بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله الغر الميامين..
فأنا أبوعمران أحمد بن يحيى كنيد المشهور بالكندي..
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أعتقدها وأقر بشروطها ، واثبت لله الأسماء الحسنى من غير تأويل بصفاته العلى من غير تحريف ولاتمثيل ولاتكييف ولاتعطيل..
فهو تبارك وتعالى مستوي على العرش متكلم سميع بصير رؤوف رحيم ..
أؤمن بمعاني هذا كله من غير تكييف لقوله :" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " فإنه تبارك وتعالى أخبرنا بمعاني صفاته ولم يخبرنا بكيفيتها ..
وأؤمن بكل إسم وصفة دل وثبت وصح دليلها من الكتاب والسنة وأنفي عنه تبارك وتعالى كل صفة نقص وعيب لايعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ..
وأؤمن بعلم الله الذي أطلقه على من شاء من عباده ، وبعلمه الذي لم يطلع عليه ملكٌ مقرب ولانبي مرسل ..
وأؤمن أنه خص علم خمس من المغيبات نفسه ولم يطلعها أحدًا من البشر كما في آخر سورة لقمان..
وأؤمن بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقر بها وأعمل بها وأدعو إليها ولا أرد شيئًا جاء به وماجاء في كتابه على ماهو فَهم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، ويجب سلوك طريقه المستقيمة المعتدلة التي هي وسط بين الغلو والجفاء والإفراط والتفريط ، ونقدم في الفهم الصحابة إذ هم من عاشروا التنزيل والتابعين لايخالفونهم في ذلك ومالم يرد فيه فهم الصحابة أخذنا بالتابعين ، والتابعين لهم بإحسان لابإساءة كما هو حال البدع خوارج وجهمية ومعتزلة وأشاعرة..
كما نهى الله عن مجالستهم قال تعالى : "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ" ومخالطتهم مرض للقلب ، قال بن عباس :" لاتخالطوا أهل البدع فإن مخالطتهم ممرضة وإنما يعاملون بما يسمح به الدين فهم لايُبدأون بالسلام ولايُزارون ولانغشى مجالستهم إلا في نُصح ينفعهم ولاُيصبك شؤم بدعتهم فإن لم يكن علم توقى به من الشبه ودين تُعصم به من الزلل فلاضير في الذهاب إليهم البتة " ، وقد سبق كلام سلف الأمة في هذه المسألة وأُلف فيها بمافيه غناية عن هذا ولكن فيما أكتب ذكرى والله المتقبل..
ونخالف أهل البدع في كل مااحدثوه لم ينزل الله به سلطان ولم يأتينا فيه برهان فلانرى الخروج على أئمة المسلمين من المسلمين ماداموا للصلاة بها قائمين ونرى طاعتهم واجبة من طاعة الله ورسوله مالم يكن معصية فإن كانت معصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والنصح بما يقيهم ويصلح أحوالهم وأحوال المسلمين واجب بما تقتضيه الآداب الشرعية بيسر وإرادة لتقويمه ويعود نفع النصح له ولعموم المسلمين كما في حديث أسامة وإن حصل منهم أن خذلونا في بعض الأمور فلايجوز الخروج عليهم بأي حال ماداموا على ماذكر لاخروج بلسان ولابالسيف والسنان فهذا الذي يُفعل شأن أهل البدع عافاكم الله وسلم معشر أهل السنة والجماعة..
والجهل بريد أهل البدع والعلم طريق النجاة والعلم لايثمر إلا برًا ، والجهل لايثمر إلا شرًا ، ويجب عليهم احترام المسلمين ومراعاة شعورهم ونفعهم ولا ثبات لحقوقهم حق المسلم على المسلم خمس الحديث...
وأؤمن بأن الجنة حق والنار حق وهما مخلوقتان موجودتان لاتفنيان ولاتبيدان أبد الآبدين ودهر الداهرين.
وأؤمن بالصراط والميزان والحوض ولكل نبي حوض له وارده...
وأؤمن بالقضاء والقدر وكل مخلوق لما خلق له ويجب على المكلفين العمل بما خلقوا له من غير طول نظر في أمر القدر من حيث وجود كذا ونفي ذاك ولكن سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.
وأؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
وأؤمن بالبعث والنشور والحشر وكل عامل يلقى عمله إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر والإيمان يزيد وينقص ، وأنصح بطلب العلم والاجتهاد فيه ومذاكرته ومعرفة مسائلة وعدم الملل أو الفتور على ذلك فإنه كما قيل إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل ومارياض الجنة قيل حلق العلم ..

فهذه عقيدتي اقدمها لأبنائي وعامة المسلمين ...
وأسأل من الله القبول والنفع في الدارين...
والحمدلله رب العالمين.

وكتبه أبوعمران أحمد بن يحيى كنيد

فهذه وصية في عقيدة المسلم المستسلم أرجو أن ينفع الله بها في الدارين.