لحظات وداع كتاف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه ومن اصطفى أما بعد :
إنها (كتاف) الأبية، حاملة الراية الجهادية، لنصرة التوحيد والسنة والسلفية، في زمن غاب فيه الجهاد بالسنان، وتكالب فيه علينا أعتى الكفران، وحوثة إيران, مع قلة الأنصار والخلان، وخور الجبناء وشيوخ الخذلان, فكانت غربة (كتاف) تزيدها اللمعان.
إنها (كتاف) القوية، التي كان فيها النصر على الحوثية الرافضية، التي اعادت لنا بطولات أمجادنا التليدة, أعادت لنا بدراً بدوراً بأسودها في كل الجبهات :
(الميسرة) – الشافعية - بمواقعها الأربعة : تهامة وأب والضالع ويافع.
و(القلب) بمواقعه : العوالق لودر وجعار والبيضاء وتعز ولحج وعدن
و(الميمنة) بمواقعها : الجوف ومأرب ومجلي (صعدة) وحاشد (عمران).
(وتحيط بهم وائلة برجالها وارضها) فحمزة أسد لم يمت بل هو حمزات ,وسيف الله المسلول باق بين تلك الصخرات, وعلي ذوالفقار عاد لإحراق أبناء المتعات.
واعادت لنا (كتاف) حطينا فحططنا فيها الخيمات، وبنينا المتارس واللبنات، على من أخذ الحجر الأسود فجعلوه حصوات.
إنها (كتاف) ووداعها بعد النصر فيها
آهٍ لها ومن فراقها إنها اللحظات الأخيرة من تركها.
آهٍ لها ونحن نودعها وما فيها من ذكرى عميقة فينا، نودع قبور شهدائنا فيها، نودع متارس جبهات ولقاءات عليها.
آهٍ لها وأنت ترى آخر أيام مغادرتها من تحميل ركابنا وأخذ خيامنا وعدتنا وفي آخر أذان في ربوعها، وإلقاء آخر نظراتِنا لجبالها, والتي ستظل راسخة بوجداننا.
آهٍ لها وأنت ترى غروب شمسها ووداعها لنا قبل وداعنا, ولكن ستظل شمس الجهاد فينا معالماً وشموساً نستنير بدروسها :
- فقد جئنا نجاهد في (كتاف) بالسنان بعد ترك أهل ووطن ومال - فكان جهاداً- لنعود إليها فنجاهد النفس والنفاق والهوى وأهله والدنيا والشيطان (وجاهدهم به جهاداً كبيرا) (المجاهد من جاهد نفسه وهواه) تعلماً وتعليماً وترويضا.
- ومن دروسها أخوّتنا من مناطق شتى التي زرعت تعاوناً خلاباً نتج عنه ثمرة انتصارنا، فابقوا على الإخاء والتعاون دوماً.
- ومن دروس(كتاف) الوفاء فقد وفت وائلة وشيوخها وأهلها وبذلت حباً ونفساً ومالاً وكرماً وأرضاً وحكمة رجالها فلنوفيها ما علينا شكراً واعترافا وذكراً جميلاً, وشوقاً وزيارة ودعاءً.
إنها (كتاف) تاريخاً جديداً سيُسطر وساماً غالياً سيحفظ لجيلنا ولمن بعدنا الذين بهم سيفُتخر ويبقى تاريخاً ينضاف إلى مجد تاريخ أسلافنا المظفر فإن ودعنا (كتاف) مكاناً فستكون معنا بكل مكان خالدةً في مكان التاريخ والزمان، وسيخلد من حرضّ للقتال فيها، ومن شارك باستبسال، ومن بذل النفوس والأموال، وسيحيى منعماً من قدم روحه استشهاداً لشديد المحال.
ودعاً لـ(كتاف) نخطها مداداً، وننبضها بالقلب احتراقاً والماً
نخطها بنهاية محرم في يوم الخميس 29/1/1434ه آخر أيام إخلائها
كتبت هذه السطور من عليها وفيها وعنها وإليها وإلى من كان فيها وإلى من حرمها.
كتبت هذه السطور من عليها وفيها وعنها وإليها وإلى من كان فيها وإلى من حرمها.
كتبها بكتاف
/ أبو الحسين عبده بن حسين اليافعي العدني غفر الله له
قال القائد الشاعر : أبو قصي أحمد الدماني حفظه الله في زامل توديع أهل وائلة :
الربع واحد والمخوة واحدة * والعدو بانسقيه من نار السموم
حتى ولو كلٍ رجع بلدته * لابد ما يرجع اذا حان اللزوم
وقال أيضاً :
الله يحي بكل من حيّ بنا *يا ذا الشوامخ يا معالي وائلة
يامن نصرت الدين في الوقت العجي* يوم البشر عن نصرته متخاذله
وقال شاعر وائلة في رده :
رحبي يالشوامخ بالرجال الأسودي# ارفعي الصوت يملا جبالها والسهول
بالذي ضحت بدمها وفاء للعهودي #ضد من خالف السنة وسب الرسول.
تعليق