دماج اصبري فأنتِ منصورة بإذن الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الملك الجبار العزيز المتكبر، القابض الباسط المهيمن، القائل في كتابه الكريم: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } [غافر: 51، 52]بسم الله الرحمن الرحيم
والقائل عز وجل:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ الله عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا الله وَلَوْلَا دَفْعُ الله النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ الله كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 39، 40]
والقائل عز وجل: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ الله أَلَا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ } [البقرة: 214]
والقائل عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [الروم: 47]
والقائل عز وجل: { وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ الله وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: 13]
والقائل عز وجل: {وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور: 55]
والقائل عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]
وصلى الله وسلم على محمد الأمين القائل: " يَا غُلامُ، أَوْ يَا غُلَيِّمُ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ الله بِهِنَّ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: " احْفَظِ الله يَحْفَظْكَ، احْفَظِ الله تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَإِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ الله، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْ بِالله، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ الله عَلَيْكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ الله عَلَيْكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " رواه الإمام أحمد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
والقائل صلى الله عليه وسلم : «إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا» عن أبي هريرة متفق عليه
والقائل صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا الله العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ» ، ثُمَّ قَالَ: «اللهمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ» متفق عليه عن عَبْدُ الله بْنُ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه
إخوتي في دماج اعلموا أنك منصورون وأنكم حماة الإسلام، والمدافعون عنه، وأن الله عزوجل اتخذكم لنصر دينه وإعلاء شعائره، والدفاع عن عرين الدين، وأن بصبركم وثباتكم وشجاعتكم حميتم الإسلام الصحيح في كل مكان، وهزمتهم جحافل الطغيان، وهذا فضل الله عليكم ومنته وفضله، وكيف لا ينصركم ربكم وموالاكم وأنتم فيما نحسبكم
دعاة التوحيد
ودعاة السنة
ودعاة العلم والتعليم
وحملة الشريعة
والعابدون لله ليلا ونهارا
والصابرون المحتسبون المرابطون
و الداعون للأمن والأمان
والحافظون لكتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم
و من أسهرتم ليلكم واتعبتم أنفسكم في نهاركم من أجل هذا الدين ومن أجل انتشاره.
و من تركتم دياركم وأموالكم وأباءكم وأهليكم من أجل هذا الدين
فكيف لا ينصركم ربكم ويعلي شأنكم ويهزم عدوكم ويذل معارضيكم
والله إننا واثقون بنصر الله لنا ولكم فاصبروا، فما هي إلا أيام قلائل وتظفرون بالنصر بإذن الله تعالى
وعدوكم ما استفاد شيئا من قتالكم، فلم يذلكم ولم يهنكم ولم يفتك بكم، وما أصابكم من شيء فهو في ميزان حسناتكم ودرجاتكم، فمن مات منكم فإنه شهيد بإذن الله تعالى.
وعدوكم أهانه الله وفتك به وشرد به، وتساقط بين قتيل وجريح، وأصبح قتيلهم في كل قرية وفي كل وادي وفي كل محافظة.
{وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ الله مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ الله عَلِيمًا حَكِيمًا } [النساء: 104]
والحمد لله رب العالمين
تعليق