بسم الله الرحمن الرحيم
النداء العاجل لمن كان خارج دماج من دعاتها وطلابها وعلمائها ومحبيها الأفاضل
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلينالنداء العاجل لمن كان خارج دماج من دعاتها وطلابها وعلمائها ومحبيها الأفاضل
أيها المسلمون: إن هذا الميدان -ميدان الجهاد - لطالما تمنته الأنفس الغيرة على الدين واشتاقت إلى لقائه وأحبت الجلوس معه لاتمنيا إلى لقاء العدو ولكن من باب من مات ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق ولأنه ميدان العزة والكرامة وتأمين المستقبل حقا وكفى به شرفا أن يعيش صاحبه آمنا في سربه معافا في دينه فكيف إذا قبض شهيدا وها هو هذا الميدان قد دارت رحاه وضربت أطنابه في منطقة دماج تلك القرية العامرة بالعلم والتعليم فكم تخرج منها من دعاة وكم درس فيها من طلاب فابتلاهم الله بهذا الكافر اللعين والزنديق العميل الحوثي وأنصاره ليختبرالله مواقف طلاب هذه الداركيف سيكون دفاعهم عنه وتقديم نحورهم دونه أو سيكونون واقفون على التلول كما قال ابن القيم رحمه الله في مقدمة النونية: وكفى بالعبد عمى وخذلانا أن يرى عَساكَر الإيمان، وجنود السنة والقرآن، قد لَبِسوا للحرب لأمته، وأعدوا له عُدته، وأخذوا مَصافَّهم، ووقفوا مواقفهم، وقد حَمي الوطيس، ودارت رَحى الحرب، واشتد القتال، ونادت الأقران: نَزَال نَزَال، وهو في الملجأ والمغارات والمُدَّخَل مع الخوالف كَمِين، وإذا ساعد القدر وعزم على الخروج قعد فوق التل مع الناظرين، ينظر لمن الدائرة ليكون إليهم من المتحيزين، ثم يأتيهم وهو يُقسم بالله جهد أيمانه إني كنت معكم وكنت أتمنى أن تكونوا أنتم الغالبين. فحقيق بمن لنفسه عنده قدر وقيمة أن لا يبيعها بأخس الأثمان، وأن لا يُعَرِّضها غداً بين يدي الله ورسوله لمواقف الخزي والهوان، وأن يثبت قدمه في صفوف أهل العلم والإيمان، وأن لا يتحيز إلى مقالة سوى ما جاء في السنة والقرآن، فكأَنْ قَدْ كُشف الغطاء وانجلى الغبار، وأبان عن وجوه أهل السنة مسفرة ضاحكة مستبشرة، وعن وجوه أهل البدعة عليها غبرة ترهقها قترة، { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } [آل عمران : 106]
قال ابن عباس : (تبْيَضُّ وجوهُ أهل السنة، وتَسْوَدُّ وجوه أهل البدعة، والفرقة)!
فوالله لمفارقة أهل الأهواء والبدع في هذه الدار أسهل من مرافقتهم إذا [قيل]: { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ } [الصافات: 22] قال أمير المؤمنين عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه، وبعده الإمام أحمد رحمه الله تعالى : (أزواجهم): أشباههم ونظراؤهم. وقد قال تعالى : { وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ } [التكوير:7] فجعل صاحب الحق مع نظيره في درجته، وصاحب الباطل مع نظيره في درجته.
هنالك والله يعض الظالم على يديه إذا حصلت له حقيقة ما كان في هذه الدار عليه، يقول : { يَا لَيْتَني اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً } . انتهى كلامة رحمه الله
فهيا أهل السنة دعاة ومشائخ وطلاب علم وغيرهم إلى نزال الأعداء وضرب أعناقهم ونصرة المظلومين ولنعلم جميعا أنه ليس لأحد عذرلاأنا ولا أنت ولا صغير أوكبير
قال الله ((نْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ))قرأ أبو طلحة سورة براءة، فأتى على هذه الآية:{ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }
فقال: أرى ربنا يستنفرنا شيوخًا وشَبَابًا جهزوني يا بَنِيَّ.
فقال بنوه: يرحمك الله، قد غزوت مع رسول الله حتى مات، ومع أبي بكر حتى مات، ومع عمر حتى مات، فنحن نغزو عنك. فأبى، فركب البحر فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد تسعة أيام، فلم يتغير، فدفنوه بها.
وقال مجاهد: شبابا وشيوخا، وأغنياء ومساكين.
وقال الحكم بن عُتيبة: مشاغيل وغير مشاغيل.
وقال مُجاهد: { انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا } قالوا فإن فينا الثقيل، وذا الحاجة، والضيعة والشغل، والمتيسر به أمر، فأنزل الله وأبى أن يعذرهم دون أن ينفروا خفافا وثقالا وعلى ما كان منهم .
وقال ابن عباس في قوله تعالى: { انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا } يقول انفروا نشاطا وغير نشاط.
وليعلم أهل السنة والمسلمون جميعا أن الرفضة لو تمكنوا لامكنهم الله لكان للكلاب حرمة أحسن منهم عندهم
ولنعلم معاشر أهل السنة أننا إن اقتصرنا على الخطب والمحاضرات وتركنا هذه المسألة المدفوعة بها فوقنا ولم ندافع عن أنفسنا وديننا وقضايانا أنه لن يكون لنا شأن وأننا سنعيش أذلة بعد أن كنا أعزة.
فيا مشائخ العلم ويادعاة العلم كما تكونون قادة في الخطب والمحاضرات فما المانع أن تكونون قادة كذلك في ميادين القتال وعند تقارع الأسلحة وتلاقي الصفوف أما الإتصلات كم قتل وكم جرح دون عمل لاينفع فبعضهم شغال الهاتف في يده لايقر ولا يهدأ وفي ميادين القتال مفقود هذا عيب علينا والله أن يؤتى دين الإسلام من قبل تخاذلنا وهذا عيب على كل منتسب إلى السلفية خصوصا وعلى كل مسلم عموما فكيف نطمئن لنوم أو نتلذذ بطعام وإخواننا تحت الرصاص تمت لهم أو قاربت ثلاثة أشهر منع عنهم الطعام والشراب والدواء مات المرضى من عدم وجود الدواء ونزل الجفاف بالأبناء والجوع والعطش بالصغار والكبار والرجال والنساء يتلمسون لقمة العيش فلا يجدونها يبحثون بعد قطرة من الماء مفقودة
الأطفال يصرخون أين الحليب؟! لا يوجد
المرضى أين الدواء أين مسكن الآلام؟! ممنوع دخوله حصار على أكثر من عشرة ألف نسمة.
ومما يندى له الجبين أن أحد الوساطة أستلم علبتين حليب لبعض الأبناء فأخذها الحوثي في نقطتهم ودخلوا بغيرها أين الرحمة عند هؤلاء؟!! أين الإنسانية!!!
وليت هذه الجريمة عليهم فحسب أنهم يتركونهم يموتون جوعا وعطشا ولكن مع هذا الحصارالخانق ضرب بالدبابات والمدافع والهاونات والصواريخ والقنص قتل بالجوع والعطش وهدم البيوت عليهم وتحريق الأشجار موتات على نفس واحدة
وفوق هذا كله تصرف يدمي القلب ويفجره هجوم بالرجال من وجد حيا لم يقتله الجوع والعطش وضرب الأسلحة الثقيلة يكملونه بالبندقية الشخصية أيسعنا السكوت والنوم على هذه الجرائم أين العقول الواعية .
حسبنا الله ونعم الوكيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
وكتبه حارث بن عبده الحجوري
تعليق