باب استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة
هكذا بوب الأمام النووي رحمه الله في صحيح الأمام مسلم رحمه الله على حديث أنس في الصحيحين:" فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد:
مما آلمني وألم كل سني سلفي من الخذيلة التي عمت في الشعب اليمني بكل فئاته وقبائله تُجاه الكارثة الأنسانية والجريمة البشرية الهترلية العلقمية ضد حفاظ القرآن وحفاظ الحديث وعلماء الدنياء من فقهاء ومحدثين ولغويين وأصوليين وغيرهم من الصالحين فهم المبتعدون عن السياسة وأربابها والكراسي وطلابها، الهاربون من الفتن ودعاتها ، الهاجرون للمحن ، المتمسكون بالسنن ، المنشغلون بالعلم والتعليم والدعوة والارشاد والسعي الحثيث لاصلاح المجتمع ....
ألا وإن من أصناف الخذيلة عدم القنوت لهم عقب الصلوات المفروضة ، ونحن لانطلب الدعاء لهم تفضلاً عليهم وإنما ذلك حقاً لهم كفله الشرع وأبانه العلم وفعله النبي صل الله عليه وآله وسلمحين قٌتل سبعين من قراْء القرآن فقنت على قاتليهم بل وسماهم ، وفعله الخلفاء الراشدون وإجمعوا على شرعيته فقد صح عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أنهم قنتوا في النوازل، فعن العوام بن حمزة: سألت أبا عثمان عن القنوت فقال: بعد الركوع. قلت: عمَّن؟ قال: عن أبي بكر وعمر وعثمان، رواه ابن أبي شيبة (2/106) رقم (7011)، وابن المنذر في الأوسط (5/210)، وحسـنه البيهقي في معـرفة السنن (2/79). وقال ابن تيمية في الفتاوى (23/108): إن النبي عليه الصلاة والسلام قنت لسبب نازل به ثم تركه عند عدم ذلك السبب النازل، فيكون القنوت مسنونًا عند النوازل، وهذا القول هو الذي عليه فقهاء أهل الحديث، وهو المأثور عن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.
ونحن وإلى اليوم قد بلغ قتلى دمّاج قريباً من 160 قارئ ومحدث وشيخ مع أبنائهم ونسائهم وبيوتهم وأموالهم وكتبهم وو وو ...
ولكن وللاسف الشديد لم نرى ونسمع من يقنت إلا مساجد قليلة بنسبة 1% في عموم البلاد اليمنية فضلاً عن باقي الدول الأسلامية ، ومنهم من كنا نظنهم بجانبنا باللسان والسنان، والسلاح وإعلان الجهاد والكفاح، أعني وبصراحة ووضوح إخوة (معبر ومفرق حبيش والحديدة ....الخ )وجميع فروعهم ومن باب الأنصاف ليسوا سوا وإلا فهناك من يرى الجهاد والنصرة والقنوت والمقصود من عتابي كبرائهم...
لست ادري مالسبب المانع لهم من القنوت ؟
أليست سنة نبوية ؟
منكم من قنت لغزة كمركز معبر فما الفرق ؟
نبؤنا بعلم إن كنتم صادقين سلفيين غير متعصبين أو مقلدين.
وأتمنى من شيخي الشيخ ربيع وفقه الله وعافاه أن يقرر ذلك ويعممه للجميع حتى يتم تفعيل السنة النبوية في سائر البلاد اليمنية والمراكز العلمية كيما يوفقه الله لأحيا سنة ميتة عند أقوام "من أحيا سنة فله أجرها وأجر من عملها" وكيما يكتب الله له الأجر والمثوبة لأنه دل الناس على الخير وحثهم عليه "والدال على الخير كفاعله" .
وعذراً على الصراحة والوضوح فإن الجرح عميق والألم شديد
والواقع مرير والدم يسيل والكم هائل بين قتيل وعليل .
وهاكم أدلة السُنة المهجورة عمداً
ومن الأدلة على ذلك:
[1] حديث أنس – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قنت شهراً حين قُتِل القُرّاء، فما رأيته حزن حزناً قط أشدّ منه [رواه البخاري].
[2] حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: (اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعدما يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد) [رواه البخاري].
[3] حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا قال: سمع الله لمن حمده، في الركعة الآخرة من صلاة العشاء قنت:اللهم أنج عيّاش بن أبي ربيعة، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين) [رواه البخاري ومسلم].
[4] حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال: ( قنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شهراً متتابعاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاةٍ إذا قال: سمع الله لمن حمده من الركعة الأخيرة يدعو عليهم يدعو على حيٍّ من بني سُليم، على رِعْل وذَكوان وعُصَيّة، ويؤمِّن من خلفه[رواه أحمد وأبو داود].
[5] حديث خُفاف بن إيماء الغفاري – رضي الله عنه – قال: ركع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم رفع رأسه فقال: (غِفار غَفَرَ الله لها، وأسلم سالمها الله، وعُصيّة عصت الله ورسوله، اللهم العن بني لِحيان، والعن رِعْلاً وذَكوان، ثم وقع ساجداً. قال خُفاف: فجُعِلت لعنة الكفرة من أجل ذلك [رواه مسلم].
فعُلِم بذلك أن هذا القنوت مشروع في الصلوات الخمس عقب الرفع من الركوع في الركعة الأخيرة، وأنه يكون بصوتٍ من الإمام جهير، ويؤمِّن المصلون من خلفه.
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَنَّ رِعْلاً وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَدُوٍّ فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْقُرَّاءَ فِي زَمَانِهِمْ كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ حَتَّى كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ وَغَدَرُوا بِهِمْ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ قَالَ أَنَسٌ فَقَرَأْنَا فِيهِمْ قُرْآنًا ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ رُفِعَ ( بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا) " . أخرجه البخاري .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " عمر رضي الله عنه قنت لما نزل بالمسلمين من النازلة ، ودعا في قنوته دعاءً يناسب تلك النازلة ، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قنت أولاً على قبائل بني سليم الذين قتلوا القراء ، دعا عليهم بالذي يناسب مقصوده ، ثم لما قنت يدعو للمستضعفين من أصحابه صلى الله عليه وسلم دعا بدعاء يناسب مقصوده . فسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين تدل على شيئين :
أحدهما : أن دعاء القنوت مشروع عند السبب الذي يقتضيه ، ليس بسنة دائمة في الصلاة .
الثاني : أن الدعاء فيه ليس دعاء راتباً ، بل يدعو في كل قنوت بالذي يناسبه ، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم أولاً وثانياً ، وكما دعا عمر رضي الله عنه لما حارب من حاربه في الفتنة ، فقنت ودعا بدعاء يناسب مقصوده " ( مجموع الفتاوى 23/109 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فالسنة أن يقنت عند النازلة ويدعو فيها بما يناسب القوم المحاربين " . (مجموع الفتاوى 21/155 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وينبغي للقانت أن يدعو عند كل نازلة بالدعاء المناسب لتلك النازلة . وإذا سمى من يدعو لهم من المؤمنين ومن يدعو عليهم من الكافرين المحاربين كان ذلك حسناً ".
( مجموع الفتاوى 22/271 ) .
ما يُقال في دعاء القنوت لنازلة دماج :
فمن دعا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه يناسب نازلة المسلمين كأن يقول في مثل مصابنا هذه الأيام :
( اللهم أنج إخواننا المسلمين في دمّاج ، اللهم انصرهم ، اللهم اشدد وطأتك على الرافضة الحوثيين ومن شايعهم وأعانهم ، اللهم العنهم ، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف اللهم عليك بعبدالملك والمحطوري وفلان وفلان)
فقد أحسن ؛ لأن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وأجمع ما يدعى به .
الأطالة بالقنوت خلاف السنة
والمشروع أن يكون القنوت يسيراً فيبتعد عن الإطالة لحديث أَنَسٍ رضي الله عنه لما سئل : هَلْ قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ بَعْدَ الرُّكُوعِ يَسِيرًا " أخرجه مسلم . وقد ظهر لنا من الأحاديث السابقة أن قنوت النبي صلى الله عليه وسلم كان جُملاً قليلة .
والسعيد من وفق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
ضابط مدة القنوت
قال الأخ العفري ثبته الله : وسئل شيخنا حفظه الله عن ضابط مدة القنوت فأجاب :
زوال النازلة اهـ
وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى فلينظر والحمد لله.أ ه
أقول: نعم أصاب الشيخ الحجوري - نصره الله - في تحديد ضابط النازلة فإذا زال السبب ترك القنوت . أما قنوت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً فليس مقصوداً منه التحديد ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك القنوت لما زال سببه بقدوم من قنت لهم ، كما يدل على ذلك حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ بَعْدَ الرَّكْعَةِ فِي صَلَاةٍ شَهْرًا إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ يَقُولُ فِي قُنُوتِهِ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ اللَّهُمَّ نَجِّ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ اللَّهُمَّ نَجِّ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ نَجِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ الدُّعَاءَ بَعْدُ فَقُلْتُ أُرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَرَكَ الدُّعَاءَ لَهُمْ قَالَ فَقِيلَ وَمَا تُرَاهُمْ قَدْ قَدِمُوا ". أخرجه مسلم .
قال ابن القيم : " إنما قنت عند النوازل للدعاء لقوم ، وللدعاء على آخرين ، ثم تركه لما قدم من دعا لهم ، وتخلصوا من الأسر ، وأسلم من دعا عليهم و جاؤوا تائبين ، فكان قنوته لعارض ، فلما زال ترك القنوت ". (زاد المعاد 1/272 ) .
ماهي النازلة؟
ينص الفقهاء كالشافعية على أنه يشرع القنوت عند نزول النازلة ولا يصفونها أو يحددونها وإنما يكون فيها ضرر ظاهر بالمسلمين كخوف من عدو ، أو قحط ، أو وباء ، أو جراد ، أو عطش ، ونحو ذلك إلا أنهم اختلفوا في الوباء هل يقنت إذا وقع لرفعه أم لا؟
وللشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى - ضابطاً جيداً : " أن النازلة التي يقنت لها هي ما كانت بسبب اعتداء البشر ، أما التي من فعل الله عز وجل فإنه يشرع لها ما جاءت السنة به ، فمثلاً الكسوف ، يشرع له صلاة الكسوف ، والزلازل يشرع لها صلاة الكسوف وهكذا.
[ القول المفيد 1/300 ].
****
الحكمة من قنوت النازلة
فقال: ((إنما استنصرنا على عدونا))
أخرجه عبد الرزاق في المصنف عن هشيم عن عروة الهمداني عن الشعبي عن علي والإسناد صحيح وعروة الهمداني أبو فروة ثقة
*****
شبهات وجوابها حول القنوت لنازلة دمّاج
أعلم يقيناً بانهم سيقولون
إن قنوت النوازل إنما يفعله إمام المسلمين ، أما عامة المسلمين فلا .
أقول :الأصل في العبادات التوقيف والحظر ؛ فلا نضيف شرطاً ولاسبباً ولا عدداً ولا كيفية ولا أي وصف زائد في العبادة إلا بدليل من الكتاب أو السنة وإلا أصبحت الزيادة بدعة إضافية كما هو مقرر في قواعد البدعة .
وايضاً هذا القول فيه نظر ؛ لأمور :
الأول : أن الأصل في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم العموم لجميع المسلمين ، إلا إذا دل الدليل الصريح على التخصيص . ولم يثبت في ذلك دليل ، فنبقى على الأصل وهو مشروعيته لجميع المسلمين ، وعلى هذا(أي عدم اختصاص القنوت بولي الأمر) شيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله والأمام أبن باز رحمه الله وهو قول للشيخ العثيمين رحمه الله ومن قبلهم شيخ الاسلام ابن تيمية [الإنصاف 4/136 ، الفتاوى الكبرى 4/361 ، الاختيارات ص 62 ]مستدلين بحديث مالك بن الحويرث الآتي في الفقرة التالية.
الثاني : حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه مرفوعاً : " صلوا كما رأيتموني أصلي " أخرجه البخاري . فهذا الحديث صريح في أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أنها لعموم المسلمين فُيشرع هذا لعموم أمته ، لأنه لم يرد مخصص له.
الثالث : أن أبا هريرة رضي الله عنه قنت وهو ليس بإمام للمسلمين ، كما ثبت في الصحيحين ـ وقد سبق ـ أن أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : " لأقَرِّبَنَّ صَلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ وَصَلاةِ الْعِشَاءِ وَصَلاةِ الصُّبْحِ بَعْدَ مَا يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَلْعَنُ الْكُفَّارَ " وكذا ورد عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم القنوت للنوازل كما روي ذلك عن أنس بن مالك، والبراء بن عازب ، وابن عباس، وأبي موسى الأشعري رضوان الله عليهم ولم يكن واحداً منهم يوماً من الأيام خليفة للمسلمين أو كان هو الإمام الأعظم ، ومع ذلك ورد عنهم القنوت في النوازل . [ أخرجه عبد الرزاق 3/109 ، وابن أبي شيبة 2/312 ] . .
وهذا القول هو الراجح وهو المتعين وهو أن القنوت عند النوازل مشروع لكل مصلٍ للأدلة السابقة ، ولا يشترط له إذن الإمام، إلا إنه إذا منع الإمام منه لمصلحة يراها فإنه يترك حينئذ لأن القنوت مستحب وطاعة الإمام واجبة للعمومات الدالة على طاعة الإمام ، ولأن في طاعته إذا نهى عن القنوت درء للفتنة .
الحال الثالثة : أن يسكت ولي الأمر ، فلا يأذن ولا يمنع ، وفي هذه الحال يُنظر إلى القرائن - فيما ظهر لي والله أعلم - ، فإن دلَّت القرائن على أنه يمنع من هذا امتُنِع ، وإن دلَّت القرائن على أنه يرضى به فإنه يُقنت .....
ومن أراد التزود في المسألة فهناك بحث مفيد للشيخ أبي عمار ياسر العدني حفظه الله منشور في شبكة العلوم السلفية وسوف يضع إخواننا في الإشراف رابط البحث في النهاية،وهناك بحوث واسعة لبعض الباحثين في جامعة الأمام سعود رحمه الله.
*****
الشبهة الثانية
قولهم لماذا تٌطالبونا بالقنوت وأنتم لم تقنتون لغزة
أقول :أولاً:حصركم (حزب الإخوان) القياس بغزة خطاء وتحجر وإلا فهناك مصائب حلت على المسلمين في شتى المعمورة فلماذا تتغنون بغزة وتتغافلون عما هو أفضع من غزة كما حصل للمسلمين في بورما ومالي ومن قبل في البوسنة وكشمير وكوسوفا من حرب أبادة جذرية ....الخ
أم أن السفارات لاتسمح وستغضب حكوماتها وستصنفكم إرهاباً ،أم أن قضية فلسطين أصبحت شماعة لكل من أراد كسب الشعوب كما فعل الخميني بتبنيه لقضية فلسطين ، واليوم أحفاده يرفعون شعار الموت لامريكا والموت لاسرائيل ...
فشرع الله وأحد للجميع فلايخصص عام ولايقيد مطلق.
ثانياً: هب أننا أخطأنا تُجاه غزة بعدم القنوت لهم ، فهل هذا مسوغ لكم في ترك شئ من شرع الله عناداً أو نكايةً ، وإلا والله فإنني سمعتُ الشيخ يحيى حفظه الله ونصره أيام الأعتداء اليهودي على غزة وأنا في حاضراً في درسه بدماج يقول : لايُنكر على من قنت ولا على من ترك، فضلاً بتصريح الشيخ نصره الله بالقنوت لغزة وأنها كانت نازلة كما ستقرأء في نقل أخينا العفري التالي.
ثالثاً: لما لايُعمم الإنكار على كل من يقنت لغزة كمفرق حبيش والحديدة والفيوش ...الخ وكذا بقية المساجد في بلاد الحرمين وغيرها
الشبهة الثالثة
قولهم مع اعتقادهم بإسلام الرافضة الحوثيين لايقنت على المسلمين
أقول : يجوز القنوت على الخوارج والبغاة من المسلمين كما قنت امير المؤمنين عي بن أبي طالب رضي الله عنه على الخوارج ويُشرع القنوت على كل خارج علي ولي الأمر فكيف بمن جمع بين الخروج والرفض والزندقة بل والأعتراض على الشريعة حكماً للناس (في الحوار الوطني)
وقد قنت علياً رضي الله عنه على الخوارج فلما أنكر عليه بعضهم قال :
إنما استنصرنا على عدونا اهـ
قال الشيخ يحيى - نصره الله وحفظه _ : الأثر أخرجه عبد الرزاق في المصنف عن هشيم عن عروة الهمداني عن الشعبي عن علي والإسناد صحيح وعروة الهمداني أبو فروة ثقة.
الشبهة الرابعة
قولهم : صحيح أن القنوت مشروع في النوازل لكن لم يُفتي أهل العلم بالقنوت لأجل دماج
أقول ومن الله التوفيق: الجواب عن هذه الشبهة من وجوه:
أولاً: متى كنتم تتقيدون بكلام أهل العلم من قبل ومن بعد ، إلا ماوافق هواكم فقد أفتى علماء الأسلام بوجوب الجهاد ونصرة أهل دماج كالعباد والفوزان واللحيدان ومحمد بن هادي المدخلي وربيع بن هادي المدخلي حتى الجابري المعروف خلافه مع أهل دماج وغيرهم كثير بل لا أعرف مخالفاً في ذلك من علماء الدنيا المعتبرين بل حتى المخالفون لدماج ، وأنتم لم تصرحوا في مراكزكم بالجهاد وتحرضون لذلك بل خذلتم ونفرتم وثبطتم، فمن الذي مع العلماء نحن أم أنتم؟ ولماذا أخذتم وأنتقيتم من فتاوى العلماء فقط ما أردتم ووافق هواكم؟
ثانياً:العلماء المفتون بالجهاد ممن ذكرنا لزاماً أن يُفتون بالقنوت لأن الجهاد بالسنان الأصل وباللسان تبع وقد أفتوا بالقنوت كمحمد بن هادي المدخلي حفظه الله وهاكم نص السؤال وجوابه:
أيشرع لنا أهل اليمن القنوت لأخواننا في دماج أم لا يشرع ؟
الجواب - فقال حفظه الله :
نعم يشرع لهم القنوت وكيف لا يشرع.
تابع البقية بالرابط
http://aloloom.net/vb/showthread.php?t=10663
ثالثاً : هاتوا لنا من لايرى القنوت لدمّاج ،أفيدونا أفادكم الله
وفي الختام
إخواني ، إن كانت أيدينا قد قصرت عن نصرتهم ، فلا ينبغي أن تقصر ألسنتنا عن الدعاء لهم.
فنحن نرى أن القليل من يقنت لهذه النوازل العظيمة ، فما هو المانع ؟؟ فليقنت الجميع في الفرائض ، في المساجد وفي البيوت ، في صلاة الجماعة ، وفي غير الجماعة لمن لم يحضرها ، وكذلك النساء في البيوت.
فالصحيح أن قنوت النازلة يستطيع أن يفعله كل أحد هذا وعلى أئمة مساجدنا دعاة الخير والإيمان أن يحيوا هذه السنة لعلّ الله أن يفرّج كرب إخواننا المسلمين في في دمّاج وغيرها من بلاد المسلمين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم )
[رواه الإمام أحمد وأبو داود].
والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وبالله التوفيق ، والحمد لله رب العلمين.
وكتبه : أبو الخطاب فؤاد بن علي السنحاني
رزقه الله العلم النافع والعمل الصالح
الخميس2صفر1435
&&&&
من باب الفائدة
أحببت تزويد محبي الخير ومحيي السنن ببعض الروابط في شبكتنا السلفية العلمية النقية حول مسائل قنوت النازلة
(مسائل مهمة في قنوت النوازل) حكم رفع البصر إلى السماء عند القنوت؟(الشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري - حفظه الله -)آ
http://aloloom.net/show_fatawa.php?id=133
***
[ مشروعية القنوت في النوازل ] لأبي يوسف حميد بن علي الجمالي
http://aloloom.net/show_book.php?id=574
***
نصيحة ثمينة من الإمام ابن باز رحمه الله فيها سؤال عن قنوت النازلة
http://aloloom.net/vb/showthread.php?t=10611
هكذا بوب الأمام النووي رحمه الله في صحيح الأمام مسلم رحمه الله على حديث أنس في الصحيحين:" فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد:
مما آلمني وألم كل سني سلفي من الخذيلة التي عمت في الشعب اليمني بكل فئاته وقبائله تُجاه الكارثة الأنسانية والجريمة البشرية الهترلية العلقمية ضد حفاظ القرآن وحفاظ الحديث وعلماء الدنياء من فقهاء ومحدثين ولغويين وأصوليين وغيرهم من الصالحين فهم المبتعدون عن السياسة وأربابها والكراسي وطلابها، الهاربون من الفتن ودعاتها ، الهاجرون للمحن ، المتمسكون بالسنن ، المنشغلون بالعلم والتعليم والدعوة والارشاد والسعي الحثيث لاصلاح المجتمع ....
ألا وإن من أصناف الخذيلة عدم القنوت لهم عقب الصلوات المفروضة ، ونحن لانطلب الدعاء لهم تفضلاً عليهم وإنما ذلك حقاً لهم كفله الشرع وأبانه العلم وفعله النبي صل الله عليه وآله وسلمحين قٌتل سبعين من قراْء القرآن فقنت على قاتليهم بل وسماهم ، وفعله الخلفاء الراشدون وإجمعوا على شرعيته فقد صح عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أنهم قنتوا في النوازل، فعن العوام بن حمزة: سألت أبا عثمان عن القنوت فقال: بعد الركوع. قلت: عمَّن؟ قال: عن أبي بكر وعمر وعثمان، رواه ابن أبي شيبة (2/106) رقم (7011)، وابن المنذر في الأوسط (5/210)، وحسـنه البيهقي في معـرفة السنن (2/79). وقال ابن تيمية في الفتاوى (23/108): إن النبي عليه الصلاة والسلام قنت لسبب نازل به ثم تركه عند عدم ذلك السبب النازل، فيكون القنوت مسنونًا عند النوازل، وهذا القول هو الذي عليه فقهاء أهل الحديث، وهو المأثور عن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.
ونحن وإلى اليوم قد بلغ قتلى دمّاج قريباً من 160 قارئ ومحدث وشيخ مع أبنائهم ونسائهم وبيوتهم وأموالهم وكتبهم وو وو ...
ولكن وللاسف الشديد لم نرى ونسمع من يقنت إلا مساجد قليلة بنسبة 1% في عموم البلاد اليمنية فضلاً عن باقي الدول الأسلامية ، ومنهم من كنا نظنهم بجانبنا باللسان والسنان، والسلاح وإعلان الجهاد والكفاح، أعني وبصراحة ووضوح إخوة (معبر ومفرق حبيش والحديدة ....الخ )وجميع فروعهم ومن باب الأنصاف ليسوا سوا وإلا فهناك من يرى الجهاد والنصرة والقنوت والمقصود من عتابي كبرائهم...
لست ادري مالسبب المانع لهم من القنوت ؟
أليست سنة نبوية ؟
منكم من قنت لغزة كمركز معبر فما الفرق ؟
نبؤنا بعلم إن كنتم صادقين سلفيين غير متعصبين أو مقلدين.
وأتمنى من شيخي الشيخ ربيع وفقه الله وعافاه أن يقرر ذلك ويعممه للجميع حتى يتم تفعيل السنة النبوية في سائر البلاد اليمنية والمراكز العلمية كيما يوفقه الله لأحيا سنة ميتة عند أقوام "من أحيا سنة فله أجرها وأجر من عملها" وكيما يكتب الله له الأجر والمثوبة لأنه دل الناس على الخير وحثهم عليه "والدال على الخير كفاعله" .
وعذراً على الصراحة والوضوح فإن الجرح عميق والألم شديد
والواقع مرير والدم يسيل والكم هائل بين قتيل وعليل .
وهاكم أدلة السُنة المهجورة عمداً
ومن الأدلة على ذلك:
[1] حديث أنس – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قنت شهراً حين قُتِل القُرّاء، فما رأيته حزن حزناً قط أشدّ منه [رواه البخاري].
[2] حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: (اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعدما يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد) [رواه البخاري].
[3] حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا قال: سمع الله لمن حمده، في الركعة الآخرة من صلاة العشاء قنت:اللهم أنج عيّاش بن أبي ربيعة، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين) [رواه البخاري ومسلم].
[4] حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال: ( قنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شهراً متتابعاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاةٍ إذا قال: سمع الله لمن حمده من الركعة الأخيرة يدعو عليهم يدعو على حيٍّ من بني سُليم، على رِعْل وذَكوان وعُصَيّة، ويؤمِّن من خلفه[رواه أحمد وأبو داود].
[5] حديث خُفاف بن إيماء الغفاري – رضي الله عنه – قال: ركع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم رفع رأسه فقال: (غِفار غَفَرَ الله لها، وأسلم سالمها الله، وعُصيّة عصت الله ورسوله، اللهم العن بني لِحيان، والعن رِعْلاً وذَكوان، ثم وقع ساجداً. قال خُفاف: فجُعِلت لعنة الكفرة من أجل ذلك [رواه مسلم].
فعُلِم بذلك أن هذا القنوت مشروع في الصلوات الخمس عقب الرفع من الركوع في الركعة الأخيرة، وأنه يكون بصوتٍ من الإمام جهير، ويؤمِّن المصلون من خلفه.
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَنَّ رِعْلاً وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَدُوٍّ فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْقُرَّاءَ فِي زَمَانِهِمْ كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ حَتَّى كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ وَغَدَرُوا بِهِمْ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ قَالَ أَنَسٌ فَقَرَأْنَا فِيهِمْ قُرْآنًا ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ رُفِعَ ( بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا) " . أخرجه البخاري .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " عمر رضي الله عنه قنت لما نزل بالمسلمين من النازلة ، ودعا في قنوته دعاءً يناسب تلك النازلة ، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قنت أولاً على قبائل بني سليم الذين قتلوا القراء ، دعا عليهم بالذي يناسب مقصوده ، ثم لما قنت يدعو للمستضعفين من أصحابه صلى الله عليه وسلم دعا بدعاء يناسب مقصوده . فسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين تدل على شيئين :
أحدهما : أن دعاء القنوت مشروع عند السبب الذي يقتضيه ، ليس بسنة دائمة في الصلاة .
الثاني : أن الدعاء فيه ليس دعاء راتباً ، بل يدعو في كل قنوت بالذي يناسبه ، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم أولاً وثانياً ، وكما دعا عمر رضي الله عنه لما حارب من حاربه في الفتنة ، فقنت ودعا بدعاء يناسب مقصوده " ( مجموع الفتاوى 23/109 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فالسنة أن يقنت عند النازلة ويدعو فيها بما يناسب القوم المحاربين " . (مجموع الفتاوى 21/155 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وينبغي للقانت أن يدعو عند كل نازلة بالدعاء المناسب لتلك النازلة . وإذا سمى من يدعو لهم من المؤمنين ومن يدعو عليهم من الكافرين المحاربين كان ذلك حسناً ".
( مجموع الفتاوى 22/271 ) .
ما يُقال في دعاء القنوت لنازلة دماج :
فمن دعا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه يناسب نازلة المسلمين كأن يقول في مثل مصابنا هذه الأيام :
( اللهم أنج إخواننا المسلمين في دمّاج ، اللهم انصرهم ، اللهم اشدد وطأتك على الرافضة الحوثيين ومن شايعهم وأعانهم ، اللهم العنهم ، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف اللهم عليك بعبدالملك والمحطوري وفلان وفلان)
فقد أحسن ؛ لأن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وأجمع ما يدعى به .
الأطالة بالقنوت خلاف السنة
والمشروع أن يكون القنوت يسيراً فيبتعد عن الإطالة لحديث أَنَسٍ رضي الله عنه لما سئل : هَلْ قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ بَعْدَ الرُّكُوعِ يَسِيرًا " أخرجه مسلم . وقد ظهر لنا من الأحاديث السابقة أن قنوت النبي صلى الله عليه وسلم كان جُملاً قليلة .
والسعيد من وفق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
ضابط مدة القنوت
قال الأخ العفري ثبته الله : وسئل شيخنا حفظه الله عن ضابط مدة القنوت فأجاب :
زوال النازلة اهـ
وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى فلينظر والحمد لله.أ ه
أقول: نعم أصاب الشيخ الحجوري - نصره الله - في تحديد ضابط النازلة فإذا زال السبب ترك القنوت . أما قنوت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً فليس مقصوداً منه التحديد ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك القنوت لما زال سببه بقدوم من قنت لهم ، كما يدل على ذلك حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ بَعْدَ الرَّكْعَةِ فِي صَلَاةٍ شَهْرًا إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ يَقُولُ فِي قُنُوتِهِ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ اللَّهُمَّ نَجِّ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ اللَّهُمَّ نَجِّ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ نَجِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ الدُّعَاءَ بَعْدُ فَقُلْتُ أُرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَرَكَ الدُّعَاءَ لَهُمْ قَالَ فَقِيلَ وَمَا تُرَاهُمْ قَدْ قَدِمُوا ". أخرجه مسلم .
قال ابن القيم : " إنما قنت عند النوازل للدعاء لقوم ، وللدعاء على آخرين ، ثم تركه لما قدم من دعا لهم ، وتخلصوا من الأسر ، وأسلم من دعا عليهم و جاؤوا تائبين ، فكان قنوته لعارض ، فلما زال ترك القنوت ". (زاد المعاد 1/272 ) .
ماهي النازلة؟
ينص الفقهاء كالشافعية على أنه يشرع القنوت عند نزول النازلة ولا يصفونها أو يحددونها وإنما يكون فيها ضرر ظاهر بالمسلمين كخوف من عدو ، أو قحط ، أو وباء ، أو جراد ، أو عطش ، ونحو ذلك إلا أنهم اختلفوا في الوباء هل يقنت إذا وقع لرفعه أم لا؟
وللشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى - ضابطاً جيداً : " أن النازلة التي يقنت لها هي ما كانت بسبب اعتداء البشر ، أما التي من فعل الله عز وجل فإنه يشرع لها ما جاءت السنة به ، فمثلاً الكسوف ، يشرع له صلاة الكسوف ، والزلازل يشرع لها صلاة الكسوف وهكذا.
[ القول المفيد 1/300 ].
****
الحكمة من قنوت النازلة
الحكمة من قنوت النازلة هي أن القنوت نوع استنصار ونصرة وفيه تحضيض الناس على نصرة المظلوم وأشعار الناس بإخوة الدين.
كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين أُنكر عليه القنوت على الخوارج عليهفقال: ((إنما استنصرنا على عدونا))
أخرجه عبد الرزاق في المصنف عن هشيم عن عروة الهمداني عن الشعبي عن علي والإسناد صحيح وعروة الهمداني أبو فروة ثقة
*****
شبهات وجوابها حول القنوت لنازلة دمّاج
أعلم يقيناً بانهم سيقولون
إن قنوت النوازل إنما يفعله إمام المسلمين ، أما عامة المسلمين فلا .
أقول :الأصل في العبادات التوقيف والحظر ؛ فلا نضيف شرطاً ولاسبباً ولا عدداً ولا كيفية ولا أي وصف زائد في العبادة إلا بدليل من الكتاب أو السنة وإلا أصبحت الزيادة بدعة إضافية كما هو مقرر في قواعد البدعة .
وايضاً هذا القول فيه نظر ؛ لأمور :
الأول : أن الأصل في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم العموم لجميع المسلمين ، إلا إذا دل الدليل الصريح على التخصيص . ولم يثبت في ذلك دليل ، فنبقى على الأصل وهو مشروعيته لجميع المسلمين ، وعلى هذا(أي عدم اختصاص القنوت بولي الأمر) شيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله والأمام أبن باز رحمه الله وهو قول للشيخ العثيمين رحمه الله ومن قبلهم شيخ الاسلام ابن تيمية [الإنصاف 4/136 ، الفتاوى الكبرى 4/361 ، الاختيارات ص 62 ]مستدلين بحديث مالك بن الحويرث الآتي في الفقرة التالية.
الثاني : حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه مرفوعاً : " صلوا كما رأيتموني أصلي " أخرجه البخاري . فهذا الحديث صريح في أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أنها لعموم المسلمين فُيشرع هذا لعموم أمته ، لأنه لم يرد مخصص له.
الثالث : أن أبا هريرة رضي الله عنه قنت وهو ليس بإمام للمسلمين ، كما ثبت في الصحيحين ـ وقد سبق ـ أن أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : " لأقَرِّبَنَّ صَلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ وَصَلاةِ الْعِشَاءِ وَصَلاةِ الصُّبْحِ بَعْدَ مَا يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَلْعَنُ الْكُفَّارَ " وكذا ورد عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم القنوت للنوازل كما روي ذلك عن أنس بن مالك، والبراء بن عازب ، وابن عباس، وأبي موسى الأشعري رضوان الله عليهم ولم يكن واحداً منهم يوماً من الأيام خليفة للمسلمين أو كان هو الإمام الأعظم ، ومع ذلك ورد عنهم القنوت في النوازل . [ أخرجه عبد الرزاق 3/109 ، وابن أبي شيبة 2/312 ] . .
وهذا القول هو الراجح وهو المتعين وهو أن القنوت عند النوازل مشروع لكل مصلٍ للأدلة السابقة ، ولا يشترط له إذن الإمام، إلا إنه إذا منع الإمام منه لمصلحة يراها فإنه يترك حينئذ لأن القنوت مستحب وطاعة الإمام واجبة للعمومات الدالة على طاعة الإمام ، ولأن في طاعته إذا نهى عن القنوت درء للفتنة .
الرابع:المسألة منوطة بأهل العلم فما قرروه نازلة فيقنت في حينه ولايشترط الإذن من أحد مع أمان الفتنة مع أننا في بلادنا اليمنية لايمنع القنوت ولا الدعوة والعلم وسائر شعائر الدين ولم يٌعلم ذلك في أي ناحية من اليمن قديماً وحديثاً ولله الحمد والمنة.
وقد سئل العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :
س: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بدعاء القنوت عقب كل صلاة حين ينزل بالمسلمين مصيبة وكان هذا في جماعة في المسجد. السؤال: هل يجوز للمرأة أن تدعو دعاء القنوت عقب كل صلاة في بيتها بسبب الأحداث التي تصيب المسلمين الآن وما هي شروط القنوت في الفريضة جماعة؟
ج: الدعاء مشروع وليس بممنوع الدعاء للمسلمين وللمظلومين ، هذا مشروع دائماً وأبداً ولا يمنع منه أحد أنه يدعو، يدعو للمسلمين ويدعو للمظلومين، ويدعو على الظلمة وعلى الكافرين ، هذا ليس بممنوع، لا في الصلاة ولا خارج الصلاة ، لا في الركوع ولا في السجود ولا في التشهد الأخير قبل السلام، المجال مفتوح للدعاء وبعد الصلاة أما القنوت في الفريضة فهذا لابد من الرجوع فيه إلى أهل العلم وأهل الفتوى لأنهم هم الذين يقدرون النوازل التي يشرع من أجلها القنوت والنوازل التي لا يقنت فيها والصلاة كما تعلمون عبادة لا يجوز أن يضاف إليها شيء ويدخل فيها شيء إلا عن طريق أهل العلم الراسخين في العلم الذين يقدرون الحوادث والنوازل التي تستدعي القنوت في الفرائض وليس هذا مفتوح لكل أحد يتلاعب في الصلاة ويزود فيها وقد يدعو في حالة لا تستدعي القنوت وقد يستدعي لأناس لا يستحقون الدعاء لهم بما عندهم من المخالفات العظيمة فالذي يقدر هذا هو أهل العلم والمرجع في هذا أهل العلم .
( من شريط فتاوى العلماء في الجهاد )
س: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بدعاء القنوت عقب كل صلاة حين ينزل بالمسلمين مصيبة وكان هذا في جماعة في المسجد. السؤال: هل يجوز للمرأة أن تدعو دعاء القنوت عقب كل صلاة في بيتها بسبب الأحداث التي تصيب المسلمين الآن وما هي شروط القنوت في الفريضة جماعة؟
ج: الدعاء مشروع وليس بممنوع الدعاء للمسلمين وللمظلومين ، هذا مشروع دائماً وأبداً ولا يمنع منه أحد أنه يدعو، يدعو للمسلمين ويدعو للمظلومين، ويدعو على الظلمة وعلى الكافرين ، هذا ليس بممنوع، لا في الصلاة ولا خارج الصلاة ، لا في الركوع ولا في السجود ولا في التشهد الأخير قبل السلام، المجال مفتوح للدعاء وبعد الصلاة أما القنوت في الفريضة فهذا لابد من الرجوع فيه إلى أهل العلم وأهل الفتوى لأنهم هم الذين يقدرون النوازل التي يشرع من أجلها القنوت والنوازل التي لا يقنت فيها والصلاة كما تعلمون عبادة لا يجوز أن يضاف إليها شيء ويدخل فيها شيء إلا عن طريق أهل العلم الراسخين في العلم الذين يقدرون الحوادث والنوازل التي تستدعي القنوت في الفرائض وليس هذا مفتوح لكل أحد يتلاعب في الصلاة ويزود فيها وقد يدعو في حالة لا تستدعي القنوت وقد يستدعي لأناس لا يستحقون الدعاء لهم بما عندهم من المخالفات العظيمة فالذي يقدر هذا هو أهل العلم والمرجع في هذا أهل العلم .
( من شريط فتاوى العلماء في الجهاد )
الخامس: جُل الذي يستدل به المخصصون للامام الأعظم هو قول للامام أحمد رحمه الله
ويقال لهم:
إن الإمام احمد له عدة روايات في المسألة، فقد قال المرداوي في الإنصاف 2/175 لما ذكر عن احمد انه يقنت الإمام قال: وعنه يقنت نائبه بإذنه، وعنه يقنت إمام جماعة، وعنه كل مصل. اختاره تقي الدين، وقال في المحرر وهل يشرع لسائر الناس؟ على روايتين.فلما أخترتم رواية وأهملتم الأخرى،والله تعالى يقول (وان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) ومن البحث السابق وعمل الصحابة يتضح اقرب الروايات للسنة وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وعلماء الأسلام.
وهناك تفصيل طيب ومختصر للشيخ سليمان الرحيلي
إن الإمام احمد له عدة روايات في المسألة، فقد قال المرداوي في الإنصاف 2/175 لما ذكر عن احمد انه يقنت الإمام قال: وعنه يقنت نائبه بإذنه، وعنه يقنت إمام جماعة، وعنه كل مصل. اختاره تقي الدين، وقال في المحرر وهل يشرع لسائر الناس؟ على روايتين.فلما أخترتم رواية وأهملتم الأخرى،والله تعالى يقول (وان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) ومن البحث السابق وعمل الصحابة يتضح اقرب الروايات للسنة وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وعلماء الأسلام.
وهناك تفصيل طيب ومختصر للشيخ سليمان الرحيلي
يقول السائل : ماهو ضابط القنوت في النوازل ، وهل يُشترط فيه الإذن من ولي الأمر؟
فأجاب :
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في النوازل ، ويُقنَتُ في النوازل في جميع الفرائض ، لكن متى يُشرع القنوت ؟ يُشرع القنوت إذا نزلت بالمسلمين نازلة ، وهذا القنوت أمر عام ، فالصحيح أنه موكول إلى ولي الأمر ، فإذا أذِنَ فيه ولي الأمر فهو مشروع ، وحال ولي الأمر - فيما ظهر لي في تدبر المسألة والله أعلم - في القنوت له ثلاثة أحوال :
الحال الأولى : أن يأذن في القنوت إذنًا لفظيًا ، فيوجِّه بالقنوت ، وهذا أمره واضح ، فإنه يُشرع القنوت .
فأجاب :
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في النوازل ، ويُقنَتُ في النوازل في جميع الفرائض ، لكن متى يُشرع القنوت ؟ يُشرع القنوت إذا نزلت بالمسلمين نازلة ، وهذا القنوت أمر عام ، فالصحيح أنه موكول إلى ولي الأمر ، فإذا أذِنَ فيه ولي الأمر فهو مشروع ، وحال ولي الأمر - فيما ظهر لي في تدبر المسألة والله أعلم - في القنوت له ثلاثة أحوال :
الحال الأولى : أن يأذن في القنوت إذنًا لفظيًا ، فيوجِّه بالقنوت ، وهذا أمره واضح ، فإنه يُشرع القنوت .
الحالة الثانية : أن يأمر ولي الأمر بترك القنوت ، فيَنهى عن القنوت نهيًا واضحًا ، فيُوجَّه الأئمةُ بعدم القنوت ، فهنا لا يُشرع القنوت .أقول ونحن على ذلك
الحال الثالثة : أن يسكت ولي الأمر ، فلا يأذن ولا يمنع ، وفي هذه الحال يُنظر إلى القرائن - فيما ظهر لي والله أعلم - ، فإن دلَّت القرائن على أنه يمنع من هذا امتُنِع ، وإن دلَّت القرائن على أنه يرضى به فإنه يُقنت .....
(ثم قال) إذا جاء الإذن من الجهة المسئولة في المساجد فهي التي تمثِّل ولي الأمر . أ.هـ
من شرح الأصول الثلاثة في درسه في المسجد النبوي في موسم حج 1429-1430 هـ .
ومن أراد التزود في المسألة فهناك بحث مفيد للشيخ أبي عمار ياسر العدني حفظه الله منشور في شبكة العلوم السلفية وسوف يضع إخواننا في الإشراف رابط البحث في النهاية،وهناك بحوث واسعة لبعض الباحثين في جامعة الأمام سعود رحمه الله.
*****
الشبهة الثانية
قولهم لماذا تٌطالبونا بالقنوت وأنتم لم تقنتون لغزة
أقول :أولاً:حصركم (حزب الإخوان) القياس بغزة خطاء وتحجر وإلا فهناك مصائب حلت على المسلمين في شتى المعمورة فلماذا تتغنون بغزة وتتغافلون عما هو أفضع من غزة كما حصل للمسلمين في بورما ومالي ومن قبل في البوسنة وكشمير وكوسوفا من حرب أبادة جذرية ....الخ
أم أن السفارات لاتسمح وستغضب حكوماتها وستصنفكم إرهاباً ،أم أن قضية فلسطين أصبحت شماعة لكل من أراد كسب الشعوب كما فعل الخميني بتبنيه لقضية فلسطين ، واليوم أحفاده يرفعون شعار الموت لامريكا والموت لاسرائيل ...
فشرع الله وأحد للجميع فلايخصص عام ولايقيد مطلق.
ثانياً: هب أننا أخطأنا تُجاه غزة بعدم القنوت لهم ، فهل هذا مسوغ لكم في ترك شئ من شرع الله عناداً أو نكايةً ، وإلا والله فإنني سمعتُ الشيخ يحيى حفظه الله ونصره أيام الأعتداء اليهودي على غزة وأنا في حاضراً في درسه بدماج يقول : لايُنكر على من قنت ولا على من ترك، فضلاً بتصريح الشيخ نصره الله بالقنوت لغزة وأنها كانت نازلة كما ستقرأء في نقل أخينا العفري التالي.
ثالثاً: لما لايُعمم الإنكار على كل من يقنت لغزة كمفرق حبيش والحديدة والفيوش ...الخ وكذا بقية المساجد في بلاد الحرمين وغيرها
قال الأخ الفاضل والباحث المفيد علي العفري حفظه الله :
أما قول بعضهم كيف نخص أهل السنة في دماج بالقنوت ولم نقنت لأهل غزة وغيرهم ممن نزلت بهم نازلة فالجواب قد ذكر شيخنا يحيى جواباً مفيداً ماتعاً عندما سئل عن هذه الشبهة وكان السائل أخونا الشيخ خالد الغرباني فإن كان متوفراً فليرفع لنا وملخصه أن الاعتداء ليس بسواء و أشار إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال : وَمَنْ اخْتَصَّ مِنْهُمْ بِفَضْلِ عَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ ذَلِكَ الْفَضْلَ كَمَا قَنَتَ لِلْقُرَّاءِ السَّبْعِينَ اهـ [ مجموع الفتاوى 11/126]فالاعتداء على طلاب العلم غير الاعتداء على غيرهم على أن ما نزل بأهل غزة نازلة يشرع فيها القنوت وبدون أدنى شك .
*****أما قول بعضهم كيف نخص أهل السنة في دماج بالقنوت ولم نقنت لأهل غزة وغيرهم ممن نزلت بهم نازلة فالجواب قد ذكر شيخنا يحيى جواباً مفيداً ماتعاً عندما سئل عن هذه الشبهة وكان السائل أخونا الشيخ خالد الغرباني فإن كان متوفراً فليرفع لنا وملخصه أن الاعتداء ليس بسواء و أشار إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال : وَمَنْ اخْتَصَّ مِنْهُمْ بِفَضْلِ عَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ ذَلِكَ الْفَضْلَ كَمَا قَنَتَ لِلْقُرَّاءِ السَّبْعِينَ اهـ [ مجموع الفتاوى 11/126]فالاعتداء على طلاب العلم غير الاعتداء على غيرهم على أن ما نزل بأهل غزة نازلة يشرع فيها القنوت وبدون أدنى شك .
الشبهة الثالثة
قولهم مع اعتقادهم بإسلام الرافضة الحوثيين لايقنت على المسلمين
أقول : يجوز القنوت على الخوارج والبغاة من المسلمين كما قنت امير المؤمنين عي بن أبي طالب رضي الله عنه على الخوارج ويُشرع القنوت على كل خارج علي ولي الأمر فكيف بمن جمع بين الخروج والرفض والزندقة بل والأعتراض على الشريعة حكماً للناس (في الحوار الوطني)
وقد قنت علياً رضي الله عنه على الخوارج فلما أنكر عليه بعضهم قال :
إنما استنصرنا على عدونا اهـ
قال الشيخ يحيى - نصره الله وحفظه _ : الأثر أخرجه عبد الرزاق في المصنف عن هشيم عن عروة الهمداني عن الشعبي عن علي والإسناد صحيح وعروة الهمداني أبو فروة ثقة.
الشبهة الرابعة
قولهم : صحيح أن القنوت مشروع في النوازل لكن لم يُفتي أهل العلم بالقنوت لأجل دماج
أقول ومن الله التوفيق: الجواب عن هذه الشبهة من وجوه:
أولاً: متى كنتم تتقيدون بكلام أهل العلم من قبل ومن بعد ، إلا ماوافق هواكم فقد أفتى علماء الأسلام بوجوب الجهاد ونصرة أهل دماج كالعباد والفوزان واللحيدان ومحمد بن هادي المدخلي وربيع بن هادي المدخلي حتى الجابري المعروف خلافه مع أهل دماج وغيرهم كثير بل لا أعرف مخالفاً في ذلك من علماء الدنيا المعتبرين بل حتى المخالفون لدماج ، وأنتم لم تصرحوا في مراكزكم بالجهاد وتحرضون لذلك بل خذلتم ونفرتم وثبطتم، فمن الذي مع العلماء نحن أم أنتم؟ ولماذا أخذتم وأنتقيتم من فتاوى العلماء فقط ما أردتم ووافق هواكم؟
ثانياً:العلماء المفتون بالجهاد ممن ذكرنا لزاماً أن يُفتون بالقنوت لأن الجهاد بالسنان الأصل وباللسان تبع وقد أفتوا بالقنوت كمحمد بن هادي المدخلي حفظه الله وهاكم نص السؤال وجوابه:
أيشرع لنا أهل اليمن القنوت لأخواننا في دماج أم لا يشرع ؟
الجواب - فقال حفظه الله :
نعم يشرع لهم القنوت وكيف لا يشرع.
تابع البقية بالرابط
http://aloloom.net/vb/showthread.php?t=10663
ثالثاً : هاتوا لنا من لايرى القنوت لدمّاج ،أفيدونا أفادكم الله
وفي الختام
إخواني ، إن كانت أيدينا قد قصرت عن نصرتهم ، فلا ينبغي أن تقصر ألسنتنا عن الدعاء لهم.
فنحن نرى أن القليل من يقنت لهذه النوازل العظيمة ، فما هو المانع ؟؟ فليقنت الجميع في الفرائض ، في المساجد وفي البيوت ، في صلاة الجماعة ، وفي غير الجماعة لمن لم يحضرها ، وكذلك النساء في البيوت.
فالصحيح أن قنوت النازلة يستطيع أن يفعله كل أحد هذا وعلى أئمة مساجدنا دعاة الخير والإيمان أن يحيوا هذه السنة لعلّ الله أن يفرّج كرب إخواننا المسلمين في في دمّاج وغيرها من بلاد المسلمين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم )
[رواه الإمام أحمد وأبو داود].
والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وبالله التوفيق ، والحمد لله رب العلمين.
وكتبه : أبو الخطاب فؤاد بن علي السنحاني
رزقه الله العلم النافع والعمل الصالح
الخميس2صفر1435
&&&&
من باب الفائدة
أحببت تزويد محبي الخير ومحيي السنن ببعض الروابط في شبكتنا السلفية العلمية النقية حول مسائل قنوت النازلة
(مسائل مهمة في قنوت النوازل) حكم رفع البصر إلى السماء عند القنوت؟(الشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري - حفظه الله -)آ
http://aloloom.net/show_fatawa.php?id=133
***
[ مشروعية القنوت في النوازل ] لأبي يوسف حميد بن علي الجمالي
http://aloloom.net/show_book.php?id=574
***
نصيحة ثمينة من الإمام ابن باز رحمه الله فيها سؤال عن قنوت النازلة
http://aloloom.net/vb/showthread.php?t=10611
تعليق