بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله أجمعين أما بعد:
قد بحت تفوه الإخوة لكافة الناس، فالصديق الحقيقي هو الذي صدقت محبته في السر والعلن والسراء والضراء وفي الأدبة وفي ساحة الوغى. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: لو كان في قلبك محبة لبان أثرها علي جسدك. ("الفوائد"/ص 77).
وأما بارد القلب سواء الذي معبر أو في غيرها فلا يشغلنا بالاتصالات فيقول: (ما الجديد؟) (أيش خبركم اليوم؟). الذي اقتنع ببيان هؤلاء الحلف التخذيل فلا يرى شرعية الجهاد في جبهتي كتاف وحاشد فإنه مخذل تعبان فلا يشغلنا بالاتصالات. ليست قضية دماج فكاهة للشامتين. نحن بين العز والفوز بالجنة إن شاء الله. قال الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ﴾ [التوبة: 52].
وأما شكاية الإخوة الأحباء من قلة مبالاة الناس كأن أهل دماج ليسوا من الناس، كفانا الله ونعم المولى ونعم النصير. جزاكم الله خيرا على ما قمتم بواجبكم وصدق محبتكم ورحمتكم. لا نعتمد على بارد القلب ولا على غيرهم من المخلوقين. قال الله تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة: 23].
قال شيخ الإسلام رحمه الله: أن اعتماده على المخلوق وتوكله عليه يوجب الضرر من جهته، فإنه يخذل من تلك الجهة، وهو أيضا معلوم بالاعتبار والاستقراء، ما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة، ولا استنصر بغير الله إلا خذل. ("مجموع الفتاوى"/1 /ص29).
وهل أهل السنة والحديث ليسوا من الناس فلا يعطون حقوقهم البشرية؟ بل هم الناس في الحقيقة. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: فالمؤمنون قليل في الناس والعلماء قليل في المؤمنين وهؤلاء قليل في العلماء وإياك ان تغتر بما يغتر به الجاهلون فانهم يقولون لو كان هؤلاء على حق لم يكونوا اقل الناس عددا والناس على خلافهم. فاعلم أن هؤلاء هم الناس ومن خالفهم فمشبهون بالناس وليسوا بناس فما الناس إلا أهل الحق وإن كانوا أقلهم عددا. ("مفتاح دار السعادة"/1/ص147).
ذلك لأن الإنسان الحقيقي هو الذي ينتفع بالنصائح الحقة، يتدبر القرآن ويعمل به. قال الله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان﴾ [البقرة/185].
المراد بالناس هنا المؤمنون المسلمون، فهُم الناس حقًّا عند الإطلاق، لأن الإطلاق يُحمل على الكامل، ولا كمال في غير المسلمين، قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله. ("فتح الباري"/تحت رقم (10)).
وقد فسّر الإمام ابن كثير رحمه الله هذه الآية: هذا مدح للقرآن الذي أنزله الله هدى لقلوب العباد ممن آمن به وصدقه واتبعه. ("تفسير القرآن العظيم"/1/ص502).
والله تعالى أعلم، والحمد لله رب العالمين.
دماج، 26 ذو الحجة 1434 هـ.
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله أجمعين أما بعد:
قد بحت تفوه الإخوة لكافة الناس، فالصديق الحقيقي هو الذي صدقت محبته في السر والعلن والسراء والضراء وفي الأدبة وفي ساحة الوغى. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: لو كان في قلبك محبة لبان أثرها علي جسدك. ("الفوائد"/ص 77).
وأما بارد القلب سواء الذي معبر أو في غيرها فلا يشغلنا بالاتصالات فيقول: (ما الجديد؟) (أيش خبركم اليوم؟). الذي اقتنع ببيان هؤلاء الحلف التخذيل فلا يرى شرعية الجهاد في جبهتي كتاف وحاشد فإنه مخذل تعبان فلا يشغلنا بالاتصالات. ليست قضية دماج فكاهة للشامتين. نحن بين العز والفوز بالجنة إن شاء الله. قال الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ﴾ [التوبة: 52].
وأما شكاية الإخوة الأحباء من قلة مبالاة الناس كأن أهل دماج ليسوا من الناس، كفانا الله ونعم المولى ونعم النصير. جزاكم الله خيرا على ما قمتم بواجبكم وصدق محبتكم ورحمتكم. لا نعتمد على بارد القلب ولا على غيرهم من المخلوقين. قال الله تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة: 23].
قال شيخ الإسلام رحمه الله: أن اعتماده على المخلوق وتوكله عليه يوجب الضرر من جهته، فإنه يخذل من تلك الجهة، وهو أيضا معلوم بالاعتبار والاستقراء، ما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة، ولا استنصر بغير الله إلا خذل. ("مجموع الفتاوى"/1 /ص29).
وهل أهل السنة والحديث ليسوا من الناس فلا يعطون حقوقهم البشرية؟ بل هم الناس في الحقيقة. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: فالمؤمنون قليل في الناس والعلماء قليل في المؤمنين وهؤلاء قليل في العلماء وإياك ان تغتر بما يغتر به الجاهلون فانهم يقولون لو كان هؤلاء على حق لم يكونوا اقل الناس عددا والناس على خلافهم. فاعلم أن هؤلاء هم الناس ومن خالفهم فمشبهون بالناس وليسوا بناس فما الناس إلا أهل الحق وإن كانوا أقلهم عددا. ("مفتاح دار السعادة"/1/ص147).
ذلك لأن الإنسان الحقيقي هو الذي ينتفع بالنصائح الحقة، يتدبر القرآن ويعمل به. قال الله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان﴾ [البقرة/185].
المراد بالناس هنا المؤمنون المسلمون، فهُم الناس حقًّا عند الإطلاق، لأن الإطلاق يُحمل على الكامل، ولا كمال في غير المسلمين، قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله. ("فتح الباري"/تحت رقم (10)).
وقد فسّر الإمام ابن كثير رحمه الله هذه الآية: هذا مدح للقرآن الذي أنزله الله هدى لقلوب العباد ممن آمن به وصدقه واتبعه. ("تفسير القرآن العظيم"/1/ص502).
والله تعالى أعلم، والحمد لله رب العالمين.
دماج، 26 ذو الحجة 1434 هـ.
تعليق