يا حملة العلم وحماة السنة بدماج أبشروا بالنصر والتمكين في الأرض
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النساء:1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾[الأحزاب:70، 71].
أمـــــا بعد:
فيقول الله تعالى في كتابه الكريم: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
حافظ دينَه، وحملةَ دينِه.
فأهل العلم وطلابه بحفظهم دين الله، وبصيانتهم له، وذبهم عنه، ينالون من الله عزوجل الحفظ والنصرة على أعدائهم.
ويؤيد ذلك ما أخرجه الترمذي من حديث ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ النبي صلى الله عليه وسلم يَومَاً فَقَالَ: (يَا غُلاَمُ إِنّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : احْفَظِ اللهَ يَحفَظك، احْفَظِ اللهَ تَجِدهُ تُجَاهَكَ) الحديث.
فليوقن أهل السنة عامة وحملة لواءها بدماج خاصة بوعد الله لهم بالحفظ والتأييد، والسكينة والرحمة، كيف لا وهم حملة لواء العلم والسنة.
وإن القلوب لتتألم شديدا مما يقوم به الروافض الكفرة الملاعين من العدوان الحاقد على أهل السنة بدماج وقلعة العلم والهدى بما لم يفعله ألد أعداء الله، وبما لا يقره دين ولا عرف ولا شيمة، ولا غرابة في ذلك، فهم أحقد الناس على أهل السنة وعلى الإسلام والمسلمين.
أما أهل السنة بدماج، فهم والله مغبوطون، على طلبهم للعلم، على صبرهم على العلم والتعلم والتعليم، على ثباتهم، على ما هم فيه من الإقبال على عبادة الله تعالى، على ما هم عليه من نصرة السنة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ووالله إنا لتمنى وهم في حصارهم أن نكون في أوساطهم نحزن لحزنهم، ونفرح لفرحهم، كيف لا وهم خير مجتمع فوق البسيطة، فالموت معهم شهادة ورفعة في الآخرة، والحياة معهم في العلم والسنة عز وشرف في الدنيا والآخرة، فهم والله مغبوطون على ما هم فيه من حصار، لما ينالونه من الأجور العظيمة، والمقامات الرفيعة.
ومن كان كذلك والله لسنا نخاف عليه حيا وميتا.
وقد جاء في مسلم من حديث صهيب بن سنان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له}.
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ما من مسلم يصيبه أذى من مرضٍ فما سواه إلا حطَّ الله تعالى به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها}متفق عليه.
وفي البخاري من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا همٍ ولا حزنٍ ولا غمٍ ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه}متفق عليه.
وصدق من قال :
قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
فلا بد يا عبدَ الله ما دمت على الحق، ما دمت تريد إعلاء كلمة الله، ما دمت تريد نصر دين الله، لا بد من أن تبتلى {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} [البقرة : 214].
ولا بد-كما ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله- في هذه الحياة من حصول الألم لكل نفس، سواء آمنت أم كفرت، سواء اتبعت أو أبت، لكن المؤمن يحصل له الألم ابتداء ثم تكون له العاقبة والآخرة، والكافر تحصل له النعمة ابتداء ثم يصير في الألم والخزي والعذاب.
ولذلك كان من عظيم حكمة الله تعالى من ابتلاء عباده، أنه يعقب ذلك الابتلاء بالفرج والنصر والتمكين.
وقد سئل الإمام الشافعي رحمه الله كما في كتاب "الفوائد" لابن القيم رحمه الله: أيهما أفضل للرجل، أن يمكَّن فيشكر الله - عز وجل-، أو يبتلى بالشر فيصبر؟ فقال الشافعي: لا يمكَّن حتى يبتلى، فإن الله تعالى ابتلى نوحاً وإبراهيم ومحمداً صلوات الله عليهم أجمعين، فلما صبروا مكَّنهم؛ فلا يظن أحد أن يخلص من الألم البتة.
وقد بين الله عز وجل في كتابه هذه الحكمة البالغة من ابتلائه لعباده وأوليائه، في آيات كثيرة وضرب الأمثال الكثيرة لتقر ير هذا الأمر العظيم وترسيخه في قلب المؤمن.
ومن ذلك ابتلاؤه تعالى لقوم موسى وتمكينه لهم بعد الصبر والثبات على الحق، قال جل وعلا { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الذين استضعفوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوارثين وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرض وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَحْذَرونَ} [ القصص:5-6].
كل ذلك يُنال بالصبر والقيام بحق الله تعالى ونصرة دينه.
وقال جل وعلا في القصص عنهم {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [الأعراف:137].
والنصر والتمكين ينال بإقامة توحيد الله تعالى والدعوة إليه، والبعد عن الشرك وإعلان الحرب عليه {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً} [النور: 55].
وينال بالصدق والإحسان والإيمان الصادق، قال تعالى مبينا ذلك في قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وما ابتلاه الله به {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} [الصافات: 103 - 111].
ومن أراد النصر والتمكين، فإن ذلك ينال بالاستعانة بالله والتوكل عليه.
{قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف : 128].
ومن أراد أن يكون الله تعالى معه وناصرَه على أعدائه، فعليه بتقواه، واجتناب نواهيه.
قال تعالى {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل : 128].
ويقول: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران : 120]
وعليه بإقامة دين الله، بطاعته وعبادته والتضرع إليه.
يقول الله عزَّ وجلَّ: {وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً} [المائدة : 12].
هذا وعد الله عز وجل ووعده حق، وعد عباده المتمسكين بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم القائمين بحدوده، الذابين عن دينه، الناصرين لشريعته، أن ينصرهم على من عاداهم وخذلهم.
قال تعالى {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47].
وقال تعالى{وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ}[التوبة: 111].
وقال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } [آل عمران: 9].
وأهل السنة وحملة لواءها بتلك القلعة السلفية الشامخة رغم أنف الحزبيين والحاقدين والمخذلين، بتوحيد الله ونصرة دينه قائمون ويدعون ويعلمون ويؤلفون، وصبيانهم على ذلك ينشئون.
متوكلون على الله تعالى وبه يستعينون، وإليه يتضرعون آناء الليل والنهار، في السراء والضراء، في الخوف والرخاء، آمرون بالمعروف ناهون عن المنكر، قائمون بحدود الله، فكيف يخزيهم الله، وكيف يخذلهم، لا وربي، فمن كان هذا الحال حاله لن يخزيه الله أبدا، كما قد جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها في قصة بدء الوحي لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى خديجة رضي الله عنها وأخبرها الخبر قال لقد خشيت على نفسي، فقالت له: كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
وأين الرافضة عليهم لعائن الله من نصرة الله وتأييده، وهم يحاربون الله ودينه ورسوله، ودينهم الكفر والزندقة وجماع الشر فيهم، ويعادون أولياء الله وحملة دينه، وحملة لواء السنة بتلك القلعة السلفية الشامخة، التي معاداتها معاداة للإسلام، وبغضها وأهلها علامة الزيغ والضلال.
أين ملجؤ أولئك الملاعين من بطش الله إذا حل بهم.
فهم والله في خزي وعار، وهلاك ودمار.
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا * ذَلِكَ بأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ } [محمد: 7 - 11].
وما بغيهم على أهل السنة ونقمتهم عليهم إلا لما هم عليه من الحق، ولما هم عليه من نصرة الإسلام وإعلاء كلمته، ولما هم عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي بين عوارهم، وفضح وكشف أوكارهم، أينما حلوا وارتحلوا، وصواعق الحق من أهل السنة على رؤوسهم دامغة.
قال تعالى {وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: 7 - 12].
لكن عسى الله أن تكون هذه الابتلاءات تمهيدا عظيما للرفعة العظيمة التي ينالها أهل السنة بدماج بثباتهم وصبرهم على مر الأيام والسنين.
قال تعالى: {وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لكُم وَعَسَى أَن تُحِبوا شَيئًا وَهُوَ شَر لكُم وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ}.
وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه وجاء عن غيره أن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحقِّ، لا يضرُّهم مَن خذلَهم حتى يأتي أمرُ الله وهم كذلك".
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحابَ الحديث، فلا أدري مَن هم!" رواه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص:2) وهو صحيح.
وأهل السنة بدماج ذروة أهل الحديث والسنة في هذا الوقت بفضل الله تعالى، فسينصرهم الله على أعداءهم من الروافض الكفرة وغيرهم، وعلى مخذليهم من الحزبيين على مختلف اتجاهاتهم بإذن الله تعالى.
قال الله تعالى {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139] .
وقال تعالى ﴿إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾[الحج:38].
يقول الله عز وجل ﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ﴾[الرعد:17].
وكيف لا يخزي الله الرافضة الملاعين، وهم يحاربون الله تعالى بعدائهم لأهل الحق وأوليائه جل وعلا.
وقد قال تعالى في الحديث القدسي {من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب}.
كما ندعو هؤلاء الحاقدين على دعوة الإمام الوادعي -رحمه الله- وخليفته من بعده العلامة يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله- من أصحاب الحزبية الجديدة والمجادلين عنهم، إلى ترك التلاعب بعقول الناس، يدعون الناس إلى نصرة أهل السنة بدماج، ويطعنون في شيخها وقلبها، وهم بذلك يخذلون الناس عن نصرتهم ومؤازرتهم.
وليعلموا أن أهل السنة بدماج ربهم ينصرهم ويهيؤ لهم جنده، وليسوا بحاجة لهم ولأمثالهم من المنافحين عن الحزبيين ما داموا على هذا الحال، وأن شيخنا يحيى -حفظه الله- ودار الحديث بدماج شيء واحد، فهو شيخها ومربيها والقائم عليها، وكل من فيها معه على الحق لما عندهم من الدلائل والبينات.
ولو أن هؤلاء المخاذيل أرادوا حقا الدعوة إلى الوقوف مع أهل السنة بدماج، فعليهم بما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة وأيضا عن أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ}.
هذا، وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
تعليق