• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلتنا إلى دار الحديث السلفية بوائلة الخير حرسها الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحلتنا إلى دار الحديث السلفية بوائلة الخير حرسها الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فهذا بيان لما حصل من رحلتنا إلى وائلة حرسها الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:فإن نعم الله عزوجل علينا كثيرة كما قال الله تعالى: { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا [إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ] } [ إبراهيم : 34].والنعم كلها من الله تعالى: قال ربنا في كتابه الكريم: { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ } [النحل: 53].ومن نعمة الله علينا نعمة الزيارة في الله ومن أجل الله، ومن ذلك زيارتنا لإخواننا في وائلة حرسها الله وما أحلى الزيارات عند أن يكون بها نصرة السنة وأهل السنة والزيارة في الله سبب عظيم من أسباب محبة الله جل وعلا كما في صحيح مسلم ( 2567 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم: أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد ؟ قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها ؟ قال لا غير أني أحببته في الله عز و جل قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم: في هذا الحديث فضل المحبة في الله تعالى وأنها سبب لحب الله تعالى العبد وفيه فضيلة زيارة الصالحين والأصحاب.فمن هذا الحديث وغيره من الأحاديث التي تدل على فضل الزيارة في الله جل وعلا من أجل الله ولله لا أغراض دنيوية ولا لمصالح شخصية وإنما هي زيارة نصرة بعد وحشة، وزيارة تذكير وألفة.هذا وقد طلب مني أخونا الفاضل أبو حمزة محمد بن حسن السوري حفظه الله مقالة عن زيارتنا لإخواننا أهل السنة في وائلة. فأقول مستعينا بالله: ففي يوم الخميس / الموافق /9/ من جمادى الأولى/ لعام 1434هـ من الله علينا بزيارة لإخواننا الأبطال الأشاوش في منطقة وائلة الخير حرسها الله ودفع عنها كل سوء ومكروه وجعلها شوكة في حلوق أهل الباطل من الرافضة والحزبيين والمخذلين عن الجهاد في سبيل الله.وقد كانت رحلتنا من البيضاء فانطلقنا منها قبيل الظهر وكان قد دعانا لوجبة الغداء الأخ الفاضل المجاهد أحمد بن حنبل في منطقة ذي ناعم فأكرمنا جزاه الله خيرا وبارك الله له في أهله وماله.وكان في رفقتنا إخوة أفاضل وأبطال أشاوس منهم:الأخ ناصر الزجى.والأخ الشجاع صالح الشاجري اللودريوالأخ حمود البعادني أحد شعراء أهل السنة وممن له باع في نصرة السنة وأهلها فجزاه الله خيرا. والأخ مبارك القيسي.والأخ: عبدربه القيسي والأخ عبدالله الذيب الوصابي.والأخ أحمد بن جنين البيضاني والأخ علي المطروحي والأخ محمد بن قاسم المظفريوالأخ عبدالقادر الكشميمي.والأخ نبيل العمري. وغيرهم جزاهم الله خيرا.وبعد تناولنا لطعام الغداء توجهنا نحو مأرب، فوصلنا هنالك بعد صلاة المغرب، واستقبلنا الأخ الفاضل حسام المحويتي حفظه الله، ثم بتنا ليلتنا في مأرب ثم صلينا الفجر ثم انطلقنا تجاه البقع عبر صحراء الجوف وبينما نحن في الطريق تذكرنا تلك المسافات العظيمة التي قطعها المجاهدون في سبيل الله من طلاب العلم والقبائل اليمينة المناصرة للسنة وأهل السنة جزاهم الله خيرا، الذين انطلقوا لفك الحصار عن إخوانهم في دار الحديث بدماج حماها الله.فجزى الله خيرا كل من ذهب في تلك الفيافي والقفار والصحاري والجبال من أجل نصرة السنة وأهلها ، وأسأل الله أن يرحم الشهداء الذين قدموا أنفسهم رخيصة في سبيل الله عزوجل، ووالله عند أن يمشي الإنسان في تلك الصحراء أن التعب ينسى إذا كان من أجل الله وفي سبيل الله.وهل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لا قيتو نبشرهم بما رواه البخاري في صحيحه رقم (2811) من طريق أَبي عَبْسٍ وهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ .قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند شرح هذا الحديث : " وفي ذلك إشارة إلى عظم قدر التصرف في سبيل الله ، فإذا كان مجرد مسّ الغبار للقدم يحرم عليها النار ، فكيف بمن سعى وبذل جهده واستنفذ وسعه ؟ " . وقال المناوي رحمه الله في فيض القدير (5/557-558) أي: ما اغبرت القدم في سعي أحب إلى الله من اغبرارها في السعي إلى سد الفرج الواقعة في الصف فكأنه رقعه كما يرقع الثوب المقطوع. انتهىويقول ربنا في كتابه الكريم: (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ التوبة (120-122).قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآيات: يعاتب تعالى المتخلّفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تَبُوك، من أهل المدينة ومن حولها من أحياء العرب، ورغبتهم بأنفسهم عن مواساته فيما حصل من المشقة، فإنهم نَقَصُوا أنفسهم من الأجر؛ لأنهم { لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ } وهو: العطش { وَلا نَصَبٌ } وهو: التعب { وَلا مَخْمَصَةٌ } وهي: المجاعة { وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ } أي: ينزلون منزلا يُرهبُ عدوهم { وَلا يَنَالُونَ } منه ظفرًا وغلبة عليه إلا كتب الله لهم بهذه الأعمال التي ليست داخلة تحت قدرتهم، وإنما هي ناشئة عن أفعالهم، أعمالا صالحة وثوابا جزيلا { إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } كما قال تعالى: { إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا } [الكهف: 30]. وقوله تعالى: { وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (121) }يقول تعالى: ولا ينفق هؤلاء الغزاة في سبيل الله { نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً } أي: قليلا ولا كثيرا { وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا } أي: في السير إلى الأعداء { إِلا كُتِبَ لَهُمْ } ولم يقل ها هنا "به" لأن هذه أفعال صادرة عنهم؛ ولهذا قال: { لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .وقال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسير الآية المتقدمة: يقول تعالى -حاثا لأهل المدينة المنورة من المهاجرين، والأنصار، ومن حولهم من الأعراب، الذين أسلموا فحسن إسلامهم-: { مَا كَانَ لأهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ } أي: ما ينبغي لهم ذلك، ولا يليق بأحوالهم.{ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ } في بقائها وراحتها، وسكونه { عَنْ نَفْسِهِ } الكريمة الزكية، بل النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فعلى كل مسلم أن يفدي النبي صلى الله عليه وسلم، بنفسه ويقدمه عليها، فعلامة تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته والإيمان التام به، أن لا يتخلفوا عنه، ثم ذكر الثواب الحامل على الخروج فقال: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ } أي: المجاهدين في سبيل اللّه { لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ } أي: تعب ومشقة { وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } أي: مجاعة.{ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ } من الخوض لديارهم، والاستيلاء على أوطانهم، { وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا } كالظفر بجيش أو سرية أو الغنيمة لمال { إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ } لأن هذه آثار ناشئة عن أعمالهم.{ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } الذين أحسنوا في مبادرتهم إلى أمر الله، وقيامهم بما عليهم من حقه وحق خلقه، فهذه الأعمال آثار من آثار عملهم.ثم قال: { وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا } في ذهابهم إلى عدوهم { إِلا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.ومن ذلك هذه الأعمال، إذا أخلصوا فيها للّه، ونصحوا فيها، ففي هذه الآيات أشد ترغيب وتشويق للنفوس إلى الخروج إلى الجهاد في سبيل اللّه، والاحتساب لما يصيبهم فيه من المشقات، وأن ذلك لهم رفعة درجات، وأن الآثار المترتبة على عمل العبد له فيها أجر كبير.انتهىالشاهد من الآية الكريمة: قوله تعالى: { وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ } وإخواننا ما ذهبوا إلى وائلة فيما نحسبهم والله حسيبهم إلا من أجل فك الحصار عن دماج وكانت في البداية قافلة سلمية فلم أبى الرافضة الأنجاس الأرجاس إلا شد الخناق على إخواننا في دماج هيأ الله تلك الجبهة وإذا أراد الله شئيا هيأ أسبابه { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرُكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ [وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ] } [التوبة: 14 ، 15]؛ وقال تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) سورة البقرة (190)ثم بعد ذلك وصلنا إلى البقع يوم الجمعة الموافق/ 10 / من شهر جمادى الأولى /1434هـ قبل الخطبة بساعة واستقبلنا بعض الإخوة المحبين للسنة وأهلها فتناولنا وجبة الإفطار ثم توزعنا خطباء في جهة البقع وما حولها.وقد أخبرنا الإخوة الأفاضل أن الناس في جهة البقع متلهفون لدعوة أهل السنة والجماعة، مع أن البقع منطقة حدودية محادة للمملكة العربية السعودية، وتابعة لمحافظة صعدة، إلا أن كلاب الرفض لم يتمكنوا من نشر أفكارهم فيها كما ينبغي، ثمثم بعد صلاة العصر انطلقنا إلى جهة وائلة، وما أدرك ما وائلة؟؟؟ وائلة الخير وائلة الشرف وائلة البطولة وائلة الشهامة وائلة النخوة والنجدة والنصرة وائلة الكرم والضيافة،وائلة وما أدرك ما وائلة فقد الله نصر الله عزوجل بهم السنة وأهل السنة، ورفع الله بسبهم الظلم عن المظلومين والحصار عن المحصورين، من إخوانهم أهل السنة في دار الحديث بدماج حرسها الله والقائمين عليها، وائلة وما أدراك ما وائلة جزاهم الله خيرا ودفع عنا وعنهم كل سوء ومكروه. وكان في استقبالنا في وائلة عدد من مشائخ القبائل والدعاة والمرابطين في سبيل الله من طلاب العلم وغيرهم.وعل رأسهم الشيخ مصلح بن حمد الأثلة حفظه الله ذلك الشيخ الخلوق المتواضع الشهم جزاه الله خيرا وبارك الله في أهله وماله وجهوده الطيبة المباركة.و وممن استقبلنا كذلك الشيخ الشجاع المجاهد ناصر بن عبادة جزاه الله خيرا.والأخ رداد الهاشمي جزاه الله خيرا وقد طلبت منه بيانا عن حال الدعوة بوائلة فأجابني لذلك وسيأتي كلامه إن شاء الله. واسقبلنا عدد من المجاهدين الأبطال الأشاوس منهم:والأخ مصطفى الوائلي. والأخ أبو عاصم ضيف الغمري. والأخ أبو ناصر العدني. وغيرهم من المجاهدين الأبطال والمشايخ ممن لم نعرف أسماؤهم وقد فرحوا والله بزيارتنا لهم فجزهم الله خيرا، وبارك فيهم جميعا.ثم أعلنت لنا المحاضرة في يوم الجمعة بين مغرب وعشاء في دار الحديث السلفية بوائلة حرسها الله، وقد حضرها عدد من مشايخ وائلة أعزهم الله وحفظهم، وعدد من المرابطين في سبيل الله عزوجل، وقد كانت المقدمة لأخينا رداد الهاشمي جزاه الله خيرا، ثم كلمة لأخينا الفاضل صالح الشاجري، ثم تكلمنا إلى صلاة العشاء، ثم كلمة بعد صلاة العشاء لأخينا في الله شاعر أهل السنة حمود بن قائد البعادني وفقه الله فقرأ علينا أبياتا طيبة حول جبهة كتاف وعلق عليها بما يسر الله له.ثم بعد المحاضرة توجهنا إلى بيت الشيخ الكريم الشهم مصلح بن حمد الأثلة جزاه الله خيرا، فتناولنا وجبة العشاء في بيته، وقد والله أكرمنا غاية الإكرام فله منا الدعاء والشكر ومن الله المثوبة والأجر.ثم بعد طعام العشاء توجهنا إلى دار الحديث بوائلة حرسها الله وبتنا ليلتنا فيها وقد فرغ من المسجد الأسفل والمسجد الأعلى على وشك الانتهاء من ترميمه وتجهيزه نسأل الله أن يعجل بذلك قريبا، وأن يجزي خيرا كل من ساهم في بنائه والسعي فيه، وقد هيئت بعض السكنات لإخواننا طلاب العلم والمشائخ والدعاة المرابطين في ذلك المكان،فلله الحمد والمنة.ثم في اليوم الثاني طلب من إخواننا الكرام أن نزور مواقع الجهاد في سبيل الله مواقع الشرف والبطولة مواقع البسالة، مواقع بيع النفس رخيصة في سبيل الله جل وعلا { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 111].قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: يخبر تعالى أنه عاوض عباده المؤمنين عن أنفسهم وأموالهم إذ بذلوها في سبيله بالجنة، وهذا من فضله وكرمه وإحسانه، فإنه قبل العوض عما يملكه بما تفضل به على عباده المطيعين له؛ ولهذا قال الحسن البصري وقتادة: بايعهم والله فأغلى ثمنهم.وقال شَمِر بن عطية: ما من مسلم إلا ولله، عز وجل، في عُنُقه بيعة، وفَّى بها أو مات عليها، ثم تلا هذه الآية.ولهذا يقال: من حمل في سبيل الله بايع الله، أي: قَبِل هذا العقد ووفى به. انتهىوقال العلامة السعدي رحمه الله في تفسير الآية المتقدمة: يخبر تعالى خبرا صدقا، ويعد وعدا حقا بمبايعة [ ص 353 ] عظيمة، ومعاوضة جسيمة، وهو أنه { اشْتَرَى } بنفسه الكريمة { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ } فهي المثمن والسلعة المبيعة.{ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ } التي فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين من أنواع اللذات والأفراح، والمسرات، والحور الحسان، والمنازل الأنيقات.وصفة العقد والمبايعة، بأن يبذلوا للّه نفوسهم وأموالهم في جهاد أعدائه، لإعلاء كلمته وإظهار دينه فـ { يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ } فهذا العقد والمبايعة، قد صدرت من اللّه مؤكدة بأنواع التأكيدات.{ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ } التي هي أشرف الكتب التي طرقت العالم، وأعلاها، وأكملها، وجاء بها أكمل الرسل أولو العزم، وكلها اتفقت على هذا الوعد الصادق.{ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا } أيها المؤمنون القائمون بما وعدكم اللّه، { بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ } أي: لتفرحوا بذلك، وليبشر بعضكم بعضا، ويحث بعضكم بعضا.{ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } الذي لا فوز أكبر منه، ولا أجل، لأنه يتضمن السعادة الأبدية، والنعيم المقيم، والرضا من اللّه الذي هو أكبر من نعيم الجنات، وإذا أردت أن تعرف مقدار الصفقة، فانظر إلى المشتري من هو؟ وهو اللّه جل جلاله، وإلى العوض، وهو أكبر الأعواض وأجلها، جنات النعيم، وإلى الثمن المبذول فيها، وهو النفس، والمال، الذي هو أحب الأشياء للإنسان.وإلى من جرى على يديه عقد هذا التبايع، وهو أشرف الرسل، وبأي كتاب رقم، وهي كتب اللّه الكبار المنزلة على أفضل الخلق. انتهىطلبنا الزيارة إلى منطقة الفحلوين مكان المعركة وهي تبعد عن المركز الذي بني بما يقارب ساعة إلا ربع.وفي الفحلوين ترى الآيات والعبرفمن تلك الآيات والعبر:1- ذلك المعسكر الذي كان فيه دعاة السنة ومناصريها الذين واجهوا كلاب الرفض في مكان قفرة ليس معهم فيه إلا ربهم فنعم المولى ونعم النصير، (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ }. (سورة محمد11) .و قد حصل في ذلك المعسكر من الخير ما الله به عليم من ذلك:التدريب والإعداد للرجل التوحيد والسنة على أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتوسطة، عملا بقول الله عزوجل: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ سورة الأنفال (60) }.قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ثم أمر تعالى بإعداد آلات الحرب لمقاتلتهم حسب الطاقة والإمكان والاستطاعة، فقال: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ } أي: مهما أمكنكم، { مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ }قال الإمام أحمد: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وَهْب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي علي ثُمَامة بن شُفَيّ، أنه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي" .ورواه مسلم، عن هارون بن معروف، وأبو داود عن سعيد بن منصور، وابن ماجة عن يونس بن عبد الأعلى، ثلاثتهم عن عبد الله بن وهب، به.وقوله تعالى: (ترهبون) أي: تخوفون { بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } أي: من الكفار انتهى.الشاهد من الآية الكريمة الإعداد لهذا العدو الدود ومن ذلك التدريب، والحنكة في الحروب.وقال السعدي رحمة الله عليه في تفسير هذه الاية: أي { وَأَعِدُّوا } لأعدائكم الكفار الساعين في هلاككم وإبطال دينكم. { مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } أي: كل ما تقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة، ونحو ذلك مما يعين على قتالهم، فدخل في ذلك أنواع الصناعات التي تعمل فيها أصناف الأسلحة والآلات من المدافع والرشاشات، والبنادق، والطيارات الجوية، والمراكب البرية والبحرية، والحصون والقلاع والخنادق، وآلات الدفاع، والرأْي: والسياسة التي بها يتقدم المسلمون ويندفع عنهم به شر أعدائهم، وتَعَلُّم الرَّمْيِ، والشجاعة والتدبير.ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: { ألا إن القوة الرَّمْيُ } ومن ذلك: الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال،ولهذا قال تعالى: { وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } وهذه العلة موجودة فيها في ذلك الزمان، وهي إرهاب الأعداء، والحكم يدور مع علته.فإذا كان شيء موجود أكثر إرهابا منها، كالسيارات البرية والهوائية، المعدة للقتال التي تكون النكاية فيها أشد، كانت مأمورا بالاستعداد بها، والسعي لتحصيلها،حتى إنها إذا لم توجد إلا بتعلُّم الصناعة، وجب ذلك، لأن ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب. وقوله تعالى:( تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) ممن تعلمون أنهم أعداؤكم. .( وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ) ممن سيقاتلونكم بعد هذا الوقت الذي يخاطبهم الله به (اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) فلذلك أمرهم بالاستعداد لهم،ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلك النفقات المالية في جهاد الكفار.ولهذا قال تعالى مرغبا في ذلك: ( وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) قليلا كان أو كثيرا ( يُوَفَّ إِلَيْكُمْ) أجره يوم القيامة مضاعفا أضعافا كثيرة، حتى إن النفقة في سبيل اللّه، تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.( وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) أي: لا تنقصون من أجرها وثوابها شيئا. انتهى وفي هذا الإعداد والتدريب للمجاهدين في سبيل الله فوائد كما أشار إلى ذلك العلامة السعدي رحمه الله في تفسير سورة النساء قال تحت تفسير قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا * وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا * فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } .يأمر تعالى عباده المؤمنين بأخذ حذرهم من أعدائهم الكافرين. وهذا يشمل الأخذ بجميع الأسباب، التي بها يستعان على قتالهم ويستدفع مكرهم وقوتهم، من استعمال الحصون والخنادق، وتعلم الرمي والركوب، وتعلم الصناعات التي تعين على ذلك، وما به يعرف مداخلهم، ومخارجهم، ومكرهم، والنفير في سبيل الله.ولهذا قال: { فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ } أي: متفرقين بأن تنفر سرية أو جيش، ويقيم غيرهم { أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا } وكل هذا تبع للمصلحة والنكاية، والراحة للمسلمين في دينهم، وهذه الآية نظير قوله تعالى: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } .ثم أخبر عن ضعفاء الإيمان المتكاسلين عن الجهاد فقال: { وَإِنَّ مِنْكُمْ } أي: أيها المؤمنون { لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ } أي: يتثاقل عن الجهاد في سبيل الله ضعفا وخورا وجبنا، هذا الصحيح.وقيل معناه: ليبطئن غيرَه أي: يزهده عن القتال، وهؤلاء هم المنافقون، ولكن الأول أَولى لوجهين:أحدهما: قوله { مِنْكُمْ } والخطاب للمؤمنين.والثاني: قوله في آخر الآية: { كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ } فإن الكفار من المشركين والمنافقين قد قطع الله بينهم وبين المؤمنين المودة. وأيضا فإن هذا هو الواقع، فإن المؤمنين على قسمين:صادقون في إيمانهم أوجب لهم ذلك كمال التصديق والجهاد.وضعفاء دخلوا في الإسلام فصار معهم إيمان ضعيف لا يقوى على الجهاد.كما قال تعالى: { قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا } إلى آخر الآيات. ثم ذكر غايات هؤلاء المتثاقلين ونهاية مقاصدهم، وأن معظم قصدهم الدنيا وحطامها فقال: { فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ } أي: هزيمة وقتل، وظفر الأعداء عليكم في بعض الأحوال لما لله في ذلك من الحكم. { قَالَ } ذلك المتخلف { قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا } رأى من ضعف عقله وإيمانه أن التقاعد عن الجهاد الذي فيه تلك المصيبة نعمة. ولم يدر أن النعمة الحقيقية هي التوفيق لهذه الطاعة الكبيرة، التي بها يقوى الإيمان، ويسلم بها العبد من العقوبة والخسران، ويحصل له فيها عظيم الثواب ورضا الكريم الوهاب.وأما القعود فإنه وإن استراح قليلا فإنه يعقبه تعب طويل وآلام عظيمة، ويفوته ما يحصل للمجاهدين.ثم قال: { وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ } أي: نصر وغنيمة { لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا } أي: يتمنى أنه حاضر لينال من المغانم، ليس له رغبة ولا قصد في غير ذلك، كأنه ليس منكم يا معشر المؤمنين ولا بينكم وبينه المودة الإيمانية التي من مقتضاها أن المؤمنين مشتركون في جميع مصالحهم ودفع مضارهم، يفرحون بحصولها ولو على يد غيرهم من إخوانهم المؤمنين ويألمون بفقدها، ويسعون جميعا في كل أمر يصلحون به دينهم ودنياهم، فهذا الذي يتمنى الدنيا فقط، ليست معه الروح الإيمانية المذكورة.ومن لطف الله بعباده أن لا يقطع عنهم رحمته، ولا يغلق عنهم أبوابها. بل من حصل منه غير ما يليق أمره ودعاه إلى جبر نقصه وتكميل نفسه، فلهذا أمر هؤلاء بالإخلاص والخروج في سبيله فقال: { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ } هذا أحد الأقوال في هذه الآية وهو أصحها.وقيل: إن معناه: فليقاتل في سبيل الله المؤمنون الكاملو الإيمان، الصادقون في إيمانهم { الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ } أي: يبيعون الدنيا رغبة عنها بالآخرة رغبة فيها.فإن هؤلاء الذين يوجه إليهم الخطاب لأنهم الذين قد أعدوا أنفسهم ووطَّنوها على جهاد الأعداء، لما معهم من الإيمان التام المقتضي لذلك.وأما أولئك المتثاقلون، فلا يعبأ بهم خرجوا أو قعدوا، فيكون هذا نظير قوله تعالى: { قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ سُجَّدًا } إلى آخر الآيات. وقوله: { فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ } وقيل: إن معنى الآية: فليقاتل المقاتل والمجاهد للكفار الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة، فيكون على هذا الوجه "الذين" في محل نصب على المفعولية.{ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } بأن يكون جهادا قد أمر الله به ورسوله، ويكون العبد مخلصا لله فيه قاصدا وجه الله. { فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } زيادة في إيمانه ودينه، وغنيمة، وثناء حسنا، وثواب المجاهدين في سبيل الله الذين أعد الله لهم في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. انتهى 2- ومن تلك الآيات والعبر في الفحلوين أن هؤلاء الرجال الذين قاتلوا في سبيل الله أنهم صدقوا فيما نحسبهم والله حسيبهم،قال السعدي رحمه الله في تفسيره: عند تفسير قول الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)سورة المائدة آية (54) يخبر تعالى أنه الغني عن العالمين، وأنه من يرتد عن دينه فلن يضر الله شيئا، وإنما يضر نفسه. وأن لله عبادا مخلصين، ورجالا صادقين، قد تكفل الرحمن الرحيم بهدايتهم، ووعد بالإتيان بهم، وأنهم أكمل الخلق أوصافا، وأقواهم نفوسا، وأحسنهم أخلاقا، أجلُّ صفاتهم أن الله { يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } فإن محبة الله للعبد هي أجل نعمة أنعم بها عليه، وأفضل فضيلة، تفضل الله بها عليه، وإذا أحب الله عبدا يسر له الأسباب، وهون عليه كل عسير، ووفقه لفعل الخيرات وترك المنكرات، وأقبل بقلوب عباده إليه بالمحبة والوداد.ومن لوازم محبة العبد لربه، أنه لا بد أن يتصف بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا، في أقواله وأعماله وجميع أحواله، كما قال تعالى: { قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } .كما أن من لازم محبة الله للعبد، أن يكثر العبد من التقرب إلى الله بالفرائض والنوافل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن الله: "وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، ولا يزال [عبدي] يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحبه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".ومن لوازم محبة الله معرفته تعالى، والإكثار من ذكره، فإن المحبة بدون معرفة بالله ناقصة جدا، بل غير موجودة وإن وجدت دعواها، ومن أحب الله أكثر من ذكره، وإذا أحب الله عبدا قبل منه اليسير من العمل، وغفر له الكثير من الزلل.ومن صفاتهم أنهم { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ } فهم للمؤمنين أذلة من محبتهم لهم، ونصحهم لهم، ولينهم ورفقهم ورأفتهم، ورحمتهم بهم وسهولة جانبهم، وقرب الشيء الذي يطلب منهم وعلى الكافرين بالله، المعاندين لآياته، المكذبين لرسله - أعزة، قد اجتمعت هممهم وعزائمهم على معاداتهم، وبذلوا جهدهم في كل سبب يحصل به الانتصار عليهم، قال تعالى: { وَأَعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُمْ مِن قُوَّةٍ وَمِن رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } وقال تعالى: { أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } فالغلظة والشدة على أعداء الله مما يقرب العبد إلى الله، ويوافق العبد ربه في سخطه عليهم، ولا تمنع الغلظة عليهم والشدة دعوتهم إلى الدين الإسلامي بالتي هي أحسن. فتجتمع الغلظة عليهم، واللين في دعوتهم، وكلا الأمرين من مصلحتهم ونفعه عائد إليهم.{ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } بأموالهم وأنفسهم، بأقوالهم وأفعالهم. { وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ } بل يقدمون رضا ربهم والخوف من لومه على لوم المخلوقين، وهذا يدل على قوة هممهم وعزائمهم، فإن ضعيف القلب ضعيف الهمة، تنتقض عزيمته عند لوم اللائمين، وتفتر قوته عند عذل العاذلين. وفي قلوبهم تعبد لغير الله، بحسب ما فيها من مراعاة الخلق وتقديم رضاهم ولومهم على أمر الله، فلا يسلم القلب من التعبد لغير الله، حتى لا يخاف في الله لومة لائم انتهى3- ومن تلك الآيات والعبر في الفحلوين: أن الذين ذهبوا لنصرة إخوانهم في دماج وفك الحصار عنهم، وقاتلوا في سبيل الله، أن الله اصطفى منهم من يشاء وأختار من يشاء من هؤلاء للشهادة في سبيله قال الله:( وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) سورة آل عمران (140) .قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ولهذا قال تعالى: { وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا } قال ابن عباس: في مثل هذا لنَرَى، أي: من يَصبر على مناجزة الأعداء { وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ } يعني: يُقْتَلُون في سبيله، ويَبْذُلون مُهَجهم في مرضاته. 4- ومن الآيات والعبر في الفحلوين:أننا زرنا قبور الشهداء رحمة الله عليهم أجمعين، وقد ورد في صحيح مسلم رقم (974) من حديث عائشة رضي الله عنها: قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُولِي السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ.قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم: وفي هذا الحديث دليل لاستحباب زيارة القبور والسلام على أهلها والدعاء لهم والترحم عليهم.وفي صحيح مسلم رقم (975) من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ وَفِي رِوَايَةِ زُهَيْرٍ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَلَاحِقُونَ أَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ.وفي زيارة القبورفوائد كثيرة منها:1- تذكر الموت والآخرة.2- قصر الأمل.3- تزهد في الدنيا.4- ترقق القلوب.5- تدمع الأعين.6- تدفع الغفلة.7- تورث الخشية.فهؤلاء الشهداء نحسبهم والله حسيبهم ما ذهبوا إلا نصرة لله جل وعلا ولرسوله ولرفع الظلم عن المظلومين والحصار عن المحصورين، والشهداء في سبيل الله لهم الرفعة والكرامتة عند الله بما ناولوه من الشهادة في سبيله، قال الله:( وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154).قال ابن كثير رحمه الله: وقوله تعالى: { وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ } يخبر تعالى أن الشهداء في بَرْزَخِهم أحياء يرزقون، كما جاء في صحيح مسلم: "إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل مُعَلَّقة تحت العرش، فاطَّلع عليهم ربك اطِّلاعَة،فقال: ماذا تبغون؟ فقالوا: يا ربنا، وأيّ شيء نبغي، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك؟ ثم عاد إليهم بمثل هذا، فلما رأوا أنهم لا يُتْرَكُون من أن يسألوا، قالوا: نريد أن تردنا إلى الدار الدنيا، فنقاتل في سبيلك، حتى نقتل فيك مرة أخرى؛ لما يرون من ثواب الشهادة -فيقول الرب جلّ جلاله: إني كتبتُ أنَّهم إليها لا يرجعون" .وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد، عن الإمام الشافعي، عن الإمام مالك، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نَسَمَةُ المؤمن طائر تَعْلَقُ في شجر الجنة، حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه" . قال ابن كثير رحمه الله:ففيه دلالة لعموم المؤمنين أيضًا، وإن كان الشهداء قد خصِّصُوا بالذكر في القرآن، تشريفًا لهم وتكريمًا وتعظيما.انتهى وقال تعالى:{ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ. سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ. وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ. } [محمد:4-6] . قال ابن كثير رحمه الله:ثم لما كان من شأن القتال أن يُقتل كثيرٌ من المؤمنين، قال: { وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } أي: لن يذهبها بل يكثرها وينميها ويضاعفها. ومنهم من يجري عليه عمله في طول بَرْزَخه، كما ورد بذلك الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، حيث قال:حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي، حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مُرّة ، عن قيس الجذامي -رجل كانت له صحبة-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعطى الشهيد ست خصال عند أول قطرة من دمه: يُكَفر عنه كل خطيئة، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من الحور العين، ويؤمن من الفزع الأكبر، ومن عذاب القبر، ويحلى حُلَّة الإيمان". تفرد به أحمد رحمه الله.حديث آخر: قال أحمد أيضا: حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بَحِير ابن سعيد، عن خالد بن مَعْدان، عن المقدام بن معد يكرب الكندي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للشهيد عند الله ست خصال: أن يغفر له في أول دَفْعَة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حُلَّة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويَأمَن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُشَفَّع في سبعين إنسانا من أقاربه".وقد أخرجه الترمذي وصححه ابن ماجه .قال أبو عبدالرحمن الحبيشي سلمه الله: حديث المقدام صححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب (2/67) وفي الصحيحة (3213) والحمد لله.وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عَمْرو، وعن أبي قتادة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُغفر للشهيد كل شيء إلا الدَّيْن" . والأحاديث في فضل الشهيد كثيرة جدا.وقوله تعالى: { سيهديهم } أي: إلى الجنة، كقوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ } وقوله: { وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ } أي: أمرهم وحالهم، { وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ } أي: عرفهم بها وهداهم إليها.قال مجاهد: يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم، وحيث قسم الله لهم منها، لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا، لا يستدلون عليها أحدا.إلى غير ذلك من الفضائل العظيمة للشهداء رحمهم الله. 5- ومن الآيات والعبر في الفحلوين: أن الله نصر أهل السنة على أعدائهم بسب صبرهم وثباتهم قال الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) سورة آل عمران (200).وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (45). وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن أوفي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ،لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ.إلى غير ذلك من الآيات والعبر.ومن خلال تلك الزيارة العظيمة إلى أرض وائلة أرض البطولة والشجاعة والكرم،رأينا آيات عظيمة ومشاهد مؤثرة،منها:
    1. أن الله عزوجل قد رفع رؤوس أهل السنة بتلك الجبهة العظيمة وأذل الله فيها الرافضة أخزاهم الله في الدنيا والآخرة، مع قلة عدد أهل السنة وعتادهم ولكن كما قال الله: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ) سورة آل عمران (127-126).

    وكما قال الله جل في علاه:( قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)سورة البقرة(249). وكما قال الله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ [وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ] (5) } [محمد:7]. وقال تعالى: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ . يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } [غافر:51 ، 52]. وقال تعالى: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ } [الحج:40].
    1. ومن ذلك أن الله عزوجل هيأ مركزا لأهل السنة في وائلة وهو عبارة عن فرع لدار الحديث بدماج حرسها الله،والمشرف عليه شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله،والقائم عليه خليفة شيخنا يحيى بن علي الحجوري ألا وهو الشيخ الوقور جميل بن عبده بن قائد الصلوي أبو عبدالرحمن حفظه الله وسيحل فيه قريبا إن شاء الله.

    وهذا المركز يعتبر ثاني مركز لأهل السنة في محافظة صعدة، بعد مركز دماج ومن أكبر مراكز أهل السنة في المحافظات اليمنية. وقد هيأ الله ذلك المركز في تلك البلاد بلاد وائلة حماها الله على أيدي رجال نحسبهم والله حسيبهم صادقين، وهم أهل السنة من أبناء وائلة الذين فتحوا بلادهم وديارهم وصدورهم لإخوانهم المجاهدين فجزاهم الله خيرا، وعلى رأسهم الشيخ الكريم مصلح بن حمد الأثلة حفظه الله، ومن هاهنا فإننا نشكرأبناء وائلة على جهودهم العظيمة من نصرة السنة وأهل السنة وسعيهم في فك الحصار عن دار الحديث بدماج حماها الله.وعند أن ترى ذلك المركز العظيم تعلم أن الله على كل شيء قدير، وتعلم أن الله أعز جنده ونصر أولياءه، وأيدهم بنصره (وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ ( سورة آل عمران13) .وعند أن ترى ذلك المركز العظيم في وائلة حرسها الله تعلم مدى خزي المخذلين عن الجهاد في سبيل الله، الذين خذلوا عن نصرة إخوانهم في تلك الجبهة فقد قال قائلهم: إن الجبهة ما ستنجح؟ وقائل: ذلك عبدالعزيز البرعي قطع الله دابره، فنقول: بلى والله قد نجحت ونصر الله أهل السنة ومكن لهم. قال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } الآية [النور : 55]. وقال تعالى: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } [الأنبياء : 105].ومن قائل: عن أهل وائلة أعزهم الله بطاعته: إنهم قطاع طرق وقائل ذلك محمد الإمام عامله الله بما يستحق.ومن قائل: عن القبائل: إنهم مرتزقة وهو عبدالرحمن العدني قبحه الله وأخزاه.وغير ذلك من العبارات الرديئة، التي لم ينصروا بها الإسلام وأهله والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.ومن آثار تلك الجبهة أن الله أعز أهل وائلة ورفع ذكرهم، وصدق شيخ الإسلام رحمه الله عند أن قال: إن الله ليرفع الرجل على قدر تمسكه بالسنة، فكيف بمن نصر الله بهم السنة وفك الله بهم الحصار عن المحصورين والظلم عن المظلومين، فهذا والله عز لهم وفخر لهم وشرف لهم يسجله التأريخ نسأل الله أن يكتب أجرهم وأن يجزيهم على ذلك خير الجزاء،فصار هذا المركز عزا لهم وفخرا لهم وذكر لهم فوجب علينا معاشر أهل السنة أن نشكرهم على ذلك وأن ندعو لهم بظهر الغيب فهو أنفع ما يكون لأننا رأيناهم لا يعجبهم المدح فأجرهم عند الله رب العاليمن، فالذي أراه أننا ندعو لهم بظهر الغيب فهو أنفع لنا ولهم. كما ثبت في صحيح مسلم من حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ. الحديث بوب عليه الإمام النووي رحمه الله فقال: بَاب فَضْلِ الدُّعَاءِ لِلْمُسْلِمِينَ بِظَهْرِ الْغَيْبِ.وقال رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: أما قوله صلى الله عليه و سلم بظهر الغيب فمعناه فى غيبة المدعو له وفى سره لأنه أبلغ فى الاخلاص.وقال أيضا:وفى هذا فضل الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة ولو دعا لجملة المسلمين فالظاهر حصولها أيضا وكان بعض السلف اذا أراد أن يدعو لنفسه يدعولأخيه المسلم بتلك الدعوة لأنها تستجاب ويحصل له مثلها.فالواجب علينا معاشر أهل السنة أن ندعو لهم وأن نناصرهم فهم بحاجة في هذه الأيام إلى النصرة من أشد ما يكون، فإني ناصح لإخواني أهل السنة أن نناصر إخواننا في وائلة عملا بقول الله : { هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ } [الرحمن :60] ومن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب.(851).فهذا هو الواجب علينا الآن أن نناصرهم ونشد من أزرهم لاسيما والرافضة أخزاهم الله يشيعون كما هي عادتهم في الكذب أنه ما بقي أحد في وائلة من المجاهدين والمرابطين في سبيل الله وكذبوا في ذلك، بل والله إن المجاهدين والمرابطين رأيناهم في تلك الجبهة يرابطون ويطلبون العلم ورأينا همم عالية فنسأل الله أن يجزيهم خيرا، وأن يبارك في أهل وائلة جميعا وأن يجزيهم عن هذه الدعوة المباركة خير الجزاء، ونهنأهم بقدوم الشيخ المبارك أبي عبدالرحمن جميل الصلوي حفظه الله فننصحهم أن يلتفوا حوله وأن ينهلوا من علمه، وأن يستفيدوا من خلقه وسمته، أسأل الله أن يجعل هذه الكلمات والنصائح والتوجيهات خالصة لوجهه الكريم نافعة لي أولا ولإخواني المسلمين.ثم في يوم الأحد الموافق/12/ من جمادى الأولى/ تناولنا وجبة الغداء في معسكر التوحيد والسنة بوائلة بعدما ألقينا درس الظهر في تفسير ابن كثير نيابة عن أخينا في الله رداد الهاشمي وفقه الله.ثم انطلقنا بعد ذلك إلى جهة مأرب، فبتنا ليلتنا فيها ثم انطلقنا ضحى إلى جهة البيضاء فوصلنا فيها مع أذان صلاة الظهر وأسأل الله أن يجعل تلك الزيارة خالصة لوجهه الكريم وأن يحفظ إخواننا المرابطين من طلاب العلم في منطقة وائلة، كما أسأل الله عزوجل أن يحفظ مشايخ السنة في وائلة الذين قاموا بنصرة تلك الجبهة أسأل الله أن يرفع درجتهم وأن يحفظ عليهم أموالهم وأن يبارك فيهم وأن يجزيهم خير الجزاء على ما قاموا به.وكتبه أبو عبدالرحمن: ردمان بن أحمد بن علي الحبيشي/ وكان ذلك في دار الحديث السلفية بالبيضاء/الموافق/ يوم الأربعاءم 15/ من شهر جمادى الأول/ لعام 1434هـ.والآن مع كلمة وبيان أخينا في الله رداد الهاشمي المحويتي حفظه الله بيان الأخ رداد الهاشمي حفظه الله عن حال الدعوة في وائلة حرسها اللهبسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل لا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أما بعد:ـ فقد زارنا إلى مركز الخير والسنة بوائلة أخونا في الله الشيخ الفاضل / أبو عبدالرحمن ردمان بن أحمد ابن علي الحبيشي حفظه الله ورعاه ومعه مشائخ ودعاة إلى الله ومناصرون ومحبون لهذه الدعوى فجزاهم الله خيراً وقد طلب مني حفظه الله صورة مختصرة عن أحوال الدعوة في هذه البلاد، فأجبته إلى ذلك وأنا على عجالة من أمري وبالله التوفيق ( بأن الدعوة في أرض وائلة والفضل كله لله في خير وتقدم واستمرار لا سيما بعد ما حصل من الرافضة من الاعتداء على دار العلم والسنة ( دار الحديث بدماج ) حرسها الله ودفع عنا وعنها كل سوء ومكروه، والأمر كما هو معلوم حصار وحرب وظلم وبغي واعتداء أكثر من شهرين متتابعين على تلكم القلعة التي انتفع ولا يزال ينتفع منها المسلمون في كل مكان ومن كل مكان وجاء أهل السنة وطلبة العلم والشيوخ من كل مكان جاءوا في البداية بغذاء ودواء لإخوانهم في دماج ولكن الروافض استكبروا وعتوا ومنعوا فنشبت الحرب نصرة للمظلوم وفكاً للحصار ودفاعاً عن المؤمنين ودفعاً للبغي واستمرت الحرب وجاء المجاهدون في سبيل الله من كل مكان وبحمد الله حصل خير كثير من وراء ذلك وكما قال ربنا سبحانه وتعالى كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) سورة البقرة (216) وأهل السنة خاصة في دماج تحملوا من هؤلاء الروافض أذى كثيراً ولكن كما قَالَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ قَالَ ثُمَّ قَرَأَ{ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وهذا لفظ البخاري، المهم بعد حرب وجهاد استمر أكثر من ثمانية أشهر وقد كان بعض الناس يظن أنه بعد الجهاد وفي أثنائه سينشغل المجاهدون عن طلب العلم وعن الدعوة إلى الله وما علم هؤلاء أن المجاهدين ما جاهدوا إلا من أجله ولم يكن لهم دفاع عن هوى أو عصبية ونحو ذلك بل قاموا لله وبفتاوى شرعية فنصرهم الله وأيدهم وحقق على أيديهم ما لم يكن في الحسبان وأتخذ الله من اتخذ منهم شهداء وعلم الصادقين من الكاذبين والمؤمنين من المنافقين والله لا يحب الظالمين وكان المجاهدون في أثناء الجهاد يطلبون العلم ويراجعون القرآن ويدرسون ولكن كانت موافعهم كثيرة ومتارسهم متفرقة فأشار شيخنا المجاهد المبارك شيخ دار الحديث بدماج أبو عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري نصره الله وحفظه وحرس دور الحديث السلفية في كل مكان لو يبنى مركز خير وهدى وعلم وسنة فما كان من أهل وائلة أهل السنة إلا أن فرحوا بهذه المشورة فأوقف بعض مشائخهم الصالحين المناصرين للحق وأهله أرضاً كبيرة بجبالها وسهولها لهذا المقصد وقام الشيخ أبو محمد مصلح بن حمد الأثلة حفظه الله ووفقه ببناء هذا المركز مع المرافق الكثيرة والسعي الحثيث وتحمل كل المتاعب في سبيل هذه الدعوة كتب الله أجره وشكر سعيه وهذا المركز يعتبر من كبار مراكز السنة في اليمن ويمتاز هذا المركز بعدة مميزات منها :ــ
    1. أنه فرع عن مركز دماج حرسها الله والمشرف الأول عليها هو شيخنا / أبو عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله .
    2. أنه سيكون المدرس والقائم عليه هو من كان يخلف الشيخ يحيى في دماج في أثناء سفره في الحج أو الدعوة وهو الشيخ الفاضل / جميل بن عبده بن قايد الصلوي حفظه الله .
    3. أنه يعتبر ثغر من ثغور الإسلام والسنة .
    4. أن التهيئة فيه لطلب العلم واضحة جداً لبعده عن ازدحام المدن وهيشات الأسواق وتراكم الفتن.
    5. أن الأراضي والمساكن متوفرة والسعة كبيرة .
    6. الرباط فيه يغيظ الكفار وأقض مضاجع الأعداء والله يقول ( ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين )
    7. أن البلدان التي حوله مهيأة للدعوة إلى الله فنحن وقبل أن نستقر في هذا المركز ما زلنا ندرس في مطرح خلفي وفي خيمة والناس من كل مكان يتلهفون للدعوة السلفية، وإني بغير مبالغة لو عندنا أكثر من خمسين خطيب في هذه الأيام لما استطعنا أن نعطي المساجد حقها لكثرة المطالبين بل بفضل الله قد وصلت الدعوة وانتشرت حتى بلغت إلى وسط الصحراء فضلاً عن الجوف والحزم والمهاشمة واليتمة والبقع وأما العقيق والعطفين وأنيس وغيرها من بلاد وائلة فمساجدهم من قبل مفتوحة لدعوة أهل السنة، فيكف وقد بني المركز والبركة من الله .
    8. أن القائمين عليه قد سلموه جملة وتفصيلاً لأهل السنة وهم منهم وأن غالب أهل الوادي الذي هو فيه أعني المركز وأعني بالوادي آل أبو جبارة ) يرونه من أنفس ما عندهم وأغلى ما يملكون فجزاهم الله خيراً .

    فلذلك مثل هذا المركز وهذه المميزات وغيرها كثير ينبغي علينا معاشر طلبة العلم والدعاة وأهل السنة أن نكون مع هذا المركز والحمد لله فما أن نزل المرابطون من المواقع حتى تحولوا إليه ومنهم سافر وينتظر افتتاحه وهو قريب إن شاء الله فهو جاهز، ولله الحمد وهم يعلمون أنه سياج للدعوة ومنبع من منابعها فهو درع دماج وحارسها بعد الله وإذا فكر الأعداء الحوثيون أو غيرهم على دماج باعتداء أو أذى فليكن أول ما يذكرون هذا المركز حرس الله الجميع وللعلم فالمركز مركز علم وقرآن وسنة وتوحيد وعبادة ودعوة ولسنا ممن يعتدي أو يظلم ولكن من اعتدى علينا أو على مراكزنا فلا يلومن إلا نفسه والله المستعان وعليه التكلان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .وكتبه: الفقير إلى الله: رداد الهاشمي المحويتي/ وكان ذلك في وائلة يوم الأحد/ 12/ من جمادى الأولى/1434هـ
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالرحمن ردمان الحبيشي; الساعة 28-03-2013, 06:03 PM.

  • #2
    ما عسانا أن نقول إلا
    الحمد لله رب العالمين

    تعليق


    • #3
      الله أكبر الله أكبر الله أكبر
      هذه والله من أعظم البشارات فلله درك أبا عبد الرحمن وجزاك خيراً على هذه البشارات العظيمة
      ولو لم يكن بيننا وبين أولئك إلا هذا الفرق لكفى العقلاء في تبصرة مواطن الداء ولكن أين الحيلة ..
      أهل السنة الشرفاء مشغولون بما هو أنفع للإسلام والمسلمين ويهتمون لهم من شر الروافض الأشرار لا كبعض المتسلقة الذين يصيحون ليل نهار الحجاورة الحجاورة حتى إذا سئل عن ترجمة أو عن خطر الروافض كان الجواب الحجوري والحجاورة وما لهم عندنا إلا رمية بحجر أو صفعة بقلم وننشغل بما هو أنفع وأرفع {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا}[الإسراء/84]
      هَذَا الْحَمَالُ لا حَمَالَ خَيْبَرْ *** هَذَا أَبَرُّ رَبَّنَا وَأَطْهَرْ
      نسأل الله التوفيق والسداد والهدى

      تعليق


      • #4

        ماشاء الله
        جزاكم الله خيرا يا أهل السنة حيث ما كنتم
        اللهمّ زد وبارك

        تعليق


        • #5
          بشرك الله بالجنة

          بشرك الله بالجنة يأخانا ردمان والله لقد أثلجت صدورنا بهذه الأخبار الطيبه أسأل الله أن يبارك فيك وفي أهلك ومالك

          تعليق


          • #6
            ما شاء الله رحلة موفقة إن شاء الله
            نسأل الله أن يبارك فيكم أخانا ردمان

            وجزى الله إخواننا أهل وائلة خير الجزاء على ما قاموا به وما يقومون به
            من نصرة الحق وأهله

            تعليق


            • #7
              وأنتم جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم وهذا الذي كتبته من باب التبشير بالخير والإعانة عليه وهو قليل من كثير وكما يقال قطرة من مطرة، ووالله ما عسى أن يكتب القلم وما عسى أن يأتي الوصف لتلك الجبهة العظيمة ولأولئك القبائل الشرفاء أصحاب النخوة العربية، وأسأل الله بأسمائه الحسنى أن يرحم إخواننا الشهداء الذين أبلوا بلاءا حسنا في سبيل الله، كما أسأل أن يجزي خيرا كل من شارك في نصرة جبهة كتاف ودماج من القبائل اليمينة وغيرهم من طلاب العلم الأفذاذ ، ونبشرهم أن الله لن يضيع أعمالهم ولن يخيب سعيهم قال الله:{ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) سورة يس(12)}.
              قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: قوله:( وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا) أي: من الأعمال.
              وفي قوله: { وَآثَارَهُمْ } قولان:
              أحدهما: نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم، وآثارهم التي أثروها من بعدهم، فنجزيهم على ذلك أيضًا، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، كقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سن في الإسلام سنة حسنة، كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومَنْ سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزرُ مَنْ عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا".
              رواه مسلم، من رواية شعبة، عن عون بن أبي جُحَيْفة، عن المنذر بن جرير، عن أبيه جرير بن عبد الله البجلي، رضي الله عنه،
              وهكذا الحديث الآخر الذي في صحيح مسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: من علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية من بعده" .
              والقول الثاني: أن المراد بذلك آثار خطاهم إلى الطاعة أو المعصية.
              قال ابن أبي نَجِيح وغيره، عن مجاهد: { مَا قَدَّمُوا } : أعمالهم. { وَآثَارَهُمْ } قال: خطاهم بأرجلهم. وكذا قال الحسن وقتادة: { وَآثَارَهُمْ } يعني: خطاهم. قال قتادة: لو كان الله تعالى مُغفلا شيئًا من شأنك يا بن آدم، أغفل ما تعفي الرياح من هذه الآثار، ولكن أحصى على ابن آدم أثره وعمله كله، حتى أحصى هذا الأثر فيما هو من طاعة الله أو من معصيته، فمن استطاع منكم أن يكتب أثره في طاعة الله، فليفعل. انتهى من تفسير ابن كثير رحمه الله بتصرف

              تعليق


              • #8
                جزاك الله خيراً أخانا الشيخ أبا عبدالرحمن ردمان على هذا الشرح المختصر لزيارتكم لدار العزة والكرامة وائلة
                ونسأل الله أن يجعل هذه الزيارة الأخوية في ميزان حسناتكم

                تعليق

                يعمل...
                X