بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل(وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55)الانعام
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم القائل (إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان)رواه أحمد من حديث عمررضي الله عنه.أمابعد
فكما هو معلوم لدى الكثير من المسلمين أن أهل السنة و الجماعة هم الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( «افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة»رواه أبوداود من حديث إبي هريرة
فالواحدة التي هي ناجية سئل عنها قال: «ما أنا عليه وأصحابي») من حديث عبد الله بن عمرو رواه الترمذي.
فالذي كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الكتاب والسنة اللذين تركهما من بعده لمن أراد النجاة لقوله صلى الله عليه وسلم( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي )
وقال في حديث آخر ( عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ...)رواه من حديث العرباض بن سارية رضى الله عنه
فأهل السنة والجماعة سموا بذلك لأنهم يسيرون على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقته ولأنهم اجتمعوا على ذلك ، وسموا مخالفيهم أهل البدعة لأنهم أحدثوا في دين الله ما ليس منه ثم تفرقوا بعد ذآلك الى فرق وأحزاب كل حزب بما لديهم فرحون
إذاً هذه الدعوة دعوة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم التي بعثه بها ربنا جل وعلا وقد تكفل الله بحفظ أصولها التي تقوم عليها وهي الكتاب والسنة لقوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)الحجر ولقوله صلى الله عليه وسلم («إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها» .رواه أبو داود من حديث إبي هريرة رضي الله عنه
فإذا علم ذلك ايضاً أن آخر مجدد لها في بلاد اليمن على رأس هذا القرن هو شيخنا الإمام أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله رحمة واسعه والذي تعلم في بدء أمره على يد علماء الزيدية في جامع الهادي بصعدة - اليمن ، ثم رحل الى بلاد الحرمين وأكمل تعلمه هناك على يد علماء السنة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية .
وبعد أن عاد إلى بلاده دماج قام بتأسيس دار الحديث السلفية وبدأ بالدعوة الى الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة وحصلت بينه وبين علماء الشيعة(الرافضة) صولات وجولات وردود انتهت باتفاق بأن يسير كل في دعوته وأن الشيخ مقبلا عالم مجتهد واستمرت بينهم الردود الشرعية وكل يدعو إلى مذهبه بدون أي مشاكل طيلة اكثر من عقدين من الزمن .
وفي آخر أيامه أسس الشيعة (الروافض) ما أسموه بجماعة الشباب المؤمن على يد حسين بدر الدين الحوثي بعد أن قام بعدة زيارات الى إيران وقام الشيخ مقبل رحمه الله بالتحذير منها للقاصي والداني ولم يستجب له إلا القليل وبعد وفاة الشيخ مقبل رحمه الله ببضعة سنوات نشبت الحرب بين الشباب المؤمن (الرافضة الحوثيين) والدولة واستمرت ست سنوات كانت تنتهي في كل سنة بالصلح ولم يشارك أهل السنة في أي حرب من تلك الحروب حتى كانت الحرب السادسة دافع أهل السنة عن أنفسهم حينما اعتدى عليهم (الحوثيون الروافض) .
وكان الصلح الذي مع الدولة يشمل السلفيين ولكن الحوثيين بدأوا بنقض هذا الصلح بالتحرش بطلاب العلم في الطرقات بإيقافهم وتفتيشهم ونساءهم وحجز سياراتهم وحبس بعض أفرادهم وأخذ كتبهم وإحراقها وأهل السنة صابرون حتى استشرى الأمر وقاموا بحصارهم سبعين يوماً فمنعوا عنهم جميع متطلبات الحياة ومقوماتها من طعام ودواء و...ولم يرحموا طفلا ولا شيخا ولا امرأة فاستنصر أهل السنة والجماعة ( السلفيون ) بالدولة ( ولاة الأمر ) فقالوا اننا الان في وضع لا يسمح لنا بفتح حرب مع الحوثيين بسبب الثورة ولكن دافعوا عن أنفسكم ونحن نعينكم وبعد هذا الاذن من ولاة الامر بجهاد الحوثين لم يستعجل أهل السنة بفتح الحرب و لجؤ الى كل من له نفوذ في البلاد من مشايخ قبائل ومسؤولين وأعيان لإيقاف بغي الحوثيين فجاءت الجنة تلو اللجنة من أهل الخير للصلح والحوثيون يتعنتون ويشترطون شروط تعجيزية ومع هذا كله كان أهل السنة يقبلونها على مضض لا خوفا ولا عجزا ولكن درءا للفتنة وحقنا للدماء خاصة وأن مذهب أهل السنة والجماعة عدم بدء المبتدعة بالقتال وإن ذلك من شأن حكام المسلمين وأما أهل السنة فيجاهدونهم باللسان والبنان بالحجج والبراهين وللناس عقول ثم سعوا بعد ذلك الى تكوين قافلة إغاثية مسالمة وإرسالها إلى دماج لتخفيف الحصار ولعل الله يأتي بالفرج أو أمر من عنده ولكنهم منعوا القافلة من دخول دماج واستمر الحصار حتى اليوم الأول من شهر الله المحرم قام الحوثيون بهجوم كاسح على اخواننا المشايخ والدعاة وطلبة العلم في دار الحديث بدماج ابتداء بالنهار بالقصف المكثف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة فسقط من سقط بين جريح وقتيل حتى غروب الشمس وبعد ذلك هجموا بأعداد غفيرة على إخواننا فتصدى لهم رجال التوحيد والسنة وحصدوهم حصيد الهشيم بفضل الله فرجعوا القهقرى يجرون أذيال الهزيمة حاملين جرحاهم وقتلاهم في صورة مزرية بعد أن كانوا يمنون أنفسهم بقتل رجال التوحيد وسبي نسائهم ولكن الله رد كيدهم في نحورهم وفي تلك اللحظة أفتى شيخ الدار بعد مشاورته لإخوانه من علماء ودعاة وطلاب علم بجهاد الحوثيين وتتابعت الفتوى من علماء المسلمين في الداخل والخارج حتى من المخالفين فاستجاب لذلك كثير من المسلمين من دعاة وطلبة علم وعامة ويمموا وجوههم إلى أرض وائلة الشماء إلى أرض الأشاوس اللذين فتحوا بلادهم للقافلة أولا وللمجاهدين ثانيا وتعاونوا معهم بالنفس والمال والعتاد حفظهم الله وبارك فيهم وفي أعمارهم وأموالهم في الدنيا والآخرة فكانت الهجمة الكبرى الأولى التي استولى فيها المجاهدون من حلف النصرة القبلي على نصف مواقع الحوثيين وبعد أيام كانت الهجمة الثانية التي وصل فيها مجاهدو حلف النصرة إلى مشارف مدينة كتاف وكانوا يستطيعون دخولها ولكنهم تركوا ذلك حقنا حفاظا على أرواح وممتلكات من فيها ممن ليسوا مع الحوثيين في قتالهم .
وحين رأى الحوثيون ذلك فزعوا لذلك الأمر فزعأ شديداً وخافوا خوفا عظيما فسعوا سعيا حثيثا لطلب الصلح وتوجهوا إلى الشيخ:حسين الأحمر. ليصلح بينهم وبين السلفيين فقبل ذلك وجاء إلى عدة وتم الصلح بين أهل دماج والحوثيين وفتحت الطريق الى دماج وفك الحصار جزئيا ثم اتجهت لجنة الصلح إلى وائلة لإكمال الصلح فرحب بذلك مشايخ حلف النصرة القبلي بعد أن اجتمعوا وتشاوروا واتفقوا على قبول الصلح بشرط أن يصير الحوثيون مواطنين صالحين كسائر المواطنين في البلاد اليمنية ولكنهم رفضوا هذا الشرط وبدأوا بنقض الصلح وذلك بالتحرش بإخواننا في الطرقات بالتفتيش والإهانة ومنع دخول الزوار إلى دماج إلا من شاءوا .
وقد بلغني وانا كتب هذه الاسطر أنهم تحرشوا بإخواننا الذين خرجوا الى مدينة صعدة لقضاء بعض حاجاتهم وطلبوا منهم تسليم اسلحتهم ولما امتنع إخواننا من تسليم اسلحتهم حسب اتفاق الصلح هجموا عليهم بغتةً وقتلوا منهم اربعة من خيرة طلابة العلم.
واستمر اخواننا مجاهدو حلف النصرة في مواقعهم بعد أن اجتمعوا وقرروا البقاء في مواقعهم وألا يتقدموا بعد فتح الطريق الى دماج موقف المدافع عن المواقع التي قد انتزعت مسبقا من الحوثيين إلا من بعض الهجمات الخاطفة على بعض المواقع التي تؤذيهم حتى يرضخ الحوثيون للصلح بالشرط المذكور سابقا أو تدخل الدولة وتبسط نفوذها على صعدة أو يستمر قتال هذه الفئة الباغية حتى يتم الانتصار وإراحة البلاد والعباد من شرهم الذي طال القاصي والداني في كثير من محافظات البلاد .
فهذه قصة حربنا مع الحوثيين ذكرتها باختصار لكل منصف متجرد للحق وأهله ليحيى من حي على بينة ويهلك من هلك على بينة ودحرا لكذب و تلبيسات الحوثيين ومن ناصرهم من جهال المسلمين في الداخل والخارج
كتب / أبو حفص عمر بن يحيى الكندي
من أرض وائلة الشماء
من أرض وائلة الشماء
تعليق