخاء نوعان : فأشرفهما سخاؤك عما بيد غيرك ، والثاني سخاؤك ببذل ما في يدك ، فقد يكون الرجل من أسخى الناس ، وهو لا يعطيهم شيئاً لأنه سخا عما في أيديهم ، وهذا معنى قول بعضهم :
السخاء أن تكون بمالك متبرعا ، وعن مال غيرك متورعاً ) أ.هـ (انظر الوابل الطيب (53) .
وقال ابن قدامة- رحمه الله- عندما ذكر درجات السخاء :
( وليست بعد الإيثار درجة في السخاء ،وقد أنثى الله- تعالى- على أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالإيثار فقال: ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) (الحشر /9).
( انظر مختصر منهاج القاصدين (205) .
( 3)الأحاديث الواردة في ( السخاء) منها :
1- حديث حكيم بن حزام- رضي الله عنه- قال : سألت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأعطاني، ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال: ( يا حكيم : إن هذا المال خضرة حلوه ، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، كالذي يأكل ولا يشبع ، اليد العليا خير من اليد السفلى )
وفيه .. حتى قال عمر : إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم إني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحداً من الناس بعد- رسول الله صلى الله عليه وسلم- حتى توفي).
( ومعنى لا أرزأ : أي لا أنقص ماله بالطلب . رواه البخاري – الفتح 3(1472) واللفظ له ومسلم (1035).
2- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال : رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: بينما رجل يمشي بفلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة: اسق حديقة فلان ، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماء في حرة ، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبدالله ما اسمك؟ قال : فلان ، الاسم الذي سمع في السحابة فقال له : يا عبدالله لم تسألني عن اسمي فقال : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هو ماؤه يقول : اسق حديقة فلان ، لاسمك ، فما تصنع فيها؟ فقال : أما إذا قلت هذا ، فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا ً وأرد فيها ثلثه). ( رواه مسلم في الرقائق باب الصدقة على المساكين (2984/2288/4).
3- عن جابر- رضي الله عنهما- قال : ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم قط فقال : لا. ( متفق عليه)( رواه البخاري في الأدب باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل ومسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ) .
4- وعن عبدالله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- أن رجلاً سأل رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: أي الإسلام خير؟ قال :( تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) (متفق عليه).
5- عن أنس- رضي الله عنه- قال : ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ً إلا أعطاه ، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها. (رواه مسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ).
( 4) : من الآثار وأقوال السلف الواردة في ( السخاء) :
1- قال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-: ( السخاء ما كان منه ابتداء فأما ما كان عن مسألة فحياء وتكرم ) (مختصر منهاج القاصدين ( 204).
2- قال ابن عباس- رضي الله عنهما-: ( سادات الناس في الدنيا الأسخياء ، وفي الآخرة الأتقياء ) (أدب الدنيا والدين للماوردي (226).
3- قال الحسن البصري- رحمه الله-: (السخاء : أن تجود بمالك في الله- عز وجل- أي في سبيل الله (الأحياء (3/2246))
4- قال سفيان بن عيينه- رحمه الله-: ( السخاء : البر بالإخوان والجود بالمال ) (الإحياء (3/246).
5- قال الغزالي- رحمه الله- : (اعلم أن المال إن كان مفقوداً فينبغي أن يكون حال العبد القناعة وقلة الحرص ، وإن كان موجوداً فينبغي أن يكون حاله الإيثار ، واصطناع المعروف والتباعد عن الشح والبخل فإن السخاء من أخلاق الأنبياء عليهم السلام . وهو أصل من أصول النجاة) (الإحياء (3/243).
6- قال بعض الشعراء :
ويظهر عيب المرء في الناس بخله ******ويستره عنهم جميعاً سخاؤه
تغـــط بأثـــواب الـــســـخـــاء فإنني *****أرى كل عيب بالسخاء غطاؤه
تغـــط بأثـــواب الـــســـخـــاء فإنني *****أرى كل عيب بالسخاء غطاؤه
* انظر صحيح الوابل الطيب (69).
الخلاصة:ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يتخلق بهذا الخلق الفاضل، ألا وهو- خلق السخاء-: لما فيه من الفوائد العظيمة والأثر الطيب في حياة الناس، فإن صاحبه محمود في الدنيا والآخرة ، والسخاء دليل الزهد في الدنيا وحب الآخرة ، ويكسب صاحبه السيادة في الدنيا والآخرة، وهو طريق من طرق النبيين والسلف الصالح .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، و الحمد لله رب العالمين .
وبالله التوفيق .