بسم الله الرحمن الرحيم
إما بعد
فقد صدر بيان لأبناء محافظة صعدة وسفيان وماجاورها
وفيما يلي نص البيان :إما بعد
فقد صدر بيان لأبناء محافظة صعدة وسفيان وماجاورها
بسم الله الرحمن الرحيم
تزامناً مع ما تمر به البلاد من أزمة حادة على مختلف الأصعدة والنواحي، وخصوصاً ما يجري في صعدة ومنطقة دماج ومديريات حرف سفيان وقفلة عذر وبعض مديريات محافظتي الجوف وحجة، من أعمال عنف وحروب وصراعات دامية تمارسها بصلافة مليشيات الحوثي الإرهابية، مستخدمةً فيها كل أنواع الأسلحة الفتاكة التي لا تمتلكها إلا جيوش الدول، كالدبابات وراجمات الصواريخ والمدفعية التدميرية الثقيلة ومضادات الطيران والرشاشات بمختلف أنواعها، وذلك ضد السكان المدنيين المسالمين في هذه المناطق، وعلى مرأى ومسمع من الشعب اليمني والمحيط الإقليمي والدولي.
ونظراً لاستمرار هذه الجماعة المتمردة في عدوانها وغيها ضد الوطن والمواطن منذ تفجيرها للحرب في يونيو 2004م وحتى اليوم، رغم محاولة هذه الحركة الحثيثة والمتواصلة لتجميل صورتها وخداع الرأي العام، مستغلةً في ذلك الدعم الخارجي السخي والتناقضات التي أفرزتها أحداث 2011م وما تلاها من انقسامات وتحالفات لا تنطلق من المصلحة الوطنية العليا، ومن ذلك الولوج إلى مؤتمر الحوار الوطني بقوام يفوق ثقلها السياسي عدة مرات، ويؤسس لشرعنة حركات السلاح المنطوية تحت شعار الموت، دون أن يلزمها رعاة مؤتمر الحوار محلياً ودولياً بما ألزموا به غيرها، وهو شرط التخلي عن السلاح والانطلاق من مشروع سياسي مدني بحت.
ولا أدل على ذلك التواطؤ مع هذه الحركة من التصرف الفج والظالم الذي قضى بحرمان الطرف الأساسي والمركزي في ملف قضية صعدة من حقهم المشروع في الجلوس على طاولة الحوار لمناقشة هذه القضية الوطنية الكبيرة، والبحث في جذورها بعمق وإنصاف، ثم دراسة آثار المشكلة ونتائجها، والخروج بحلول عادلة ومنصفة ومنطقية قابلة للتطبيق، وضامنة لإقفال مأساة ما يربوا على مليون مواطن في صعدة وما جاورها.
ورغم الإجحاف المستمر بحق أبناء صعدة وما جاورها، وهم أولئك الذين تجرعوا ويلات الحروب الستة المفتعلة، والتي يشهد أبناء صعدة بتورط الحوثي وجماعته في إثارتها وإشعالها والاستفادة منها كتجار موت وأمراء حرب لا تحلو لهم الحياة إلا في إطار إشاعة العنف والقتل ونشر الفوضى والكراهية والتدمير، بغض النظر عن مخالفات وتجاوزات وتقصير الحكومات السابقة في القضاء على بؤرة التمرد ومشروع إيران الذي كان ينمو بالحروب ويتوسع بالمصالحات المشبوهة.
فقد أكتوى أبناء صعدة وما جاورها بالنار، فمنهم مئات الآلاف المشردين والمهجرين الذين فُجرت منازلهم، ونُهبت أموالهم ومزارعهم، ومثلهم القابعين تحت وطأة الحكم المليشياتي الإرهابي القمعي وسجونه السرية، وفرق الموت المنتشرة في كل قرية وحي وطريق وشارع. إلا أن أبناء صعدة وما جاورها كانوا وسيظلون دعاة أمن واستقرار وبناء وتنمية، يتوقون لليوم الذي يتخلصون فيه من آلة القمع والتنكيل الحوثية، وينتظرون بفارغ الصبر بزوغ فجر الحرية، وهم ما بين مهجر ومشرد ومكلوم ومسجون ومغيب أو مأسور في تلك المناطق التي حولها الحوثيون إلى سجن كبير يُمارس فيه أفظع وأبشع الجرائم والانتهاكات في ظل غياب تام ومنظم لرائحة الجمهورية اليمنية بدستورها وقوانينها ومؤسساتها الرسمية المختلفة، وتعتيم إعلامي وحقوقي لا مثيل له في تاريخ اليمن المعاصر .. والله المستعان.
إلا أن كل هذا التساهل الحكومي والدولي لم يزد المليشيات إلا عنفاً وإجراماً وسفوراً وفجوراً، لتشن الحروب في كل الاتجاهات، سعياً للتوسع بقوة السلاح، معتمدة على نهج قتل المخالفين لها، وإخضاع المواطنين لسلطة الواقع المشؤومة. وقد وصلت آلة القتل الحوثية إلى مديرية الرضمة بمحافظة إب، وها هي الآن تدشن مشاريع الموت والقتل والحصار في دماج، القرية المعزولة عن العالم والواقعة تحت النيران الكثيفة والحصار القاتل منذ ما يربوا على (55) يوماً، ثم تفجر هذه المليشيا حرب التوسع والانتقام في وادي آل أبو جبارة من مديرية كتاف، وفي حدود مديرية العشة من محافظة عمران .. وغيرها.
وعلى هذا الأساس يؤكد أبناء محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان وما جاورهما من مناطق على التالي :
1. مطالبة الدولة ممثلة بالأخ/رئيس الجمهورية، وحكومة الوفاق الوطني، بسرعة التحرك الجاد والفاعل من منطلق مسئولياتهم الدستورية، لفرض وجود وسلطة الدولة، وكبح جماح المليشيات الحوثية الإرهابية، بما يضمن إيقاف كامل أشكال العدوان والحصار على منطقة دماج وغيرها من المناطق في محافظة صعدة وما جاورها، كون الدولة هي المسئولة شرعاً وقانوناً عن حماية مواطنيها.
2. يستنكر أبناء محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان وما جاورهما من مناطق الدور الرسمي الغائب عن ما يجري في مناطقهم، ويطالبون الدولة بإعداد استراتيجية عاجلة وشاملة لوزارتي الدفاع والداخلية، لبسط نفوذ الدولة على تلك المناطق، وإنهاء حكم وتسلط المليشيات الحوثية.
3. ندعو المنظمات الحقوقية المحلية والدولية لتوثيق جرائم وانتهاكات هذه المليشيات، وتقديم عبدالملك الحوثي ومساعديه إلى القضاء، لينالوا جزاءهم العادل عن كل ما اقترفته فرق الموت من جرائم بحق أطفال ونساء وشيوخ ورجال صعدة وغيرها من المناطق اليمنية.
4. نؤكد على أن ما يجري لإخواننا طلاب العلم والسكان المدنيين والعوائل والنساء والأطفال في منطقة دماج، يُعتبر فعلاً إجرامياً يتنافى مع الشرائع والقوانين، ونرفض كل الأكاذيب التي تروجها المليشيات الحوثية ومن يدعمها لتبرير استباحتها لدماء وأعراض وأموال أهالي دماج وضيوفهم من طلاب العلم، والذين يعتبرون ضيوفاً على الشعب اليمني بأكمله، حيث لم نرى منهم إلا كل خير وصلاح طيلة العقود الماضية، ونُحمل عبدالملك الحوثي وقيادة حركته مسئولية الدماء الزكية التي يهدرونها من إخواننا الطلاب الذين ينتمون لكل مناطق الجمهورية اليمنية وكذا بعض الدول الشقيقة والصديقة.
5. ندين وبشدة العدوان الحوثي الغاشم على إخواننا قبائل وائلة في مديرية كتاف بمحافظة صعدة، وعلى إخواننا قبائل حاشد في مديريتي القفلة والعشة، وكذا إخواننا قبائل الرضمة، وندعو الدولة إلى حفظ أمن وكرامة كل المواطنين اليمنيين، وخصوصاً من يتعرضون لهجوم مليشيات إيران الطامحة لحكم اليمن بالقوة.
6. ندعو كل وسائل الإعلام إلى القيام بالدور الذي يمليه عليها الضمير والواجب لكشف الإرهاب الحوثي المتغطرس، وذلك من خلال نزول طواقمها إلى دماج، وكسر الحصار ومواكبة الحدث، وتوثيق الجرائم الصارخة، وأن يبتعدوا عن المحاباة والمجاملة على حساب الدماء والأعراض المهدرة، ونشكر كل الأقلام الشريفة والأصوات الصادقة التي تنتصر للمظلوم وتدافع عن الضحايا.
7. ندعو منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، إلى سرعة التحرك لردع العدوان الحوثي وتوسع المليشيات، والذي يهدد نجاح العملية السياسية في اليمن، وعدم السماح بحدوث الانهيار الأمني، الذي يسعى ويخطط له الحوثيون، تنفيذاً لأجندة خارجية وأطراف إقليمية تستهدف التسوية السياسية وتدفع بمليشيات الحوثي إلى إثارة حرب أهلية تدميرية.
8. ندين وبشدة كل أشكال العنف التي تستهدف الدولة والمنشآت العسكرية والأمنية والتي كان آخرها الإستهداف الغادر والجبان لمجمع وزارة الدفاع , مع ترحمنا على أرواح الشهداء من أفراد الجيش والأمن والمواطنين .
صادر عن أبناء محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان وما جاورهما من مناطق
بتاريخ : 5/12/2013م
منقول
بتاريخ : 5/12/2013م
منقول
تعليق