من أحق بالنصرة؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين ؛ أما بعد:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين ؛ أما بعد:
فإن الهبة الشعبية التي اجتاحت حضرموت خصوصا وبعض المحافظات الجنوبية كشفت بجلاء عن المواقف المتناقضة للسياسة اليمنية؛ فلو عقد أحدنا مقارنة بين ما يحصل لأهل دماج من ظلم عظيم وحصار مرير وقتل وإبادة من قبل الرافضة الحوثيين على مدى أكثر من شهرين وبين ما حصل لبعض القبائل الحضرمية من قتل زعيم من زعمائها في نقطة أمنية غرب سيئون وفي ظروف غامضة وعقدهم لاجتماع قبلي كبير في وادي نحب ومطالبتهم الدولة بمطالب عامة وخاصة ومسارعة ولاة الأمور لتلبية مطالبهم بل ووصفها بأنها عادلة ومشروعة بل ونزول شخصيات كبيرة في الدولة واتصالات مكثفة هنا وهناك من قبل المسؤلين لاحتواء القضية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية وتقديم تنازلات كثيرة في حين يطالب إخواننا في دماج منذ أكثر من شهرين برفع الظلم الذي تمارسه مليشيات الحوثي الإجرامية والظلامية المتمثل في الحصار الغاشم والضرب المكثف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة على طلاب العلم الأبرياء والنساء والأطفال وما خلفه هذا الاعتداء الغاشم من قتل ما يقارب المائتين قتيل وأكثر من أر بعمائة جريح مع تردٍ واضح في الأوضاع الصحية والغذائية والإنسانية واستمرار الحوثي في تعنته ومنعه من دخول الصليب لإنقاذ الجرحى والمرضى.والله المستعان !
كل هذا يحصل أيها العقلاء على مرآى ومسمع من ولاة الأمور بل وبسلاح الدولة نفسها وبزيّ حرسها الجمهوري ومع ذلك لم تحرك الدولة ساكنا في هذا المضمار ؛لإيقاف حرب الإبادة الجماعية في دماج التي لا تزال وإلى اليوم تئن وترزح تحت نيران الدبابات وقذائف الهاونات، فلم يكن للدولة في هذه الكارثة عُشر ما قامت به من جهود إثر تداعيات مقتل ابن حبريش ـ رحمه الله ـ زعيم قبائل الحموم الحضرمية ؟!
أفبعد هذا ألا يحق لأهل دماج خاصة و للمسلمين عامة ولكل عاقل أن يطالب الدولة (وفقها الله) بتلية نداء دماج الجريحة في أسرع وقت وأن تهب لنصرة آلاف المظلومين بكل ما تملك وأن تقوم بواجبهاالديني والإنساني نحو رعيتها المتمثل في إيقاف العدوان الحوثي عليها ،وكسرالحصار الشنيع، والوقوف في وجه الحوثي ومليشياته الإجرامية ؟!
و نحن نتساءل عن هذا السكوت المريب للدولة ـ وفقها الله ـ ومؤسساتها نحو قضية دماج في حين تهب في الوقت نفسه بكل قواها وطاقاتها من أجل قضية حضرموت التي لا تساوي واحداً بالمائة إذا ما قورنت بالكارثة الإنسانية والحرب الإبادية في منطقة دماج بمحافظة صعدة ؟
وفي ختام هذا المقال أعيد سؤالي قائلا :من أحق بنصرة الدولة يا معاشر العقلاء أهم أهل دماح المبغى عليهم من قبل الحوثيين أم غيرهم ممن قضيته أقل بكثير من قضية المظلومين بدماج ؟ أترك الجواب لكم و الشأن كما قيل في المثل :
إن وراء الأكمة ما وراءها . والله المستعان ؟
تعليق