تويت
وصايا تتعلق بالمسائل الحربية
لأُمراء حلف النصرة أيدهم الله بنصره
لأُمراء حلف النصرة أيدهم الله بنصره
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل :
﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾ الحج ( 39 ) .
والقائل :
﴿ انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّـهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ ﴿41﴾ ﴾
التوبة (41)
والقائل :
﴿ إِنَّ اللَّـهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّـهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّـهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ ﴿١١١﴾ ـ إلى قوله تعالى ـ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ ﴿١١٢﴾ ﴾ الأنفال(111 ـ 112)
والقائل :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿١٠﴾ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿١١﴾ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٢﴾ ﴾ . الصف (10 ـ 12 ) .
والصلاة والسلام على رسول الله القائل :{ انصر أخاك ظالما أو مظلوما } خ (2444) والقائل :{ مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } . البخاري ومسلم واللفظ له ، أما بعد ،
فهذه وصايا كالدرر، انتقيتها من علوم العسكر، وعززتها بآيات من الذكر وعلوم الأثر، زبرتها لمن لبى النداء وأتى ، ساعيا إلى ساحات الوغى ،فنقول وبالله التوفيق:
إذا أستمر الحوثي في غيه وعدوانه على طلاب العلم والدعاة إلى الله وقبيلة وادعة في بلاد دماج وغيرها من أهل السنة في البلاد اليمنية بدون رادع أو وازع دينيا أو أخلاقيا ، وفي ظل هذا الصمت الرهيب والمريب من قبل الدولة اليمنية وقياداتها العلياء سواء كانت الرسمية أو العسكرية والأمنية وعدم القيام بواجبها الشرعي والعرفي في رفع الظلم عن مواطنيها وردع الجماعات المارقة وبسط الأمن في البلاد وتأمين العباد ، فإننا نوصي أهل الحمية وأعمدة الدين، أشراف اليمن ومعدنه الثمين أمراء حلف النصرة ورجالاته الميامين بما يلي :
الوصية الأولى :
تشكيل فرق للعمليات الخاصة
عن جابربن عبدالله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" من لكعب بن الأشرف ؟ فإنه قد آذى الله ورسوله" . فقام محمد بن مسلمة فقال يا رسول الله أتحب أن أقتله ؟ قال : " نعم " قال فأتاه فقتلوه . متفق عليه
وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : بعث رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ رهطا ( من الأنصار) إلى أبي رافع ( ليقتلوه ) ( وكان أبو رافع يؤذي رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ويعين عليه ) فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا وهو نائم فقتله . البخاري
المهام :
وتكون مهامها الأساسية الإثخان في العدو وتكون عملياتها في عمقه ؛ كمائن ، جندلة رؤوس الفتنة وخطف لعناصره المهمة ، تدمير إمداداته ، أماكن تجمعه ، منشئاته العسكرية ، جمع المعلومات عن تحركات العدو وعملياته المستقبلية لتدميرها مسبقا إن أمكن أو افشالها أو التأهب لها في الوقت والمكان المناسبين . الخ
عناصرها :
وتكون عناصرها من الكوادر الشابة القادرة على تحمل أصعب الظروف .
تدريبها :
ويجب أن تدرب في فترة زمنية قصوى على المهارات القتالية واحترافية الأداء وجودته ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يقيض من أهل السنة من يقوم بعملية الإعداد والتدريب والتجهيز .
الوصية الثانية :
الجانب التكتيكي والإداري :ــ
1) توزيع المواقع والقطاعات الجهادية في جبهات القتال على أساس القبيلة أو المنطقة إلا من عرف من طلاب العلم أمن أشتهر بحبه للسنة وذلك حتى لا يدخل فيكم من ليس منكم .
2) تقارب مواقع القطاعات الجهادية ما أمكن حتى تكون السيطرة عليها من قبل الأمراء ممكنة وتكون عملية الإمداد والتعزيز أيسر وأسهل ، وأن تكون رقعة الأرض متناسبة مع عدد القوة .
3)حفر الخنادق ولنا في رسول الله أسوة حسنة .
4) الاستعداد والتجهيز – حسب الإمكانيات المتوفرة - للتقلبات والتغيرات الجوية من مطر وبرد وحر .
الوصية الثالثة :
الإعداد والتدريب
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ ( الأنفال 60 )
وقال نبي الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فيما أخرجه الإمام مسلم ( 1917 ) رحمه الله تعالى من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه :{ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إنَّ القوة الرمي ألا إنَّ القوة الرمي ألا إنَّ القوة الرمي }
وقوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه :{ ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا } . البخاري (2889)
1) الاهتمام بمسألة تعليم الرماية والإعداد والتدريب السريع والتحذق للقتال حسب الإمكانيات المتاحة ومتطلبات المرحلة .
الوصية الرابعة :
الجانب العملياتي :
عن أبي هريرة وجابر رضي الله عنهما قالا : قال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " الحرب خدعة " متفق عليه .
وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : { ولم يكن رسول الله ـصلى الله عليه وعلى آله وسلمـ يريد غزوة إلا ورَّى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة ـ يقصد تبوك ـ ، غزاها رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ في حر شديد ، واستقبل سفراً بعيداً ومفازاً ، وعدواً كثيراً فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم . فأخبرهم بوجهه الذي يريد } البخاري واللفظ له ومسلم .
1) منازلة العدو حيث تريدون أنتم لا حيث يريد هو .
2) التركيز على العمليات النوعية الموجعة ، وإتباع طرق الكر والفر في العمليات الهجومية .
3) اتبعوا طرق الهجوم المباغت والضربات الإستباقية .
4) التريث في التقدم عند دحر العدو من بعض مواقعه وتقهقره إلى الخلف أو انسحابه منها حتى لا يجركم إلى فخ نصب مسبقا أو إلى أرض مفتوحة أو غير معروفة طبيعتها وتضاريسها لديكم .
5) عدم التشبث بالأراضي المفتوحة .
6) التخطيط والتنسيق المسبق لأي عملية قتالية مهما كان حجمها .
7) التريث في اتخاذ القرارات المهمة هذا في الهجوم أما في الدفاع فالأمر يحتاج إلى حنكة وسرعة مبكرة في اتخاذ القرار في الوقت المناسب خصوصا في مسائل الانسحاب من قطعة أرض ما إذا اقتضت الحاجة لذلك ، وما قام به خالد – رضي الله عنه – في غزوة مؤتة ليس عن علمكم ببعيد ، كما يجب أن تكون هناك خطط تعد مسبقا لأمور محتملة قد يتوقع وقوعها من قبل العدو .
8) مشاورة أهل الخبرة والدراية قبل القيام بأي عمل قتالي كبير .
9) محاولة فهم نفسية القيادة المخططة للعدو وكيف تفكر وما هي الإجراءات والأساليب التي تتبعها عادة قبل أي عملية عدائية وأين مكامن الضعف والقوة لديها ويتم التعامل معها على ضوء ذلك .
10) الابتعاد ما أمكن عن حرب المدن خصوصا تلك المدن التي للعدو تواجد سكاني فيها كثيف .
الوصية الخامسة :
الاستخدام الأمثل للمدفعية وغيرها من الأسلحة : ـــ
عن أبي أسيد رضي الله عنه قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يوم بدر حين صففنا لقريش وصفُّوا لنا : { إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل } البخاري (2900)
1) الاستخدام الأمثل والمركّز للمدفعية والأسلحة الثقيلة - إن وجدت - فربما قذيفة واحدة بتوفيق من الله تفعل ما لم تفعله سَرِيَّة .
2) توجيه الجند إلى الاقتصاد في الذخيرة وعدم الاسراف في اطلاق النار وكما قال العلامة الحجوري حفظه الله تعالى : لا تطلق رصاصة إلا في لحم .
الوصية السادسة :
الجانب الأمني : ــ
أ) أمن الطرق وبث العيون
عن جابر رضي الله عنه قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يوم الأحزاب : { من يأتينا بخبر القوم }متفق عليه ــــ يعني بخبر بني قريظة ـــ
وعن حذيفة رضي الله عنه قال : ولقد رأيتُنَا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ليلة الأحزاب ، وأخذتنا ريحٌ شديدةٌ وقُرّ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ { ألا رجلٌ يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة ؟ ... فقال : قم يا حذيفة ... فأتنا بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ } . مسلم ــــ يعني بخبر قريش ـــــ
1)إعداد فرق العيون ممن عرف عنهم بشدة الذكى والصلابة ليكونوا طلائع قواتنا وعيون لها داخل تجمعات العدو ولتأمين الطرق ، وضرورة سرعة إعدادهم وتأهيلهم لهذه المهمة .
ب) الحراسة الليلية
عن سهل بن الحنظليَّة رضي الله عنه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال يوم حنين :{ من يحرسنا الليلة } د (2501) .
) تشديد الحراسة الليلية في كل القطاعات الجهادية والمناوبة عليها .
ج) أمن المعلومات
) السريّة التّامة في كل العمليات الجهادية وعدم استخدام الهاتف النقال ما أمكن عند أو في أثناء المعارك أو قبلها أو نقل المعلومات المهمة عبرها وإذا كان ولابد من ذلك فيجب التحدث بكلام مشفر متفق عليه مسبقا بينكم والحرص على أن يكون ذلك ايضا بسريّة تامة .
الوصية السابعة :
الإسعافات الأولية ومداواة الجرحى
1) تشكيل فرق للإسعافات الأولية داخل القطاعات الجهادية
2) توفير ما أمكن من المعدات والعلاج الأولي لإسعاف الجرحى في جبهات القتال
3) محاولة انشاء مستشفى ميداني ولو بسيط في مؤخرة كل جبهة قتالية حسب الإمكانيات المتاحة .
وهناك أمورا أخرى لها علاقة بالمسائل القتالية لم اتطرق إليها لعلم كاتب هذه السطور إنه أحقر من أن يوصيكم بها أو أن يرشدكم إلى فحواها ليقينه بأنكم بها أعلم وأدرى .
والحمد لله رب العالمين .
بقلم / أبي عبدالله خالد بن صالح الحيدري
فجر الأحد 28 / 12 / 1434 هجرية .
تعليق