رسالة عاجلة إلى كل المتآمرين مع الحوثي (ماذا تريدون منا؟؟)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين. بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فيقول الله تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]
قال الإمام ابن كثير رحمه الله "وَقَوْلُهُ: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ} يَأْمُرُ تَعَالَى عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْمُعَاوَنَةِ عَلَى فِعْلِ الْخَيْرَاتِ، وَهُوَ الْبَرُّ، وَتَرْكِ الْمُنْكِرَاتِ وَهُوَ التَّقْوَى، وَيَنْهَاهُمْ عَنِ التناصر على الباطل وَالتَّعَاوُنِ عَلَى الْمَآثِمِ وَالْمَحَارِمِ. اهـــ
ويقول الله تعالى:{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا الله فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 67]
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:" يَقُولُ تَعَالَى مُنْكِرًا عَلَى الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى خِلَافِ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَمَّا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ * يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، كَانَ هَؤُلَاءِ {يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} أَيْ: عَنِ الْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ الله، {نَسُوا الله} أَيْ: نسوا ذكر الله، {فَنَسِيَهُمْ} أي: عاملهم مُعَامَلَةَ مَنْ نَسِيَهُمْ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} [الْجَاثِيَةِ:34] {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} أَيْ: الْخَارِجُونَ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ، الدَّاخِلُونَ فِي طَرِيقِ الضَّلَالَةِ." اهــــ
وروى البخاري عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا»
في هذه الأدلة الساطعة الحث من ربنا عز وجل على التعاون على البر والتقوى، وأن هذا من صفات المؤمنين الموحدين الأبرار، وذم سبحانه وتعالى من تعاون على الباطل، ونصر الباطل وحزبه، وأن هذا من أعمال المنافقين وليس من أعمال المؤمنين.
وإننا في هذا المقال لنخاطب كل من تعون مع الحوثي، وسانده ووقف إلى جانبه وأعانه وأمده بالرجال أو بالسلاح أو مهد له سياسيا وعسكريا، ونذكرهم بهذه الأدلة علّ الله سبحانه وتعالى ينفعهم بذلك
ونقول: لهم ماذا تريدون منا أيها المتآمرون مع الحوثي علينا؟
ماذا تريدون منا أفصحوا وبينوا وأعلنوها صراحة أمام العالم؟
ماذا تريدون من هذه الحرب البشعة الإبادية علينا التي راح ضحيتها الضحايا الكثير من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ وتهدمت المساكن والقرى والمساجد والمكاتب العلمية ومزق القرآن بسببها؟؟
ماذا تريدون من أناس ليس لهم ذنب ولا جرم وليسوا أصحاب قلاقل ولا فتن ولا مظاهرات ولا اعتصامات ولا ثورات ولا انقلابات ولا تفجيرات ولا تنظيم قاعدة ولا قطاع طرق ولا تجار حروب، ولا هم حول مناصبكم ولا كراسيكم ؟؟
ماذا تريدون من أناس حفاظ القرآن والسنة جاءوا من مشارق الأرض ومن مغاربها يحفظون القرآن والسنة ويدرسون الفقه والحديث وجميع العلوم الدينية؟؟
ماذا تريدون من أناس: همهم صلاح أنفسهم وصلاح البلاد والعباد وصلاح الراعي والرعية، همهم أن يسير الناس على الكتاب والسنة وأن يتركوا المخالفات والمعاصي والموبقات؟؟؟
ماذا تريدون من أناس: لم تظهر من تحت أيديهم فتنة بحمد لله تعالى وهم من أول من حذر من الفتن التي ترونها في المجتمع اليمني وغيره، وصاحوا بالتحذير منها قبل أن يظهر للباقين فسادها وباطلها؟؟
نريد والله جوابا من المتآمرين مع الحوثي والذين يدفعون به علينا وعلى بيوتنا وقرانا أجيبونا ماذا تريدونا منا ؟؟
أفصحوا وأظهروا وبينوا وتكلموا ماذا تريدون منا حتى نجيبكم.
أظهروا رؤوسكم وارفعوا أصواتكم حتى نعرفكم ويعرفكم غيرنا
أما تخافون من عقاب الله ومن سخط الله وانتقامه عز وجل؟؟
أما تقرؤون قوله تعالى: { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود: 102 - 107]
وقوله تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ الله غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ*مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ }] [إبراهيم: 42- 43]
وقوله تعالى:{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ الله سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَالله يَقْضِي بِالْحَقِّ } [غافر: 17 - 20]
وقوله تعالى في الحديث القدسي: " إِنَّ الله قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ" رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى مرفوعا
وقول رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِنَّ الله لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ» قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102] رواه البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
أيها المتآمرون مع الحوثي: اعرفوا أنكم شركاء مع الحوثي في كل جرائمه ضد اليمن وضد أبناء صعدة ودماج على الخصوص، وأنكم بإذن الله لن تنجوا من عقاب لله سواء في الدنيا أو في الآخرة.
أيها المتآمرون مع الحوثي: اعلموا أنكم فشلتم وستفشلون أكثر وأكثر بإذن الله، فإننا واثقون بنصر الله تعالى، وأن هؤلاء المظلومين سوف ينتصر الله لهم ويأخذ بثأرهم وينتقم لهم منكم ومن الحوثي اللعين.
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى اليَمَنِ، فَقَالَ: «اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الله حِجَابٌ» رواه البخاري ومسلم
أيها المتآمرون مع الحوثي: إن جعلكم هذه الحرب من أجل تنفيذ مكايداتكم السياسية لن تنفع وستعود عليكم بالضرر بإذن الله، وستلقون عواقبها، وينقلب السحر على الساحر.
أيها المتآمرون مع الحوثي: اعلموا أن دين الله محفوظ بنا أو بغيرنا
قال الله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
أيها المتآمرون مع الحوثي: اعلموا أن الله ناصر دينه بنا أو بغيرنا
قال تعالى: {يريدونأَنْ يُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى الله إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 32، 33]
وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِالله شَهِيدًا } [الفتح: 28]
وقال تعالى: {وإِذْ يَعِدُكُمُ الله إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ الله أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) } [الأنفال: 7، 8].
وقال تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ الله سَيُبْطِلُهُ إِنَّ الله لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ الله الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [يونس: 81، 82]
وقال تعالى: { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) } [الصافات: 171 - 182]
نرسل هذه الرسالة العاجلة إلى كل متآمر مع الحوثي ضد أهل السنة في دماج وغيرها
والله الموفق
والله الموفق
تعليق