بـيـان بـعض خروقـات الحـوثيين المتـواصلة
10رمضان1434هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
10رمضان1434هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على المبعوث رحمة للعالمين محمد الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه والتابعين.
أما بعد:
فقد أمر الله سبحانه وتعالى بالوفاء بالعهود والمواثيق والاتفاقات، وأبان أن ناقض ذلك مذموم في دين الإسلام، وأنه من الخاسرين، وملعون، وأن هذا من صفات الكافرين والمنافقين.
قال الله تعالى:{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34]
وقال تعالى:{وَأَوْفُوا بِعَهْدِ الله إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ الله عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ الله يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 91، 92]
وقال تعالى:{الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ الله مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [البقرة: 27]
وقال تعالى:{أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ الله وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ} [الرعد: 19، 20]
وقال تعالى:{وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ الله مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد: 25]
قال تعالى:{ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ الله الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ} [الأنفال: 55، 56]
وروى الشيخان عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ "
وروى الشيخان عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَمَعَ الله الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ " وهذا لفظ مسلم
وإن مما أبتلى الله به المسلمين في سائر الأزمان بالرافضة، يفسدون في الأرض، ويهلكون الحرث والنسل، ويحاربون المؤمنين، وينقضون المواثيق والعهود؛ شأنهم في ذلك شأن اليهود، لا يوفون لأحد باتفاق، ولا بعهد ولا بذمة، نسأل الله السلامة والعافية.
وقد اتضح هذا جليًا أيضًا فيما حصل بينهم وبين أهل السنة في دماج من اتفاق وعهود على إثر وساطة تدخلت بعد حرب واعتداء من قبل الحوثيين على أهل السنة، وحصار شديد استمر أكثر من سبعين يومًا حصل فيه الضرر البالغ على أهل السنة من قتل وقتال ودمار.
فتدخلت وساطة كبيرة من المشايخ والوجهاء من قبائل حاشد وبكيل وهمدان بن زيد وخولان عامر وغيرها، وقاموا بصلح بين الطرفين بتاريخ 22/12/1433هـ ،22/12/2011م ،وتم الاتفاق على عدة بنود منشورة معلومة وتضمن هذا الاتفاق وهذا الصلح ما يلي:
عودة الأمور إلى ما كانت عليه، وعدم استحداث مواقع عسكرية، وفتح الطرقات ، وعدم الاعتراضات والتفتيشات لكل طرف على الآخر، والتعايش السلمي، و إخلاء المتارس، وخروج الحوثيين من دماج سهلها وجبالها وعدم العودة إليها وتسليم المنهوبات وغيرها .
هذا محتوى ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين، وتم التوقيع والالتزام من كلا الطرفين. ووضعت القبائل وجوهها لتنفيذ ذلك.ولكن كما هي عادة الرافضة المعلومة، تم نقض هذا الاتفاق كرات ومرات، وعلى مرأى ومسمع من الناس، ومن الوساطة المُشْرِفة على تنفيذ الاتفاق.
وإننا بهذا نبين ما تم نقضه من قبل الحوثيين وهو على النحو التالي:
1-القتل وسفك الدماء
فقد خرق الحوثيون الاتفاق في هذا، وتم قتل عدد من أهل السنة في وقائع مشهورة :
أولا: حادثة رحبان المشهورة في يوم السبت 29/جماد الأول1433هـ فقتلوا أربعة من طلاب العلم من أهل السنة ظلمًا وعدوانًا، بعد أن حاولوا أخذ أسلحتهم وأسرهم وهم الإخوة (عبد النور البيضاني وعمرو الصباحي ومالك البريهي، ومحمد الذبحاني) رحمهم الله.
ثانيا: حادثة العشاش يوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر ربيع أول لسنة 1434هـ، تعرض الحوثيون للإخوة عبد الله بن صالح مناع الوادعي وعبد العزيز بن صالح مسدر وعبد الله العدني وتركي خصان الوادعي،وأرادوا أخذ أسلحتهم وأسرهم، فدافع الإخوة عن أنفسهم، فقتل الحوثيون الأخ عبد الله بن صالح مناع وعبد العزيز وأسروا الباقين.
ثالثا: حادثة مقتل الشيخ سعيد بن دعاس وأخيه في ليلة الخميس السادس من شوال 1433هـ وهم في طريقهم، تقطع لهم الحوثيون وحاولوا أسروهم، ثم قتلوهم ظلمًا وعدوانًا.
رابعًا: مقتل الأخ زيد بن مروان من أهل محافظة عمران في حين الصلح في كتاف، فقد مر من عند الحوثيين يريد دماج وهو قادم من كتاف، استنادًا إلى تمام الصلح فقتلوه ظلمًا وعدوانًا.
خامسًا: في يوم 21/7/2012م تم الاعتداء من قبل الحوثيين على الأخ رشيد بن حسين العويري وقتله، وتشريد أهله من منزله في آل مزروع في الطلح، وأخذ والده حسين ولا زال مصابًا ومكسورًا بسبب ضرب الحوثيين.
2-الاختطافات والتقطعات
تقدم في حادثة العشاش ورحبان محاولة الاختطاف والأسر، وأسر الأخ عبد الله العدني وتركي خرصان، وأسر الشيخ سعيد وأخيه، وأسر والد الأخ رشيد بن حسين العوير بعد قتل ابنه.
وفي يوم 7/6/2012م تم اختطاف الأخ عبد السلام الرازحي من سوق عثمان واقتياده إلى مكان مجهول، ثم تم الافراج عنه بعد تدخل الوساطة.
وفي يوم الجمعة29/6/2012م قام الحوثيون بالتقطع للأخ علي الصومالي وهو ذاهب إلى مستشفى السلام، فأنزلوه وقاموا بتهديده، وأخذه إلى مكان مجهول، ثم تم الإفراج عنه وإخبار الوساطة بذلك.
وفي يوم 14/6/2012م أقدم الحوثيون على اختطاف الأخ عبد الرحمن الديلمي، وأخذ الدينة التي كان يحمل عليها متاعه وكتبه، وتم الافراج عنه بعد مشقة.
وفي يوم5/7/2012م منعوا أربعة باصات قادمة من عدن، منعوهم من دخول حرف سفيان؛ مما اضطرهم إلى العودة، وقد أُخبرت الوساطة بذلك.
وفي يوم الخميس 28/6/2012م تقطع الحوثيون لباص قادم من صنعاء ،ولما وصل إلى نقطة رحبان فك الحوثيون عليهم البنادق، ووجوها إلى وجوه طلاب العلم في عمل استفزازي، وتم ابلاغ الوساطة، وكذلك التقطع لأصحاب البشرة السوداء بحجة أنهم صوماليون، ولقد احتجزوا أعدادًا من أهل الحديدة وحضرموت ولحج وغيرها بحجة أنهم صوماليون.
وفي عصر يوم الأحد 25من جماد الآخر 1434هجرية اختطف الحوثيون الأخ معمر بن جابر الرازحي من منطقة قحزة بعد أن تم استدراجه وتأمينه أن يعود إلى أهله، فأسروه وضربوا عليه النار واتلفوا عينه اليسرى .
وفي يوم الخميس 25من ربيع الآخر1434هجرية أقدم الحوثيون على اختطاف الأخ سياف بن علي بن محسن جوين العويري من أمام منزله من منطقة قحزة صعدة، وتم الإفراج عنه بعد أيام بعد مشقة وتعب، وتم إبلاغ الوساطة بذلك.
وفي أواخر شهر شعبان هذا1434هجرية تقطع الحوثيون لناقلة دينة قادمة من منطقة باقم، وتم حجزها وسائقها، وأنزال ما فيها من التمور، وبعد تدخل الوساطة تم اعادتها والإفراج عن سائقها، بعد جهد وتواصل وتعب.
3-المنع من الذهاب إلى دماج
وهذا مشهور فقد منعوا أهل غراز والعبدين وغيرهم من الذهاب إلى دماج، ومنعوا أناسًا من خولان ومن غيرها، والذي يذهب إلى دماج ثم يرجع يأسرونه ويحققون معه، كما حصل مع بعض أهل السنة من منطقة خولان في مسجد السنة بمنطقة "فوط" صعدة بعد عودتهم من دماج.
4-منع الخطباء من الخروج إلى صعدة وغيرها
وهذا قد حدث من الحوثيين عدة مرات، يمنعون الخطباء، ويتعرضون لهم في الطرقات.
ففي يوم 4/5/2012م تقطع الحوثيون لعدد من الخطباء، وهم ذاهبون إلى مساجد صعدة، فأبى إخواننا الانصياع لهم، وقالوا لهم: بيننا صلح، فتجمع الحوثيون بالسيارات المدججة بالسلاح، وأرغموهم على العودة والرجوع إلى دماج، وكانوا في الجمعة التي قبلها تعرضوا لثلاثة من الإخوة وهم ذاهبون خطباء، وتعرضوا لهم عند بيت قايد شويط قرب مدينة صعدة، وتوعدوهم، وحذروهم من الخروج مرة أخرى فتفاجأ الخطباء الجمعة الثانية بما تقدم ذكره.
وقد حاولوا منع أصحاب العبدين من استقدام خطباء من دماج وحاولوا اختطاف مسؤول الخطباء من أبناء العبدين، وقد تم إخبار الوساطة بذلك.
5-التفتيشات وطلب الهويات
وهذا كثيرٌ جدا لا يكاد يمر راكب ولا راجل من أهل السنة إلا وفتشوه وأوقفوه ويسألونهم عن بطائقهم وهوياتهم، ويؤخرونهم في الطرقات الساعات في حر الشمس، وكذلك تفتيش المواد الغذائية والأخشاب والبلاط والأسمنت بحجة أن فيها سلاح، وتارة بأنها بضائع أمريكية وسعودية!!.
6-أذية الضيوف
لقد علم الناسُ الضيوفَ من أهل السنة القادمين إلى دماج، وكان من الحوثيين في شهر رجب وشعبان من هذا العام أن قاموا بأذيتهم ومنعهم من الدخول، والضرب بالرصاص في بعض النقاط على رؤوسهم، ومنعهم من استصحاب السلاح الشخصي والحوثي يحمله، فمنعوا الضيوف من حضرموت وأوقفوهم ثلاث ساعات في طريق كتاف وأبوا عليهم الدخول إلا بعد مشقة ووجهوا عليهم السلاح ، وكذلك الضيوف من صنعاء وإب وذمار وغيرهم أخروهم وقتًا طويلا ومنعوهم من الدخول بالسلاح الشخصي وتابعوهم بسياراتهم وبالتصوير، وهذا مخالف للصلح.
7-عدم تسليم مساجد أهل السنة التي سلبها عليهم الحوثيون ظلمًًا وعدوانًًا والاعتداء على ما بقي لأهل السنة من مساجد ومحاولة منعهم من أداء شعائرهم فيها بحرية
كان من شروط الصلح أن كل واحد له مساجده ولا يعتدي على مساجد الآخر، وكذلك على الحوثيين أن يسلموا المساجد التي استولوا عليه والتي تبلغ أكثر من خمسين مسجدا، فلم يسلموها بل واصلوا الاعتداءات على المساجد وقاموا بأخذ مكتبة كبيرة في مسجد آلت حسين في المهاذر، وسيطروا على مسجد كركر ومسجد عثرب في بني بحر بخولان عامر في يوم الجمعة 8من رمضان 1433هـ وأخذوا بعض الكتب منها، وقاموا بالصرخة في مسجد السنة بمعولان وحاولوا منعهم من صلاة التراويح في شهر رمضان هذه الأيام، وكذلك حاولوا في رمضان هذا الاعتداء إلى القائم بمسجد السنة بالولاج وهددوه بالقتل، وكذلك أغلقوا بالأقفال مسجد السنة في منطقة "فوط" بخولان صعدة ، وقد منعوا الناس من صلاة التراويح في خولان وفي رازح وفي غيرها بل وضربوا من يقيم ذلك.
8-إعادة التمترسات والرجوع إلى المواقع التي تم إخراجهم منها
ففي شهر شعبان من هذا العام 1434هجرية أعاد الحوثيون التمترسات من جديد في دماج ورجعوا إلى جبل الجميمة والأحرش وتوسعوا في معولان والزيلة والصمعات، وتخندقوا وبنوا المتارس، ولغموا الجبال مما أدى إلى إصابة أحد طلاب العلم في التبة التي فوق مدرسة الخانق التي لغموها ، وكذلك أدت إلى قتل بعض الأغنام في جبل الجميمة، وقاموا بالتفجيرات في الصمعات والمدور وما حولها ورجعوا إلى نقطة الخانق التي كانت بداية الحصار المنصرم وقاموا بالتفتيش فيها.أضف إلى ذلك عدم خروجهم كليًا من وادي دماج كما قد تم نشر ذلك وإرساله إلى لجنة والوساطة.
9-عدم تسليم المنهوبات
كان من شروط الصلح تسليم المنهوبات التي نهبها الحوثيون قبل الحصار فلم يسلمها الحوثيون، بل زادوا على ذلك أشياء ونهبوها، وقد تم إبلاغ الواسطة بذلك .
10- الحصار العسكري لبعض قبائل أهل السنة:
ففي هذه الأيام من شهر رمضان1434هـ قام الحوثيون بحصار قبائل أهل السنة في منطقة مُنَبِه من صعدة، وهم مازالوا إلى كتابة هذا البيان في حصار من جهتين نسأل الله أن يعجل بالفرج عنهم.
11-الاعتداء على الوساطة:
وهذا لم يعرف في شرع ولا عرف، لم يعرف إلا عند الرافضة، ففي ليلة الأول من رمضان 1434هــ هجم الحوثيون على نقطة الخانق وأخرجوا منها الوساطة .
وفي يوم الجمعة العاشر من رمضان قامت الوساطة مشكورين بمحاولة إزالة المتارس المستحدثة في الصمعات، فلما وصلت التف عليهم الحوثيون ومنعوهم من الصعود إلى الصمعات وضربوا عليهم الرصاص.
هذا وننبه أنه قد تم إبلاغ الوساطة بالخروقات من قبل الحوثيين من بعد الصلح إلى الآن ورفع كشف بذلك إلى رئيس لجنة الوساطة الشيخ حسين الأحمر، وإننا هنا نطالب الوساطة بالوفاء بما وضعت عليه الاتفاق والتزمت به أمام الله سبحانه وتعالى
والحمد لله رب العالمين
الجمعة العاشر من رمضان 1434هـ
الجمعة العاشر من رمضان 1434هـ
تعليق