بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه عبارات يسيرة ، وإشارات لطيفة ، وإلماحات وجيزة بترجمة لداع بصير من دعاة السنة في وادي حضرموت وواعظ مؤثر وخطيب بليغ وبطل شجاع وقائد محنك وأمير تبة للحضارم بأرض الشرف والبطولة وميدان العز والكرامة بكتاف من وائلة الخير .هو أخونا المفضال والداعي المبارك والمُعلِّم المؤدب والقارئ المجيد :
أبو عاصم خالد بن سالم الصويل رحمه الله تعالى وتقبله شهيدًا .
أبو عاصم من أهالي تريس قرية من قرى سيئون بحضرموت الوادي .
أبو عاصم أحد زملاء الطلب بدار الحديث السلفية بدماج وقد لازم الطلب حتى قتل رحمه الله تعالى وأعلى درجته .
حفظ القرآن وأتقنه وأجاد قراءته ، ومن ثَمّ حفظ من السنة الشيء الكثير .
أخ مبارك ذو خلق رفيع وذو سمت حسن وفعل جميل وصمت مع ابتسامة برَّاقة .
درَس جمة من العلوم العقيدة والفقه وأصوله وقواعده ، ومن النحو والصرف ، ومن الحديث ومصطلحه .
نبغ في أول طلبه لما أعطي من فرط ذكاء وحسن فهم والله يهب لمن يشاء من فضله وجوده وكرمه وإحسانه والله واسع عليم وذو فضل عظيم ( وما كان عطاء ربك محظورًا).
درّس ودعا وعلم وخطب وكتب وشرح ونصح وبيَّن ونفع إخوانه فجزاه الله خيرًا ، وأثابه ، وأجزل أجره ، ورفع درجته والله عنده أجر عظيم وثواب جزيل .
أقام بدار الحديث السلفية بدماج بعض الدروس رحمه الله تعالى .
وخرج داعيًا إلى قرى مختلفة من بلاد حضرموت الداخل وبعض بلدان اليمن الميمون .
مكث بُرهة من الدهر داعيًا ومعلمًا ومربيًا ومدرسًا في أكثر من مسجد بتريم وببلده تريس وغيرها من وادي حضرموت .
إذا خطب أثر ، وإذا وعظ أبلغ ، ووعظه في النفس أوقع ، وإذا درَّس أجاد وأفهم للمسائل والفوائد أوصلها إلى الأفهام .
سابق وسارع إلى سبل الخير وإلى تلبية نداء شيخنا يحيى حفظه الله تعالى لفك الحصار الأول وشارك في جميع المعارك ورابط في الثغر بوادي جبارة حتى ما بعد العيد رجع إلى دار الحديث السلفية بدماج طالبًا للعلم عند الإمام العلامة والبطل الشجاع الهمام والعالم النحرير أبي عبد الرحمن يحيى رفع الله شأنه وكبت أعداءه وحساده والماكرين به وبداره وحفظه من كل سوء ومكروه .
ولما رجع هذا الحصار الغاشم وحصل الضرب على دار الحديث هرع مسارعًا إلى وائلة الخير لنصر إخوانه المحصورين .
فلما دارت أول معركة رحاها في كتاف بين الإسلام وبين الكفر ، وبين المسلمين المؤمنين وبين الزنادقة الكافرين المعتدين الرافضة الحوثيين . قتل رحمه الله تعالى مقبل غير مدبر .
قتل رحمه الله تعالى في ليلة الجمعة (27) ذي الحجة (1434 هـ ) قاتل الله الرافضة أنى يؤفكون .
قتل شهيدًا فيما نحسبه بعد صبر وثبات وشجاعة ، وبعد أن أوجع وقتل من الزنادقة الرافضة الحوثيين الكم الكثير .
فرحمه الله رحمة الأبرار وأعلى منزلته مع الأخيار من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
ورزق أهله وولده الصبر والاحتساب ، وأخلف لهم الخير والثواب ، وأعظم لهم الأجر يوم الحساب .
والحمد لله رب العالمين
كتبها
أبو عبد الرحمن جمعان بن رمضان بن عوض لحمر
ليلة الثلاثاء ( 2 ) محرم ( 1435 هـ ) بسيئون حضرموت الوادي
أبو عبد الرحمن جمعان بن رمضان بن عوض لحمر
ليلة الثلاثاء ( 2 ) محرم ( 1435 هـ ) بسيئون حضرموت الوادي
تعليق