نداء إلى السلفيين يكفي سباتًا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلمبسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد
فهذا نداء لكل سلفي غيور على دين الله سبحانه وتعالى، أن لا يقف مكتوف اليدين، أو موقف المتفرج، أو موقف المتخاذل عن دين الله عزو جل، وليعلم أن هذا الدين هو مسئولية الجميع، كلٌ بقدر ما يستطيعه وبقدر جهده ووقته.
وليعلم الجميع أن أعداء الإسلام يتربصون بنا الدوائر ليلا ونهارا سرا وجهارًا، بأموالهم وأنفسهم ومخططاتهم، ويبذلون ما في وسعهم لمحارب كتاب ربنا سبحانه وتعالى وسنة بيننا صلى الله عليه وسلم.
بينما نرى التقاعس وعدم المبالاة من الكثير تجاه دين الله الحق، والسبب في ذلك الركون إلى الدينا وزخارفها وشهواتها، وتقديم الأولاد والزوجات والأبناء على دين الله تعالى إلا من رحم الله، فتجد الواحد يقدم لأبنائه ونسائها ونفسه ما لا يقدمه لدين الله تعالى.
فيا أيها السلفيون في العالم:
لينظر كل واحد منا في نفسه وليراجعها وليحاسبها ماذا قدم الواحد منا لدين الله تعالى
هل قدم العلم والتعليم والتفقه في دين الله والصبر على تبليغ دين الله؟ .
هل قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والغيرة على دين الله تعالى؟.
هل قدم المال والنفس والتضحيات من أجل أن ينتشر هذا الدين في ربوع المعمورة؟.
هل ابتعد عن الملهيات والشهوات؟.
هل أقبل على الطاعات والقربات؟.
هل سعى في محاولة انتشار دين الله في انحاء المعمورة ؟.
أيها السلفيون في العالم :
إن هناك حربًا من أهل الباطل على السنة وأهلها ومحاولة اقتلاع شجرتها المثمرة، ومحاولة القضاء عليها، ويصرفون لذلك جميع ما يستطيعونه من الأموال والامكانيات، المهم عندهم هو القضاء على السنة وأهلها، ولو كلفهم المليارات والأنفس والأرواح، ولن يهدأ لهم بال إلا إذا حققوا ذلك ورأوا نجاح ذلك بأعينهم وعلى الواقع، وما هذه المحاولات المتتالية على دار الحديث بدماج إلا برهان ذلك، وكلما فشلوا في خطة صبروا أيامًا، ثم يعودون من جديد وبطرق أخرى وأشكال جديدة، المهم الوصول إلى ما يريدونه، وانظروا الى التكاليف المذهلة التي يبذلونها في ضرب دماج بالأسلحة الثقيلة في اليوم الواحد والساعة الواحدة.
فهم يسعون إلى تحقيق ما يريدونه ولو كلفهم المليارات والأرواح والعتاد.
بينما بعض السلفيين همه الأكل والشرب والنوم والراحة، وكأن الإسلام وأهله لا يعنيه، ولا يرتبط إليه بصلة!!.
إن إخوانكم في دار الحديث بدماج يقدمون -بتوفيق الله- للأمة الإسلامية كل غالٍ ونفيس من أجل أن يبقى الإسلام معززًا مكرمًا، لا يناله سوء ولو أدى ذلك إلى الموت والفقر والعناء والتعب والسهر والجوع وتوقع الموت في أدنى لحظة.
فأين أنتم أيها السلفيون في العالم من هذه الحملة الشرسة الخبيثة؟
ماذا قدمتم وماذا بذلتم في سبيل نصرة الحق وأهله؟
وأذكر نفسي وإخواني :
بقول الله تعالى:( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة : 71]
وبقول رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» رواه مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه.
وبقول النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" رواه مسلم عن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه
وبقول رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» رواه البخاري عن أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ
فالله الله إخواني بالحفاظ على دين الله بكل ما أوتينا من قوة، سواء بالعلم والتعليم و الدعوة و بالمال و النفس، وكل واحد بما يستطيعه ويقدر عليه
وأنصح من كان قادرًا على الكتابة والبيان أن يجد في ذلك فهو من الجهاد الشرعي
فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ» رواه أبو داود والنسائي وغيره وصححه الألباني رحمه اللهفجعل نبينا صلى الله عليه وسلم الجهاد على ثلاث مراتب بالنفس والأموال واللسان وهنيئا لمن يجمع الله له ذلك كله فقد جاوز القنطرة
فهو والله من أشد الأمور على أهل الباطل، بيان ظلمهم وباطلهم وزيفهم وكذبهم ومخالفتهم للحق والصواب لكي لا يغتر بهم العوام والمساكين والمغفلين، لذلك تجدونهم يتألمون منه جدا
والحمد لله رب العالمين
تعليق