يا أمة محمد هذا هو حال دماج الآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلاة وسلامًا على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعينبسم الله الرحمن الرحيم
ماذا أقول؟
وبماذا أبدأ؟
وعن أي شيء أصف؟
هل أصف حال الأطفال؟
أم حال النساء؟
أم حال الشيوخ؟
أم حال نقص الغذاء؟
أم انعدام الدواء أم حال الجرحى؟
أم حال القصف المذهل الشديد بجميع أنواع الأسلحة الذي اهتزت منه الجبال؟
أم حال المساجد ؟
أم حال المكتبات والمصاحف؟
أم حال البيوت؟
أم حال المزارع المدمَرة؟
أم حال الخدمات العامة والخاصة؟
فإن قلت صف لي الأطفال: هم في رعب وخوف وذعر شديد لا يهنئون بنموم ولا أكل و لا شراب ولا أمن ولا أمان، وقد جُرح منهم أعداد وتوفي منهم عدد.
وإن قلت الأمهات: فهن في الملاجئ في حالة يعلمها الله، كل واحدة منتظرة لخبر قتل زوجها أو أبنها أو جرحهم، فهن في هم وغم وخوف وألم شديد.
وإن قلت الشيوخ: قلت لك وهم كذلك في حالة صعبة، وبعضهم فيه أمراض السكر والضغط وغيرها لا يجدون العلاج ولا الدواء، وهم في خوف وهمٍ وغمٍ وكل واحد ينتظر متى يقال لهم ولدك قتل أو جرح.
وإن قلت الغذاء: فأي غذاء والحصار مطبق من جميع الاتجاهات وإن وجد فالشيء القليل الذي لا يسد رمقًا ولا يشبع جائعًا.
وإن قلت الدواء: فأين الدواء والحصار شديد والجرحى يتزايدون يوما بعد يوم وجراحاتهم مفكوكة في الهواء والغبار، فأكثر من مئاتي جريح لا يجدون الدواء ولا العمليات ولا الاسعافات، خرج بعضهم وأمعاؤه خارجة لها أيام فأسعف فمات في المستشفى، وهذا رجله مكسورة وهذا يده، وهذا امتلئ جسمه بالشظايا وهذا وهذا.
وإن قلت القصف: فآهٍ من القصف وما أدراك ما هو، لا ينقطع لا ليلا ولا نهارًا، تارة بالدبابات وتارة بالراجمات وتارة بالمدرعات وتارة بالهاونات، وتارة بالشاشات، والمعدلات والمدافع وتارة بالقناصات، لا يستطيع الواحد منهم أن يتحرك في نهاره خوفا من قنص الموت، ضرب من جميع الاتجاهات وضرب على كل شيء في دماج، لم يسلم من هذا القنص لا حي ولا حجر وزرع ولا ثمر، ولا حطب
وإن قلت المساجد: فقد قصفت وكسرت وأهلها في الصلوات، ومزق مصاحفها بالأسلحة الثقيلة، وفراشاتها وكرس أركانها، وقتل فيها أعداد الصالحين وهم ركعٌ سجدٌ لله تعالى
وإن قلت البيوت: فقد كسر الكثير، وأحرق بعضها، وكرس آخر وأصبح البعض لا ينام فيها وإنما في الملاجئ، وكذلك غرف العزاب على هذا الشكل.
وإن قلت المزارع: فقد وجهت عليها القاذفات الثقال حتى دمر الكثير منها، وأتلفت شجرها وثمارها، فلم يكتفوا بالحصار الخانق حتى دمروا المزارع وثمارها لتزداد معانات المساكين، بل وأحرقوا الأحطاب لكي لا ينتفع به هؤلاء المحاصرون.
وإن قلت الخدمات العامة والخاصة: فلم تسلم المستوصفات و لاالمستشفى ولا المدارس ولا مشروع المياه ولا خزانات المياه، ولا الكهرباء ولا مضخات المياه ولا الصيدليات فقد ركز الحوثي - قاتله الله - عليها لكي لا يتداوى أهلا بها
وإن قلت المكتبات والمصاحف:فلم تسلم من عدوان الحوثي فقصدها وتعمدها بجميع الأسلحة، يريد أن يحرق علمنا وديننا وسيرة أسلافنا، ومنهجنا الذي ندرسه ونسير عليه، وورثناه جيلا بعد جيل من لدنا إلى رسولنا صلى الله عليه وسلم.
فبعد هذا كله ماذا تسمي هذه المعانات وهذه الحالة ؟
أليست حرب إبادة ؟
أليست كارثة إنسانية؟
أيجوز السكوت على هذا الإجرام أو التواني أو التكاسل؟
أيجوز بعد هذا التحاور مع الحوثي في مؤتمر الحوار وتقديم التنازلات له، أو السكوت عن جرائمه.
يا أمة محمد اتقوا الله في أهل دماج
فإن الله سائلكم عنهم فماذا تجيبون
والحمد لله رب العالمين
فإن الله سائلكم عنهم فماذا تجيبون
والحمد لله رب العالمين
تعليق