جبهة كتاف
مجزرة بغاة الحوثيين بإذن الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين، ومؤيد عباده المتقين، والصلاة والسلام على سيد المتوكلين، وإمام الموحدين، محمد بن عبدالله الرسول الأمين، وعلى آله وصحبه أنصار الله ورسوله والدين، أما بعد:
فلا يخفى على منصف عادل ما تقوم به مليشيات الحوثي الإجرامية، وعصابته الإرهابية، في محافظة صعدة وعلى وجه الخصوص بدار الحديث السلفية بدماج، من حصار غاشم، واعتداء دائم، على بيوت الله، والمصلين، والعلماء وحفاظ القرآن والسنة النبوية، وعلى الشيوخ الكبار، والأطفال الرضع والصغار، والنساء الضعفاء، من غير مراعاة لحرمة شرعية، أو قبلية، أو إنسانية.
فلما بلغ المسلمين ذلك قامت قبائل حلف النصرة في أرض وائلة بكتاف لنصرة المظلوم والمستضعفين، والسعي في رد بغي الحوثيين المعتدين، امتثالًا لقول النبي الأمين ﷺ: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه»، وقوله ﷺ: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا»، فإذا بالحوثي قد توغل في أماكن ينقض بها صلحه الأول مع السلفيين؛ لقصد أن يسيطر على وادي آل أبو جبارة ويبسط نفوذه فيه، مما أدى إلى نزح أهل الوادي –شيبانًا ونساء وأطفالًا- من جراء قصفه العنيف، وبغيه المخيف، فتكاتفت الجهود، وحشدت الحشود؛ لدفع هذا البغي والعدوان، بما تيسر لهم من قوة عملًا بقول الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾، فنفع الله بهم نفعًا عظيمًا، وقَتَلَ بهم من مليشيات الحوثي العميلة قتلًا جسيمًا –وله الحمد والفضل-.
وليعلم الحوثي: أنه مهما بغى واعتدى وتكبر وتجبر في الأرض، أو حشد وهجم وقاتل فلن يدوم أمره، وسينتهي مكره، ويرجع إلى نحره بإذن الله تعالى، وتكون كتاف محل قتله وجزره وقبره –بإذن الله سبحانه وتعالى-، ومآله سيكون إلى الفشل والهزيمة والعار بمشيئة الواحد الأحد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد، ومآل أهل الحق إلى العز والتمكين والانتصار -طال الزمن أو قصر- ﴿ولتعلمن نبأه بعد حين﴾، فإن الله يقول في كتابه العزيز: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾، ويقول: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيد﴾، وقال موسى لقومه بعد مظالم فرعون العظيمة لبني إسرائيل: ﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
وإننا والله على يقين بوعد الله ونصره لعباده المؤمنين وتمكينه لهم في الأرض؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين﴾، وقوله: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز﴾، وقوله: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾، وقوله: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَاد﴾، ويقول: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون﴾، ويقول: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
وإننا متوكلون على الله، مستعينون به ندفع بغي الباغين و عدوان المعتدين، ونقول كما قال نبي الله شعيب –عليه السلام-: ﴿عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين﴾.
وإن حصل لنا ألم أو قرح فقد نال الحوثيين آلام وقروح بمئات القتلى والجرحى، وهذه تسلية للمؤمنين كما قال سبحانه: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾، ثم قروحنا في سبيل الله وطلب مرضاته، أما قروحهم في سبيل الشيطان وطلب ملذاته، والله يقول: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾.
وإن الشدة وإن عظمت –والله-، فقد دلت على قرب الفرج وعظمه واتساعه ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيب﴾.
عسى ما ترى أنْ لا يَدومَ وأنْ تَرَى*** لهُ فَرجاً مِمَّا أَلحَّ به الدَّهرُ
عَسى فَرَجٌ يأتِي به الله إنَّه *** لَهُ كُلَّ يَومٍ في خَليقتِهِ أَمْرُ
إذا لاح عسرٌ فارجُ يُسراً فإنَّه *** قَضَى الله أنَّ العُسرَ يَتبَعُهُ اليُسرُ
وبحول الله وقوته سيلقى الحوثي مصرعه عما قريب، فيقطع رأسه، وتنسف أركانه، ويمزق جنده، ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُر﴾، فإنهم يهجمون كالمسحورين أو المجانين فئة بعد فئة، وكأن الله ساقهم ليقتلوا، وهكذا كلما دنوا واقتربوا جزروا وانكسروا، وظننا بالله حسن ألا يمكن لمثل هذه الطائفة الشيطانية ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾.
وإننا لنُعْلِم من يقرأ هذا الكلام: بأن قبائل حلف النصرة مستبشرون بالنصر، وإن حصلت شدة وكربة فهم يؤمنون بقول رسول الله ﷺ: «واعلم أن الفرج مع الكرب، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرًا»، وليسوا مستعدين في التنازل عن قضية دماج أبدًا، أو المساومة بها مهما كلفهم ذلك ما دام فيهم قطرة دم، أو عرق ينبض –بإذن الله وقوته-، حتى يكف الحوثي بغيه و عدوانه عن المظلومين من عباد الله الصالحين.
والمطلوب منا جميعًا قبائل حلف النصرة: هو عظيم اللجوء إلى الله، والتضرع بين يديه، والإقبال على عبادته وطاعته، والإكثار من الاستغفار وذكره، والتخلي عن كل حول وقوة والاعتماد على حول الله وقوته، والاستعانة به في الشدة والرخاء.
ووالله لا يشك منصف أو من له مسكة من عقل بأن ما تقوم به مليشيات الحوثي من أعمال إجرامية، وأفعال شيطانية ليست هي جهوده الفردية، وإنما مؤامرة داخلية وخارجية، فإنك تجد من القضايا التي ليست بنسبة واحد من المائة من قضية دماج تُعطى من العناية والاهتمام ما لا تستحق، وتأخذ نطاقًا واسعًا في وسائل الإعلام، وما هو إلا المكر بدعوة أهل السنة والجماعة، ولن يضرها ذلك بل يضر أرباب المكر، كما قال الله تعالى ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين﴾، وقال: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه﴾.
وإني من مقامي هذا: أكرر المناشدة لأهل السنة وقبائل حلف النصرة بمزيد التوافد والحشد و النصرة، وسترون الحوثيين -بإذن الواحد القهار- يلفظون أنفاسهم الأخيرة، فشدوا الرحال، واقطعوا السهول والجبال؛ كي ننصر جميعًا يا أهل الهمم العالية والنفوس الزاكية دماج الجريحة، دماج الأبية، دماج رمز الدين والاستقامة والعلم. فالنفير النفير يا رجال التوحيد والسنة إلى ميادين العز والبطولة والكرامة، فإن رؤوس الحوثيين قد دنت، وأجسادهم قد اقتربت، فالقطع لها والجز، والإبانة لرأسها والحز.
اللهم عليك بالرافضة المعتدين ومن عاونهم أو ناصرهم، اللهم مزقهم كل ممزق، واجعل بأسهم بينهم، والدائرة عليهم، اللهم واجعل كيدهم في نحورهم، وتدبيرهم تدميرًا لهم يا قوي يا متين.
اللهم انصر جندك وأيدهم بتأييدك، وأمدهم بمدد من عندك، وأعنهم بعونك، واحفظهم بحفظك.
كتبه بأرض وائلة الشماء:
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد باجمال
ليلة الخميس الثاني والعشرين من شهر صفر عام 1435هـ
مجزرة بغاة الحوثيين بإذن الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين، ومؤيد عباده المتقين، والصلاة والسلام على سيد المتوكلين، وإمام الموحدين، محمد بن عبدالله الرسول الأمين، وعلى آله وصحبه أنصار الله ورسوله والدين، أما بعد:
فلا يخفى على منصف عادل ما تقوم به مليشيات الحوثي الإجرامية، وعصابته الإرهابية، في محافظة صعدة وعلى وجه الخصوص بدار الحديث السلفية بدماج، من حصار غاشم، واعتداء دائم، على بيوت الله، والمصلين، والعلماء وحفاظ القرآن والسنة النبوية، وعلى الشيوخ الكبار، والأطفال الرضع والصغار، والنساء الضعفاء، من غير مراعاة لحرمة شرعية، أو قبلية، أو إنسانية.
فلما بلغ المسلمين ذلك قامت قبائل حلف النصرة في أرض وائلة بكتاف لنصرة المظلوم والمستضعفين، والسعي في رد بغي الحوثيين المعتدين، امتثالًا لقول النبي الأمين ﷺ: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه»، وقوله ﷺ: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا»، فإذا بالحوثي قد توغل في أماكن ينقض بها صلحه الأول مع السلفيين؛ لقصد أن يسيطر على وادي آل أبو جبارة ويبسط نفوذه فيه، مما أدى إلى نزح أهل الوادي –شيبانًا ونساء وأطفالًا- من جراء قصفه العنيف، وبغيه المخيف، فتكاتفت الجهود، وحشدت الحشود؛ لدفع هذا البغي والعدوان، بما تيسر لهم من قوة عملًا بقول الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾، فنفع الله بهم نفعًا عظيمًا، وقَتَلَ بهم من مليشيات الحوثي العميلة قتلًا جسيمًا –وله الحمد والفضل-.
وليعلم الحوثي: أنه مهما بغى واعتدى وتكبر وتجبر في الأرض، أو حشد وهجم وقاتل فلن يدوم أمره، وسينتهي مكره، ويرجع إلى نحره بإذن الله تعالى، وتكون كتاف محل قتله وجزره وقبره –بإذن الله سبحانه وتعالى-، ومآله سيكون إلى الفشل والهزيمة والعار بمشيئة الواحد الأحد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد، ومآل أهل الحق إلى العز والتمكين والانتصار -طال الزمن أو قصر- ﴿ولتعلمن نبأه بعد حين﴾، فإن الله يقول في كتابه العزيز: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾، ويقول: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيد﴾، وقال موسى لقومه بعد مظالم فرعون العظيمة لبني إسرائيل: ﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
وإننا والله على يقين بوعد الله ونصره لعباده المؤمنين وتمكينه لهم في الأرض؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين﴾، وقوله: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز﴾، وقوله: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾، وقوله: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَاد﴾، ويقول: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون﴾، ويقول: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
وإننا متوكلون على الله، مستعينون به ندفع بغي الباغين و عدوان المعتدين، ونقول كما قال نبي الله شعيب –عليه السلام-: ﴿عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين﴾.
وإن حصل لنا ألم أو قرح فقد نال الحوثيين آلام وقروح بمئات القتلى والجرحى، وهذه تسلية للمؤمنين كما قال سبحانه: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾، ثم قروحنا في سبيل الله وطلب مرضاته، أما قروحهم في سبيل الشيطان وطلب ملذاته، والله يقول: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾.
وإن الشدة وإن عظمت –والله-، فقد دلت على قرب الفرج وعظمه واتساعه ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيب﴾.
عسى ما ترى أنْ لا يَدومَ وأنْ تَرَى*** لهُ فَرجاً مِمَّا أَلحَّ به الدَّهرُ
عَسى فَرَجٌ يأتِي به الله إنَّه *** لَهُ كُلَّ يَومٍ في خَليقتِهِ أَمْرُ
إذا لاح عسرٌ فارجُ يُسراً فإنَّه *** قَضَى الله أنَّ العُسرَ يَتبَعُهُ اليُسرُ
وبحول الله وقوته سيلقى الحوثي مصرعه عما قريب، فيقطع رأسه، وتنسف أركانه، ويمزق جنده، ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُر﴾، فإنهم يهجمون كالمسحورين أو المجانين فئة بعد فئة، وكأن الله ساقهم ليقتلوا، وهكذا كلما دنوا واقتربوا جزروا وانكسروا، وظننا بالله حسن ألا يمكن لمثل هذه الطائفة الشيطانية ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾.
وإننا لنُعْلِم من يقرأ هذا الكلام: بأن قبائل حلف النصرة مستبشرون بالنصر، وإن حصلت شدة وكربة فهم يؤمنون بقول رسول الله ﷺ: «واعلم أن الفرج مع الكرب، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرًا»، وليسوا مستعدين في التنازل عن قضية دماج أبدًا، أو المساومة بها مهما كلفهم ذلك ما دام فيهم قطرة دم، أو عرق ينبض –بإذن الله وقوته-، حتى يكف الحوثي بغيه و عدوانه عن المظلومين من عباد الله الصالحين.
والمطلوب منا جميعًا قبائل حلف النصرة: هو عظيم اللجوء إلى الله، والتضرع بين يديه، والإقبال على عبادته وطاعته، والإكثار من الاستغفار وذكره، والتخلي عن كل حول وقوة والاعتماد على حول الله وقوته، والاستعانة به في الشدة والرخاء.
ووالله لا يشك منصف أو من له مسكة من عقل بأن ما تقوم به مليشيات الحوثي من أعمال إجرامية، وأفعال شيطانية ليست هي جهوده الفردية، وإنما مؤامرة داخلية وخارجية، فإنك تجد من القضايا التي ليست بنسبة واحد من المائة من قضية دماج تُعطى من العناية والاهتمام ما لا تستحق، وتأخذ نطاقًا واسعًا في وسائل الإعلام، وما هو إلا المكر بدعوة أهل السنة والجماعة، ولن يضرها ذلك بل يضر أرباب المكر، كما قال الله تعالى ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين﴾، وقال: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه﴾.
وإني من مقامي هذا: أكرر المناشدة لأهل السنة وقبائل حلف النصرة بمزيد التوافد والحشد و النصرة، وسترون الحوثيين -بإذن الواحد القهار- يلفظون أنفاسهم الأخيرة، فشدوا الرحال، واقطعوا السهول والجبال؛ كي ننصر جميعًا يا أهل الهمم العالية والنفوس الزاكية دماج الجريحة، دماج الأبية، دماج رمز الدين والاستقامة والعلم. فالنفير النفير يا رجال التوحيد والسنة إلى ميادين العز والبطولة والكرامة، فإن رؤوس الحوثيين قد دنت، وأجسادهم قد اقتربت، فالقطع لها والجز، والإبانة لرأسها والحز.
اللهم عليك بالرافضة المعتدين ومن عاونهم أو ناصرهم، اللهم مزقهم كل ممزق، واجعل بأسهم بينهم، والدائرة عليهم، اللهم واجعل كيدهم في نحورهم، وتدبيرهم تدميرًا لهم يا قوي يا متين.
اللهم انصر جندك وأيدهم بتأييدك، وأمدهم بمدد من عندك، وأعنهم بعونك، واحفظهم بحفظك.
كتبه بأرض وائلة الشماء:
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد باجمال
ليلة الخميس الثاني والعشرين من شهر صفر عام 1435هـ
تعليق