بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعينأما بعد :
فهذا يوم السبت 27 محرم 1435 هجري الموافق 30/11/2013م هو اليوم الثالث والخمسون من الحصار والحرب المستمران على أهل السنة في دماج حرسها الله من كل سوء ومكر.
وﻻزال السكوت مستمرا والصمت قائما على هذه الجرائم التي ترتكب في حق اﻷبرياء من نساء وأطفال وطلاب علم وكأن ما يحدث في دماج فلم يتفرج عليه الناس ولا حقيقة له والله المستعان ولا حول ولاقوة إلا بالله.
فالحال في دماج لا تصفه الكلمات ولا العبارات والواقع لا يوصف إلا بأن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
فالمنازل تشكوا من تهدمها وإحراقها والمساجد تشكوا من الاعتداءات عليها وتدميرها والملاجئ الغير لائقة تكتض بقاطنيها من النساء واﻷطفال المرعوبين الخائفين واﻷمراض واﻷوبئة قد زادت وانتشرت والجرحى يئنون من شدة جراحهم ومن شدة البرد والقتل يزداد يوما بعد يوم والجوع يفتك بكثير من اﻷسر الفقيرة وحتى الغنية فكلهم سواء في الحصار والعالم كله ساكت وراضي بما يحدث ﻷكثر من خمسة عشر ألف نسمة من القتل والحصار والدمار إلا من رحم الله ممن قام لمناصرة إخوانه وذهب إلى جبهات القتال لردع الظالم الباغي الحوثي المجرم.
وهذا يوم السبت مثل سابقه من اﻷيام أصبح الناس فيه على أصوات الرشاشات والقناصات المحيطة بالمنطقة من جميع الاتجاهات فلا أحد يستطيع أن يمشي في طريق ولا يقضي غرض طيلة النهار فالناس إما في الخنادق وإما في الملاجئ والبدرومات في النهار وفي الليل يزودون أنفسهم للنهار وهكذا. وقد كان يوم أمس مثل غيره من اﻷيام القنص مستمر والضرب بالرشاشات كذلك مستمر على جميع اﻷماكن ومن كل الاتجاهات لا يستطيع الناس أداء صلاة الجمعة ولا الذهاب إليها فالمساجد مستهدفة والطرقات غير آمنة فمن استطاع أن يجتمع مع جاره وصلى فعل وإلا فكل واحد في منزله ولا حول ولاقوة إلا بالله الشعائر عطلت والمساجد دمرت والحرمات انتهكت فأي دين ينشده الرافضة الحوثيون قاتلهم الله
. واستمر القنص طيلة اليوم مع الضرب بقذائف اﻵر بي جي وقد استشهد فيما نحسبه والله حسيبه جراء القنص الولد أنس بن طه البراحي رحمه الله بطلقة قناص حوثي دخلت تحت عينه اليمنى وخرجت من رأسه نسأل الله أن يرحمه وأن يعصم قلب والديه
. ثم لما أقبل الليل يشتد البرد ويشتد معه ضرب الحوثيين بالرشاشات وقذائف اﻵر بي جي والقنابل والحمد لله الذي سلم إخواننا من شرها ونسأل الله اللطف والعفو والعافية.
تعليق