هل انهزم حلف النصرة في (وايلة كتاف) أم انتصر؟!،
(وأين، وهل، وكيف، ولماذا)
حقائق لا بد من معرفتها
(وأين، وهل، وكيف، ولماذا)
حقائق لا بد من معرفتها
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله تعالى ومنّه وكرمه، فقد حقق حلف النصرة لقبائل اليمن انتصارات كبيرة في منطقة كتاف منذ نشأة الحلف وحربه مع مليشيات الحوثي الإرهابية والتي بدأت أيام حصار الحوثي لمنطقة دماج السنية في الفترتين السابقة واللاحقة.
ففي الحصار الأول تحولت قافلة غذائية قام بها الحلف إلى غزوة كبيرة حصدت مالا يقل عن ثلاثة آلاف قتيل من الحوثيين وسبعة آلاف جريح لا يُدرى أين ذهب بهم الحوثي.
وفي المقابل استشهد من أبناء حلف النصرة ثلاثمائة شهيد – نحسبهم كذلك والله حسيبهم – وأكثر من سبعمائة جريح شفاهم الله وأصبحوا بعد ذلك مشاركين في فك الحصار الثاني الحالي.
وخرج حلف النصرة منتصرا - بفضل الله - وتمكن من بسط نفوذه وتأمين مناطق كبيرة في (وائلة – كتاف) وانتشرت السنة فيها وأمن الناس على أرواحهم وتنفست معسكرات الدولة، وانطلقت في التحرك بكل حرية بعد أن كان الجندي لا يتحرك إلا بإذن الحوثي.
وفي الحصار الجديد لدماج لم يتنبه حلف النصرة لمؤامرة الحوثي الخبيثة ، فإِبّان الهدنة غدر الحوثي ومليشياته الإرهابية بحلف النصرة وقام بالدخول سرا إلى المواقع التي كانت محل صلح بين الطرفين واستولى عليها قبل الحصار الثاني في تكتيك خبيث خفي، حيث استولى الحوثي على جميع مواقع حلف النصرة التي كانت تحت يديه بعملية غادرة فاجأت حلف النصرة، ومع هذا فقد استعدت قبائل حلف النصرة ونفر الناس إليها ووقعت المعارك الضارية وزج الحوثي بمليشياته المسلحة بأعداد وجموع هائلة كانت حصيدا تحت أقدام حلف النصرة .
ومن الملفت للحرب الأخيرة :
أولا : التدافع الرهيب من مليشيات الحوثي بأعداد كبيرة صغارا وكبارا، حيث ظهر لحلف النصرة عدم مبالات الحوثي بمن يُقتل أو يُجرح من أتباعه، حيث كان يزج بمجموعة كبيرة!، فإن قتلت وحُصدت، قام بسحبها مباشرة بدون علم المجموعة التالية التي تأتي إلى نفس مواقع المجموعة الأولى وكأن شيئا لم يحصل ، وكأن قتيلا لم يقتل ، وكأن جريحا لم يجرح، حتى يستولى على جبل صغير وقد ضحى بعشرات من أتباعه المغرر بهم، حتى قال بعض إخواننا هناك :
نستمر في المعركة ربما أياما، ونقضى على العدو ثم نتفاجأ بأعداد جديدة مهاجمة وبأسلحة جديدة .
فالمهم عنده تحقيق النصر، وهذه طريقة (هتلرية).
ثانيا: وفرة الأسلحة الحديثة لدى الحوثي ، حتى تشعر بأن لدية أعدادا كبيرة وكثيرة من العتاد ، وقد رأى بعض الإخوة دبابات ، وبعضهم أكد لي بأنه رأى بعض الطيارات المروحية تهبط إلى مواقع العدو لإمداده! ، وهذا يؤكد الأخبار المتناقلة بوجود مروحيات، كان قد اعترف بها الحوثي وأنها – كما يزعم – للأعمال الإنسانية وإذا بها لمحو الإنسانية!.
ثالثا : وجود جنود حوثة تخرجوا من معسكرات الدولة يقاتلون في صفوف الحوثيين يلبسون لباس العساكر بكميات كبيرة ، بل وُجد مع بعضهم بطاقات عسكرية بعد قتله كما حدثني بعض إخواننا، مما يدل أن الحوثة الذين في الجيش اليمني قد انخرطوا في المعركة دون علم الدولة .
كذلك في المقطع الذي نشره الحوثة وفيه تفجير دار الحديث بوايلة ، ويظهر بوضوح وجود جنود يلبسون اللبس العسكري .
فالأعداد كثيرة والأسلحة كثيرة بل جديدة ومتطورة وبمشاركة جنود قد تدربوا من قبل حتى قال الشيخ القائد ناصر عباده -رحمه الله - : هذه الحرب ليست حرب الحوثي، فإننا نعرف حربه!.
رابعا : السكوت المخيف من الدولة – وفقها الله – تجاه ما تسمعه بل وتعلمه من وجود الترسانة الحربية عند الحوثي ومشاركة من وزارة الدفاع من جنود وضباط وسلاح دون علم القيادة مما يدل على أمرين :
إما الخوف الشديد عند الدولة من التدخل لما تسمعه من القوة المزعومة عند الحوثي مما يجعلها في محل انتظار فقط لعواقب الأمور!، وخوفا على معسكراتها التي أضحت في محل رعب في صعدة.
وإما التعتيم الإعلامي الذي يقوم به الحوثة في العاصمة صنعاء عند الولاة، وانشغالهم بما يسمى بمؤتمر الحوار الذي أنشأ أصلا لحماية الحوثي وتبني مشروعه الكبير ، والله أعلم .
وعلى كلا الأمرين فإن هذا السكوت سيفتح الطموح لذوي الطموحات للاستقلال في أي موضع شبر في اليمن لمن ملك قليلا من القوة .
مما يجب أن نعلمه :
أن حلف النصرة كان في قوة ومنعة أثناء قتاله - بفضل الله – وهذه حقيقة يعترف بها من اقترب من الحلف وشاهد الانتصارات التي حققها أثناء دفاعه، فقد كان الحوثي يمكث الأيام الطويلة للإمساك بموقع ما يسمى بـ (التبة) ويتكبد الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد ويغنم حلف النصرة الكثير من العتاد ، وأتوقع أن لا يقل عدد القتلى عن الثلاثة آلاف حوثي وأضعافها من الجرحى الذين أتوقع أن يكون قد قضى عليهم الحوثي حتى لا يتحمل تبعات نفقات الجرحى، حتى أنه من الملفت أنك لا تكاد ترى جريحا عند الحوثيين .
وأنبه بأن عدد جرحانا في هذه المعركة العنيفة لا يتجاوزون الثلاثمائة جريح ، وهذا من النصر في نظر القادة العسكريين ذوي الآراء الثاقبة.
وعليه فإن حلف النصرة بانحيازه إلى جبهة أخرى (بكل) جيشه وعتاده ليعتبر انتصارا ساحقا ، وكل ما في الأمر أن الحوثي نقل حلف النصرة إلى مكان لا يحبه الحوثي ، فقد انتقل الحلف بقضه وقضيضه وانحاز إلى حيث يكون مناسبا، وهذا التصرف موجود في شريعتنا ولا يعد هزيمة إلا في نظر الفكر الحوثي المغفل.
هنيئا لحلف النصرة الخروج الآمن (لكل) أفراد الحلف وسلامتهم ليتحيزوا ويرصوا صفوفهم في مكان آخر، فهم أصحاب قضية وأصحاب نصرة للمظلوم ، والظالم موجود ، وحلف نصرة المظلوم ما زال موجودا فليس هناك هزيمة ، بل هناك انتصارا حققه الحلف بشهادة العقلاء .
فالحوثي لم يستطع الدخول إلى دماج وهي أقل عتادا من وائلة، ولم ينتصر في وائلة، بل هي علامة انهيار واضح في أتباعه وزبانيته.
وأما الأحجار والتراب التي استولى عليها الحوثي في وائلة فليصنع بها الحوثي ما شاء.
ومما يدل على حماقته وحقده الدفين على الإسلام والمسلمين، فقد قام الحوثي في صعدة بتفجير منازل كثيرة وكبيرة شامخة إغاظة لإصحابها بزعمه، وأما أهل السنة فالحوثي يعلم حقارة الدنيا عندهم فترك بيوتهم في وايلة وتوجه لتفجير مسجدهم الذي لم يكتمل بناؤه ، ظنا منه بأن هذا من الإغاظة .
وهذا ليس بغريب على أمثالهم الذين يتشبهون بأسلافهم من القرامطة الذين دخلوا الكعبة وأجرموا فيها وأفسدوا فيها كل أنواع الفساد
فإن هدم الحوثة مسجدا فقد قامت مساجد كثيرة ودور كثيرة ستنشر السنة بإذن الله تعالى.
وتحيز حلف النصرة من وايلة ليس معناه نهاية الحرب أو نهاية الحلف ، لأن الحلف مجموع من جميع قبائل اليمن وحدوده تبدأ من أطراف المهرة إلى أطراف حرض .
هل هناك خيانة ؟.
إذا علمنا بموقع عبد الله بن أبي سلول المنافق الكبير وكيف كان يسعى بالإفساد في صفوف المسلمين، وكيف كان يظهر الإيمان أمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهكذا ما كان من فعل عبدالله بن سبأ اليهودي –الذي تنسب إليه الرافضة-، فلا غرابة أن يتكرر المشهد في أي صف من صفوف المؤمنين ، ولا نبرئ الجبهة من وجود جواسيس للحوثيين وأذنابهم، -خصوصا- أن من دينهم: التقية، التي هي النفاق.
وإن انسحب بعض المقاتلين المخذلين أثناء المعركة - وهم قلة - فلهم شبه بفعل عبد الله بن أبي سلول الذي ثبط ثلث جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى غزواته، ومع هذا، فهذا الصنف قليل بفضل الله وربما يكون جزء من سبب.
هل هناك خلل في القيادة ؟.
إذا علمنا بأن القيادة في المعركة كانت لمشايخ وطلبة علم اندفعوا غيرة لنصرة المظلومين في دماج، فلا غرابة بأنهم لم تكن عندهم خبرات القيادات العسكرية الكافية، وحينها فلا غرو أن يقع شيء من الخلل لا سيما عند انعدام الأجهزة المتطورة في حلف النصرة، وفي المقابل امتلاك العدو أقوى الأجهزة الاستخباراتية بل أجزم بعلاقات أمريكية إيرانية ساعدت الحوثي في كشف مواقعنا.
فلا يجوز لنا أن نرمي بالثقل على القيادة ونترك لكثير من الأسباب الرئيسية، وإنما الواجب بذل النصح والإشارة بالرأي المسدد.
هل هناك مؤامرة ؟.
ولماذا الدندنة بتنظيم القاعدة؟.
يجب أن يعلم أهل السنة بأن المؤامرة كبيرة عليهم وترعاها دول كبرى، فالدعوة السلفية في اليمن من أقوى الدعوات، وفي أوج قوتها - بفضل الله تعالى – ويحاول أعداء الله أن يلصقوا بها فضائح تنظيم البلاء بما يسمى (بتنظيم القاعدة)، مع علمهم ببراءة أهل السنة من (تنظيم القاعدة ) وتحذيرهم منه، لكن هكذا إعلام الحوثيين الذين يروجون بمثل هذه الترهات .
والمؤامرة ملموسة في أرض الواقع، وقد أُعجب الغرب بالرافضة ليكونوا عكازهم وعصاهم لضرب المسلمين.
فتنظيم القاعدة متواجد في أرض اليمن ولا تكاد تخلوا منه بقعه بفكره الخبيث ، بل مخترق للقوات المسلحة اليمنية وغيرها وقد شاهد الناس أعماله الإرهابية في حضرموت وعدن وصنعاء وغيرها فهل كان هذا حجة لاجتياح هذه المدن!!
أم أنها مبررات في غير موضعها للفتك بأهل السنة الشرفاء الذين يحاربون الفكر القاعدي.
فتبا لتنظيم القاعدة وأذنابه وتبا للحوثي وأذنابه فهما وجهان لعلمة واحدة .
وأخيرا وحتى لا نخرج عن مقصودنا فأكرر بأن حلف النصرة خرج منتصرا ، وقد توجه لمواصلة نصرة المظلوم، وما زال موجودا بعتاده بفضل الله تعالى.
تعليق