تويت
إلى من ولاه الله أمرنا
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الأولين والأخيرين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والأخرين محمد الصداق الأمين وعلى آله وأصحابه الأكرمين.
أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى قد جعل على عاتق ولاة الأمور أمرًا مهما؛ وهو حماية من ولاه الله أمورهم، وحفظ أعراضهم وأموالهم وأنفسهم ، وأنهم يوم القيامة سيسألهم الله عن هذه الأمانة العظيم:
فقد قال النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ» ، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ، فَالْأَوَّلِ، وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فَإِنَّ الله سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ» متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
وولاة الأمور قد هيأ الله لهم أسباب ذلك، وبيدهم الحديد والنار وبيدهم السلطان والمال، فكانت المسؤولية عليهم عظيمة جدًا أكثر من غيرهم ، وأنهم إن فرطوا في ذلك فعليهم أوزارًا عظيمة جدًا.
فهم مسؤولون عن رعيتهم وتدبير أمورهم وحفظهم من الظلم والعدوان والبغي وتسيير أمورهم، ومصداق ذلك قول نبينا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ، قَالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلاَءِ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا
وقول رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «اللهمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ» رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها
فبيّن نبينا صلى الله عليه وسلم أن ولاة الأمور لابد أن يسعوا في رفع المشقة والظلم عن الأتباع وأن من سعى في ذلك فإن الله يرفق به ويعينه وييسر أمره.
وإن من أعظم المشقة أن يرى ولاة الأمور وينظروا إلى من ولاه الله أمرهم الله وهم يُقتلون ويُشردون ويُهانون بالأسلحة الثقيلة، وهو لا يقوم بما أوجب الله عليه من حمايتهم وتدبير أمرهم ورفع الظلم عنهم، ودفع بغي الباغي وظلم الظالم.
وإن أهل السنة في دماج هم أناس صالحون لا يعتدون ولا يبغون ولا يحبون الفتن والقلاقل وهم من أبعد الناس عنها ولله الحمد والمنة، وهم الذين يحذرون المجتمعات من الثورات والانقلابات والخروج على ولاة الأمور المسلمين، وبحمد الله لم تظهر فتنة من تحت أيديهم لا على الراعي ولا الرعية، بل لم تظهر فتنة في المجتمع إلا وحذروا الناس منها ودعوا إلى الأمن والأمان.
فكان حقهم على ولاة الأمور أوجب وآكد من غيرهم، فلهم أن يعيشوا كغيرهم من الناس في أمن وأمان ، وأن يُرفع عنهم البغي والعدوان والحصار، ولهم حق المواطنة، وهم لا يبحثون عن غير هذا ، وإنما يبحثون عن الأمن والأمان ، ويريدون أن يعلموا الناس كتاب الله العزيز وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، والأخلاق الحميدة، ويحذروا الناس الباطل والقلاقل والفتن.
ودار الحديث بدماج هي مفخرة للدولة اليمنية وتاج على رأسها، فأبناء المسلمين يأتونها من مشارق الأرض ومن مغاربها ليتعلموا الدين صافيًا نقيًا ، ويتعلموا الأخلاق الحميدة، ويرجعوا إلى مجتمعاتهم ينفع الله بهم مجتمعاتهم، وكلهم يفخر أنه تعلم في بلاد الإيمان والحكمة الخير والصلاح والعلم النافع، ويرجع إلى بلاده وقد أكن في قلبه الحب والاحترام لهذه البلاد ولدولتها ويدعو بالخير للراعي والرعية.
فهذا نداء إلى من ولاة الله أمرنا وأوجب عليه العناية بنا؛ أن يرفع ظلم وبغي هؤلاء الفجرة الحوثيين عنا، وأن يوقفهم عند حدهم، فهذه مسؤولية عظمى ، سيسأل عنها يوم القيامة.
فنسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا لما فيه الخير والصلاح ويصرف عنا وعنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن
والحمد لله رب العالمين
والحمد لله رب العالمين
تعليق