بســـــم الله الرحمــــن الرحيــــــم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف أنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين، أما بعد:
فيقول الله سبحانه وتعالى: ) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ( آل عمران: 126
ويقول جل في علاه: ) وَلاَ تَهِنُوْا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُوْنُوْا تَأْلَمُوْنَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُوْنَ كَمَا تَأْلَمُوْنَ وَتَرْجُوْنَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُوْنَ وَكَانَ اللهُ عَلِيْمًا حَكِيْمًا ( النساء: 104
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَة" أخرجاه في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه:" الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ"
فانطلاقا من هذه الآيات وهذه الأحاديث الشريفة ونظائرها نناشد كل من له غيرة إسلامية وأخوة دينية في اليمن وخارج اليمن أن يهبوا لنصرة إخوانهم المستضعفين في دماج الخير مركز الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله بأموالهم وأنفسهم. قال تعالي ( لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء: 95
ولا يخفى على العالم ما يحصل في هذه الأيام في اليمن مما يفعله الرافضة الحوثيون المجوس الكافرون عملاء أمريكا وإيران بطلاب العلم والعلماء والدعاة إلى الله جل وعلا من سفك لدمائهم وتخريب لديارهم ومساجدهم وترويع لنسائهم وأطفالهم كل ذلك في الأشهر الحرم التي كان مشركو العرب يتورعون عن القتال فيها أما هؤلاء فهم للقتال فيها يبتدئون وللحروب فيها ينشئون قاتلهم الله أنى يؤفكون.
وقد بلغ عدد القتلى إلى يومنا هذا حوالي مائة قتيل وأما الجرحى فأضعافهم مع فرض لحصار مطبق عليهم لأكثر من شهر ومنع لدخول منظمات الإغاثة الدولية وقد نقل عدد محدود من الجرحى إلى صنعاء بعد جهد جهيد لا يتجاوز عُشر المصابين لمنع الرافضة دخول هذه المنظمات عند بوابة دماج، هذا مع ندرة الأغذية والأدوية وبعض إخواننا يموت متأثرا بجراحه، فاللهم لطفك بالعباد يا أرحم الراحمين.
ونحن نشكوا إلى الله سوء الحال ونأمل منه سبحانه حسن المآل.
قال تعالي (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ) آل عمران: 169 - 171
فالوضع سيء للغاية بيوت مهدمة، مساجد مدمرة، أشلاء مقطعة، نساء مرملة، أطفال ميتمة...
والأسوء من هذا وذاك قصف مستمر صباح مساء وقتلى وجرحى يتساقطون في متارسهم دفاعا عن أنفسهم وأعراضهم وأموالهم. المقتول منهم دفناه ونحسبه عند الله شهيدا لقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» أخرجه أحمد من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه.
ومن جرح منا حاولنا علاجه وواسيناه بقول نبينا صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كُلِمَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ كُلِمَ فِي سَبِيلِهِ، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُرْحُهُ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ جُرِحَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ مِسْكٍ ".
وأما في الأسبوع الأخير فلا تسأل عن القتلى الذين سقطوا نسأل الله أن يتقبلهم شهداء، فقد حاول الحوثيون اقتحام دماج فأخذوا يضربون بكل ما أوتوا من أسلحة فتاكة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة (دبابات، صواريخ كاتيوشا، مدافع، مضادات الطيران، رشاشات...) ومن كافة الجهات المحيطة بالبلاد ثم أخذوا يزحفون بأعداد كبيرة جدا ولكن بفضل الله وكرمه وقوته تصدى لهم أبطال التوحيد والسنة رجال الإسلام الذين رفعوا لواء العلم والجهاد ودحروا الحوثيين رغم الضعف وقلة الأسلحة فالله سبحانه وتعالى يقول ( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الأنفال: 17
فأردَوا المجوس الحوثيين صرعى وجرحى ومدبرين على أعقابهم لا يلوون على شيء، ثم استمر هذا الزحف وهذا الكر والفر لمدة ثلاثة أيام متتالية سقط فيها من إخواننا أعداد الشهداء نحسبهم كذلك.
ثم توقف زحفهم لكن مدافعهم ودباباتهم لم تتوقف فلا يزال القصف مستمرا من فوق رؤوس الجبال على المساجد والديار إلى هذه اللحظة وكذلك لا يزال الحصار الغاشم مطبقا.
ومازلنا ندفن قتلانا ومازال جرحانا يتألمون من جراحاتهم البليغة.
ولكن بفضل الله ومنه وكرمه ورحمته بالعباد أن يسر للمؤمنين جبهة العز والشرف والبطولة جبهة كتاف فهي بحمد الله في تقدم ودحر للحوثيين وقد جعل الله فيها الخير الكثير وهي تزخر بالرجال الأبطال والأسود الشجعان ولكنها تشكو من ضعف الدعم وقلة الذخائر وهي الآن تبعد عن دماج حوالي الأربعين كيلومتر وتواجه هجمات شرسة من الزنادقة الحوثيين.
فالله الله إخواني في الله في نصرة هذه الجبهة المباركة بالمال والرجال لفك الحصار عن المظلومين، والحمد لله فنحن في نصر وعزة من الله القوي المتين رغم الضعف والجراح.
وأخيرا قال تعالى: ( وَلاَ تَهِنُوْا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ) النساء: 104
والحمـــــــد لله رب العـــــــالمـــــيــــــن
كتبه أخوكم في الله
أبو البراء ماهر بن عبد السميع المصري أصلا التونسي مولدا ونشأة
اليمني إقامة
بدماج الخير تحت القصف الشديد
في الخامس من شهر محرم الحرام لعام 1435هـ
أبو البراء ماهر بن عبد السميع المصري أصلا التونسي مولدا ونشأة
اليمني إقامة
بدماج الخير تحت القصف الشديد
في الخامس من شهر محرم الحرام لعام 1435هـ