(أحبتي في دار السنة والتوحيد بدماج هذه مواقف يختار الله لها من شاء من عباده)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فيا أهل السنة في دماج إن الله عز وجل قد اختاركم وهيأكم لحمل دينه، والدفاع عن شريعته، والذود عن حياض ملة الإسلام، في هذا الزمان الذي قلّ فيه الناصحون، وكثر فيه الخائنون والمرجفون.
ومن اختاره الله لهذا فقد شرفه وأعلى منزلته في الدنيا والآخرة {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ الله وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص: 68].
فلما اختاركم الله لحمل دينه وشريعته ابتلاكم، والمرء يبتلى على قدر إيمانه وتوكله وثقته بالله قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155 - 157].
وعَنْ عَبْدِ الله بن مسعود، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ قَالَ: «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ» قُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: «أَجَلْ، ذَلِكَ كَذَلِكَ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كَفَّرَ الله بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا»
وعن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صُلْبًا، اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ، ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ، حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ، وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ» رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يَزَالُ البَلَاءُ بِالمُؤْمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى الله وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ» رواه الترمذي وغيره
وما أنتم به اليوم من الدفاع عن الإسلام والمسلمين فإن سلفكم فيه لهو نبيكم صلى الله عليه وسلم، فقد سار على هذا السبيل وعلى هذا المنهج القويم و صاحبته رضوان الله عليهم أجمعين، وأئمة الدين إلى زماننا، فأنتم لستم في طريق غريب فأنتم مقتدون بهم في الدفاع عن دينكم.
فاثبتوا ثبتكم الله وأعز قدركم وأعلى منزلتكم، فما أنتم فيه اليوم جهاد في سبيل الله تعالى، وهو تكفير للذنوب ورفع للدرجات
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ الله بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» رواه البخاري
واعلموا أن أناسا كثيرين يتمنون أن يكونوا في مكانكم، وفي مقامكم العظيمة في الدفاع عن دين الله تعالى، فلم يستطيعوا، واختاركم الله لذلك، وهيأكم لهذا الأمر الكبير.
فثقوا بالله أن الله لن يمكن لهؤلاء الأوغاد، ولن يجعل الله لهم سبيلا على أهل الحق مصداقًا لقول الله تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ الله لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: 141] وهذا ثقتنا بالله تعالى.
فهذه المواقف يختار الله لها الأبطال الصادقين المؤمنين ، لم يعهد في التاريخ أن الله يختار لمثل هذه المواقف العصاة والمبتدعة وأهل الأهواء
فنسأل الله أن يحفظكم من بين أيديكم ومن خلفكم وعن أيمانكم وعن شمائلكم
وينتقم من عدوكم
والحمد لله رب العالمين
والحمد لله رب العالمين
تعليق