رسالة قصيرة إلى خطباء وأئمة المساجد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين
أما بعد:
يقول الله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى } [الأعلى: 9 - 11]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين
أما بعد:
ويقول تعالى:{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} [الغاشية: 21، 22]
ويقول تعالى: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [يوسف: 108]
فكما يعلم إخواننا الخطباء وأئمة المساجد مكانة المنابر والوعظ والتذكير والبيان للناس وأن له منزلته العظيمة في البيان والإيضاح وشرح الأمور للناس، فكم من واحد يعرف الحق من الباطل؛ لما أن يسمع التذكير والبيان والتحذير من الباطل وشرحه وتنفيد باطله وزيفه
وكما يعلم دعاتنا وخطباؤنا المؤامرة الكبيرة التي تحاك بأهل اليمن عموما وبأهل السنة خصوصًا في اليمن، وأن أهل الباطل قد هيأوا وسائل إعلامهم ومنابرهم وكتبهم وصحفهم وكل ما يستطيعونه من أجل ترويج باطلهم وإقناع الناس به، وأنهم على الحق وأن غيرهم على الباطل، وهذا من ضمن المؤامرة الكبيرة على أهل الإسلام وعلى العلماء والصالحين
وإننا نرى قصورا من بعض دعاة الخير والسنة في مساجدهم أمام هذه الحملة الكبيرة الشنعاء التي الغرض منها استقطاب المساكين السذج وحرب الحق وأهله
وأهل السنة بحمد الله تعالى قد شرح الله لهم قلوب الناس وأصبح كلامهم مقبولا لأنهم يقولون بالكتاب والسنة، ويدعون الناس إلى الحق والصواب ، ويحذرونهم من الفتن والأهواء.
فنحث إخواننا الدعاة الأفاضل أهل الخير والصلاح على مضاعفة الجهود في بيان الخير والسنة وبيان سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ } [الأنعام: 55]
وأهل الباطل وزعوا أنفسهم عسكريا ودعويا وإعلاميا وثقافيا، وكل هذا من أجل إفساد الناس وإضلالهم وإخراجهم من النور إلى الظلمات والبدع والخرافات بأنواع وأشكال وطرائق قددا
ونوصي إخواننا بتفهيم الناس هذه الحرب البشعة الخبيثة وبيان خططها، وتحريض الناس أن يقفوا صفا واحدا أمام هذه المؤامرات الخبيثة؛ فتنة الرافضة ومن يقف معهم، وأن انتشار هذه العصابة الخبيثة معناه زوال الخير عن الناس ونزول الشر والضر كما حصل لكل من سيطرت عليه هذه العصابة الشيطانية ونعوذ بالله أن يصير الحال إلى هذا، فنحن في بلد الإيمان والحكمة
فحرضوا الناس على الوقوف صفا واحدا أمام هذا المد الصفوي
فعن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" رواه مسلم
واشرحوا لهم ما عملته الرافضة في إيران والعراق ولبنان وكل بلد سيطروا عليه
وحرضوا الناس على نصرة المظلوم وردع الظالم استجابة لحديث أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أن قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» رواه البخاري
ولقوله تعالى قبل ذلك{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ الله وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ } [الأنفال: 64، 65]
يا دعاتنا وخطباءنا إن أهل الباطل يصرخون صراخا بباطلهم ولا يخجلون، وأنتم أهل الحق والصدع به فلا تفتروا ولا تتكاسلوا أبدًا أبدًا، فكم من أناس انقلبوا على الباطل الذي كانوا عليه وعلى المبطلين الذي كانوا يضحكون عليهم بسبب موعظة أو بيان أو شريط أو كتاب أو مطوية نافعه أو مادة صوتية
{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]
وفي الأخير
لعلكم لستم بغافلين عن الحوثي وأعوانه ومناصريه الذين سخروا إعلامهم وقنواتهم وصحفهم ومساجدهم ليلا ونهارا لحربكم وتشويهكم وتصويركم بالإرهاب والعمالة والتكفير، فقوموا بواجبكم الذي أوجبه الله عليكم ببيان الحق وأهله، وبيان الباطل وحزبه، ونصرت المؤمنين والدفاع عن عرين دين رب العالمين والحمد لله رب العالمين